أَحلَى وَطَن
منذ زمان أفل, ارتدى الليل جلباب الظلام, وراح يخمد الأنوار هنا وهناك..
بينما تسمرّ الصبح مذهولاً لا يعرف أين يولي وجهه..
أرادت الشمس أن تتنحى وتخترق المدار وتطلّ برأسها على أهل الأرض من جديد إلا أنها سرعان ما انزوت بعيداً وراحت بصمت ترقب ما يدور من ويلٍ وثبور..
آه يا بلدَ الجراح, ما يزال أنينك يمزّق الأسماع..
وما يزال هدير صوتك يثيرُ الشجن في الأرواح..
آه.. آه.. آه..
ما يزال المِبضَع ينغرس كلّ حين في جسدك الدامي..
وما زلت تتلقّى الضربات بعنف, فتقف حتى الحين شامخاً كالنخلة الباسقة..
لا تهزّك الرياح الغاشمة, ولن يزحزك فلول الأعداء.
فلماذا أيّها الحبيب يجري عليك كلّ هذا الضيم..
أأنت وحدك في خارطة الكون؟!
أم أنّ لملكوت قدسك قوة تجذب إليك الأنظار؟!
أين أصدقاؤك المخلصون.. أين جيرانك المقرّبون.. أين أحبّاؤك الطيّبون..؟
أكلّهم رحلوا عنك وتركوك لوحدك تقاوم في العراء..؟!
والأدهى من ذلك أنهم انقلبوا جميعاً عليك، خصوماً وأعداء!
الغوث الغوث الغوث خلّصنا.. يا ربّ السماء!
ألم تكن أرضك لهم خيمة يستظلون بها أيام العزاء؟ ألم يكن ترابك الطيب داراً يسترزقون بها أمداً من الزمان؟!
ألم تكن لهم المأوى يا وطن؟
ألم تكن لهم السكن يا وطن؟
فلِمَ ارتدّوا قردة خاسئين يعبّئون الأفكار السوداء ويجمعون العدة لإحراقك وأهلك يا عراق
آه.. آه.. آه.. يا عراق..
فهل عليك دَيْن يتقاضونه الآن منك بتجمّعهم في أوكار البغيّ والشر؟!
أم عليك دم يطلبونه منك كلّ حين؟!
جراحاتك لم تزدك إلا قوة وإيماناً
ودمك المراق له نشيد لا يفهم كنهه إلا الشّرفاء ..
وصمتك الشجاع كلام يحشرج في آذان الدمويّين والأنذال ..
فاصبر أيّها البطل, فإن الله تعالى مع الصابرين، واكظم غيظك فالله يحبّ الكاظمين، وانتظر وعد الله، يوم تزلزل الأرض وتندثر عروش الظالمين، يوم يبدل الله الأرض غير الأرض, وبرزوا لله الواحد القهار.
حينها..عندها.. وقتها.. قهقه عالياً بملء شدقيك واملأ تراعك المليء بحزن الأمهات ودموع الصغار ورداً وأزهاراً، فقد حان وقت الظهور الميمون في دولة العدل المنتظرة، هنالك لن تضيع الحقوق البتة، ولن تبكي بعد ذلك يا حبيبي يا عراق.
منتهى محسن
تم نشر هذا الموضوع في العدد 87 من المجلة
منذ زمان أفل, ارتدى الليل جلباب الظلام, وراح يخمد الأنوار هنا وهناك..
بينما تسمرّ الصبح مذهولاً لا يعرف أين يولي وجهه..
أرادت الشمس أن تتنحى وتخترق المدار وتطلّ برأسها على أهل الأرض من جديد إلا أنها سرعان ما انزوت بعيداً وراحت بصمت ترقب ما يدور من ويلٍ وثبور..
آه يا بلدَ الجراح, ما يزال أنينك يمزّق الأسماع..
وما يزال هدير صوتك يثيرُ الشجن في الأرواح..
آه.. آه.. آه..
ما يزال المِبضَع ينغرس كلّ حين في جسدك الدامي..
وما زلت تتلقّى الضربات بعنف, فتقف حتى الحين شامخاً كالنخلة الباسقة..
لا تهزّك الرياح الغاشمة, ولن يزحزك فلول الأعداء.
فلماذا أيّها الحبيب يجري عليك كلّ هذا الضيم..
أأنت وحدك في خارطة الكون؟!
أم أنّ لملكوت قدسك قوة تجذب إليك الأنظار؟!
أين أصدقاؤك المخلصون.. أين جيرانك المقرّبون.. أين أحبّاؤك الطيّبون..؟
أكلّهم رحلوا عنك وتركوك لوحدك تقاوم في العراء..؟!
والأدهى من ذلك أنهم انقلبوا جميعاً عليك، خصوماً وأعداء!
الغوث الغوث الغوث خلّصنا.. يا ربّ السماء!
ألم تكن أرضك لهم خيمة يستظلون بها أيام العزاء؟ ألم يكن ترابك الطيب داراً يسترزقون بها أمداً من الزمان؟!
ألم تكن لهم المأوى يا وطن؟
ألم تكن لهم السكن يا وطن؟
فلِمَ ارتدّوا قردة خاسئين يعبّئون الأفكار السوداء ويجمعون العدة لإحراقك وأهلك يا عراق
آه.. آه.. آه.. يا عراق..
فهل عليك دَيْن يتقاضونه الآن منك بتجمّعهم في أوكار البغيّ والشر؟!
أم عليك دم يطلبونه منك كلّ حين؟!
جراحاتك لم تزدك إلا قوة وإيماناً
ودمك المراق له نشيد لا يفهم كنهه إلا الشّرفاء ..
وصمتك الشجاع كلام يحشرج في آذان الدمويّين والأنذال ..
فاصبر أيّها البطل, فإن الله تعالى مع الصابرين، واكظم غيظك فالله يحبّ الكاظمين، وانتظر وعد الله، يوم تزلزل الأرض وتندثر عروش الظالمين، يوم يبدل الله الأرض غير الأرض, وبرزوا لله الواحد القهار.
حينها..عندها.. وقتها.. قهقه عالياً بملء شدقيك واملأ تراعك المليء بحزن الأمهات ودموع الصغار ورداً وأزهاراً، فقد حان وقت الظهور الميمون في دولة العدل المنتظرة، هنالك لن تضيع الحقوق البتة، ولن تبكي بعد ذلك يا حبيبي يا عراق.
منتهى محسن
تم نشر هذا الموضوع في العدد 87 من المجلة
تعليق