بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر الشيخ محمّد رضا النعماني أنّ السيّد محمد باقر الصدر(رحمه الله) حينما يقرأ أو يكتب أو يفكّر ينقطع عن المحيط الذي يعيش فيه، وينسجم مع الحالة التي هو فيها انسجاماً بنحو لا يشعر معها بما حوله، وكان الشيخ في أحيان كثيرة يردع أطفاله الصغار عن اللعب أو الصياح ظنّاً منه أنّ ذلك يوفّر له جوّاً مناسباً للتفكير والمطالعة، إلاّ أنّه لاحظ أنّ السيّد الصدر(رحمه الله) لا يعبأ بما يحدث حوله ولا يتضجّر من الضجيج والصياح، فسأله عن سبب ذلك فقال له: «حينما أنسجم مع المطالب العلميّة لا أشعر بما حولي [حتّى ضجيج الأطفال]». وينقل عن السيّدة أم جعفر قولها: «حينما يستغرق السيّد في المطالعة أو التفكير ينسى كلّ شيء حتّى طعامه، فأراني مضطرّةً في آخر الأمر إلى قطع تأمّله أو مطالعته، فأقول له: لقد قرب الظهر ولا شيء عندنا، عندها يقوم ليشتري بنفسه ما نحتاج إليه».
ـــــــــــــــــــــــــــ
السيرة والمسيرة.