الروايات الشيعية الدالة على كسر ضلع الزهراء عليها السلام
من المسائل التي ينكرها السلفيون - وكعادتهم في إنكار أي منقبة أو فضيلة أو قول بحق أحد المعصومين (عليهم السلام) - هي مسألة كسر ضلع الزهراء (سلام الله عليها)، حيث يقول أحدهم: لا توجد رواية شيعية تشير الى كسر ضلع فاطمة!
إنّ الدليل على صحة قضية كسر ضلع الزهراء (سلام الله عليها) هو النصوص الكثيرة الواردة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، نذكر لكم نموذجا منها:
1- جاء في الاحتجاج ، وفي مرآة العقول: هذا الحديث: (فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط... إلى أن قال: فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها).(1)
2- جاء في إقبال الأعمال والبحار: نص الزيارة التي يقول فيها: (الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، والمقتول ولدها.)(2)
3- جاء في الامالي للصدوق، وإرشاد القلوب للديلمي، والبحار، والعوالم: عن ابن عباس، قال : إنّ رسول الله كان جالسا إذ أقبل الحسن (عليه السلام)… إلى أن قال: (وأما ابنتي فاطمة…. وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها الخ...).(3)
4- جاء في كتاب سليم بن قيس: (فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة).(4)
5- وقال السيد الحميري رحمه الله:
ضربـت واهتضمت من حقـّها ***** وأذيقـت بعـده طعـم السـلع
قـطــع اللـه يـدي ضــاربــها ***** ويــد الراضــي بذاك المتـبـع
السلع: الشق والجرح.
وشعر السيد الحميري يدل على شيوع هذا الأمر في عهد الإمام الصادق (عليه السلام)، وذيوعه، حتّى لتذكره الشعراء، وتندد به، وتزري به على من فعله. وخلاصة الأمر: إنّه لا يمكن بملاحظة كل ما ذكرناه تكذيب هذا الأمر ما دام أنّ القرائن متوفرة على أنّهم قد هاجموها، وضربوها، واسقطوا جنينها، وصرّحت النصوص بموتها شهيدة أيضا، الأمر الذي يجعل من كسر الضلع أمرا معقولا ومقبولا في نفسه، فكيف إذا جاءت روايته في كتب الشيعة والسنّة، بل وأشار اليه الشعراء أيضا، ولاسيّما المتقدمون منهم!!
ثمّ لا يخفى عليكم أننّا لا نحتاج في إثبات هذه القضايا الى صحة السند، بل يكفي الوثوق بصدورها، وعدم وجود داع الى الكذب كاف لصحة الأخذ بالرواية.
يقول السيد الروحاني:
روى محمد بن يعقوب الكليني بسند صحيح عن الامام الكاظم (عليه السلام) في باب مولد الزهراء (سلام الله عليها)، الحديث الثاني: إِنَّ فَاطِمَةَ صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ(5)، والعلامة المجلسي بعد توصيفه الخبر بأنه صحيح في مرآة العقول في شرح أصول الكافي الجزء الخامس صفحة 315 يقول: إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة (سلام الله عليها) كانت شهيدة وهو من المتواترات، وكان سبب ذلك أنهم لما غصبوا...فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة (سلام الله عليها) فكسر جنبها، وأسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله (صلى الله عليه واله) محسنا، فمرضت لذلك وتوفيت.
ثم يقوم المجلسي بذكر روايات من علماء السنة والشيعة تأييدا لما أفاده في شرحه للحديث، منها ما عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل(6)، وفيه: فضربها قنفذ ودفعها فكسر ضلعا من جنبها والقت جنينا من بطنها..الحديث.
ومنها ما نقله الشيخ الجليل الصدوق المتوفى سنة (381 هجري) في أمالي الصدوق، المجلس الرابع والعشرون صفحة: 99 و100، وفيه رواية مفصلة عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) الى ان يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): واني لما رأيتها، ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت ارثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها وهي تنادي: وامحمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث.
ومنها الزيارة التي رواها السيد ابن طاووس في كتاب اقبال الاعمال(7) وفيها: (وصل على البتول الطاهرة.. الى أن يقول: المغصوب حقها الممنوع ارثها، المكسور ضلعها).
وأما الروايات الدالة على إضرام النار بالباب وضغط فاطمة (سلام الله عليها) بين الباب والجدار وسقوط جنينها - الملازم ذلك لكسر الضلع - فكثيرة، رواها الفريقان، فلاحظ ما رواه شيخ الطائفة ابو جعفر الطوسي في تلخيص الشافي الجزء 3 صفحة 76.حيث قال: والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة ان عمر ضرب على بطنها حتى اسقطت فسمي السقط محسنا، والرواية بذلك مشهورة عندهم وما أرادوا من إحراق البيت حين التجأ اليها قوم.. الى أن يقول: لأنا قد بيَّنا الرواية الواردة من جهة العامة من طريق البلاذري وغيره، ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك.
ويكتب المسعودي مؤلف مروج الذهب في كتابه اثبات الوصيه صفحة 122: فتوجهوا الى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت محسنا.. الى غير ذلك مما أفاده العلماء.
___منقول_____
(1) الاحتجاج: 1/212 و مرآة العقول: 5/320
(2) إقبال الأعمال: 625 والبحار: 97 / 200
(3) الامالي للصدوق: 100 ، وإرشاد القلوب للديلمي: 2 / 295 ، والبحار : 28 / 37 ، و43 / 172 ، والعوالم : 11 / 391 .
(4) كتاب سليم بن قيس، بتحقيق محمد باقر الانصاري: 2 / 588.
(5) الكافي ج1 ص458.
(6) كتاب سليم بن قيس ص 585.
(7) إقبال الاعمال ص624
بسم الله الرحمن الرحيم
من المسائل التي ينكرها السلفيون - وكعادتهم في إنكار أي منقبة أو فضيلة أو قول بحق أحد المعصومين (عليهم السلام) - هي مسألة كسر ضلع الزهراء (سلام الله عليها)، حيث يقول أحدهم: لا توجد رواية شيعية تشير الى كسر ضلع فاطمة!
إنّ الدليل على صحة قضية كسر ضلع الزهراء (سلام الله عليها) هو النصوص الكثيرة الواردة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، نذكر لكم نموذجا منها:
1- جاء في الاحتجاج ، وفي مرآة العقول: هذا الحديث: (فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط... إلى أن قال: فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها، فألجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها).(1)
2- جاء في إقبال الأعمال والبحار: نص الزيارة التي يقول فيها: (الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، والمقتول ولدها.)(2)
3- جاء في الامالي للصدوق، وإرشاد القلوب للديلمي، والبحار، والعوالم: عن ابن عباس، قال : إنّ رسول الله كان جالسا إذ أقبل الحسن (عليه السلام)… إلى أن قال: (وأما ابنتي فاطمة…. وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقّها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها الخ...).(3)
4- جاء في كتاب سليم بن قيس: (فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة).(4)
5- وقال السيد الحميري رحمه الله:
ضربـت واهتضمت من حقـّها ***** وأذيقـت بعـده طعـم السـلع
قـطــع اللـه يـدي ضــاربــها ***** ويــد الراضــي بذاك المتـبـع
السلع: الشق والجرح.
وشعر السيد الحميري يدل على شيوع هذا الأمر في عهد الإمام الصادق (عليه السلام)، وذيوعه، حتّى لتذكره الشعراء، وتندد به، وتزري به على من فعله. وخلاصة الأمر: إنّه لا يمكن بملاحظة كل ما ذكرناه تكذيب هذا الأمر ما دام أنّ القرائن متوفرة على أنّهم قد هاجموها، وضربوها، واسقطوا جنينها، وصرّحت النصوص بموتها شهيدة أيضا، الأمر الذي يجعل من كسر الضلع أمرا معقولا ومقبولا في نفسه، فكيف إذا جاءت روايته في كتب الشيعة والسنّة، بل وأشار اليه الشعراء أيضا، ولاسيّما المتقدمون منهم!!
ثمّ لا يخفى عليكم أننّا لا نحتاج في إثبات هذه القضايا الى صحة السند، بل يكفي الوثوق بصدورها، وعدم وجود داع الى الكذب كاف لصحة الأخذ بالرواية.
يقول السيد الروحاني:
روى محمد بن يعقوب الكليني بسند صحيح عن الامام الكاظم (عليه السلام) في باب مولد الزهراء (سلام الله عليها)، الحديث الثاني: إِنَّ فَاطِمَةَ صِدِّيقَةٌ شَهِيدَةٌ(5)، والعلامة المجلسي بعد توصيفه الخبر بأنه صحيح في مرآة العقول في شرح أصول الكافي الجزء الخامس صفحة 315 يقول: إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة (سلام الله عليها) كانت شهيدة وهو من المتواترات، وكان سبب ذلك أنهم لما غصبوا...فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة (سلام الله عليها) فكسر جنبها، وأسقطت لذلك جنينا كان سماه رسول الله (صلى الله عليه واله) محسنا، فمرضت لذلك وتوفيت.
ثم يقوم المجلسي بذكر روايات من علماء السنة والشيعة تأييدا لما أفاده في شرحه للحديث، منها ما عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل(6)، وفيه: فضربها قنفذ ودفعها فكسر ضلعا من جنبها والقت جنينا من بطنها..الحديث.
ومنها ما نقله الشيخ الجليل الصدوق المتوفى سنة (381 هجري) في أمالي الصدوق، المجلس الرابع والعشرون صفحة: 99 و100، وفيه رواية مفصلة عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) الى ان يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): واني لما رأيتها، ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت ارثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها وهي تنادي: وامحمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث.
ومنها الزيارة التي رواها السيد ابن طاووس في كتاب اقبال الاعمال(7) وفيها: (وصل على البتول الطاهرة.. الى أن يقول: المغصوب حقها الممنوع ارثها، المكسور ضلعها).
وأما الروايات الدالة على إضرام النار بالباب وضغط فاطمة (سلام الله عليها) بين الباب والجدار وسقوط جنينها - الملازم ذلك لكسر الضلع - فكثيرة، رواها الفريقان، فلاحظ ما رواه شيخ الطائفة ابو جعفر الطوسي في تلخيص الشافي الجزء 3 صفحة 76.حيث قال: والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة ان عمر ضرب على بطنها حتى اسقطت فسمي السقط محسنا، والرواية بذلك مشهورة عندهم وما أرادوا من إحراق البيت حين التجأ اليها قوم.. الى أن يقول: لأنا قد بيَّنا الرواية الواردة من جهة العامة من طريق البلاذري وغيره، ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك.
ويكتب المسعودي مؤلف مروج الذهب في كتابه اثبات الوصيه صفحة 122: فتوجهوا الى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت محسنا.. الى غير ذلك مما أفاده العلماء.
___منقول_____
(1) الاحتجاج: 1/212 و مرآة العقول: 5/320
(2) إقبال الأعمال: 625 والبحار: 97 / 200
(3) الامالي للصدوق: 100 ، وإرشاد القلوب للديلمي: 2 / 295 ، والبحار : 28 / 37 ، و43 / 172 ، والعوالم : 11 / 391 .
(4) كتاب سليم بن قيس، بتحقيق محمد باقر الانصاري: 2 / 588.
(5) الكافي ج1 ص458.
(6) كتاب سليم بن قيس ص 585.
(7) إقبال الاعمال ص624
تعليق