بسم الله الرحمن الرحيم
يقول آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي [قدس] :
أنّ التقبيل والزيارة وما يُضاهيهما مِن وجوه التعظيم ، لا تكون شِركاً بأيّ وَجهٍ مِن الوجوه ، وبأيّ داعٍ مِن الدواعي ، ولو كان كذلك لكان تعظيمُ الحيِّ مِن الشِرك أيضاً ، إذ لا فَرق بينه وبين الميِّت مِن هذه الجهة - ولا يلتزم ابن تيمية وأتباعه بهذا - .
ولَلِزم نِسبة الشِرك إلى الرسول الأعظم ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وحاشاه ، فقد كان يزور القبور ، ويُسلِّم على أهلها ، ويُقبِّل الحجَر الأسوَد كما سبَق ، وعلى هذا فيدور الأمْر بين الحُكم بأنّ بعض الشِرك جائز لا محذور فيه ، وبين أنْ يكون التقبيل والتعظيم - لا بعنوان العبودية - خارجاً عن الشِرك وحدوده ، وحيث إنّه لا مجال للأوّل لظهور بطلانه ، فلا بدّ وأنْ يكون الحقّ هو الثاني ، فإذن تكون الأمور المذكورة داخلة في عبادة الله وتعظيمه : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ). وقد هناك الروايات الدالّة على استحباب زيارة قبر النبيّ وأولياء الله الصالحين .
روي عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( مَن زار قبري وجَبَت له شفاعتي ) رواه ابن عدي في الكامل ، والبيهقي في شُعَب الإيمان .
و روى أنَس عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( مَن زارني بالمدينة مُحتسِباً كنتُ له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ) رواه البيهقي في شُعَب الإيمان كنز العمّال : فضْل زيارة القبور ، الجزء ٨ ، ص ٩٩ .
_____________
البيان في تفسير القرآن
تعليق