إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 60

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
    اللهم صل على محمد وال محمد

    بوركتم وبوركت اقلامكم الارقى التي سنبقى نستلهم منها كل ابداع واخلاص وتألق

    وندخل معكم للاسئلة التي بودي ان افتحها على محوركم الاسبوعي المبارك واقول ...

    *ماهي اهم الاسس بتربية الابناء ليكونوا فخرا لنا وقدوة بالمجتمع للاخرين من اقرانهم...؟؟؟؟

    *لماذا نظلم ابنائنا في بعض التصرفات وبلا تقيم اعتذار او تبرير لهم رغم اننا نطلب منهم ذلك ان اسأوا لنا ....!!!!

    هناك قيم كثيرة جدا من المهم ان نجذرها في قلوبهم الصغيرة فكيف ذلك ...؟؟؟؟


    هذا وسنكون مع اراء واسئلة كثيرة لكم طبعا مع كاتبنا الذي سنسلمه ادارة محوره الطيب

    ونكون متواصلين معه ومعكم بين الفينة والاخرى لنفتخر برقي افكاركم ونتزود من وعي اقلامكم الاروع

    دمتم لكل خير وبركات ووهبكم الباري خير الذراري من الصالحين والصالحات ......



























    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبارك الله بجهودكم لاختيار افضل المواضيع التي تفيد وتنفع المجتمع...

    وبما اننا نقتدي باهل البيت الطاهرين عليهم السلام وانهم هم الاسرة المثاليه في هذا الكون
    فنتعلم منهم كيفية التربية المثاليه للاطفال. وكيف بامكاننا عدم ظلم الطفل واعطاءه حقه العاطفي والديني والاخلاقي...
    فنلاحظ انه في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
    ..من الضروري مراعاة عمر الطفل ، فلكل عمر سياسة تربوية خاصة ،ويمكن لنا أن نأتي بشواهد على ذلك ، ففيما يتعلق بالتربية الدينية ، يؤدب الطفل على الذكر لله إذا بلغ ثلاث سنين ، يقول الاِمام الباقر عليه السلام :
    «إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرّات : قل : لا إله إلاّ الله ، ثم يُترك..» (1) .
    ثم نتدرج مع الطفل فنبدأ بتأديبه على الصلاة ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور ، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» (2) ،
    بعد ذلك : «يؤدّب الصّبي على الصّوم ما بين خمسة عشر سنة إلى ستّ عشرة سنة» كما يقول الاِمام الصادق عليه السلام (3) .
    وفي أثناء هذه الفترات يمكن تأديب الطفل على أُمور أُخرى لا تستلزم بذل الجهد ، كأن نؤدبه على العطاء والاحسان إلى الآخرين ، ونزرع في وعيه حبّ المساكين ، وفي هذا الصَّدد يقول الاِمام الصادق عليه السلام : «مُر الصّبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء ، وإن قلّ ، فإنّ كلَّ شيء
    ____________
    (1) بحار الأنوار 104 : 95 .
    (2) تنبيه الخواطر : 390 .
    (3) بحار الأنوار 102 : 162
    .

    يراد به الله ـ وإن قلّ بعد أن تصدق النية فيه ـ عظيم..» (1) .
    وهنا يبدو من الاَهمية بمكان الاشارة إلى أن الاَئمة عليهم السلام يتبنون بصورة عامة تقسيماً (ثلاثياً) لحياة الطفل ، ففي كل مرحلة من المراحل الثلاث ، يحتاج الطفل لرعاية خاصة من قبل الاَبوين ، وأدب وتعليم خاص، استقرأنا ذلك من الاحاديث الواردة في هذا المجال ، وكشاهد على تبنيهم التقسيم الثلاثي ، نذكر هذه الرّوايات الثلاث :
    عن النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «الولد سيّد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين ، فإن رضيت خلائقه لاحدى وعشرين سنة ، وإلاّ ضُرب على جنبيه ، فقد أعذرت إلى الله» (2) .
    وقد نسج الاِمام الصادق عليه السلام على هذا المنوال فقال : «دع ابنك يلعب سبع سنين ، ويؤدب سبع سنين ، والزمه نفسك سبع سنين ، فإن أفلح ، وإلاّ فإنَّه لا خير فيه» (3) ،
    فمن خلال هاتين الروايتين نجد تقسيماً ثلاثياً لمرحلة الطفولة ، كل مرحلة تستغرق سبع سنين ، فالمرحلة الاَُولى هي مرحلة لعب ، والثانية مرحلة أدب ،
    والثالثة مرحلة تبني مباشر للطفل وملازمته كظله .
    وفي الرّواية الثالثة نجد انها تلتزم هذا التقسيم لكن مع اختلاف طفيف إذ تجعل مدّة المرحلة الاَُولى والثانية ست سنين وتُبقي المرحلة الثالثة على عددها أي سبع سنين : عن الحسن الطّبرسي في مكارم الاَخلاق نقلاً
    ____________
    (1) الوسائل 6 : 261 | 1 باب 4 من أبواب الصدقة .
    (2) الوسائل 15 : 195 | 7 باب 83 من أبواب أحكام الاولاد .
    (3) بحار الأنوار 104 : 95 .


    عن كتاب المحاسن عن الامام الصادق عليه السلام قال:
    «احمل صبيّك حتى يأتي عليه ستّ سنين ، ثمّ أدّبه في الكتاب ستّ سنين ، ثم ضمّه اليك سبع سنين فأدّبه بأدبك ، فإن قبل وصَلُح وإلاّ فخلّ عنه» (1) .
    وطبعا ينبغي عدم الاِسراف في تدليل الطفل ، واتباع أُسلوب تربوي يعتمد على مبدأ الثواب والعقاب ، كما يحذّر أئمة أهل البيت عليهم السلام من الاَدب عند الغضب ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام «لا أدب مع غضب» (2) ،
    وذلك لاَن الغضب حالة تحرك العاطفة ولا ترشد العقل ، ولا تعطي العملية التربوية ثمارها المطلوبة بل تستحق هذه العملية ما تستحقه الاَمراض المزمنة من الصبر والاَناة وبراعة المعالجة . فالطفل يحتاج إلى استشارة عقلية متواصلة ؛ لكي يدرك عواقب أفعاله ، وهي لا تتحقق ـ عادة ـ عند الغضب الذي يحصل من فوران العاطفة وتأججها ، وبدون الاستشارة العقلية المتواصلة ، لا تحقق العملية أهدافها المرجوة ، فتكون كالطرق على الحديد وهو بارد .
    وعند ماندقق في أحاديث أهل البيت عليهم السلام نجد أنّ هناك رخصة في اتباع أسلوب (الضرب) مع الصبي في المرحلة الثانية دون المرحلة الطفولة الأولى ، منها قول الاِمام علي عليه السلام :
    «أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصّلاة والطّهور ، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» (3) .
    ولكن بالمقابل نجد أحاديث أُخرى تحذر من اتباع أسلوب الضرب ،
    ____________
    (1) الوسائل 15 : 195 | 6 باب 83 من أبواب أحكام الاولاد .
    (2) المعجم المفهرس لالفاظ غرر الحكم 2 : 74 | 10529 .
    (3) تنبيه الخواطر : 390 .

    منها قول بعضهم : شكوت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام ابناً لي ، فقال :
    «لا تضربه ولا تطل» (1) .
    ويمكن الجمع بين الاَمرين ، بأنّ اسلوب الضرب ـ من حيث المبدأ ـ غير مجدٍ على المدى البعيد ، ولكن لابدَّ منه في حالات استثنائية مهمة ، وخاصة في ما يتعلق بأداء الفرائض الواجبة من صلاة وصيام ، والضرورة تقدر بقدرها لذلك نجد الاِمام علي عليه السلام يقول :
    «... فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» ،
    وعليه يجب الابتعاد ـ ما أمكن ـ عن ضرب الاَطفال ؛ لانه ثبت تربوياً انه يُؤثر سلباً على شخصيتهم ولا يجدي نفعاً ، ولا مانع من اتباعه في حالات خاصة بقدر ، كالملح للطعام .
    ولابدَّ من التنويه على ان مدرسة أهل البيت عليهم السلام تراعي طاقة الطفل ، فلا تكلفه فوق طاقته ، بما يشق عليه .
    عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام ، قال :
    «إنا نأمر صبياننا بالصلاة ، إذا كانوا بني خمس سنين ، فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين . ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل ، فاذا غلبهم العطش والغرث افطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه ، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم ، فاذا غلبهم العطش افطروا» (2) .

    ____________
    (1) بحار الأنوار 79 : 102 .
    (2) فروع الكافي 3 : 409 | 1 باب صلاة الصبيان ومتى يؤخذون بها ، وأُنظر 4 : 125 | 1 باب صوم الصبيان ومتى يؤخذون بها من فروع الكافي أيضاً . والغرث : الجوع .

    وضمن هذا التوجه يستحسن ، تكليف الطفل بما يَقْدِرُ عليه ، كالقيام ببعض أعمال البيت ، مثل ترتيب الفراش ، وتنظيف الاَثاث ، والقاء الفضلات في أماكنها ، وتهيئة وتنسيق مائدة الطعام وأدواته ، والعناية بحديقة المنزل ، وما إلى ذلك من أعمال بسيطة تنمي روح العمل والمبادرة لدى الطفل ، وتعوده على الاعتماد على نفسه .
    وهناك حق آخر للطفل مكمل لحقه في اكتساب الاَدب ألا وهو حقّ التعليم ، فالعلم كما الاَدب وراثة كريمة ، يحث أهل البيت عليهم السلام الآباء على توريثه لاَبنائهم . فالعلم كنز ثمين لا ينفذ . أما المال فمن الممكن ان يتلف أو يسرق ، وبالتالي فهو عرضة للضياع . ومن هذا المنطلق ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «لا كنز أنفع من العلم» (1) .
    ثم إنَّ العلم شرف يرفع بصاحبه إلى مقامات سامية ولو كان وضيع النسب ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «العلم أشرف الاَحساب» (2) .
    فمن حق الولد على الوالد أنْ يسعى لاكتسابه هذا الشرف العظيم منذ نعومة أظفاره ، ومن حقه أيضاً على الاَب أن يُورِثه هذا الكنز المعنوي الذي لا يُقَدَّر بثمن ، والذي هو أصل كل خير . قال الشهيد الثاني رضي الله عنه في كتاب منية المريد :
    (اعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرّاً ، وكفى بذلك جلالة وفخراً. قال الله في محكم الكتاب ، تذكرة وتبصرة لأولي الاَلباب : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الاَرض مثلهنَّ يتنزّل الاَمر بينهنَّ لتعلموا أن الله على كلِّ شيءٍ
    ____________
    (1) بحار الأنوار 1 : 165 .
    (2) بحار الأنوار 1 : 183
    .

    قدير وأن الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علماً ) (الطلاق 65 : 12) .
    وكفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم ، لا سيّما علم التّوحيد الّذي هو أساس كلّ علم ومدار كلّ معرفة) (1) .
    ولما كان العلم بتلك الاَهمية ، يكتسب حق التعليم مكانته الجسيمة ، لذلك نجد أن الحكماء يحثون أولادهم على كسب العلم ، وفاءً بالحق الملقى على عواتقهم . يقول الاِمام الصادق عليه السلام : «كان فيما وعظ لقمان ابنه،
    أنه قال له : يابنيّ اجعل في أيّامك ولياليك نصيباً لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد تضييعاً مثل تركه» (2) .
    كما نجد الاَئمة عليهم السلام ، يعطون هذا الحق ما يستحقه من عناية ، لا سيّما وأن الاِسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهذه الفريضة لا تنصبّ على الاَب والام فحسب بل تنسحب إلى أولادهما ، لذا نجد الاِمام علياً عليه السلام يؤكد على الآباء بقوله : «مروا أولادكم بطلب العلم» (3) .
    ولما كان العلم في الصِّغر كالنقش على الحجر ، يتوجب استغلال فترة الطفولة لكسب العلم أفضل استغلال ، وفق برامج علمية تتبع مبدأ الاَولوية ، أو تقديم الاَهم على المهم ، خصوصاً ونحن في زمن يشهد ثورة علمية ومعرفية هائلة ، وفي عصر هو عصر السرعة والتخصص . ولقد أعطى أهل البيت عليهم السلام لتعلم القرآن أولوية خاصة ، وكذلك تعلم مسائل الحلال والحرام ، ذلك العلم الذي يمكِّنه من أن يكون مسلماً يؤدي
    ____________
    (1) مقدمة مُنية المريد .
    (2) بحار الانوار 16 : 169 .
    (3) كنز العمال 16 : 584 | 45953
    .

    فرائض الله المطلوبة منه ، وللتدليل على ذلك ، نجد أن من وصايا أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهما السلام : «.. أبتدأتك بتعليم كتاب الله عزّ وجلّ وتأويله ، وشرائع الاِسلام وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره» (1) .
    وأيضاً نجد في هذا الصَّدد ما قاله أحدهم للاِمام الصّادق عليه السلام :
    (إنّ لي ابناً قد أُحبّ أن يسألك عن حلال وحرام ، لا يسألك عما لا يعنيه ، فقال عليه السلام : «وهل يسأل النّاس عن شيءٍ أفضل من الحلال والحرام» (2) ؟!
    وزيادة على ضرورة تعليم الاطفال العلوم الدينية من قرآن وفقه ، تركز السُنّة النبوية المعطرة على أهمية تعلم الطفل لعلوم حياتية معينة كالكتابة والسباحة والرَّمي ، وسوف أورد بعض الروايات الواردة في هذا الخصوص .
    منها : قول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
    «من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلّمه الكتابة ، ويزوّجه إذا بلغ» (3) . إذن فتعليم الكتابة حق حياتي تنقشع من خلاله غيوم الجهل والاَميّة عن الطفل .
    وفي حديث نبوي آخر، نلاحظ أنّ حق تعليم الكتابة يتصدر بقية الحقوق الحياتية للطفل ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : «حقّ الولد على والده أن يعلّمه الكتابة ، والسّباحة ، والرّماية ، وأن لا يرزقه إلاّ طيّباً» (4) .

    ____________
    (1) نهج البلاغة ـ ضبط صبحي الصالح ـ كتاب 31 .
    (2) بحار الأنوار 1 : 294 .
    (3) بحار الأنوار 74 : 80 .
    (4) كنز العمال 16 : 443 | 45340 .


    وهناك نقطة جوهرية كانت مثار اهتمام الاَئمة عليهم السلام وهي ضرورة تحصين عقول الناشئة من الاتجاهات والتيارات الفكرية المنحرفة من خلال تعليمهم علوم أهل البيت عليهم السلام واطلاعهم على أحاديثهم ، وما تتضمنه من بحر زاخر بالعلوم والمعارف . وحول هذه النقطة بالذات ، يقول الاِمام علي عليه السلام :
    «علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها» (1) ،
    وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام : «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم اليهم المرجئة» (2) .
    فنلاحظ انه قد اهتم الاَئمة عليهم السلام بتحصين فكر النشىء الجديد ضد التيارات الفكرية المنحرفة والوافدة ، من خلال الدعوة إلى تعليم الاَطفال الافكار الاِسلامية الاَصيلة التي تُستقى من منابع صافية .


    1) الوسائل 21 : 578 | 5 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .
    (2) فروع الكافي 6 : 50 | 5 باب تأديب الولد ، وعنه في تهذيب الاحكام 8 : 111 | 381 ، والوسائل 21 : 476 ـ 477 | 1 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .

    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة ترانيم السماء مشاهدة المشاركة
      سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      وبارك الله بجهودكم لاختيار افضل المواضيع التي تفيد وتنفع المجتمع...

      وبما اننا نقتدي باهل البيت الطاهرين عليهم السلام وانهم هم الاسرة المثاليه في هذا الكون
      فنتعلم منهم كيفية التربية المثاليه للاطفال. وكيف بامكاننا عدم ظلم الطفل واعطاءه حقه العاطفي والديني والاخلاقي...
      فنلاحظ انه في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
      ..من الضروري مراعاة عمر الطفل ، فلكل عمر سياسة تربوية خاصة ،ويمكن لنا أن نأتي بشواهد على ذلك ، ففيما يتعلق بالتربية الدينية ، يؤدب الطفل على الذكر لله إذا بلغ ثلاث سنين ، يقول الاِمام الباقر عليه السلام :
      «إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرّات : قل : لا إله إلاّ الله ، ثم يُترك..» (1) .
      ثم نتدرج مع الطفل فنبدأ بتأديبه على الصلاة ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور ، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» (2) ،
      بعد ذلك : «يؤدّب الصّبي على الصّوم ما بين خمسة عشر سنة إلى ستّ عشرة سنة» كما يقول الاِمام الصادق عليه السلام (3) .
      وفي أثناء هذه الفترات يمكن تأديب الطفل على أُمور أُخرى لا تستلزم بذل الجهد ، كأن نؤدبه على العطاء والاحسان إلى الآخرين ، ونزرع في وعيه حبّ المساكين ، وفي هذا الصَّدد يقول الاِمام الصادق عليه السلام : «مُر الصّبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء ، وإن قلّ ، فإنّ كلَّ شيء
      ____________
      (1) بحار الأنوار 104 : 95 .
      (2) تنبيه الخواطر : 390 .
      (3) بحار الأنوار 102 : 162
      .

      يراد به الله ـ وإن قلّ بعد أن تصدق النية فيه ـ عظيم..» (1) .
      وهنا يبدو من الاَهمية بمكان الاشارة إلى أن الاَئمة عليهم السلام يتبنون بصورة عامة تقسيماً (ثلاثياً) لحياة الطفل ، ففي كل مرحلة من المراحل الثلاث ، يحتاج الطفل لرعاية خاصة من قبل الاَبوين ، وأدب وتعليم خاص، استقرأنا ذلك من الاحاديث الواردة في هذا المجال ، وكشاهد على تبنيهم التقسيم الثلاثي ، نذكر هذه الرّوايات الثلاث :
      عن النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «الولد سيّد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين ، فإن رضيت خلائقه لاحدى وعشرين سنة ، وإلاّ ضُرب على جنبيه ، فقد أعذرت إلى الله» (2) .
      وقد نسج الاِمام الصادق عليه السلام على هذا المنوال فقال : «دع ابنك يلعب سبع سنين ، ويؤدب سبع سنين ، والزمه نفسك سبع سنين ، فإن أفلح ، وإلاّ فإنَّه لا خير فيه» (3) ،
      فمن خلال هاتين الروايتين نجد تقسيماً ثلاثياً لمرحلة الطفولة ، كل مرحلة تستغرق سبع سنين ، فالمرحلة الاَُولى هي مرحلة لعب ، والثانية مرحلة أدب ،
      والثالثة مرحلة تبني مباشر للطفل وملازمته كظله .
      وفي الرّواية الثالثة نجد انها تلتزم هذا التقسيم لكن مع اختلاف طفيف إذ تجعل مدّة المرحلة الاَُولى والثانية ست سنين وتُبقي المرحلة الثالثة على عددها أي سبع سنين : عن الحسن الطّبرسي في مكارم الاَخلاق نقلاً
      ____________
      (1) الوسائل 6 : 261 | 1 باب 4 من أبواب الصدقة .
      (2) الوسائل 15 : 195 | 7 باب 83 من أبواب أحكام الاولاد .
      (3) بحار الأنوار 104 : 95 .


      عن كتاب المحاسن عن الامام الصادق عليه السلام قال:
      «احمل صبيّك حتى يأتي عليه ستّ سنين ، ثمّ أدّبه في الكتاب ستّ سنين ، ثم ضمّه اليك سبع سنين فأدّبه بأدبك ، فإن قبل وصَلُح وإلاّ فخلّ عنه» (1) .
      وطبعا ينبغي عدم الاِسراف في تدليل الطفل ، واتباع أُسلوب تربوي يعتمد على مبدأ الثواب والعقاب ، كما يحذّر أئمة أهل البيت عليهم السلام من الاَدب عند الغضب ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام «لا أدب مع غضب» (2) ،
      وذلك لاَن الغضب حالة تحرك العاطفة ولا ترشد العقل ، ولا تعطي العملية التربوية ثمارها المطلوبة بل تستحق هذه العملية ما تستحقه الاَمراض المزمنة من الصبر والاَناة وبراعة المعالجة . فالطفل يحتاج إلى استشارة عقلية متواصلة ؛ لكي يدرك عواقب أفعاله ، وهي لا تتحقق ـ عادة ـ عند الغضب الذي يحصل من فوران العاطفة وتأججها ، وبدون الاستشارة العقلية المتواصلة ، لا تحقق العملية أهدافها المرجوة ، فتكون كالطرق على الحديد وهو بارد .
      وعند ماندقق في أحاديث أهل البيت عليهم السلام نجد أنّ هناك رخصة في اتباع أسلوب (الضرب) مع الصبي في المرحلة الثانية دون المرحلة الطفولة الأولى ، منها قول الاِمام علي عليه السلام :
      «أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصّلاة والطّهور ، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» (3) .
      ولكن بالمقابل نجد أحاديث أُخرى تحذر من اتباع أسلوب الضرب ،
      ____________
      (1) الوسائل 15 : 195 | 6 باب 83 من أبواب أحكام الاولاد .
      (2) المعجم المفهرس لالفاظ غرر الحكم 2 : 74 | 10529 .
      (3) تنبيه الخواطر : 390 .

      منها قول بعضهم : شكوت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام ابناً لي ، فقال :
      «لا تضربه ولا تطل» (1) .
      ويمكن الجمع بين الاَمرين ، بأنّ اسلوب الضرب ـ من حيث المبدأ ـ غير مجدٍ على المدى البعيد ، ولكن لابدَّ منه في حالات استثنائية مهمة ، وخاصة في ما يتعلق بأداء الفرائض الواجبة من صلاة وصيام ، والضرورة تقدر بقدرها لذلك نجد الاِمام علي عليه السلام يقول :
      «... فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً» ،
      وعليه يجب الابتعاد ـ ما أمكن ـ عن ضرب الاَطفال ؛ لانه ثبت تربوياً انه يُؤثر سلباً على شخصيتهم ولا يجدي نفعاً ، ولا مانع من اتباعه في حالات خاصة بقدر ، كالملح للطعام .
      ولابدَّ من التنويه على ان مدرسة أهل البيت عليهم السلام تراعي طاقة الطفل ، فلا تكلفه فوق طاقته ، بما يشق عليه .
      عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام ، قال :
      «إنا نأمر صبياننا بالصلاة ، إذا كانوا بني خمس سنين ، فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين . ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل ، فاذا غلبهم العطش والغرث افطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه ، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم ، فاذا غلبهم العطش افطروا» (2) .

      ____________
      (1) بحار الأنوار 79 : 102 .
      (2) فروع الكافي 3 : 409 | 1 باب صلاة الصبيان ومتى يؤخذون بها ، وأُنظر 4 : 125 | 1 باب صوم الصبيان ومتى يؤخذون بها من فروع الكافي أيضاً . والغرث : الجوع .

      وضمن هذا التوجه يستحسن ، تكليف الطفل بما يَقْدِرُ عليه ، كالقيام ببعض أعمال البيت ، مثل ترتيب الفراش ، وتنظيف الاَثاث ، والقاء الفضلات في أماكنها ، وتهيئة وتنسيق مائدة الطعام وأدواته ، والعناية بحديقة المنزل ، وما إلى ذلك من أعمال بسيطة تنمي روح العمل والمبادرة لدى الطفل ، وتعوده على الاعتماد على نفسه .
      وهناك حق آخر للطفل مكمل لحقه في اكتساب الاَدب ألا وهو حقّ التعليم ، فالعلم كما الاَدب وراثة كريمة ، يحث أهل البيت عليهم السلام الآباء على توريثه لاَبنائهم . فالعلم كنز ثمين لا ينفذ . أما المال فمن الممكن ان يتلف أو يسرق ، وبالتالي فهو عرضة للضياع . ومن هذا المنطلق ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «لا كنز أنفع من العلم» (1) .
      ثم إنَّ العلم شرف يرفع بصاحبه إلى مقامات سامية ولو كان وضيع النسب ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «العلم أشرف الاَحساب» (2) .
      فمن حق الولد على الوالد أنْ يسعى لاكتسابه هذا الشرف العظيم منذ نعومة أظفاره ، ومن حقه أيضاً على الاَب أن يُورِثه هذا الكنز المعنوي الذي لا يُقَدَّر بثمن ، والذي هو أصل كل خير . قال الشهيد الثاني رضي الله عنه في كتاب منية المريد :
      (اعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طرّاً ، وكفى بذلك جلالة وفخراً. قال الله في محكم الكتاب ، تذكرة وتبصرة لأولي الاَلباب : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الاَرض مثلهنَّ يتنزّل الاَمر بينهنَّ لتعلموا أن الله على كلِّ شيءٍ
      ____________
      (1) بحار الأنوار 1 : 165 .
      (2) بحار الأنوار 1 : 183
      .

      قدير وأن الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علماً ) (الطلاق 65 : 12) .
      وكفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم ، لا سيّما علم التّوحيد الّذي هو أساس كلّ علم ومدار كلّ معرفة) (1) .
      ولما كان العلم بتلك الاَهمية ، يكتسب حق التعليم مكانته الجسيمة ، لذلك نجد أن الحكماء يحثون أولادهم على كسب العلم ، وفاءً بالحق الملقى على عواتقهم . يقول الاِمام الصادق عليه السلام : «كان فيما وعظ لقمان ابنه،
      أنه قال له : يابنيّ اجعل في أيّامك ولياليك نصيباً لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد تضييعاً مثل تركه» (2) .
      كما نجد الاَئمة عليهم السلام ، يعطون هذا الحق ما يستحقه من عناية ، لا سيّما وأن الاِسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهذه الفريضة لا تنصبّ على الاَب والام فحسب بل تنسحب إلى أولادهما ، لذا نجد الاِمام علياً عليه السلام يؤكد على الآباء بقوله : «مروا أولادكم بطلب العلم» (3) .
      ولما كان العلم في الصِّغر كالنقش على الحجر ، يتوجب استغلال فترة الطفولة لكسب العلم أفضل استغلال ، وفق برامج علمية تتبع مبدأ الاَولوية ، أو تقديم الاَهم على المهم ، خصوصاً ونحن في زمن يشهد ثورة علمية ومعرفية هائلة ، وفي عصر هو عصر السرعة والتخصص . ولقد أعطى أهل البيت عليهم السلام لتعلم القرآن أولوية خاصة ، وكذلك تعلم مسائل الحلال والحرام ، ذلك العلم الذي يمكِّنه من أن يكون مسلماً يؤدي
      ____________
      (1) مقدمة مُنية المريد .
      (2) بحار الانوار 16 : 169 .
      (3) كنز العمال 16 : 584 | 45953
      .

      فرائض الله المطلوبة منه ، وللتدليل على ذلك ، نجد أن من وصايا أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهما السلام : «.. أبتدأتك بتعليم كتاب الله عزّ وجلّ وتأويله ، وشرائع الاِسلام وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره» (1) .
      وأيضاً نجد في هذا الصَّدد ما قاله أحدهم للاِمام الصّادق عليه السلام :
      (إنّ لي ابناً قد أُحبّ أن يسألك عن حلال وحرام ، لا يسألك عما لا يعنيه ، فقال عليه السلام : «وهل يسأل النّاس عن شيءٍ أفضل من الحلال والحرام» (2) ؟!
      وزيادة على ضرورة تعليم الاطفال العلوم الدينية من قرآن وفقه ، تركز السُنّة النبوية المعطرة على أهمية تعلم الطفل لعلوم حياتية معينة كالكتابة والسباحة والرَّمي ، وسوف أورد بعض الروايات الواردة في هذا الخصوص .
      منها : قول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
      «من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلّمه الكتابة ، ويزوّجه إذا بلغ» (3) . إذن فتعليم الكتابة حق حياتي تنقشع من خلاله غيوم الجهل والاَميّة عن الطفل .
      وفي حديث نبوي آخر، نلاحظ أنّ حق تعليم الكتابة يتصدر بقية الحقوق الحياتية للطفل ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : «حقّ الولد على والده أن يعلّمه الكتابة ، والسّباحة ، والرّماية ، وأن لا يرزقه إلاّ طيّباً» (4) .

      ____________
      (1) نهج البلاغة ـ ضبط صبحي الصالح ـ كتاب 31 .
      (2) بحار الأنوار 1 : 294 .
      (3) بحار الأنوار 74 : 80 .
      (4) كنز العمال 16 : 443 | 45340 .


      وهناك نقطة جوهرية كانت مثار اهتمام الاَئمة عليهم السلام وهي ضرورة تحصين عقول الناشئة من الاتجاهات والتيارات الفكرية المنحرفة من خلال تعليمهم علوم أهل البيت عليهم السلام واطلاعهم على أحاديثهم ، وما تتضمنه من بحر زاخر بالعلوم والمعارف . وحول هذه النقطة بالذات ، يقول الاِمام علي عليه السلام :
      «علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها» (1) ،
      وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام : «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم اليهم المرجئة» (2) .
      فنلاحظ انه قد اهتم الاَئمة عليهم السلام بتحصين فكر النشىء الجديد ضد التيارات الفكرية المنحرفة والوافدة ، من خلال الدعوة إلى تعليم الاَطفال الافكار الاِسلامية الاَصيلة التي تُستقى من منابع صافية .


      1) الوسائل 21 : 578 | 5 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .
      (2) فروع الكافي 6 : 50 | 5 باب تأديب الولد ، وعنه في تهذيب الاحكام 8 : 111 | 381 ، والوسائل 21 : 476 ـ 477 | 1 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .

      الأخت الطيبة ترانيم السماء ..
      لا أملك إلا أن أتقدم اليكم بجزيل الشكر والإمتنان لما أفضتم به علينا من روايات طيبة كريمة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)
      أحسنتم وبارك الله فيكم و جزاكم خير جزاء المحسنين
      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #33
        اللهم صل على محمد وال محمد

        بورك اعضائنا الكرام الذين اوفوا مع محورهم المبارك ليزيدوه نورا وسرورا ووعيا وفكرا


        فلكم الف تحية وسلام ايها الرائعون المتالقون ...

        وبودي ان اضيف برد اطلعت عليه من صفحات الفيس وارجوا ان يكون به النفع في هذا المجال :



        قف حتى تقــرر: طريقـة في العقاب مفيدة وفعّالة اكثر من الضرب والعنف **
        سنعلمكم اليوم طريقـــــة في العقاب فعّالــــــــة ومجديــــــة
        اسم هذه الطريقة «قف حتى تقرر» طريقة تساعدنا في تربيتهم وتأديبهم .
        يمكن للأولاد أن يتعلموا المطالبة بما يريدون بشكل خلاّق بدلاً من المقاومة.
        كما يمكن للأهل أن يتعلموا كيف يؤثرون في أولادهم بطرق فعالة من دون اللجوء
        إلى العقاب والضرب والعنف. هذه الوسيلة السهلة تؤدي إلى نتائج مذهلة على
        أصعدة مختلفــــــــة .
        المراحــــــــــل :
        تنقسم طريقــــــة « قف حتى تقرر» إلى خمس مراحل أساسية:
        1 ـ التعليمــــــات
        2 ـ التحذيـــــــر
        3 ـ الوقوف مع مهمـــــــة
        4 ـ القـــــــــــرار
        5 ـ الحــــــــــل .
        عندما يقوم الولد بتصرف خاطئ اطلب منه التوقف فإن لم يتوقف حذره وإن لم ينفع التحذير تطلب منه التوجه إلى مكان ما في البيت تخصصه ليقف فيه: "قف هناك،
        وجهك ناحية الحائط، إلى أن تقرر أن تفعل كذا» وعندما يقرر الولد تعفو عنه. تأكد
        مما قرره ابنك، ومما إذا كان يقصد فعلاً ما يقوله. احصل منه على تصريح واضح
        ومحدد حول الوقت والطريقة والمكان لتطبيق ما فعله .
        حتى تفهموا هذه الطريقة معنا أكثر دعونا نقصّ عليكم قصة هي بمثابة تطبيق
        عملي لتنفيذ " قف حتى تقرر"
        سارة فتاة في الخامسة من عمرها، غارقة في مشاهدة برنامج للأطفال على
        شاشة التلفزيون. نادتها أمها: «سارة، أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير المائدة»، فمسؤولية سارة هي وضع الصحون على مائدة العشاء.
        (المرحلة الأولى: التعليمات) لكن سارة لم تجب.
        ولكي تتأكد الأم أن ابنتها قد سمعتها، نادت مجدداً: «سارة، هل سمعتني؟»
        إذ يجب تكرار التعليمات في حال لم يسمع الولد.
        بدأت سارة تتذمر وقالت بنبرة فيها الكثير من نفاد الصبر: «نعم» .
        فأجابتها أمها بوضوح وحزم: «أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير المائدة. إن لم تحضري الآن، سوف تقفين في الزاوية حتى تقرري أن تفعلي ذلك» (المرحلة الثانية: التحذير)
        لم تحرّك سارة ساكناً لتطفئ التلفزيون، فتوجهت إليها أمها وأشارت إلى مكان في المطبخ لتقف فيه سارة وتواجه الحائط: «اذهبي إلى هناك فوراً». ففعلت سارة. ثم تابعت الأم: «قفي هناك إلى ان تقرري إطفاء التلفزيون والبدء بتحضير المائدة.
        أخبريني متى قررتِ ».
        (المرحلة الثالثة: الوقوف مع مهمة)
        قلبت سارة شفتيها وبدت غير متعاونة. فقالت أمها وهي تطهو بالقرب منها:
        «هذه الحركات سوف تبقيك مدة أطول هناك. اهدئي وقرري أن تفعلي ما قلته لك. فكلما أسرعت في ذلك، تحررت من الوقوف هناك بشكل أسرع ».
        فراحت سارة تتذمر: «ولكنني أريد مشاهدة التلفزيون ».
        -لن تشاهدي أي شيء الآن، لأنه وقت إعداد المائدة. والتذمر لن يلغي هذا العمل.
        لذا قفي بهدوء وقرري ما قلته لكِ».
        ثم سكتت قليلاً لكي يفعل كلامها فعله في ابنتها، وتابعت: «وعندما تكلمينني
        في المرة المقبلة ، افعلي ذلك من دون تذمر».
        وتمنت الوالدة أن تقرر ابنتها من دون مشاكل، فقد كان يومها طويلاً ولا تودّ الآن أن
        تدخل في مشاجرة مع سارة، ولكنها مستعدة لها في حال حصولها. فهي تعرف
        عن خبرة أن المواربة في مثل هذه الأمور لن تؤدي إلا إلى مزيد من العناد ولمزيد
        من الوقت .
        وكمّ سرّت الأم بسماع ابنتها سارة تتكلم بصوت واضح: «حسناً ماما، لقد قررت » (المرحلة الرابعة ـ القرار ) .
        - جيد، قالت الأم، وماذا قررت ؟(المرحلة الخامسة ـ التصميم يبدأ هنا)
        - سوف أطفئ التلفزيون وأعدّ المائدة .
        - صحيح. عليك أن تفعلي ما أقول من المرة الأولى. هل ستفعلين ذلك
        من الآن فصاعــــــــــــداً ؟.
        كانت الأم بذلك تستغل الفرصة لتمرر رسالة مفيدة لابنتها .
        - نعم ماما .
        وتوجهت سارة إلى التلفزيون وأطفأته ثم عادت لتضع الصحون على المائدة.
        الأم وابنتها سعيدتان وتتحدثـــــــان وهما تعمــــــــلان










        تعليق


        • #34
          اللهم صل على محمد وال محمد

          وبودي ان اضيف هذه الصورة التي تنفع للطفل السيء الطباع



















          تعليق


          • #35
            اللهم صل على محمد وال محمد

            تحدثنا كثيرا عن العنف والغضب وسوء استخدامه مع الاطفال لكن بنفس الوقت هذا

            لايعني اننا ندلل الطفل وكل مايريده من طلبات تكون مجابة

            فللدلال الزائد سوءا قد يكون موازي ومساوي للضرب والعنف

            فيكون الطفل :

            منعدم الشخصية

            مهزوز القرار

            متعلما على الترف والصرف الزائد

            بعيدا عن تحمل المسؤولية والشعور بها

            ميالا للانهزامية في اغلب المواقف

            واضرار اخرى كثيرة قد تتجذر بصفات سلبية في نفسية الطفل

            اضافة الى حب الانا والذات وهذا عكس مااراده ديننا الحنيف بان يحب احدنا لاخية ما يحبه لنفسه

            اذن ملخص حديثنا ان تكون التربية متوازنة فلا هي عنف مفرط

            ولاهي دلال مفرط بل بين الامرين مع التاكد من زرع الصفات الجميلة والاخلاق الكريمة في نفس الطفل

            لتكون مصلا مضادا للعنف الذي يتسرب لنفسه من الاخرين او المجتمع والاعلام وغيرها من جهات تعمل على هدد

            شخصية الطفل ....


            بوركتم وساكون معكم بكلمات وملخص نافع نرجوا منه

            الايفاء ببعض محاور وتساؤلات هذا المحور المهم




















            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
              اللهم صل على محمد وال محمد

              بورك اعضائنا الكرام الذين اوفوا مع محورهم المبارك ليزيدوه نورا وسرورا ووعيا وفكرا


              فلكم الف تحية وسلام ايها الرائعون المتالقون ...

              وبودي ان اضيف برد اطلعت عليه من صفحات الفيس وارجوا ان يكون به النفع في هذا المجال :



              قف حتى تقــرر: طريقـة في العقاب مفيدة وفعّالة اكثر من الضرب والعنف **
              سنعلمكم اليوم طريقـــــة في العقاب فعّالــــــــة ومجديــــــة
              اسم هذه الطريقة «قف حتى تقرر» طريقة تساعدنا في تربيتهم وتأديبهم .
              يمكن للأولاد أن يتعلموا المطالبة بما يريدون بشكل خلاّق بدلاً من المقاومة.
              كما يمكن للأهل أن يتعلموا كيف يؤثرون في أولادهم بطرق فعالة من دون اللجوء
              إلى العقاب والضرب والعنف. هذه الوسيلة السهلة تؤدي إلى نتائج مذهلة على
              أصعدة مختلفــــــــة .
              المراحــــــــــل :
              تنقسم طريقــــــة « قف حتى تقرر» إلى خمس مراحل أساسية:
              1 ـ التعليمــــــات
              2 ـ التحذيـــــــر
              3 ـ الوقوف مع مهمـــــــة
              4 ـ القـــــــــــرار
              5 ـ الحــــــــــل .
              عندما يقوم الولد بتصرف خاطئ اطلب منه التوقف فإن لم يتوقف حذره وإن لم ينفع التحذير تطلب منه التوجه إلى مكان ما في البيت تخصصه ليقف فيه: "قف هناك،
              وجهك ناحية الحائط، إلى أن تقرر أن تفعل كذا» وعندما يقرر الولد تعفو عنه. تأكد
              مما قرره ابنك، ومما إذا كان يقصد فعلاً ما يقوله. احصل منه على تصريح واضح
              ومحدد حول الوقت والطريقة والمكان لتطبيق ما فعله .
              حتى تفهموا هذه الطريقة معنا أكثر دعونا نقصّ عليكم قصة هي بمثابة تطبيق
              عملي لتنفيذ " قف حتى تقرر"
              سارة فتاة في الخامسة من عمرها، غارقة في مشاهدة برنامج للأطفال على
              شاشة التلفزيون. نادتها أمها: «سارة، أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير المائدة»، فمسؤولية سارة هي وضع الصحون على مائدة العشاء.
              (المرحلة الأولى: التعليمات) لكن سارة لم تجب.
              ولكي تتأكد الأم أن ابنتها قد سمعتها، نادت مجدداً: «سارة، هل سمعتني؟»
              إذ يجب تكرار التعليمات في حال لم يسمع الولد.
              بدأت سارة تتذمر وقالت بنبرة فيها الكثير من نفاد الصبر: «نعم» .
              فأجابتها أمها بوضوح وحزم: «أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير المائدة. إن لم تحضري الآن، سوف تقفين في الزاوية حتى تقرري أن تفعلي ذلك» (المرحلة الثانية: التحذير)
              لم تحرّك سارة ساكناً لتطفئ التلفزيون، فتوجهت إليها أمها وأشارت إلى مكان في المطبخ لتقف فيه سارة وتواجه الحائط: «اذهبي إلى هناك فوراً». ففعلت سارة. ثم تابعت الأم: «قفي هناك إلى ان تقرري إطفاء التلفزيون والبدء بتحضير المائدة.
              أخبريني متى قررتِ ».
              (المرحلة الثالثة: الوقوف مع مهمة)
              قلبت سارة شفتيها وبدت غير متعاونة. فقالت أمها وهي تطهو بالقرب منها:
              «هذه الحركات سوف تبقيك مدة أطول هناك. اهدئي وقرري أن تفعلي ما قلته لك. فكلما أسرعت في ذلك، تحررت من الوقوف هناك بشكل أسرع ».
              فراحت سارة تتذمر: «ولكنني أريد مشاهدة التلفزيون ».
              -لن تشاهدي أي شيء الآن، لأنه وقت إعداد المائدة. والتذمر لن يلغي هذا العمل.
              لذا قفي بهدوء وقرري ما قلته لكِ».
              ثم سكتت قليلاً لكي يفعل كلامها فعله في ابنتها، وتابعت: «وعندما تكلمينني
              في المرة المقبلة ، افعلي ذلك من دون تذمر».
              وتمنت الوالدة أن تقرر ابنتها من دون مشاكل، فقد كان يومها طويلاً ولا تودّ الآن أن
              تدخل في مشاجرة مع سارة، ولكنها مستعدة لها في حال حصولها. فهي تعرف
              عن خبرة أن المواربة في مثل هذه الأمور لن تؤدي إلا إلى مزيد من العناد ولمزيد
              من الوقت .
              وكمّ سرّت الأم بسماع ابنتها سارة تتكلم بصوت واضح: «حسناً ماما، لقد قررت » (المرحلة الرابعة ـ القرار ) .
              - جيد، قالت الأم، وماذا قررت ؟(المرحلة الخامسة ـ التصميم يبدأ هنا)
              - سوف أطفئ التلفزيون وأعدّ المائدة .
              - صحيح. عليك أن تفعلي ما أقول من المرة الأولى. هل ستفعلين ذلك
              من الآن فصاعــــــــــــداً ؟.
              كانت الأم بذلك تستغل الفرصة لتمرر رسالة مفيدة لابنتها .
              - نعم ماما .
              وتوجهت سارة إلى التلفزيون وأطفأته ثم عادت لتضع الصحون على المائدة.
              الأم وابنتها سعيدتان وتتحدثـــــــان وهما تعمــــــــلان











              الطريقة تبدوا نافعة كثيرا ................

              ولكن ماذا لو استمر الطفل على عناده .. ..

              فكما أن الطفلة رفضت إطفاء التلفزيون وإعداد الطعام أول الأمر .. سترفض الوقوف في ذلك المكان .. وإن وقفت فسوف لن تقرر شيئاَ نكاية بأمها ..

              أعتقد أن هذا الفرض وارد جداً
              التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 27-03-2015, 03:38 PM.
              يا أرحم الراحمين

              تعليق


              • #37
                تنويه وتذكير..

                أود أن أنوه لأخوتي الكرام أن المحور لا يركز على تربية الأطفال فحسب ولكن هناك ما هو ((أدهى)) من ذلك .. وهو توجيه الكبار أن يراعوا مسألة العدل والإحسان واللطف والرحمة .. وعدم المكابرة عندما يقصروا بحق أطفالهم
                مع الشكر الجزيل
                يا أرحم الراحمين

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
                  الطريقة تبدوا نافعة كثيرا ................

                  ولكن ماذا لو استمر الطفل على عناده .. ..

                  فكما أن الطفلة رفضت إطفاء التلفزيون وإغداد الطعام أول الأمر .. سترفض الوقوف في ذلك المكان .. وإن وقفت فسوف لن تقرر شيئاَ نكاية بأمها ..

                  أعتقد أن هذا الفرض وارد جداً
                  اللهم صل على محمد وال محمد

                  نعم اخي الفاضل المحترم

                  ان هذا الفرض وارد ان كانت نبرة الام غير صارمة او قرارها غير حازم فستكون الابنة غير متجاوبة فالطفل مخلوق ذكي جداا

                  وهو يعرف لحظات الجد من الهزل والقوة من اللين


                  كما ان هذا الا حتمال وارد في بداية تطبيقه اما عند المضي به لاكثر من مرة يعتاد الولد او البنت عليه ويرضخون للاستجابة له

                  ولا اجزم ان هذه الطريقة نافعة 100% لكن جربتها كم مرة مع الاولاد واعطت نفعا لكن المشكلة مااستمريت بيهه

                  فبهذا تفقد فاعليتها واتجهت لطريقة اخرى سابينها بملخص برنامجكم


                  بوركتم وشكري لتواصلكم الكريم والفاعل مع محوركم المبارك ...



















                  تعليق


                  • #39
                    مصيبة تربوية
                    ======
                    إحترت وترددت كثيراً قبل أن أضع هذا العنوان ومع ذلك لا أجده كافياً للتعبير عما أريد قوله في الأسطر الآتية كتعقيب على كلامكم أختي الكريمة أم سارة
                    =======
                    عندما يتدخل أفراد آخرون في تربية الأبناء كما يحصل في كثير من الأسر حيث يتدخل ((الأجداد والجدات)) بين الأطفال وأهلهم ، تجد أن أغلب الأجداد والجدات يتشاجرون مع من يحاول تأديب الأطفال ولا يرضون بذرة حزم معهم ودائماً ما يرددون النشيد الخالد والسيء الصيت : ((بعدهم زغار.. عوفوهم خل يلعبون.. ووووووووووووووو)) وبالتالي ينشأ الطفل على ((عدم إحترام الأبوين وعدم طاعتهم)) !!!!!
                    كارثة .. مصيبة.. داهية
                    777
                    ما شئت فعبر
                    ((متى يبلغ البنيان يوماً تمامه..
                    إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
                    ))
                    التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 27-03-2015, 04:28 PM.
                    يا أرحم الراحمين

                    تعليق


                    • #40
                      تحياتي لكي يااخي دائما تبهرنا بمواضيعك وتناولك لها من جوانب مهمة تستحق المناقشة والبحث فيها وايجاد الحلول لها .
                      الاسرة هي اهم شيئ في المجتمع والاهتمام بتوجيه وتربية الابناء فأننا نستطيع بناء مجتمع واعي ومتطور .والابناء هم اللبنه الاولى فعلينا التركيز عليها وتوجيها التوجيه الصحيح وعدم التفرقة بين الاخوة وافهاهم بأخطائهم وتعليمهم طرق تصحيحها وعدم التمادي في الخطا وان نقدم اعتذارنا في حالة خطأنا بحقهم لانه ليس العبرة بمن اخطأ وانما العبرة بعدم التمادي في الخطأ وكذلك ليس العبرة بعمر المعتذر وانما العبرة بمن بادر بالاعتذار ،وان اعتذارك لطفلك اوولدك ليس انتقاصا لشخصيتك وانما يجعلك نموذجا حسناله فلا تشوهو صوركم الحسنة بنظر وفكر اولادكم لانكم قدوتهم ....
                      التعديل الأخير تم بواسطة حمامة السلام; الساعة 27-03-2015, 11:37 PM.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X