والحمد الله رب العالمين وبه تعالى نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد فقد يحدثنا التاريخ أن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها
فضلت تبكي وتبكي إلى أن جاء " شيوخ " أهل المدينة يظهرون لعلي انزعاجهم وتأذيهم من بكاء فاطمة ويطالبونه بأمرها بالكف عن ذلك
أو تخييرها بين البكاء ليلا فقط أو نهارا فقط، فبنى لها أمير المؤمنين علي (ع) بيتا خارج المدينة سمي " بيت الأحزان ". هناك واصلت مأساتها.
وتجد البعض يتسائل عن أهداف هذا البكاء فنقول :
ان بكاء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت تريد به أن تذكّر المسلمين وتنبههم لوجود هذه الحقيقة، وهذا الظلم والمحنة والتجاوز على الحقوق، فالقضية ليست مجرد بكاء وألم، وإن كان هذا الألم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) موجوداً في نفس الزهراء (عليها السلام)، وهذا النوع من الاستمرار بالبكاء ليل نهار يشبهه موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام)، الذي ما قدم له طعام إلا وبكى، فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام)
قال الامام الصادق عليه السلام: بكى علي بن الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة. وفي رواية: أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ ! فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيا في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني ؟ . البحار ج 46 ص 108
تعليق