بسم الله الرحمن الرحيم
الأولاد الصلحاء هم زينة الحياة، وربيع البيت، وأقمار الأسرة، وأعز آمالها وأمانيها، وأجل الذخائر وأنفسها.
لذلك أثنى عليهم أهل البيت وغيرهم من الحكماء والأدباء.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
*الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة*.
وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وآله:
*من سعادة الرجل الولد الصالح*.
وقال أبو الحسن عليه السلام:
*إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا لم يمته حتى يريه الخلف*.
وقال حكيم في ميت:
إن كان له ولد فهو حي، وإن لم يكن له ولد فهو ميت.
وفضل الولد الصالح ونفعه لوالديه لا يقتصر على حياتهما فحسب، بل يسري حتى بعد وفاتهما وانقطاع أملهما من الحياة.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
*ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر الا ثلاث خصال*:
*صدقة أجراها في حياته وهي تجري بعد موته*،
*وسنة هدي سنها فهي يعمل بها بعد موته*،
*أو ولد صالح يدعو له*.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
*مر عيسى بن مريم بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب*.
فقال: *يا رب، مررت بهذا القبر عام أول وكان يعذب!*.
*فأوحى الله إليه*:
*انه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا، وآوى يتيما، فلهذا غفرت له بما فعل ابنه*.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
*ميراث الله من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده*.
*ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام آية زكريا على نبينا وآله وعليه السلام*:
{... *فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا* (6)} [مريم : 5-6]
ومن الواضح أن صلاح الأبناء واستقامتهم لا يتسنيان عفوا وجزافا، وانما يستلزمان رعاية فائقة واهتماما بالغا في إعدادهم وتوجيههم وجهة الخير والصلاح.
من أجل ذلك وجب على الآباء تأديب أولادهم وتنشئتهم على الاستقامة والصلاح، ليجدوا
ما يأملون فيهم من قرة عين، وحسن هدى وسلوك.
قال الإمام السجاد عليه السلام:
*وأما حق ولدك*:
*فان تعلم أنه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره*.
*وانك مسؤول عما وليته من حسن الأدب، والدلالة له على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته*.
*فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه*.
فالآباء مسؤولون عن تهذيب أبنائهم وإعدادهم إعدادا صالحا، فان أغفلوا ذلك أساؤا إلى أولادهم، وعرضوهم لأخطار التخلف والتسيب الديني والاجتماعي.
ويحسن بالآباء أن يبادروا أبناءهم بالتهذيب والتوجيه، منذ حداثتهم ونعومة أظفارهم، لسرعة استجابتهم إلى ذلك قبل تقدمهم في السن، ورسوخ العادات السيئة والأخلاق الذميمة فيهم، فيغدون آن ذاك أشد استعصاءا على التأديب والاصلاح.
-------------------------------
أخلاق أهل البيت (عليه السلام).
المؤلف : السيد محمد مهدي الصدر.
تاريخ الوفاة : ١٤١٨.
ص : ٣٦٠- ٣٦٢.
تعليق