بسم الله الرحمن الرحيم
" وَاسْمَع دُعائي إِذا دَعَوْتُك، وَاسْمَع نِدائي إِذا نادَيْتُك، وَأقْبِل عَلي إِذا ناجَيْتُك
".
الله الذي هو مع كل شيء، ويسمع كل صوت، ويرى كل الأشياء، حتى من قبل أن يكون هناك معلوم ومسموع ومُبصَر، فهل يمكن أن يكون هناك صوت لا يسمعه حتى نطلب نحن منه أن يسمع صوتنا ونداءنا؟
..المقصود من سماع الله هو عنايته الخاصّة، أو بمعنى الإجابة وترتيب الأثر على الشيء الذي نطلبه منه.
إنّ حكايتنا عن قصد مناجاة الله وانتظار الإجابة منه تعالى وابتغاء تحقيق حالة الأنس معه، تشبه تلك الذّبابة التي تثير الضجيج في الأجواء،
وكأنّها تطلب من الإنسان أن يلتفت إلى صوتها وضجيجها وهي لا تمتلك بطبيعتها اللياقة اللازمة لكي يتوجّه الإنسان إليها، لأن عليها أن تتحدّث مع الذّبابات أمثالها.
فحديث الإنسان مع الله يشبه حديث الذبابة مع الإنسان؛
ولأجل ذلك، فإن الإنسان الذي يتمتّع بالمعرفة يبدأ أولآ بالطلب من الله أن يسمع دعاءه ونداءه ونجواه،
فعليه أن يطمئن في البداية أنّ كلامه سوف يقع موقعه ويُسمع، ثم يبدأ كلامه وطلباته،
ولكن إذا قيل له “اخْسَؤُوا فِيها وَلا تُكَلِّمُون” وأصبح مشمولآ بـ “لا يُكَلِّمُهُم الله” وأسوأ من ذلك “وَلا يَنْظُر إِلَيْهِم”، فإنّه لن يبقى هناك أي مجال للحديث والكلام والدعاء والنداء والنجوى ".
-----------------------------
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
تعليق