اللهم صل على محمد وآل محمد
ذكر المؤرخ المتتبع عاتق غيث البلادي - مؤرخ مكة وجغرافيها اليوم – انه لما حفرت منطقة الشهداء في مكة لتأسيس بعض المباني عثر على قبر فيه جسد طري ويد المدفون على صدره , فلما أزيحت اليد عن الصدر انبعث الدم وكلما أعيدت الى موضعها انقطع الدم فتركوا الجسد في موضعه وعفي... وهذا الموضع هو المعروف باسم ( فخ ) الذي كانت فيه معركة بين جماعة من اهل البيت والأمويين عام (131) للهجرة( ).
اقول :
ان واقعة فخ كانت في سنة 169 للهجرة وليس 131 للهجرة , ولم تكن مع الامويين بل كانت بين الحسين بن علي الخير بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وبين السلطة العباسية في زمن موسى الهادي بن المهدي العباسي, وكانت تمثل المأساة الثانية لأهل البيت (ع) التي عبر عنها الامام محمد الجواد (ع): لم يكن لنا مصرع بعد الطف أعطم من فخ( ) ...
وقد صلى النبي صلى الله عليه واله في فخ وبكى وقال : اخبرني جبرائيل يا محمد ان رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان واجر الشهيد معه أجر شهيدين( ). وقال: يقتل هاهنا رجل من اهل بيتي في عصابة من المؤمنين وينزل لهم باكفان وحنوط من الجنة وتسبق ارواحهم اجسادهم الى الجنة( ) .
وصلى الامام الصادق (ع) في فخ وقال : يقتل هاهنا رجل من اهل بيتي في عصابة تسبق ارواحهم اجسادهم الى الجنة( ).
ويبدو ان المنطقة التي تدعى اليوم (حي الشهداء) وهي قريبة من التنعيم شمال مكه, وفي هذا العام (1436هـ) اعطاني احد الزيدية في المسجد النبوي كتيبا لأحد علماء الزيدية المعاصرين فكانت فيه الاشارة الى ذلك المكان (حي الشهداء) ولكنه اشار الى قبر محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وهو مخالف لما هو متعارف من دفنه في ضواحي المدينة المنورة شرق جبل سلع, وقيل انه نقل الى البقيع , فالصحيح ان هذا الجسد الذي تم العثور عليه هو للحسين بن علي الخير أو أحد شهداء فخ الذين كانوا معه والله العالم.
ثم اني وجدت بعد ذلك ما يؤيد مقالتي , حيث جاء في كتاب المنجد:
((فخ: وقعت فيها المعركة التاريخيَّة المعروفة، وقُتل فيها الحسين علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنَّى بن الحسن السِّبط بن علي بن أبي طالب وأنصاره .
قُتل وهو مُحْرِم بعد أن أبلى بلاءً شديداً ، وقُتل معه أكثر من مائة من الصحابة ، وكانت قبورهم معروفة هناك. وكانت هذه المعركة عنيفة وشديدة إلى درجة ، كما قيل ، لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشدّ وأفجع من فخ . تبعد فخ عن مكة حوالي 6 كلم غرب مكة ، بعد التنعيم ، بل لعلَّها أصبحت جزءاً من مكة ، لأنَّ فيها حيين منها : حي الزاهر، وحي الشهداء (نسبة إلى شهداء فخ). وفي فخ "مقبرة المهاجرين" المعروفة والموجودة ، وفيها يُدفن كلُّ مَنْ جاور مكَّة منهم. ولا شك أنَّ لهؤلاء الشهداء كرامات. وأنقل هنا قصة غريبة وقعت في هذا الزمن ، من دون تعليق ، خاصة أنَّ شهودها مازالوا أحياء:
ذكر المقدَّم عاتق بن غيث البلادي في كتابه "معجم معالم الحجاز" قال: حكى شاهد عيان، أنَّه كان في أواخر السِّتيِّنات من هذا القرن الرابع عشر الهجري (منذ خمسين عاماً)، حدثٌ أثناء حفر أساس قصر بالشهداء (حي الشهداء) ، أن بَدَتْ يدُ إنسان طريَّة عارية من تحت الأرض، فحفروا عنها، فإذا هي مُطْبقةٌ على صدر إنسان ، فجذبوها، فإذا الدم يندفع من موضعها ، فتركوها ، فإذا هي ترتدُّ بسرعة إلى مكانِ النَّزيف فتوقِفُهُ "))( ).
--------------
منقول
تعليق