الغرور
الجمال، قد يكون نقمة على كل من لا تعرف قيمته الحقيقية وقد يكون سبباً لتعاسة من تحمله وهناك من تستغله في أمور محرمة وهناك من يقودها
جمالها للغرور والتعالي؛ قصتنا لهذا العدد تبدأ من الجمال الأخاذ الذي اتصفت به صاحبة الحكاية فهي جميلة جداً وكان هذا الشيء قد جعلها
ترفض كل من يتقدم لها من الخاطبين بحجج واهية مثل هذا قصير وهذا قبيح وهذا ليس من مستواي وهذا فقير وهذا كبير.. إلخ. ويشاء القدر أن
يكون أحد هؤلاء الخطاب هو ابن عمها الذي أحبها حباً جماً، ولكن كيف لغرور هذه الفتاة أن يُروّض فقد رفضته بشكل مهين وجعلت منه
أضحوكة عند كل أقاربهما وصديقاتها، تتحدث عنه في كل مناسبة من أجل الضحك عليه مما جعل الخلافات تدب بين العائلتين وتصل إلى حد القطيعة.
مرت السنوات على هذا المنوال إلى أن أصبحت عانساً ولم يدق بابها أحد، ولكن فجأة اتصل بها ابن عمها من دون علم أهلها وبدأ يحدثها عن حبه
لها وأنه لم ينسها طوال هذه السنين على الرغم من زواجه ولكنها بقيت متربعة على قلبه وهو يتمنى أن ترتبط به لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها
(طبعاً نستطيع أن نتصور وقع هذا الكلام على مسامع إنسانة فاتها قطر الزواج) بقي يتصل بها بالسر ويبوح لها بحبه إلى أن ملك قلبها وعقلها
فتقدم لطلب يدها من عمه ولكن الجميع جابهه برفض قاطع، فطلب منها إزاء هذا الرفض أن يتزوجا ويجعلا الجميع أمام الأمر الواقع.
تم الزواج الذي صار كقنبلة موقوتة انفجرت في وجه الجميع ولكن كانت هناك قنبلة أقوى منها انفجرت بعد أسبوع من القنبلة الأولى، فقد طلقّها
ورمى بها في الشارع وقد كان السبب أنه تزوجها فقط للانتقام جزاءً على إهاناتها وإهانات أهلها له، وقال لها بالحرف الواحد: جعلتي مني
أضحوكة عند القريب والغريب وأنا الآن جعلتكِ أضحوكة لكل الدنيا. لم تتحمل الصدمة فقد انهار كل شيء أمامها وهي لا تستطيع العودة لأهلها
وقد فعلت قبل أسبوع ما فعلته بهم فاضطرت للذهاب إلى أقربائها وبقيت هناك تعاني الأمرين لوم الأقارب من جهة وما حصل لها من جهة فلم
تتحمل الوضع فأصيبت باكتئاب شديد وانهيار عصبي حاد فلم يستطع أقاربها أمام حالتها هذه أن يتحملوها فأدخلوها مستشفى للأمراض العقلية
للخلاص من مسؤوليتها بعد أن تخلى عنها الجميع.
تم نشره في العدد42
تعليق