زهرتان فاطميتان.. كلمة وموقف
منير الحـزامي
الزهرة الأولى: كلمة
كثيراً ما تستوقفني هذه العبارة التي نطقتها ربيبة الوحي والتنزيل.. ابنة مَن لا {يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى}، قالتها السيدة المعصومة الصدّيقة الزهراء فاطمة (صلوات الله وسلامه عليها)، عندما سألها أبوها المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله): «أي شيء خير للمرأة؟».
فتجيب (عليها السلام): «أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل».
فقال (صلى الله عليه وآله): «صدقتِ.. إن فاطمة بضعة مني»..
أي أن جوابها وفكرها وكلامها وكل أفعالها هو نابع من صميم الحق ومن واقع الإيمان، كيف وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟
وبهذا الجواب أعلن (صلى الله عليه وآله) لكلِ امرأة في العالم: أن خير المرأة في الحجاب، وأن شرّها في السفور.
ألا ترون أنها القرآن الناطق؟! وأن كلامها له جذور قرآنية؟!.. لقد ذكرت أهم مسألة يجب أن تلتفت إليها المرأة المؤمنة..
«أن لا ترى رجلاً...».. {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (النور: 31)
«ولا يراها رجل».. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب: 59)
ولكلامها (عليها السلام) جذور نبوية.. فعنه (صلى الله عليه وآله): «اشتد غضب الله عز وجل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها».
وعنه (صلى الله عليه وآله): «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفاً من الله أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه».
الزهرة الثانية: موقف
ويستوقفني أيضاً خروجها إلى مسجد أبيها (صلى الله عليه وآله) للمطالبة بحقها المغتصب، وللدفاع عن الإمام المغتصبة.. خرجت بهيئةٍ ملائكية.. ربانية.. مقدسة..
1- (لاثت خمارها على رأسها)..
2- (واشتملت بجلبابها)..
3- (وأقبلت في لُـمّة من حفدتها ونساء قومها)..
4- (تطأ ذيولها)..
5- (حتى دخلت... فنيطت دونها ملاءة)..
إنها تعطينا دروساً بليغة في الحجاب الحقيقي والعفة والطهارة، لتنتفع منها نساء الأرض وتتأسى بها.. وهنا نقاط خمس أو فقل دروس:
الأولى: (لاثت خمارها): أي لبست حجابها الّذي يغطّي وجهها، الساتر لها.
الثانية: (اشتملت بجلبابها): وهو ما يغطي كلّ جسدها ولا يظهر منه شيء.
الثالثة: (أقبلت في لُـمّة من حفدتها ونساء قومها): أي أقبلت في جماعة من النساء حتّى لا يميّزها النّاظر ويعرفها، وإن كانت في تمام حجابها.
الرابعة: (تطأ ذيولها): أي يقع طرف ثوبها أسفل قدمها حال مشيها من طول لباسها وحجابها زيادةً في التحفظ والستر.
الخامسة: (فنيطت دونها ملاءة): أي وضع ستار وغطاء بينها وبين القوم مبالغة في العفّة، مع كونها متحجّبة.
فإذا كان خروج المرأة بالزي والحجاب الّذي خرجت به سيّدة النساء (عليها السلام) وهي تعطي دروس العفاف والسّتر، ويكون خروجها لمثل الهدف السّامي الخطير الّذي خرجت من أجله الزّهراء (عليها السلام) فهنيئاً لها الاقتداء بسيّدة النّساء (عليها السلام).. فإنها القدوة الصالحة لكل امرأة تبحث عن السعادة في الحياة.
وختاماً أقدم هديتي المتواضعة إلى أخواتي المؤمنات وإخواني المؤمنين أيضاً.. وهي مجموعة قيّمة مما وقع بين يدي وتحت نظري من الكتب.. فهي من أروع ما كُتب عن الحجاب، وفيها الكثير من المسائل الأخلاقية والتربوية والقصص النافعة، كُتبت بأقلام نخبةٍ رائعةٍ ومتميزة من الشخصيات العلمية البارزة، والمتخصصين بالشؤون الاجتماعية:
1- مقدمة كتاب: أعلام النساء المؤمنات، محمد الحسّون، وأُم علي مشكور.
2- حجاب المرأة المؤمنة، علي عيسى أحمد.
3- آداب الأسرة في الإسلام، مركز الرسالة.
4- ذكرى لكل امرأة مثلى، يوسف أحمد الغانم.
5- الحجاب بين السلب والإيجاب، الشيخ محمد أمين زين الدين.
6- الأخلاق البيتية، الأستاذ مظاهري.
7- الحجاب في القرآن، السيد محمد الشيرازي.
8- المرأة مع النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته وشريعته، الشهيدة بنت الهدى.
9- المرأة من المهد إلى اللحد، مجيد الحاج محمد سعيد الصائغ.
10- جمال المرأة وجلالها، الشيخ جوادي آملي.
11- قضايا المجتمع والأُسرة والزواج، العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي.
12- الفضيلة تنتصر، الشهيدة بنت الهدى (ضمن المجموعة القصصية الكاملة).
13- أخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، السيد مهدي الصدر.
14- الأخلاق في القرآن، الشّيخ ناصر مكارم الشيرازي.
15- الذنب أسبابه وعلاجه، الأستاذ الشيخ محسن القراءتي.
16- الفريضة المهجورة، السيد سامي خضرة.
17- رسالة إلى ابنتي وأخواتها لمناسبة زواجها، السيد سامي خضرة.
18- وسوسة الشيطان الرجيم، السيد سامي خضرة.
19- هكذا تاب التائبون، شبكة السراج الإسلامية. (وهو من أروع ما قرأت من الكتب القصصية والأخلاقية).
20- من أخلاق العلماء، السيد محمد الشيرازي.
تقبلوا خالص شكري لكم على عناء قراءتكم وطويل صبركم..
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
تعليق