شاب يستأذن في الزنا:
----------------
السؤال:
ما مدى صحة قصة شاب جاء إلى رسول الله –صلّى الله عليه وآله- يستأذنه في الزنا؟
الجواب:
هذه القصة رواه أحمد بن حنبل في مسنده, ولا بأس بنقلها لما فيها من موعظة وحكمة:
.... عن أبي أمامة قال: إن فتى شابًا أتى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا.
فأقبل القوم عليه فزجروه, وقالوا مه مه.
فقال: ادنه, فدنا منه قريبًا, قال فجلس.
قال: أتحبه لأمك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟
قال: لا, والله يا رسول الله, جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه بناتهم. قال أفتحبه لأختك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك,
قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم, قال: أفتحبه لعمتك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم, قال: أفتحبه لخالتك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
قال فوضع يده عليه, وقال: اللهم اغفر ذنبه, وطهّر قلبه, وحصّن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
المصدر: مسند أحمد 5 : 256.
فوائد من الحديث:
1/ عندما يواجه أحد المؤمنين مشكلة في امتثال تكليف شرعي, فعليه أن يطرح المشكلة لذوي الاختصاص, لعلهم يجدون له طريق الحل والعلاج, وبعبارة أخرى: من ابتلي بمعصية فعليه السعي لتصحيح الوضع, ولو بالرجوع إلى الخبراء أو الأخصائيين في العلاج, فالمضي على المعصية بصمت وتستر لن يحلّ المشكلة, بل تتفاقم يومًا بعد يوم كما يتفاقم مرض السرطان ويفتك بالإنسان.
2/ عندما يلجأ إلينا عاصٍ, أو نعرف بأمر عاصٍ, علينا أن نساعده في العلاج – حسب استطاعتنا- أو نرشده لمن يساعده, أما أسلوب الهجوم والعنف فإنه – في هذا المقام- يزيد من المشكلة ولا يحلّها.
3/ ما دام الإنسان لا يرضى لمحارمه الزنا, فما زالت فيه بذرة الخير والفطرة, وعلينا أن نرعاها لتنمو وتكبر. أما العصاة الذين يمارسون الرذيلة مع محارمهم بأنفسهم – في حال استمرارهم على ذلك الفعل الشنيع وعدم التفكير والسعي للتوبة- فهم ليسوا بشرًا, بل فيروسات خطيرة على الإنسانية, ومن هنا أفتى الفقهاء بأن حكم الزاني بالمحارم – إذا ثبت ذلك للقاضي الشرعي بالأدلة التامة- هو القتل ضربًا بالسيف في رقبته, بلا فرق في ذلك بين المحصن وغير المحصن (راجع تكملة منهاج الصالحين للسيد الخوئي – مسألة 151).
4/ للذكاء العاطفي دور في تغيير سلوكيات الآخرين, فنجد إجلاس الشاب قريبًا من رسول الله –صلّى الله عليه وآله- وأسلوب الحوار معه, ووضع يده المباركة عليه, والدعاء له, كل ذلك أثّر في الشاب بحيث تغيير الشاب بحيث لم يلتفت بعد ذلك إلى شيء.
5/ ويمكن أن يكون هذا الأثر القوي خاصًا بمميزات رسول الله – صلّى الله عليه وآله- بحيث استطاع التأثير والتغيير في أعماق الشاب. ويكون الأمر – بناء على هذا الاحتمال- قد اعتمد على أمور غيبية إلهية وليس مجرد الذكاء العاطفي.
والله سبحانه هو العالم
7/ جمادى الآخرة / 1436 هـ
----------------
السؤال:
ما مدى صحة قصة شاب جاء إلى رسول الله –صلّى الله عليه وآله- يستأذنه في الزنا؟
الجواب:
هذه القصة رواه أحمد بن حنبل في مسنده, ولا بأس بنقلها لما فيها من موعظة وحكمة:
.... عن أبي أمامة قال: إن فتى شابًا أتى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا.
فأقبل القوم عليه فزجروه, وقالوا مه مه.
فقال: ادنه, فدنا منه قريبًا, قال فجلس.
قال: أتحبه لأمك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟
قال: لا, والله يا رسول الله, جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه بناتهم. قال أفتحبه لأختك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك,
قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم, قال: أفتحبه لعمتك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم, قال: أفتحبه لخالتك؟
قال: لا, والله جعلني الله فداءك.
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.
قال فوضع يده عليه, وقال: اللهم اغفر ذنبه, وطهّر قلبه, وحصّن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
المصدر: مسند أحمد 5 : 256.
فوائد من الحديث:
1/ عندما يواجه أحد المؤمنين مشكلة في امتثال تكليف شرعي, فعليه أن يطرح المشكلة لذوي الاختصاص, لعلهم يجدون له طريق الحل والعلاج, وبعبارة أخرى: من ابتلي بمعصية فعليه السعي لتصحيح الوضع, ولو بالرجوع إلى الخبراء أو الأخصائيين في العلاج, فالمضي على المعصية بصمت وتستر لن يحلّ المشكلة, بل تتفاقم يومًا بعد يوم كما يتفاقم مرض السرطان ويفتك بالإنسان.
2/ عندما يلجأ إلينا عاصٍ, أو نعرف بأمر عاصٍ, علينا أن نساعده في العلاج – حسب استطاعتنا- أو نرشده لمن يساعده, أما أسلوب الهجوم والعنف فإنه – في هذا المقام- يزيد من المشكلة ولا يحلّها.
3/ ما دام الإنسان لا يرضى لمحارمه الزنا, فما زالت فيه بذرة الخير والفطرة, وعلينا أن نرعاها لتنمو وتكبر. أما العصاة الذين يمارسون الرذيلة مع محارمهم بأنفسهم – في حال استمرارهم على ذلك الفعل الشنيع وعدم التفكير والسعي للتوبة- فهم ليسوا بشرًا, بل فيروسات خطيرة على الإنسانية, ومن هنا أفتى الفقهاء بأن حكم الزاني بالمحارم – إذا ثبت ذلك للقاضي الشرعي بالأدلة التامة- هو القتل ضربًا بالسيف في رقبته, بلا فرق في ذلك بين المحصن وغير المحصن (راجع تكملة منهاج الصالحين للسيد الخوئي – مسألة 151).
4/ للذكاء العاطفي دور في تغيير سلوكيات الآخرين, فنجد إجلاس الشاب قريبًا من رسول الله –صلّى الله عليه وآله- وأسلوب الحوار معه, ووضع يده المباركة عليه, والدعاء له, كل ذلك أثّر في الشاب بحيث تغيير الشاب بحيث لم يلتفت بعد ذلك إلى شيء.
5/ ويمكن أن يكون هذا الأثر القوي خاصًا بمميزات رسول الله – صلّى الله عليه وآله- بحيث استطاع التأثير والتغيير في أعماق الشاب. ويكون الأمر – بناء على هذا الاحتمال- قد اعتمد على أمور غيبية إلهية وليس مجرد الذكاء العاطفي.
والله سبحانه هو العالم
7/ جمادى الآخرة / 1436 هـ
تعليق