بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
عندما توجد النعمة بكثرة قد يتعمد بعض الناس إلى الهدر والإسراف فيها بحيث يتلفها من غير الإستفادة منها بالغرض الذي وجدت له .
ولكن نفس هؤلاء الناس سيتحسرون على هذه النعمة التي هدروها سابقا ليس لانهم تابوا إلى الله تبارك وتعالى بل لأنهم سيبحثون عنها ولا يجدونها ونظير هذا الحال قد حصل فعلا الآن في اسبانيا .
فبعدما كانت اسبانيا تقيم المهرجان السنوي للطماطم (البندورة) الذي يقام في الأربعاء الأخير من شهر آب كل عام حيث يستعمل حوالي 100 طنا من الطماطم !!! وذلك في قرية بيونول في مقاطعة فالنسيا في إسبانيا حيث يقوم المحتفلين برشق بعضهم بالطماطم لمدة ساعة مع ما يرافق هذا الأمر من الغناء والموسيقى الصاخبة وحالات الإختلاط والإنحلال المحرم بين الجنسين .
والآن وفي الظرف الصحي العالمي من جراء الوباء الفايروسي المعروف بكورونا تشاهد أن نفس هؤلاء الذين كانوا يتراشقون بالطماطم يبحثون عن الطماطم لشرائها ولا يجدونها أو يجدون بعض الحبات منها - التي لا تكفي لإطعامهم ليوم واحد - وذلك بعد عناء طويل من الوقوف في طابور الإنتظار لشرائها ، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى هذه الحقيقة المؤسفة بقوله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } . (1) .
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة ) . (2) .
فبمجرد أن لا نشكر الرب على هذه النعم تنتهي وتختفي النعم .
فيجب علينا أن نلتفت إلى أنفسنا وأن ننتبه من غفلتنا قبل فوات النعم وزوالها عنا وأن نتحلى بفضيلة الشكر وأن نعرف محاسن الشكر ولا سيما نحن في هذا الشهر الكريم الذي يكون من الأزمنة التي يستجاب فيها الدعاء ويكون مقبولا . وخير الكلام ولذيذ المناجاة مع رب الأنام في الشكر وكيفيته وآدابه ما نجده في صحيفة الإمام السجاد (عليه السلام) وبالخصوص مناجاة الشاكرين وهذه بعض المقاطع الأخيرة منها :
(( ...... فَتَمِّمْ عَلَيْنا سَوابِـغَ النِّعَمِ وَادْفَعْ عَنّا مَكارِهَ النِّقَمِ، وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدّارَيْنِ اَرْفَعَها وَاَجَلَّها عاجِلاً وَآجِلاً، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَسُبُوغِ نَعْمائِكَ حَمْداً يُوافِقُ رِضاكَ، وَيَمتَرِى الْعَظيمَ مِنْ بِرِّكَ وَنَداكَ، يا عَظيمُ يا كَريمُ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ )) . (3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية (112) / من سورة النحل .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 66 / الصفحة 70 - - - مسند الإمام الرضا (ع) / الشيخ عزيز الله عطاردي / الجزء 1 / الصفحة 280 - - - الأمالي / الشيخ الصدوق / الجزء 2 / الصفحة 65 .
(3) الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
عندما توجد النعمة بكثرة قد يتعمد بعض الناس إلى الهدر والإسراف فيها بحيث يتلفها من غير الإستفادة منها بالغرض الذي وجدت له .
ولكن نفس هؤلاء الناس سيتحسرون على هذه النعمة التي هدروها سابقا ليس لانهم تابوا إلى الله تبارك وتعالى بل لأنهم سيبحثون عنها ولا يجدونها ونظير هذا الحال قد حصل فعلا الآن في اسبانيا .
فبعدما كانت اسبانيا تقيم المهرجان السنوي للطماطم (البندورة) الذي يقام في الأربعاء الأخير من شهر آب كل عام حيث يستعمل حوالي 100 طنا من الطماطم !!! وذلك في قرية بيونول في مقاطعة فالنسيا في إسبانيا حيث يقوم المحتفلين برشق بعضهم بالطماطم لمدة ساعة مع ما يرافق هذا الأمر من الغناء والموسيقى الصاخبة وحالات الإختلاط والإنحلال المحرم بين الجنسين .
والآن وفي الظرف الصحي العالمي من جراء الوباء الفايروسي المعروف بكورونا تشاهد أن نفس هؤلاء الذين كانوا يتراشقون بالطماطم يبحثون عن الطماطم لشرائها ولا يجدونها أو يجدون بعض الحبات منها - التي لا تكفي لإطعامهم ليوم واحد - وذلك بعد عناء طويل من الوقوف في طابور الإنتظار لشرائها ، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى هذه الحقيقة المؤسفة بقوله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } . (1) .
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة ) . (2) .
فبمجرد أن لا نشكر الرب على هذه النعم تنتهي وتختفي النعم .
فيجب علينا أن نلتفت إلى أنفسنا وأن ننتبه من غفلتنا قبل فوات النعم وزوالها عنا وأن نتحلى بفضيلة الشكر وأن نعرف محاسن الشكر ولا سيما نحن في هذا الشهر الكريم الذي يكون من الأزمنة التي يستجاب فيها الدعاء ويكون مقبولا . وخير الكلام ولذيذ المناجاة مع رب الأنام في الشكر وكيفيته وآدابه ما نجده في صحيفة الإمام السجاد (عليه السلام) وبالخصوص مناجاة الشاكرين وهذه بعض المقاطع الأخيرة منها :
(( ...... فَتَمِّمْ عَلَيْنا سَوابِـغَ النِّعَمِ وَادْفَعْ عَنّا مَكارِهَ النِّقَمِ، وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدّارَيْنِ اَرْفَعَها وَاَجَلَّها عاجِلاً وَآجِلاً، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَسُبُوغِ نَعْمائِكَ حَمْداً يُوافِقُ رِضاكَ، وَيَمتَرِى الْعَظيمَ مِنْ بِرِّكَ وَنَداكَ، يا عَظيمُ يا كَريمُ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ )) . (3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية (112) / من سورة النحل .
(2) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 66 / الصفحة 70 - - - مسند الإمام الرضا (ع) / الشيخ عزيز الله عطاردي / الجزء 1 / الصفحة 280 - - - الأمالي / الشيخ الصدوق / الجزء 2 / الصفحة 65 .
(3) الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) .
تعليق