اللهم صل على محمد وآل محمد
الطاعة:
هي الخضوع لله عز وجل، وامتثال أوامره ونواهيه.
والتقوى:
من الوقاية، وهي صيانة النفس عما يضرها في الآخرة، وقصرها على ما ينفعها فيها.
وهكذا تواترت أحاديث أهل البيت عليهم السلام حاثة ومرغبة على طاعة الله تعالى وتقواه، ومحذرة من عصيانه ومخالفته.
قال الإمام الحسن الزكي عليه السلام في موعظته الشهيرة لجنادة:
*إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، وإذا أردت عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل*.
وقال الإمام الصادق عليه السلام:
*إصبروا على طاعة الله، وتصبروا عن معصية الله، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها، فكأنك قد اغتبطت* .
وقال عليه السلام:
*إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر. فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله. فيقول الله عز وجل: صدقوا، ادخلوهم الجنة، وهو قول الله عز وجل* :
{... *إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ* } [الزمر : 10]
وقال الإمام الباقر عليه السلام:
*إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا، فانظر إلى قلبك، فان كان يحب أهل طاعة الله عز وجل ويبغض أهل معصيته ففيك خير، والله يحبك. وإن كان يبغض أهل طاعة الله، ويحب أهل معصيته فليس فيك خير، والله يبغضك، والمرء مع من أحب* .
وقال عليه السلام:
*ما عرف الله من عصاه* ، وأنشد: *تعصي الاله وأنت تظهر حبه*
*هذا لعمرك في الفعال بديع*
*لو كان حبك صادقا لأطعته*
*إن المحب لمن أحب مطيع* .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا، فقال:
*يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، إني رسول الله إليكم، وإني شفيق عليكم، وإن لي عملي، ولكل رجل منكم عمله، لا تقولوا إن محمدا منا وسندخل مدخله، فلا والله ما أوليائي منكم ولا من غيركم، يا بني عبد المطلب إلا المتقون، ألا فلا أعرفكم يوم القيامة تأتون تحملون الدنيا على ظهوركم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، ألا إني قد أعذرت إليكم فيما بيني وبينكم، وفيما بيني وبين الله تعالى فيكم* .
وعن جابر قال:
قال الباقر عليه السلام:
*يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع، أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه - إلى أن قال: فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله تعالى وأكرمهم عليه أتقاهم، وأعملهم بطاعته* .
*يا جابر، والله ما يتقرب إلى الله إلا بالطاعة، ما معنى براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع*.
وعن المفضل بن عمر قال:
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكرنا الأعمال، فقلت أنا: ما أضعف عملي.
فقال: *مه* ؟! *إستغفر الله*.
ثم قال:
*إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى*.
قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: *نعم، مثل الرجل يطعم طعامه، ويرفق جيرانه، ويوطئ رحله، فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى*.
*ويكون الآخر ليس عنده شئ، فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه*.
قال الشاعر:
ليس من يقطع طريقا بطلا *
إنما من يتق الله البطل
فاتق الله فتقوى الله ما *
جاورت قلب امرئ إلا وصل.
---------------------------
أخلاق أهل البيت (عليه السلام).
المؤلف : السيد محمد مهدي الصدر.
تاريخ الوفاة : ١٤١٨.
ص : ٢٧٨-٢٨١.