أم البنين تداوي جراح أيتام الزهراء عليها السلام
كان أيتام الزهراء عليها السلام لهم في كل زاوية من زوايا البيت ذكرى تشدهم إلى أمهم الشهيدة، وحيث ما يلتفتون يرون أثرا من آثارها، فهنا كانت تمشط شعر الحسنين وهي تقرأ لهم القران بصوتها الحزين الخاشع، وهناك تروي لبناتها بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعلمهم بعض الأحكام، وهناك كانت تصلي وتدعوا وتسبح وتبكي، وهنا كانت تطبخ وتدير الرحى.
وهنالك مكان بقي عالقا بجميع تفاصيله في أذهان أولاد الزهراء عليها السلام هذا المكان الذي كلما نظر إليه أبناء السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء دمعت عيونهم وخنقتهم العبرة، هذا المكان هو باب الدار وبالتحديد خلف باب الدار، فجميعهم كان شاهدا حين كان أفراد هذا البيت الطاهر عليهم السلام في سكينة من أمرهم وإذا بالناس يجتمعون حول بابهم ثم يعلوا اللغط والصياح شيئا فشيئا، ثم تبدأ طرقات مجنونة تقع على الباب، ويعلو من بينها صياح رجل يهدد بإخراج أمير المؤمنين عليه السلام أو الدخول عنوة إلى الدار وإحراق البيت على من فيه، والأطفال يلوذون تارة خلف أبيهم وأخرى خلف أمهم، وإذا بالباب تدفع دفعا قويا والنار والدخان يتصاعدان منها، وإذا بهم ينظرون إلى أمهم الزهراء عليها السلام تنبري مسرعة خلف الباب عسى ان تمنع القوم من دخول واقتحام الدار بهذه الطريقة البربرية.
فبينما هي تكلمهم وتدفع الباب بيدها وكتفها لتحول دون دفعها وكسرها، فلما أحس القوم بوجودها حشدوا كل ما عندهم من قوة فدفعوا الباب دفعة كسروها وياليتهم اقتصروا على كسر تلك الباب التي كان يقف عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسلما مستأذنا قبل الدخول، غير انهم كسروا مع تلك الباب أضلاع البتول عليها السلام، وأطفال الزهراء عليها السلام يستمعون كيف صارت أمهم تستغيث ولا تغاث وتسترحم ولا من راحم، وتستغيث بفضة خادمتها قائلة يا فضة أدركيني فقد والله اسقطوا جنيني.
ولم تقف ذكريات أولاد الزهراء عليها السلام عند هذا الحد فقد استمرت ليروا أباهم واضعا أمهم الزهراء وهي في ريعان الشباب ومقتبل العمر على مغتسلها يقلبها وهو ينظرون وينتظرون في وجل وخوف تلك اللحظات التي ستحمل أمهم من أمام أعينهم لتودع في حفرتها وملحودة قبرها، وتغيب عن نواظرهم، والأوجع لقلوبهم ان الأطفال كل الأطفال إذا ما ماتت أمهم فان باستطاعتهم زيارة قبرها متى ما أرادوا وأحبوا إلا أن أولاد البتول عليها السلام محرومون من هذه الخصلة فلم يكن باستطاعتهم زيارة قبر أمهم إلا في السر وتحت طوق شديد من السرية والتكتم.
في ظل هذه الأحزان والذكريات دخلت السيدة أم البنين عليها السلام دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فكانت المرأة المواسية والمخففة لآلام وأوجاع قلوب أيتام الزهراء عليها السلام فلم يشعروا معها بشعور زوجة الأب ولا فضلت أولادها عليهم، فكانت تشعرهم بأنها خادمة لهم راعية لشؤونهم وعلى هذه الروحية ربت أولادها الأربعة ومواقفهم وأقوالهم وأفعالهم يوم عاشوراء توضح هذه الحقيقة بشكل جلي.
كان أيتام الزهراء عليها السلام لهم في كل زاوية من زوايا البيت ذكرى تشدهم إلى أمهم الشهيدة، وحيث ما يلتفتون يرون أثرا من آثارها، فهنا كانت تمشط شعر الحسنين وهي تقرأ لهم القران بصوتها الحزين الخاشع، وهناك تروي لبناتها بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعلمهم بعض الأحكام، وهناك كانت تصلي وتدعوا وتسبح وتبكي، وهنا كانت تطبخ وتدير الرحى.
وهنالك مكان بقي عالقا بجميع تفاصيله في أذهان أولاد الزهراء عليها السلام هذا المكان الذي كلما نظر إليه أبناء السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء دمعت عيونهم وخنقتهم العبرة، هذا المكان هو باب الدار وبالتحديد خلف باب الدار، فجميعهم كان شاهدا حين كان أفراد هذا البيت الطاهر عليهم السلام في سكينة من أمرهم وإذا بالناس يجتمعون حول بابهم ثم يعلوا اللغط والصياح شيئا فشيئا، ثم تبدأ طرقات مجنونة تقع على الباب، ويعلو من بينها صياح رجل يهدد بإخراج أمير المؤمنين عليه السلام أو الدخول عنوة إلى الدار وإحراق البيت على من فيه، والأطفال يلوذون تارة خلف أبيهم وأخرى خلف أمهم، وإذا بالباب تدفع دفعا قويا والنار والدخان يتصاعدان منها، وإذا بهم ينظرون إلى أمهم الزهراء عليها السلام تنبري مسرعة خلف الباب عسى ان تمنع القوم من دخول واقتحام الدار بهذه الطريقة البربرية.
فبينما هي تكلمهم وتدفع الباب بيدها وكتفها لتحول دون دفعها وكسرها، فلما أحس القوم بوجودها حشدوا كل ما عندهم من قوة فدفعوا الباب دفعة كسروها وياليتهم اقتصروا على كسر تلك الباب التي كان يقف عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسلما مستأذنا قبل الدخول، غير انهم كسروا مع تلك الباب أضلاع البتول عليها السلام، وأطفال الزهراء عليها السلام يستمعون كيف صارت أمهم تستغيث ولا تغاث وتسترحم ولا من راحم، وتستغيث بفضة خادمتها قائلة يا فضة أدركيني فقد والله اسقطوا جنيني.
ولم تقف ذكريات أولاد الزهراء عليها السلام عند هذا الحد فقد استمرت ليروا أباهم واضعا أمهم الزهراء وهي في ريعان الشباب ومقتبل العمر على مغتسلها يقلبها وهو ينظرون وينتظرون في وجل وخوف تلك اللحظات التي ستحمل أمهم من أمام أعينهم لتودع في حفرتها وملحودة قبرها، وتغيب عن نواظرهم، والأوجع لقلوبهم ان الأطفال كل الأطفال إذا ما ماتت أمهم فان باستطاعتهم زيارة قبرها متى ما أرادوا وأحبوا إلا أن أولاد البتول عليها السلام محرومون من هذه الخصلة فلم يكن باستطاعتهم زيارة قبر أمهم إلا في السر وتحت طوق شديد من السرية والتكتم.
في ظل هذه الأحزان والذكريات دخلت السيدة أم البنين عليها السلام دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فكانت المرأة المواسية والمخففة لآلام وأوجاع قلوب أيتام الزهراء عليها السلام فلم يشعروا معها بشعور زوجة الأب ولا فضلت أولادها عليهم، فكانت تشعرهم بأنها خادمة لهم راعية لشؤونهم وعلى هذه الروحية ربت أولادها الأربعة ومواقفهم وأقوالهم وأفعالهم يوم عاشوراء توضح هذه الحقيقة بشكل جلي.
تعليق