بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ النوري ( رحمه الله ت 1320 ه ) : « علم الأعلام ، وسيف الإسلام ، خرّيت طريق التحقيق والتدقيق ، مالك أزمّة الفضل بالنظر الدقيق ، الشيخ
الأعظم ، الأعلم ، الأعصم ; الشيخ جعفر ابن المرحوم الشيخ خضر . . . هومن آيات الله العجيبة التي تقصر عن دركها العقول ، وعن وصفها الألسن ، فإن نظرت إلى علمه فكتابه : كشف الغطاء ، الذي ألّفه في سفره ينبئك عن
أمر عظيم ، ومقام عليّ في مراتب العلوم الدينية أُصولاً وفروعاً .
وكان الشيخ الأعظم الأنصاري رحمه الله يقول ما معناه : مَن أتقن القواعد الأُصولية التي أودعها الشيخ في كشفه فهو عندي مجتهد » .
ثم ان الشيخ الأعظم(قدس سره) لم يجد عنواناً يليق أن يعبّر به عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء عند ذكره إلاّ ( بعض الأساطين ) ; فقد نعته بذلك في : المكاسب ، في ( 32 )مورداً . فما أعظم مدلول هذه الكلمة ؟ ! سيّما وهي تتكرر بهذا العدد صادرة عن لسان فحل الفحول ، ومجدد علم الفروع والأُصول ، الرجل الذي يظهر
- بكلّ وضوح وصراحة - لمن وقف على مصنّفاته تمسكه بالموضوعية البحتة في البحث العلمي ، وتقييم آراء العلماء ، وتحفظه التامّ عن إطلاق النعوت والألقاب العلمية وحرصة الشديد فيها إلاّ على الجدير بها..
🔹كيف لا ! ؟
وهو يتهجّد في أسحاره ، مفترشاً الأرض ، واضعاً خدّه على التراب ،متضرّعاً ، باكياً ، متذكراً لأنعم الله عليه ، معاتباً نفسه على عدم القيام بشكرها ، معترفاً بالتقصير في أداء حقّ سابغها ، موبّخاً لها على ذلك قائلاً تارة : « كنت في الصغر تُسمّى جعيفراً ، ثمّ صرت جعفراً ، ثمّ سمّيت الشيخ جعفر ، ثمّ الشيخ على الإطلاق ، فإلى متى تعصي الله ولا تشكر هذه
النعمة » . وأُخرى : « يا جعفر ، يا جعيفر ، يا قليل الحياء ، يا كثير الشقاء » .
وحكي عنه أنّه سمع بعض الباعة المتجوّلين يعرض بضاعته في وقت السحر ، فأخذ يخاطب نفسه : « يا جعفر إنّ هذا الرجل من أجل أن يبيع بقروش قليلة قد ترك نومه وتحمّل البرد ، فلا تمنّ على الله بعبادتك »
وعن الشيخ جعفر كاشف الغطاء
لقد باحثت الشرائع ثلاث مائة مرة 300 مرة ؟!
و لو محي كل كتب الفقه اكتب من اول الطهارة الى اخر الديات
------------------------
بهجة الآمال ج2 ص533