أسئلة المدرِّس اليتيمة !
تعتبر عملية صياغة الأسئلة الإمتحانية من أهم الفنون التي يجب على الكوادر التعليمية إتقانها لما لها من أهمية كبرى في تقييم المستوى العلمي للطلاب ، فالأسئلة المُصاغة بطريقة علمية ومنهجية متقنة دليل على تمكن المعلم أو المدرس من مادته العلمية .. وبالقدر الذي تكون فيه الأسئلة منوعة الأساليب والطرائق والأفكار ومتباينة المستوى من حيث السهولة والصعوبة كان ذلك أفضل في تنمية الطلاب وإثرائهم علمياً من جهة وصقل خبرة المعلم أو المدرس (خصوصاً إذا كان يدرس صفوفاً مختلفة) من جهة أخرى ، ولصياغة الأسئلة ضوابط وشروط كثيرة ولسنا بمعرض الحديث عنها لتشعبها واتساع تفاصيلها، وإنما استوقفتني حكاية ٌ نقلها أحدهم لها صلة بالموضوع .. فإليكم القصة والعهدة على الراوي:يحكى أنَّ مدرِّساً له خدمة تربو على العقدين من الزمن كان يصر على تدريس مرحلة دراسية دون غيرها ويستميت من أجل هذا الأمر وأستمر على ذلك سنوات متواصلة ، دون أن يعرف أحد السبب من وراء إصراره هذا ، و لعل أحد الأسباب – كما يُنقـل – هو ضعفه علمياً وعدم تمكنه من تخصصه مما أدى إلى شكوى و تذمر من طلابه و لأكثر من موسم دراسي.. ومحل الشاهد في قصتنا أن ليس لهذا المدرس سوى نموذجين من الأسئلة فقط : أحدهما لامتحان نصف السنة والآخر للامتحان النهائي .. حيث يكرر اختبار طلابه بهما سنوياً دون أن يجري عليهما أي تغيير وإن كان طفيفاً ، نعم التغيير الوحيد الأوحد هو العام الدراسي فقط !!.. ومن المضحك أن هذا المدرس نسي في أحدى السنوات أن يبدل العام الدراسي على نسخة الأسئلة حيث قدم لإدارة المدرسة نسخة أسئلة قديمة كان قد وضعها قبل خمسة مواسم دراسية ولم ينتبه لذلك أحد حتى زار أحد المشرفين التربويين المدرسة وطلب الإطلاع على الأسئلة ، فأستغرب لرؤيتها وأنفجر ضاحكاً من أعماق قلبه وخاطب المدير والمدرس بدهشة قائلا :هل أجريتم الامتحان قبل خمس سنوات ؟!!
فكان ما كان مما لست أذكره فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبر
فهل هذا معقول أيها الأستاذ الكريم ؟ تدرس صفاً واحداً وليس لك من الأسئلة إلا نموذجا يتيماً ؟
رُفِعَت الأقلام وجفت الصحف والتعليق متروك لذوق القارئ الكريم ، ودمتم بخير.
تعليق