تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
يُنقَل أنّ رجلاً رأى الشيطان في منامه يحمل حبالاً متعدّدة الأحجام والألوان بعضها أخضر والبعض الآخر أحمر وبعضها أصفر وبعضها دقيقٌ وبعضها سميكٌ جدّاً، ومن بين هذه الحبال رأى حبلاً شديد السماكة ولكنّه مقطّع،
فسَأَل الشيطان عن هذه الحبال لأيّ شيء هي؟
أجابه الشيطان في منامه: هذه أفخاخي ومصائدي أعددتها لبني آدم لكي أخدعهم وأجرّهم بها إلى الهاوية!
فسَأَله الرجل عن كلّ حبلٍ من الحبال وكان الشيطان يجيبه عن كلّ حبل، ويقول: هذه المرأة، وهذا البيت، وهذه الحياة الدنيا، وهذا المال، وهذا الجاه.
ثمّ سأله أيّ مصيدةٍ أعددت لي؟ فقال له الشيطان أنت لا تحتاج إلى أيّة مصيدةٍ، لأنّك تسعى ورائي بنفسك! إنّما هذه المصائد لأولئك الذين لا يأتون إليّ وأنا أوقعهم بها وأشدّهم إليّ بالقوّة.
فسأله : وهذا الحبل المقطّع لِمَنْ؟ فتأوّه الشيطان قائلاً لقد تعبت كثيراً وأنا أُعِدُّ هذا الحبل للشيخ الأنصاري، ولكنّه ليلة أمس حين وقع في فخّي وأحاط به حبلي قام بتقطيعه قطعةً قطعة! فصرخ الشيطان من شدّة الألم واختفى.
فاستيقظ هذا الشخص من منامه وبقي إلى الصباح منزعجاً وقلقاً ممّا يكون قد حدث.
وفي الصباح، ذهب إلى الشيخ الأنصاريّ وذكر له ما رآه في منامه. فبكى الشيخ وقال:
ليلة أمس كانت امرأتي قد جاءها المخاض، فقالت لي القابلة ومن معها من الجيران: يجب أن تشرب زوجتك زيتاً. وقالوا لي: اذهب واشتر بعض الزيت بسرعة. ولم يكن معي من المال شيء لأشتري الزيت. إنّما كان هناك "تومانان" من سهم الإمام وضعتهما جانباً حتّى أعطيهما لمن يستحقّ. فحملت هذا المال لكي أشتري لزوجتي الزيت.
وفي تلك الأثناء، فكّرت في نفسي: ألا يمكن أن يكون في تلك الليلة لأحد الطلبة زوجة تريد أن تلد وهو لا يملك المال لشراء الزيت لها؟ فقلت لعلّ هناك في أزقّة النجف طالباً تريد زوجته أن تضع حملها وهو لا يملك أيّ مال لشراء الزيت لها، فرجعت ووضعت المال مكانه وقلت فلْيَكُن ما يكون!
فقد كان هذا فخّاً نصبه الشيطان لي وهو ينتظر منذ تسعة أشهر أن تأتي هذه الليلة لكي أتصرّف بسهم الإمام بغير حقّ ولكنّ الله وفّقني لتمزيق هذا الفخّ وتقطيعه.
تعليق