بسم الله الرحمن الرحيم
عن المفضل بن عمر، عن *أبي عبد الله* (عليه السلام) أنه قال:
إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور مشرقة وقلوب منيرة وأفئدة سليمة وأخلاق حسنة؛ لأن الله قد أخذ على شيعتنا الميثاق فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا فهو في النار،
وإن عندنا سراً من الله ما كلف الله به أحدا غيرنا، ثم أمرنا بتبليغه فبلغناه فلم نجد له أهلا ولا موضعا ولا حملة يحملونه،
حتى خلق الله لذلك قوما خلقوا من طينة محمد وذريته (صلى الله عليهم) ومن نورهم صنعهم الله بفضل صنع رحمته فبلغناهم عن الله ما أمرنا فقبلوه واحتملوا ذلك ولم تضطرب قلوبهم، ومالت أرواحهم إلى معرفتنا وسرنا، والبحث عن أمرنا،
وإن الله خلق أقواما للنار وأمرنا أن نبلغهم ذلك فبلغناه فاشمأزت قلوبهم منه ونفروا عنه وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وطبع الله على قلوبهم،
ثم أطلق ألسنتهم ببعض الحق فهم ينطقون به لفظا وقلوبهم منكرة له.
ثم بكى (عليه السلام) ورفع يديه وقال:
اللهم إن هذه الشرذمة المطيعين لأمرك قليلون. اللهم فاجعل محياهم محيانا ومماتهم مماتنا، ولا تسلط عليهم عدوا فإنك إن سلطت عليهم عدوا لن تعبد .
---------------------------
بحار الانوار ج ٢ ص ٢١٠
تعليق