إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحو اسرة سعيدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    العلاقة بين زوجات الابناء
    من المآسي الكبيرة ان يسكن الابناء في بيت واحد مع زوجاتهم فهذا امر لا يحبذه الشرع ولا يرغب فيه الغيور كون اخو الزوج اجنبي ومن الصعب ان تتحفظ على الحجاب الشرعي, وتكون المرأة فاقدة لحريتها في البيت بما يخص الحجاب والحركة وبما يخص عدم حريتها في النوم والاكل والنظام العام في البيت الذي يفرض عليها.
    ومن الطبيعي ان العمل المشترك في البيت يقع على عاتق الزوجات فتتناوب بينهما الادوار في الخدمة والشراكة في العمل, ولذا كثيرا ماتحدث المشاكل في البيت بسبب الزوجات ويقع بينهما الخلاف فينبغي على الزوجة ان تلتفت الى عدة امور وقد ذكرنا في البحث سابقا عدة عناوين تعينها على المطلوب وهناك عدة نقاط اخرى جديرة بالانتباه :
    منها: ان لا تتعامل بالعدل بل بالاحسان: العدل هو ان اقف على حدود الواجب والاحسان ان اتجاوز ذلك بالمساعدة والصفح والايثار وعدم المقابلة بالمثل فان لم يساعدني اساعده وان قطعني اوصله وما شاكل ذلك.
    كثير من المشاكل التي تحدث بين الناس نتيجة لتعاملهم بالعدل بالطبع ان يتوقع كل طرف ان الحق والعدل معه كونه يركز على تجاوز الاخرين عليه ولا يركز على تجاوزه على الغير, مع انا مأمورون بان نحاسب انفسنا وان نفتش على عيوبنا قبل عيوب الاخرين كون العدو الاول للانسان نفسه قال تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ".
    وعن النبي(ص): "أعدا عدوك نفسك التي بين جنبيك".وفي دعاء الصباح: "وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان".
    فاذا تعاملت الزوجة مع الاخرى بالعدل وكل يريد ان يعمل قدر واجبه واذا قصرت الاولى بواجب قابلتها الاخرى بالمثل فسوف تتعقد الامور ويقع الاحتكاك والنفره ليتفاقم الوضع وينقلب البيت الى حلبة صراع لا تنتهي ويخسر الطرفان من وقتهما وراحتهما وحرق اعصابهما اكثر بكثير مما لو تعاملوا بالاحسان كون الاحسان كفيل بتطييب النفوس وابعاد المشاكل وملك القلوب ولا خسارة فيه سوى دقائق من العمل الاضافي
    عن الامام علي. (ع): "سبب المحبة الإحسان".نه(ع): "من كثر إحسانه أحبه إخوانه".عنه(ع): "من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه".عنه(ع): "من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة".عنه(ع): " بالإحسان تملك القلوب".
    ولعظمة الاحسان ننظر الى بعض الايات الشرفة لنرى ان الشقي من حرم الاحسان فلتنظر الزوجة الى ذلك وتحكم على نفسها هل هي من العقلاء او من حيز البهائم اذا حرمت العمل بالاحسان في سبيل قليل من مساعدة الطرف الاخر او البشاشة معه او الصفح عنه
    1- الله سبحانه يحب المحسنين قال تعالى. .. ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين).
    2- الله معهم قال تعالى إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
    3- رحمة الله قريب منهم قال تعالى .. إن رحمة الله قريب من المحسنين).
    4- البشارة لهم قال تعالى(...لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين).
    5- جزائهم الخلود في الجنان(..جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين).
    6- ويزيدهم الله قال تعالى... وسنزيد المحسنين).
    7- تكفل الله بعدم ضياع حقوقهم فال تعالى... فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
    8- لا سبيل عليهم قال الله تعالى: " ما على المحسنين من سبيل... "
    9- اهل المحشر يتمنون الرجوع ليكونوا منهم قال تعالىو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ".
    ونختم هذه النقطة بهذا الحديث الشريف الذي يبين ان المؤمن ينبغي ان يتعب نفسه كي يريح الاخرين ولو عملت الزوجة بهذه الفقرة من الاحسان لاحبها جميع من في البيت الا الشاذ ويكون الجميع بصفها.
    عن الصادق(ع) قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: "وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده".
    منها: ذكرنا سابقا ان التفكير لابد ان يكون بعمق وينظر الى عاقبة الامور ومن ذلك لابد ان تفكر الزوجة من ان بذرة الخلاف اذا اشتعلت بينها وبين زوجة اخو زوجها ربما تتوسع ويتجذر الخلاف ليصل الى القطيعة بين الاخوان وتكون هي وصاحبتها السبب ولعل الموضوع يزداد بمرور الزمن وتتفاقم المشكلة مع الذراي لتصل الى العراك وربما القتل وتكون هي السبب الاصيل في ذلك وبذلك لا تكون هي بمنئى عن الحساب يوم القيامة: عن الباقرع) قال: "إن الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت ولا شركت في دم، قال: بلى ذكرت عبدي فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه".
    الجلوس مع العائلة
    هذه النقطة من النقاط التي تصعب على الاخوة الذين لهم علاقات واسعة ولذا فانا مبتلون بها نوصي انفسنا اولا ونوصي الاخوة ونسأل الله التوفيق
    ان يراعي العائلة ويجلس معهم وان لا يتأخر بالليل كثيرا حتى تصبح هذه عادة يومية، حتى لو أن المرأة أعفتك من هذه الوظائف، أنت تبقى تنظر إلى أن هذه أمانة.. مثلا: امرأة تعيش هذه الليلة ضيقاً نفسياً، فإن مما يرضي الله عزوجل أن تكون بجانبها، وتحرم نفسك تلك الليلة حضور بعض المجالس؛ لأنك أنت الليلة كعبد، مطالب بإدخال السرور على هذه المرأة المسكينة.. ومطالب ان تعلم الابناء وتحسسهم بمشاعر الابوة فإذن، الإنسان الذي يراعي وينظر بهذه المقاييس، قطعاً يكون أقرب إلى الصواب من غيره.
    عن رسول الله(ص): "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا".
    لا يعني ذلك مطلقا بل بضروف معينة
    عن رسول الله(ص): "ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم".
    الضيوف ودعوتهم
    اكرام الضيف من الصفات الحميدة ومن مكام الاخلاق وقد شجع عليها الاسلام
    فعن النبي(ص): "الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت". عن رسول الله(ص): "كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة".
    عن الإمام علي(ع) - لعلاء بن زياد، لما رأى سعة داره -: "ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج ؟ وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة: تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة". عنه(ع): "من آتاه الله مالا فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة".
    ولكن احيانا تكون الوليمة مذمومة اذا دعي لها الشبعان دون الجوعان:
    عن رسول الله(ص): "شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الشبعان ويحبس عنه الجيعان ".
    عنه(ص): "يكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ". الإمام علي(ع) مما كتب إلى ابن حنيف عامله على البصرة -: "يا بن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو".
    اما ما يقام من الطبخ عند اهل بيت المصيبة(الفواتح)فهي عادة جاهلية يتطلب منا ان نحاربها ونرد هذه العادة المقيتة الى سنة النبي(ص) ففيها لاسراف والتبذير والمباهاة والضرر على اهل الميت وباق الناس بالعطاء فحري بالمؤمنين ان يحاربوها كي تنقرض:
    عن الصادق(ع): "الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية، والسنَّة البعث إليهم بالطعام على ما أمر به النبي(ص) في آل جعفر بن أبي طالب(ع) لما جاء نعيه".
    عن الإمام الصادق(ع) أنه قاللما قتل جعفر بن أبي طالب أمر رسول الله(ص) فاطمة(ع) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام... فجرت بذلك السنة أن يصنع لأهل المصيبة طعامٌ ثلاثاً).
    عن النبي(ص) أنه قال(و من أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام ناراً في بطنه حتى يقضي الله بين الناس).
    وبهذا يكون من الاخلاق الحميدة اكرام الضيف وللزوجة ثواب جزيل حيث انها تكرم الضيوف وتخدمهم بالطبخ وتتعامل باحسان مع زوجها وتعينه على ذلك ولكنه ليس من واجباتها :
    فلا يجوز للزوج ان يقسرها او يجبرها على ذلك فإذا ابت واهانها بكلمة او بصراخ او بضرب فهو معتد اثيم وظالم لها.
    فإذا أراد ان يدعوا فعليه ان يؤجر طباخا او يشتري اكل او هو يطبخ ولا يقسر اهله على ذلك, ولكي لا تكون هذه الفقرة عامل من العوامل المؤدية الى الخلاف واذا اضيفت الى عوامل الخلاف الاخرى تجتمع فتكون ازمة كبيرة ينبغي على الزوجة ان تصبر وتتعامل بالاحسان كما قلنا وتقوم بتلبية هذه الامور فان ذلك مما يزيد من رصيدها في قلب زوجها من محبة واحترام هذا طبعا اذا كان الزوج سوي الاخلاق والا فالبعض ممن اعمى الله ابصارهم لا يرون الاحسان احسانا ويرون التقصيرفيه ذنبا.
    اما من جانب الزوج فينبغي عليه ان يشكرها ويمتدحها جزاءا لهذا الجميل التي قامت به فان ذلك يعطيها دافع قوي على العمل والعكس صحيح.
    وينبغي عليه ان لا يكثر من الولائم اذا رأى منها الملل او الاعتراض فمثلا يريد ان يعمل وليمة لأحد الأئمة(ع) او ثوابا لفلان من اقاربه او دعوة ضيوف وهي غير راضية وتجبر على ذلك فهذا محرم ولايطاع الله من حيث يعصى مع ان عمل الثواب ليس بواجب واجبارها محرم وهاذ فعل الحمقى من الناس فلا تكن احمقا: عن الامام زين العابدين(ع): "..وإياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.”.
    لنتق الله ولا نظلم احدا ولا تسير بنا العادات الاجتماعية المخالفة للشرع الى جنهم :
    فعن الامام علي(ع): "الفضيلة غلبة العادة . "وعنه(ع) :" أفضل العبادة غَلَبَةُ العادة ". وعنه(ع): "بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات".
    لننظر ببصيرة الى الدنيا كما نظر اليها اولو الالباب ولنعتبرها زائلة فلا تستحق عادة, ولا رغبة, ولا غضب نبيع الاخرة عليه قال تعالى:
    "أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ"
    عن الامام الباقر(ع): ".. فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، إني ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيء الظلال".
    يتبع ان شاء الله

    تعليق


    • #12
      العلاقة بين زوجات الابناء
      من المآسي الكبيرة ان يسكن الابناء في بيت واحد مع زوجاتهم فهذا امر لا يحبذه الشرع ولا يرغب فيه الغيور كون اخو الزوج اجنبي ومن الصعب ان تتحفظ على الحجاب الشرعي, وتكون المرأة فاقدة لحريتها في البيت بما يخص الحجاب والحركة وبما يخص عدم حريتها في النوم والاكل والنظام العام في البيت الذي يفرض عليها.
      ومن الطبيعي ان العمل المشترك في البيت يقع على عاتق الزوجات فتتناوب بينهما الادوار في الخدمة والشراكة في العمل, ولذا كثيرا ماتحدث المشاكل في البيت بسبب الزوجات ويقع بينهما الخلاف فينبغي على الزوجة ان تلتفت الى عدة امور وقد ذكرنا في البحث سابقا عدة عناوين تعينها على المطلوب وهناك عدة نقاط اخرى جديرة بالانتباه :
      منها: ان لا تتعامل بالعدل بل بالاحسان: العدل هو ان اقف على حدود الواجب والاحسان ان اتجاوز ذلك بالمساعدة والصفح والايثار وعدم المقابلة بالمثل فان لم يساعدني اساعده وان قطعني اوصله وما شاكل ذلك.
      كثير من المشاكل التي تحدث بين الناس نتيجة لتعاملهم بالعدل بالطبع ان يتوقع كل طرف ان الحق والعدل معه كونه يركز على تجاوز الاخرين عليه ولا يركز على تجاوزه على الغير, مع انا مأمورون بان نحاسب انفسنا وان نفتش على عيوبنا قبل عيوب الاخرين كون العدو الاول للانسان نفسه قال تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ".
      وعن النبي(ص): "أعدا عدوك نفسك التي بين جنبيك".وفي دعاء الصباح: "وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان".
      فاذا تعاملت الزوجة مع الاخرى بالعدل وكل يريد ان يعمل قدر واجبه واذا قصرت الاولى بواجب قابلتها الاخرى بالمثل فسوف تتعقد الامور ويقع الاحتكاك والنفره ليتفاقم الوضع وينقلب البيت الى حلبة صراع لا تنتهي ويخسر الطرفان من وقتهما وراحتهما وحرق اعصابهما اكثر بكثير مما لو تعاملوا بالاحسان كون الاحسان كفيل بتطييب النفوس وابعاد المشاكل وملك القلوب ولا خسارة فيه سوى دقائق من العمل الاضافي
      عن الامام علي. (ع): "سبب المحبة الإحسان".نه(ع): "من كثر إحسانه أحبه إخوانه".عنه(ع): "من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه".عنه(ع): "من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة".عنه(ع): " بالإحسان تملك القلوب".
      ولعظمة الاحسان ننظر الى بعض الايات الشرفة لنرى ان الشقي من حرم الاحسان فلتنظر الزوجة الى ذلك وتحكم على نفسها هل هي من العقلاء او من حيز البهائم اذا حرمت العمل بالاحسان في سبيل قليل من مساعدة الطرف الاخر او البشاشة معه او الصفح عنه
      1- الله سبحانه يحب المحسنين قال تعالى. .. ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين).
      2- الله معهم قال تعالى إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
      3- رحمة الله قريب منهم قال تعالى .. إن رحمة الله قريب من المحسنين).
      4- البشارة لهم قال تعالى(...لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين).
      5- جزائهم الخلود في الجنان(..جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين).
      6- ويزيدهم الله قال تعالى... وسنزيد المحسنين).
      7- تكفل الله بعدم ضياع حقوقهم فال تعالى... فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
      8- لا سبيل عليهم قال الله تعالى: " ما على المحسنين من سبيل... "
      9- اهل المحشر يتمنون الرجوع ليكونوا منهم قال تعالىو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ".
      ونختم هذه النقطة بهذا الحديث الشريف الذي يبين ان المؤمن ينبغي ان يتعب نفسه كي يريح الاخرين ولو عملت الزوجة بهذه الفقرة من الاحسان لاحبها جميع من في البيت الا الشاذ ويكون الجميع بصفها.
      عن الصادق(ع) قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: "وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده".
      منها: ذكرنا سابقا ان التفكير لابد ان يكون بعمق وينظر الى عاقبة الامور ومن ذلك لابد ان تفكر الزوجة من ان بذرة الخلاف اذا اشتعلت بينها وبين زوجة اخو زوجها ربما تتوسع ويتجذر الخلاف ليصل الى القطيعة بين الاخوان وتكون هي وصاحبتها السبب ولعل الموضوع يزداد بمرور الزمن وتتفاقم المشكلة مع الذراي لتصل الى العراك وربما القتل وتكون هي السبب الاصيل في ذلك وبذلك لا تكون هي بمنئى عن الحساب يوم القيامة: عن الباقرع) قال: "إن الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت ولا شركت في دم، قال: بلى ذكرت عبدي فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه".
      الجلوس مع العائلة
      هذه النقطة من النقاط التي تصعب على الاخوة الذين لهم علاقات واسعة ولذا فانا مبتلون بها نوصي انفسنا اولا ونوصي الاخوة ونسأل الله التوفيق
      ان يراعي العائلة ويجلس معهم وان لا يتأخر بالليل كثيرا حتى تصبح هذه عادة يومية، حتى لو أن المرأة أعفتك من هذه الوظائف، أنت تبقى تنظر إلى أن هذه أمانة.. مثلا: امرأة تعيش هذه الليلة ضيقاً نفسياً، فإن مما يرضي الله عزوجل أن تكون بجانبها، وتحرم نفسك تلك الليلة حضور بعض المجالس؛ لأنك أنت الليلة كعبد، مطالب بإدخال السرور على هذه المرأة المسكينة.. ومطالب ان تعلم الابناء وتحسسهم بمشاعر الابوة فإذن، الإنسان الذي يراعي وينظر بهذه المقاييس، قطعاً يكون أقرب إلى الصواب من غيره.
      عن رسول الله(ص): "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا".
      لا يعني ذلك مطلقا بل بضروف معينة
      عن رسول الله(ص): "ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم".
      الضيوف ودعوتهم
      اكرام الضيف من الصفات الحميدة ومن مكام الاخلاق وقد شجع عليها الاسلام
      فعن النبي(ص): "الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت". عن رسول الله(ص): "كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة".
      عن الإمام علي(ع) - لعلاء بن زياد، لما رأى سعة داره -: "ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج ؟ وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة: تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة". عنه(ع): "من آتاه الله مالا فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة".
      ولكن احيانا تكون الوليمة مذمومة اذا دعي لها الشبعان دون الجوعان:
      عن رسول الله(ص): "شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الشبعان ويحبس عنه الجيعان ".
      عنه(ص): "يكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ". الإمام علي(ع) مما كتب إلى ابن حنيف عامله على البصرة -: "يا بن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو".
      اما ما يقام من الطبخ عند اهل بيت المصيبة(الفواتح)فهي عادة جاهلية يتطلب منا ان نحاربها ونرد هذه العادة المقيتة الى سنة النبي(ص) ففيها لاسراف والتبذير والمباهاة والضرر على اهل الميت وباق الناس بالعطاء فحري بالمؤمنين ان يحاربوها كي تنقرض:
      عن الصادق(ع): "الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية، والسنَّة البعث إليهم بالطعام على ما أمر به النبي(ص) في آل جعفر بن أبي طالب(ع) لما جاء نعيه".
      عن الإمام الصادق(ع) أنه قاللما قتل جعفر بن أبي طالب أمر رسول الله(ص) فاطمة(ع) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام... فجرت بذلك السنة أن يصنع لأهل المصيبة طعامٌ ثلاثاً).
      عن النبي(ص) أنه قال(و من أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام ناراً في بطنه حتى يقضي الله بين الناس).
      وبهذا يكون من الاخلاق الحميدة اكرام الضيف وللزوجة ثواب جزيل حيث انها تكرم الضيوف وتخدمهم بالطبخ وتتعامل باحسان مع زوجها وتعينه على ذلك ولكنه ليس من واجباتها :
      فلا يجوز للزوج ان يقسرها او يجبرها على ذلك فإذا ابت واهانها بكلمة او بصراخ او بضرب فهو معتد اثيم وظالم لها.
      فإذا أراد ان يدعوا فعليه ان يؤجر طباخا او يشتري اكل او هو يطبخ ولا يقسر اهله على ذلك, ولكي لا تكون هذه الفقرة عامل من العوامل المؤدية الى الخلاف واذا اضيفت الى عوامل الخلاف الاخرى تجتمع فتكون ازمة كبيرة ينبغي على الزوجة ان تصبر وتتعامل بالاحسان كما قلنا وتقوم بتلبية هذه الامور فان ذلك مما يزيد من رصيدها في قلب زوجها من محبة واحترام هذا طبعا اذا كان الزوج سوي الاخلاق والا فالبعض ممن اعمى الله ابصارهم لا يرون الاحسان احسانا ويرون التقصيرفيه ذنبا.
      اما من جانب الزوج فينبغي عليه ان يشكرها ويمتدحها جزاءا لهذا الجميل التي قامت به فان ذلك يعطيها دافع قوي على العمل والعكس صحيح.
      وينبغي عليه ان لا يكثر من الولائم اذا رأى منها الملل او الاعتراض فمثلا يريد ان يعمل وليمة لأحد الأئمة(ع) او ثوابا لفلان من اقاربه او دعوة ضيوف وهي غير راضية وتجبر على ذلك فهذا محرم ولايطاع الله من حيث يعصى مع ان عمل الثواب ليس بواجب واجبارها محرم وهاذ فعل الحمقى من الناس فلا تكن احمقا: عن الامام زين العابدين(ع): "..وإياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.”.
      لنتق الله ولا نظلم احدا ولا تسير بنا العادات الاجتماعية المخالفة للشرع الى جنهم :
      فعن الامام علي(ع): "الفضيلة غلبة العادة . "وعنه(ع) :" أفضل العبادة غَلَبَةُ العادة ". وعنه(ع): "بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات".
      لننظر ببصيرة الى الدنيا كما نظر اليها اولو الالباب ولنعتبرها زائلة فلا تستحق عادة, ولا رغبة, ولا غضب نبيع الاخرة عليه قال تعالى:
      "أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ"
      عن الامام الباقر(ع): ".. فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، إني ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيء الظلال".
      يتبع ان شاء الله

      تعليق


      • #13
        الاعتراف بالخطأ والرجوع الى الحق
        تحدث احيانا مشاكل بين الزوجين وعادة تكون اجتماعية والكثير من القضايا الاجتماعية والحياتية فيها وجهات نظر مختلفة فهي ليس كالرياضيات النتيجة فيها واضحة وحق مطلق فربما تنظر انت من زاوية وانا اركز على اخرى وكل له وجهة نظر معقولة ولكنها مختلفة تماما كمن يجلس على الطاولة وبقباله شخص وبينهما رقم الاول يقول انه ثمانية والاخر يقول انه سبعة كول كل منهما ينظر اليه من جهة اخرى.
        فالقضايا من طبيعتها يكون لها ايجاب من جانب وسلب من وجهة اخرى فقلما تجد قضية شر مطلق او خير مطلق حتى الخمر وشره الكبير فيه ايضا منافع للناس ولكن اثمه اكبر من نفعه
        فيبقى الموضوع اذن بين ترجيح الخير على الشر او الشر على الخير فينبغي ان يعذر كل طرف الاخر اذا كان الموضوع من هذا النوع ولا يتزمت كل طرف برايه وليحترم وجهة النظر المعاكسة فكما ان لك عقلا لغير عقل ايضا ولذا ورد عن الامير(ع):"اتهموا عقولكم فانه من الثقة بها يكون الخطأ".
        امر اخر من طبيعة الإنسان انه يخطأ ولكن هنا يأتي الفارق بين المؤمن او الانسان الذي يحمل انسانية وان لم يكن له دينا وبين العاصي او الجلف الفض الغليض وان كان يدعي الانساب لاهل البيت(ع) بلسانه فالاول يرجع الى الحق ويقر بخطأه ويعتذر والثاني لا يعتذر ولايرجع الى الحق.
        نقطة ثالثة من يعتذر اليك لابد ان تقبل عذره فهو من خصال المحسنين وشيم الكرام وعلى رأسهم النبي(ص) الذي امرنا بالتأسي باخلاقه فعلى الزوجين ان يراعوا هذه الامور وهم اولى من غيرهما لما بينما من لسوق وقرب فالرجوع الى الحق والاعتذار كالعلاج الذي يداوي المرض واذا لم يعالج الانسان نفسه فيوشك ان تفتك به هذه الامراض فتقتله فكذلك تتفاقم هذه الامور وتهدم هذا الكيان ان لم نراعي فيه ما ذكرناه ولا ننسى اثر ذلك على مصيرنا الابدي :
        عن الإمام علي(ع): "حسن الاعتراف يهدم الاقتراف".عنه(ع): "إن للمؤمن على المؤمن سبع حقوق، فأوجبها أن يقول الرجل حقا وإن كان على نفسه أو على والديه، فلا يميل لهم عن الحق.”..
        الحسين البزاز: قال لي أبو عبد الله(ع): " ألا أحدثك بأشد ما فرض الله عز وجل على خلقه ؟ قلت: بلى، قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك لأخيك، وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعته أو معصيته ".
        عنه(ع): "اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذرا". عن زين العابدين(ع): "لا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره، وإن علمت أنه كاذب".عن الإمام علي(ع) - في وصيته لمحمد بن الحنفية - :" لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، لعل له عذرا وأنت تلوم به، اقبل من متنصل عذرا صادقا كان أو كاذبا فتنالك الشفاعة".عن النبي(ص): "من لم يقبل المعذرة من محق أو مبطل، لم يرد علي الحوض".عن الصادق(ع): "أنقص الناس عقلا من ظلم دونه، ولم يصفح عمن اعتذر إليه".
        طلاق المرأة وعدم الاضرار بها
        من القضايا التي تدمي القلب هي اننا نرى اناس يستغلون الحكم الشرعي للاضرار بالزوجة فتجد انه لا يقوم بحقوقها ولم يكرمها ولا يطلقها ويذرها كالمعلقة لا هي خلية من الزوج ولا هي متزوجة, وقطعا ذلك لا يقع من المتدينين واهل التقى وان كان من المصلين وعاملي الخيروالشعائر الحسينية:
        جاء رجل إلى الحسن(ع) يستشيره في تزويج ابنته ؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها".
        احيانا يكون السبب من الزوج واحيانا يكون السبب مشترك اخطاء من الطرفين او يكون من طرف الزوجة ومن النبل والاخلاق في كل الحالات ان يقوم الزوج بطلاقها اذا وصل الامر الى طريق مسدود ويخلي سبيلها ولا يضر بها
        قال تعالى: ". .فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ".
        وعن رسول الله(ص): "ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضر بامرأته حتى تختلع منه".وعن الصادق(ع): "من جمع من النساء ما لا ينكح، فزنا منهن شئ، فالإثم عليه ".
        طبعا لا يعني هذا الحديث انها لا تتحمل الذنب ولكن يصيبه ايضا ذلك الذنب كونه المسبب فهو لا قائم بحاجاتها الطبيعية ولا مخلي سبيلها في الطلاق.
        الزواج من أمرأة ثانية
        من الاسباب المؤدية الى الخلاف بين الزوجين تفكير الرجل بالزواج وهذا مما يغضب الزوجة وقطعا سوف تقابل ذلك بالرفض كطبيعة بشرية الا ان يحركها دينها للقبول او امر اخر فالمرأة التي تحب زوجها لا تريد ان تشاركها به امرأة ثانية.
        قال تعالى: ".. فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ".
        في هذه الآية الكريمة الرجال يركزون على صدرها والنساء تركز على ذيلها وفي الحقيقة لابد ان ينظر الى الاية بتمامها لا ان يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فالزواج المتعدد له فوائده الاجتماعية وحله لازمات شديدة اشرنا الى بعضها سابقا, ولم يوجبه الاسلام ولكن سمح به وبشرط العدالة.
        فينبغي على الزوج ان يقدر الوضع فاذا كان مستقرا وزواجه الثاني يسبب تفكك الاسرة واهمال الاطفال بسبب الخلاف الذي يعصف في البيت فلا يقدم على هكذا زواج لانه وان كان في الاصل مشرعا ولكن ربما يحرم بالامور العارضة واقدام زواجه اذا كان رغبة نفسية فالعاقل لايقدم رغباته بالاضرار بعائلته واذا كان حلا اجتماعيا فالاولى ان يحافظ على عائلته اولا اما اذا كان عنده عذرا للزواج فهذا امر اخر ولكن عليه ان يوازن بين المصالح والمفاسد المترتبة على هذا الزواج ولا ينسى شرط العدالة.
        ينقلون عن احد العلماء انه متزوج اكثر من زوجة وكان يحب واحدة منهن كثيرا ويعلمن بذلك ولاكن لا يستطعن ان يميزنها لانه يتعامل مع الجميع بلون واحد.
        وهناك اشارة ايضا ينبغي مراعاتها: احيانا الرجل من اول ايام الزواج يخبر زوجته برغبته بالزواج من ثانية ويكرر ذلك وهذا الامر غير صحيح فهو ينغص حيات الزوجة ويجعلها تعيش القلق وربما تكون هذه النقطة سبب من اسباب النفرة وبمساعدة العوامل السلبية الاخرى والتي فيها خلاف مجتمعة يصل الامر الى الكراهية والحياة التعيسة.
        هب ان هذه الفكرة تدور في خلدك والتي تحتاج سنين عادة حتى تتمكن من تحقيقها فلما تكدر عيشك وعيش زوجتك على شي بعيد يمكن ان يتحقق اولا وما طول الامل هذا, وهل تم اهل القبور امنياتهم :
        عن الإمام علي(ع): من أيقن أنه يفارق الأحباب ويسكن التراب ويواجه الحساب ويستغني عما خلف ويفتقر إلى ما قدم، كان حريا بقصر الأمل وطول العمل".عنه(ع): "لو رأى العبد أجله وسرعته إليه أبغض الأمل" . عنه(ع): ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله. عنه(ع): "من جرى في عنان أمله عثر بأجله". الإمام الكاظم(ع): لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال. الإمام علي(ع): "الأمل ينسي الأجل". عنه(ع): "الأمل يفسد العمل ويفني الأجل".عنه(ع)" أطول الناس أملا أسوأهم عملا ".
        اما ما يخص المرأة فيمكن ان تثنيه عن الزواج بحسن المعاشرة والتجمل بما يريد وتلبية رغباته واخباره عن الاثار التي تحدث فاذا لم ينفع معه ذلك فليس لها حق ان تتشاجر معه وتخرج عن طوعه فقد شرع الله سبحانه هذا الزواج وعلى المرأة ان ترجع الى شرع الله وتسلم تسليما وان ضرها كفرد ولكن فيه منافع اجتماعية والتي ينبغي ان تقدم على المنافع الشخصية كما قلنا وتدع انانيتها.
        فاذا خرجت عن طوع زوجها فهي ناشز آثمة.
        فينبغي عليها ان تفكر بعقل وتضع نصب اعينها النتيجة التي تصل اليها هذه المخالفة والشجار من ضرر على الابناء والحياة الزوجية والازمات النفسية, والحزن المستمر مضافا الى الخسارة في دينها واخرتها وذلك هو الخسران العظيم,فعليك ان تسلمي بهذا الواقع وتتعاملين معه بصبر واخلاق كي تستقر حياتك مع زوجك وشريكتك:
        الشريكتين
        اما ما يخص العلاقة بين الشريكتين فلابد ان تكون بالطيب والاحسان فلا تتضايق منها فهي اختها في الانسانية والدين ولها حق عليها فحينما يامر الله بشي فعلينا الطاعة فانه يدعوا للتي هي اقوم وفي مخالفته سبحانه ضنك العيش, فباتباع شرع الله تتهاوى الكثير من المضايقات.
        فمثلا اذا لم يكن الزوج عادلا فيجب على الزوجة التي يكثر من المجئ اليها ان تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وتطلب منه العدالة والذهاب الى الاخرى كما يأتيها طبعا اذا توفرت شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان ذلك فرع من فروع الدين وكذلك يثمر محبة الزوجة الثانية و الزوج حيث يراها تؤثر الحق والانسانية على رغباتها النفسية والمخالفة الالهية.
        حينما تبدء احداهن من اول يوم بالمعاملة الطيبة تجر الثانية الى تلك المعاملة فتهنأ الحياة ويرضى الرب سبحانه ويسعد الزوج, اما اذا بدء التأزم فتكون العيشة نكدا وتكثر الاعتداءات والمخالفات الشرعية والمقاطعة والغيبة والبهتان ويقعن بدوامة من المعاصي والاحزان لهن ولزوجهن الى ما لا نهاية ولعل ذلك ينعكس على الاخوان(ابنائهن) فيكونن سببا في بذر الخلاف بين الارحام وفيه ما فيه من ذنوب عظيمة وقصر للاعمار.
        لتقارن المرأة بين الطريقين لترى مساوئ الثاني ومحاسن الاول ولتتبع ما يملي عليها عقلها ودينها لا النفس والشيطان والعاطفة فتضيع نفسها وتضيع من معها.
        نعم هناك نفرة في القلوب وكل واحدة لا تتمنى ان تشاركها في زوجها ولكن الله سبحانه يقول: "وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم"
        وتقع المسؤلية الكبرى عادة على الزوجة الثانية كونها الدخيلة عليهما وسبب في كدر عيش الاولى وان كان موقفها شرعيا وزواجها سليما ولكن بسببها تألمت الاولى فيتطلب منها مراعاتها وتحمل اذها وحث الزوج ان يعدل بينهما ولا يميل اليها فعن الصادق(ع) "..ولا تحملن عليه ما لا يطيقه فتكسره فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره".
        فمن كانت ذو عقل وحكمة تعرف كيف تكسب القلوب بالطرق الاحسن اما الحمقاء فهي التي تنفر الناس بلسانها وتصرفاتها وتعكر صفو البيت ولا تستخدم العقل والتفكير ولا تتعض من الغير.
        أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهم . ....... فلطالما استأسر الإنسان إحسان
        ابناء المتوفية وزوجة الأب
        في الشريعة الاسلامية نصوص مخصصة في مواردها وهناك قواعد عامة كقاعدة(لا ضر ر ولا ضرار) ومن خلال ذلك نستشف روح الشريعة ونميز ما يرضي الله وما لا يرضية وان لم نطلع على النصوص فحينما تجد ان الشريعة تأمر باجلال الكبير والعطف على الصغير ومساعدة الضعيف والاهتمام باليتيم تدرك من دون ان ترجع الى النصوص الشرعية وجوب العطف والرحمة على ابناء الزوج الذين توفيت امهم او طلقت وكذلك ابنا المراة التي مات زوجها او طلقها ومن ثم تزوجت وهم معها.
        نسمع بظلم زوجة الاب لهؤلاء المساكين وكأن الرحمة نزعت منها تهينهم وتؤذيهم مع ان مسؤليتها ان تساوي بينها وبين ابناءها رحمة منها عليهم فهم ضعفاء وقد ابتلاها الله بهم ليرى ماذا تصنع وهل تنج بهذا الاختبار وترتقي ام تتسافل وتفشل.
        ولعل من اروع الامثلة ما سطره لنا التأريخ عن ام البنين زوجة امير المؤمنين(ع) وكيف انها تراعي حتى نفسية الحسنين وطلبت من أول يوم تغيير اسمها(فاطمة) كي لا يتألم الحسنان بسماع اسم امهما فاطمة(ع), فينبغي على النسوة الواتي يبتليهن الله سبحانة بمثل ما ابتلى به ام البنين ان يقتدين بها فلا يقتصرن على مساعدتهما المادية بل يراعين الجانب النفسي فان الطفل مشاعره مرهفة حينما يجد اباه او امه ليس بجانبه فيكون مكسور القلب.
        ولتتذكر ضعفهم امامها ضعفها امام الله فان رحمتهم رحمها وان لم ترحمهم لم يرحمها سبحانه:
        قال تعالى" ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ".
        عن رسول الله(ص): الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". عنه(ص): "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء". عنه(ص): يا أنس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي". عن الامير(ع): "إرحم من دونك، يرحمك من فوقك، وقس سهوه بسهوك ومعصيته لك بمعصيتك لربك وفقره إلى رحمتك بفقرك إلى رحمة ربك" وعنه(ع) :"عجبت لمن يرجو رحمة من فوقه كيف لا يرحم من دونه". زعنه:"رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة".
        ولتذكر الزوجات ان الدنيا تدور والله سبحانه يداول الايام فاليوم انت صاحبة القوة والقرار وغدا يكبرون هؤلاء وتضعفين وربما تكونين تحت رحمتهم فارضي الله وارضيهم وارضي ضميرك معهم ولا تؤذين هؤولاء فتكونين سببا في شقائهم وربما تدفعينهم بهذا السلوك الى الازمات النفسية التي تولد منهم مجرمين فتشاركينهم في تلك الجرائم كونك المسبب في ذلك قال تعالى".. وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ.”..
        تم والحمد لله

        تعليق


        • #14
          لا حرمنا ابداعك رائعة
          من روائع فكرك وبوح قلمك
          شكراً على هذآ العطاء
          لك تقديري و أجزل الشكر

          تعليق


          • #15
            جزاكم الله خيرا اختي
            طلبي من الاخوة اظافتهم على مافاتنا ذكره
            قبل ان نقوم بتصحيحه وطبعه
            ولكم منا جزيل الشكر والامتنان
            لكل انسان نظرة تختلف عن الاخر واكيد فاتني الكثير سواء داخل العناوين او عناوين اخرى
            فارجو التنبيه ليلحق بالبحث لا حرمت الاجر

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X