العلاقة بين زوجات الابناء
من المآسي الكبيرة ان يسكن الابناء في بيت واحد مع زوجاتهم فهذا امر لا يحبذه الشرع ولا يرغب فيه الغيور كون اخو الزوج اجنبي ومن الصعب ان تتحفظ على الحجاب الشرعي, وتكون المرأة فاقدة لحريتها في البيت بما يخص الحجاب والحركة وبما يخص عدم حريتها في النوم والاكل والنظام العام في البيت الذي يفرض عليها.
ومن الطبيعي ان العمل المشترك في البيت يقع على عاتق الزوجات فتتناوب بينهما الادوار في الخدمة والشراكة في العمل, ولذا كثيرا ماتحدث المشاكل في البيت بسبب الزوجات ويقع بينهما الخلاف فينبغي على الزوجة ان تلتفت الى عدة امور وقد ذكرنا في البحث سابقا عدة عناوين تعينها على المطلوب وهناك عدة نقاط اخرى جديرة بالانتباه :
منها: ان لا تتعامل بالعدل بل بالاحسان: العدل هو ان اقف على حدود الواجب والاحسان ان اتجاوز ذلك بالمساعدة والصفح والايثار وعدم المقابلة بالمثل فان لم يساعدني اساعده وان قطعني اوصله وما شاكل ذلك.
كثير من المشاكل التي تحدث بين الناس نتيجة لتعاملهم بالعدل بالطبع ان يتوقع كل طرف ان الحق والعدل معه كونه يركز على تجاوز الاخرين عليه ولا يركز على تجاوزه على الغير, مع انا مأمورون بان نحاسب انفسنا وان نفتش على عيوبنا قبل عيوب الاخرين كون العدو الاول للانسان نفسه قال تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ".
وعن النبي(ص): "أعدا عدوك نفسك التي بين جنبيك".وفي دعاء الصباح: "وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان".
فاذا تعاملت الزوجة مع الاخرى بالعدل وكل يريد ان يعمل قدر واجبه واذا قصرت الاولى بواجب قابلتها الاخرى بالمثل فسوف تتعقد الامور ويقع الاحتكاك والنفره ليتفاقم الوضع وينقلب البيت الى حلبة صراع لا تنتهي ويخسر الطرفان من وقتهما وراحتهما وحرق اعصابهما اكثر بكثير مما لو تعاملوا بالاحسان كون الاحسان كفيل بتطييب النفوس وابعاد المشاكل وملك القلوب ولا خسارة فيه سوى دقائق من العمل الاضافي
عن الامام علي. (ع): "سبب المحبة الإحسان".نه(ع): "من كثر إحسانه أحبه إخوانه".عنه(ع): "من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه".عنه(ع): "من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة".عنه(ع): " بالإحسان تملك القلوب".
ولعظمة الاحسان ننظر الى بعض الايات الشرفة لنرى ان الشقي من حرم الاحسان فلتنظر الزوجة الى ذلك وتحكم على نفسها هل هي من العقلاء او من حيز البهائم اذا حرمت العمل بالاحسان في سبيل قليل من مساعدة الطرف الاخر او البشاشة معه او الصفح عنه
1- الله سبحانه يحب المحسنين قال تعالى. .. ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين).
2- الله معهم قال تعالى إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
3- رحمة الله قريب منهم قال تعالى .. إن رحمة الله قريب من المحسنين).
4- البشارة لهم قال تعالى(...لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين).
5- جزائهم الخلود في الجنان(..جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين).
6- ويزيدهم الله قال تعالى... وسنزيد المحسنين).
7- تكفل الله بعدم ضياع حقوقهم فال تعالى... فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
8- لا سبيل عليهم قال الله تعالى: " ما على المحسنين من سبيل... "
9- اهل المحشر يتمنون الرجوع ليكونوا منهم قال تعالىو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ".
ونختم هذه النقطة بهذا الحديث الشريف الذي يبين ان المؤمن ينبغي ان يتعب نفسه كي يريح الاخرين ولو عملت الزوجة بهذه الفقرة من الاحسان لاحبها جميع من في البيت الا الشاذ ويكون الجميع بصفها.
عن الصادق(ع) قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: "وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده".
منها: ذكرنا سابقا ان التفكير لابد ان يكون بعمق وينظر الى عاقبة الامور ومن ذلك لابد ان تفكر الزوجة من ان بذرة الخلاف اذا اشتعلت بينها وبين زوجة اخو زوجها ربما تتوسع ويتجذر الخلاف ليصل الى القطيعة بين الاخوان وتكون هي وصاحبتها السبب ولعل الموضوع يزداد بمرور الزمن وتتفاقم المشكلة مع الذراي لتصل الى العراك وربما القتل وتكون هي السبب الاصيل في ذلك وبذلك لا تكون هي بمنئى عن الحساب يوم القيامة: عن الباقرع) قال: "إن الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت ولا شركت في دم، قال: بلى ذكرت عبدي فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه".
الجلوس مع العائلة
هذه النقطة من النقاط التي تصعب على الاخوة الذين لهم علاقات واسعة ولذا فانا مبتلون بها نوصي انفسنا اولا ونوصي الاخوة ونسأل الله التوفيق
ان يراعي العائلة ويجلس معهم وان لا يتأخر بالليل كثيرا حتى تصبح هذه عادة يومية، حتى لو أن المرأة أعفتك من هذه الوظائف، أنت تبقى تنظر إلى أن هذه أمانة.. مثلا: امرأة تعيش هذه الليلة ضيقاً نفسياً، فإن مما يرضي الله عزوجل أن تكون بجانبها، وتحرم نفسك تلك الليلة حضور بعض المجالس؛ لأنك أنت الليلة كعبد، مطالب بإدخال السرور على هذه المرأة المسكينة.. ومطالب ان تعلم الابناء وتحسسهم بمشاعر الابوة فإذن، الإنسان الذي يراعي وينظر بهذه المقاييس، قطعاً يكون أقرب إلى الصواب من غيره.
عن رسول الله(ص): "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا".
لا يعني ذلك مطلقا بل بضروف معينة
عن رسول الله(ص): "ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدته فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره فترفع المائدة حتى يغفر لهم".
الضيوف ودعوتهم
اكرام الضيف من الصفات الحميدة ومن مكام الاخلاق وقد شجع عليها الاسلام
فعن النبي(ص): "الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت". عن رسول الله(ص): "كل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة".
عن الإمام علي(ع) - لعلاء بن زياد، لما رأى سعة داره -: "ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج ؟ وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة: تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة". عنه(ع): "من آتاه الله مالا فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة".
ولكن احيانا تكون الوليمة مذمومة اذا دعي لها الشبعان دون الجوعان:
عن رسول الله(ص): "شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الشبعان ويحبس عنه الجيعان ".
عنه(ص): "يكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ". الإمام علي(ع) مما كتب إلى ابن حنيف عامله على البصرة -: "يا بن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو".
اما ما يقام من الطبخ عند اهل بيت المصيبة(الفواتح)فهي عادة جاهلية يتطلب منا ان نحاربها ونرد هذه العادة المقيتة الى سنة النبي(ص) ففيها لاسراف والتبذير والمباهاة والضرر على اهل الميت وباق الناس بالعطاء فحري بالمؤمنين ان يحاربوها كي تنقرض:
عن الصادق(ع): "الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية، والسنَّة البعث إليهم بالطعام على ما أمر به النبي(ص) في آل جعفر بن أبي طالب(ع) لما جاء نعيه".
عن الإمام الصادق(ع) أنه قاللما قتل جعفر بن أبي طالب أمر رسول الله(ص) فاطمة(ع) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام... فجرت بذلك السنة أن يصنع لأهل المصيبة طعامٌ ثلاثاً).
عن النبي(ص) أنه قال(و من أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم و جعل ذلك الطعام ناراً في بطنه حتى يقضي الله بين الناس).
وبهذا يكون من الاخلاق الحميدة اكرام الضيف وللزوجة ثواب جزيل حيث انها تكرم الضيوف وتخدمهم بالطبخ وتتعامل باحسان مع زوجها وتعينه على ذلك ولكنه ليس من واجباتها :
فلا يجوز للزوج ان يقسرها او يجبرها على ذلك فإذا ابت واهانها بكلمة او بصراخ او بضرب فهو معتد اثيم وظالم لها.
فإذا أراد ان يدعوا فعليه ان يؤجر طباخا او يشتري اكل او هو يطبخ ولا يقسر اهله على ذلك, ولكي لا تكون هذه الفقرة عامل من العوامل المؤدية الى الخلاف واذا اضيفت الى عوامل الخلاف الاخرى تجتمع فتكون ازمة كبيرة ينبغي على الزوجة ان تصبر وتتعامل بالاحسان كما قلنا وتقوم بتلبية هذه الامور فان ذلك مما يزيد من رصيدها في قلب زوجها من محبة واحترام هذا طبعا اذا كان الزوج سوي الاخلاق والا فالبعض ممن اعمى الله ابصارهم لا يرون الاحسان احسانا ويرون التقصيرفيه ذنبا.
اما من جانب الزوج فينبغي عليه ان يشكرها ويمتدحها جزاءا لهذا الجميل التي قامت به فان ذلك يعطيها دافع قوي على العمل والعكس صحيح.
وينبغي عليه ان لا يكثر من الولائم اذا رأى منها الملل او الاعتراض فمثلا يريد ان يعمل وليمة لأحد الأئمة(ع) او ثوابا لفلان من اقاربه او دعوة ضيوف وهي غير راضية وتجبر على ذلك فهذا محرم ولايطاع الله من حيث يعصى مع ان عمل الثواب ليس بواجب واجبارها محرم وهاذ فعل الحمقى من الناس فلا تكن احمقا: عن الامام زين العابدين(ع): "..وإياك ومصاحبة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.”.
لنتق الله ولا نظلم احدا ولا تسير بنا العادات الاجتماعية المخالفة للشرع الى جنهم :
فعن الامام علي(ع): "الفضيلة غلبة العادة . "وعنه(ع) :" أفضل العبادة غَلَبَةُ العادة ". وعنه(ع): "بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات".
لننظر ببصيرة الى الدنيا كما نظر اليها اولو الالباب ولنعتبرها زائلة فلا تستحق عادة, ولا رغبة, ولا غضب نبيع الاخرة عليه قال تعالى:
"أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ"
عن الامام الباقر(ع): ".. فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، إني ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيء الظلال".
يتبع ان شاء الله
يتبع ان شاء الله
تعليق