صدى المهدي
عضو ماسي
- تاريخ التسجيل: 13-11-2013
- المشاركات: 9008
#1
الإصلاح الديني في فكر الامام علي بن موسى الرضا
27-04-2020, 11:05 PM
عاش الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في المرحلة كانت من أغنى مراحل الفكر والثقافة الإسلامية، ففيها عاش مؤسِّسو المذاهب الفقهية
مما لا شك فيه كان الإمام (عليه السلام) ملجأ أهل الفكر والمعرفة، يُناظر علماء التفسير ويُحَاور أهل الفلسفة والكلام، ويردُّ على الزنادقة والغُلاة، ويوجِّه أهل الفقه والتشريع، ويثبت قواعد الشريعة وأصول التوحيد، وكما بَيَّنَ (عليه السلام) إن العقل البشري اثمن ما خلق الله وعمل على حمايته من الخلل الذي يؤدي الى المفاسد وتشويه الأفكار والمفاهيم والقيم الإسلامية من قبل ضعاف النفوس فقال(عليه السلام):" إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها: الغلو، وثانيها: التقصير في أمرنا، وثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا، فاذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير أعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم؛ ثلبونا بأسمائنا..."[2].
يمكن القول ان الامام علي الرضا (عليه السلام) أتخذ أساليب عدة في الإصلاح الديني كان من أهمها الرد على الانحرافات الفكرية الدينية ، حيث تصدى (عليه السلام) للرد على جميع الانحرافات وكان يستهدف الأفكار والأقوال مرة والواضعين لها والمتأثرين بها مرة أخرى.
وتبين المصادر التاريخية ان الامام الرضا تصدى للنظريات والادعاءات الباطلة التي تبنتها فرقة التجسيم والتشبيه ففي ردّه على المشّبهة
وفي الوقت نفسه امر الإمام (عليه السلام) المسلمين إلى مقاطعة المنحرفين كالمجبّرة والمفوّضة والغلاة لمنع تأثيرهم في الأمة، فقال (عليه السلام):" حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد(عليهما السلام)، أنه قال:" من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم مالا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته، ولا تقبلوا شهادته، ولا تصلّوا وراءه، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً"، ثم قال (عليه السلام):" الغلاة كفّار والمفوّضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم، أوشاربهم، أو واصلهم، أوزوّجهم، أو تزّوج منهم، أو آمنهم، أو إئتمنهم على أمانة أو صدّق حديثهم،أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولايتنا أهل البيت"[6] ، بل اكد على مقاطعة جميع أصناف الغلاة فقال:" لعن الله الغلاة ألا كانوا يهوداً، ألا كانوا مجوساً، ألا كانوا نصارى، ألا كانوا قدرّية، ألا كانوا مرجئة، ألا كانوا حرورية ... لا تقاعدوهم ولا تصادقوهم، وابرؤوا منهم بريء الله منهم"[7] .
وأما موقفه (عليه السلام) من الواقفة فيمكن القول عَمَل على مواجهة افكارهم الهدامة بشتى الأساليب من اجل القضاء عليهم، فقد لعنهم أمام المَلأُ فقال(عليه السلام):" لعنهم الله ما أشدّ كذبهم"، ثم اكد في قاله:" الواقف حائدُ عن الحق ومقيم على سيئة إن مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير"[8]، وبذلك أستطاع تحجيم دورهم وإيقاف حركتهم داخل مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، ولم تنتشر أفكارهم إلا عند أصحاب المطامع والأهواء.
نستنتج من ذلك كان للإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) الأثر الكبير في تقويم الفكر والثقافة الإسلامية، وقد أثرت عن الإمام جمهرة من غرر الحكم والآداب والوصايا والنصائح، وغيرها مما ينفع الناس، وقد دللت على أنه كان المربي الأكبر للعالم الإسلامي في عصره.
******************************
***********************
***********
اللهّم صل على محمّد وآل محمّد
نعود والعود رضوي والنور علوي خراساني من فيض نور انيس النفوس المدفون بارض طوس الرضا المُرتضى الراضي بالقدر والقضا
لنكون مع محوركم المبارك اذ نجمع به من هذا النور ومن كل منابعه المباركة لتحقق الفوز والرضوان بالدنيا والاخرة ..
فكونوا معنا ...
تعليق