فاطمة اسم تسبح به الملائكة
إنّ الفكر ليعجز عن لَمّ شتاته، واللسان يكلّ عن التعبير، وترتجف الأنامل ويجف المداد، كل ذلك لا خشوعاً
وخضوعاً وهيبة فحسب في الشخصية الاستثنائية لبضعة النبي الأكرم t، بل حيرة في فضاء كرامتها، وتيهاً في
بحر علمها وفضلها، وذوباناً في شمس قدسها، حيث إنها صلوات الله عليها مستودع سر الله وعيبة علمه، ويكفيها
أنها سيدة نساء العالمين، وابنت سيد المرسلين، وزوج سيد الوصيين، ووالدة سيديْ شباب أهل الجنة، وأم الأئمة
المعصومين، وجدة السادة المكرمين الذين أصبحوا على جميع الناس مقدمين، فكانت ولادتها ألق شمس النبوة
وتمامها، والركن الثاني للإمامة وقوامها، وهي التي سجد لنورها آدم، وتمنت حواء لو أنها تمتلك فضلها
وكرامتها عند الله عز وجل؛ فاطمة اسم تسبح به الملائكة المقربون وبقدسه الأنبياء والمرسلون ويتوسل به
العارفون ويحبه المؤمنون، فاطمة إلهام العلماء والمفكرين والسبيل الوحيد لنجاة العالم أجمعين، فإننا نجد في
الصديقة الطاهرة العالمة العاملة الفقيهه والسياسية والاقتصادية والخطيبة، والنموذج للبنت البارة وللزوجة
الصالحة وللأم المعلمة والمربية، ولو أخذ الناس جانب من حياتها كلّ حسب اختصاصه من الرجال والنساء على
حدٍ سواء، لمّا أصبح اليوم عالمنا يعصف بالمشاكل والعقد، وخصوصاً مجتمعاتنا الإسلامية، فسيرة الزهراء عليها
السلام عبارة عن منظومة إصلاحية شاملة في جميع الصُّعُد الدنيوية منها والأخروية، والاحتفاء بولادتها الميمونة
الطاهرة يجب أن لا يكون مجرد تجمع في مكان معين نظهر به معالم الفرح والسرور، ثم نتفرق ويصبح
الاحتفاء بولادتها مجرد أمر ظاهري إن هذا الأسلوب لا ترضاه الزهراء عليها السلام بل إنها تريد منا أن نتخذها
فكراً نعمل به، ونطبق أخلاقها القدسية وحياتها العطرة، ونجعل من ذكرى الولادة الشريفة يوم الإياب إلى الله،
والتوبة من الذنوب والحصن من المعصية، والجد والمودة في ما بيننا كمسلمين حنفاء ومؤمنين أوفياء، فبالاقتداء
والتأسي يكون رضا الزهراء عليها السلام الذي هو رضا عز وجل الله ورسوله صلى الله عليه وآله والأئمة
المعصومين عليهم السلام أجمعين، ونجعل سرورنا بمولد الزهراء فرحاً للزهراء عليها السلام، وهي ترانا نحيي
شعائر الله باقتفاء آثارها صلوات الله وسلامه عليها.
سارة الميرزا مهدي
تم نشره في العدد (45)
إنّ الفكر ليعجز عن لَمّ شتاته، واللسان يكلّ عن التعبير، وترتجف الأنامل ويجف المداد، كل ذلك لا خشوعاً
وخضوعاً وهيبة فحسب في الشخصية الاستثنائية لبضعة النبي الأكرم t، بل حيرة في فضاء كرامتها، وتيهاً في
بحر علمها وفضلها، وذوباناً في شمس قدسها، حيث إنها صلوات الله عليها مستودع سر الله وعيبة علمه، ويكفيها
أنها سيدة نساء العالمين، وابنت سيد المرسلين، وزوج سيد الوصيين، ووالدة سيديْ شباب أهل الجنة، وأم الأئمة
المعصومين، وجدة السادة المكرمين الذين أصبحوا على جميع الناس مقدمين، فكانت ولادتها ألق شمس النبوة
وتمامها، والركن الثاني للإمامة وقوامها، وهي التي سجد لنورها آدم، وتمنت حواء لو أنها تمتلك فضلها
وكرامتها عند الله عز وجل؛ فاطمة اسم تسبح به الملائكة المقربون وبقدسه الأنبياء والمرسلون ويتوسل به
العارفون ويحبه المؤمنون، فاطمة إلهام العلماء والمفكرين والسبيل الوحيد لنجاة العالم أجمعين، فإننا نجد في
الصديقة الطاهرة العالمة العاملة الفقيهه والسياسية والاقتصادية والخطيبة، والنموذج للبنت البارة وللزوجة
الصالحة وللأم المعلمة والمربية، ولو أخذ الناس جانب من حياتها كلّ حسب اختصاصه من الرجال والنساء على
حدٍ سواء، لمّا أصبح اليوم عالمنا يعصف بالمشاكل والعقد، وخصوصاً مجتمعاتنا الإسلامية، فسيرة الزهراء عليها
السلام عبارة عن منظومة إصلاحية شاملة في جميع الصُّعُد الدنيوية منها والأخروية، والاحتفاء بولادتها الميمونة
الطاهرة يجب أن لا يكون مجرد تجمع في مكان معين نظهر به معالم الفرح والسرور، ثم نتفرق ويصبح
الاحتفاء بولادتها مجرد أمر ظاهري إن هذا الأسلوب لا ترضاه الزهراء عليها السلام بل إنها تريد منا أن نتخذها
فكراً نعمل به، ونطبق أخلاقها القدسية وحياتها العطرة، ونجعل من ذكرى الولادة الشريفة يوم الإياب إلى الله،
والتوبة من الذنوب والحصن من المعصية، والجد والمودة في ما بيننا كمسلمين حنفاء ومؤمنين أوفياء، فبالاقتداء
والتأسي يكون رضا الزهراء عليها السلام الذي هو رضا عز وجل الله ورسوله صلى الله عليه وآله والأئمة
المعصومين عليهم السلام أجمعين، ونجعل سرورنا بمولد الزهراء فرحاً للزهراء عليها السلام، وهي ترانا نحيي
شعائر الله باقتفاء آثارها صلوات الله وسلامه عليها.
سارة الميرزا مهدي
تم نشره في العدد (45)
تعليق