إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياة البرزخية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياة البرزخية

    الحياة البرزخية

    الحياة البرزخية حياة متوسطة بين الحياة الدنيوية والحياة الأخروية الأبدية، وهي ليست من الدوام والاستمرار

    بحيث يبقى فيها الإنسان، بل منتهية إلى حيث يشاء الله من الأجل، ويتعرض فيها الإنسان ما يتعرّض من ألم

    ولذة، وعلى هذا جرت حواريتنا لهذا العدد مع والدتي، فقالت: إن الأدلة على وجود الحياة البرزخية أدلة نقلية

    كثيرة، صرحت بها آيات القرآن الكريم والأحاديث الواردة من طرق الشيعة وأهل السنة. قال تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)/ (المؤمنون:100).

    فالبرزخ هو الحاجز بين الشيئين والمقصود به هنا هو الحاجز بين الدنيا وبين يوم البعث فيمنعهم من الرجوع إلى

    الحياة الدنيا لكي يتداركوا سوء أعمالهم ويصلحوا أنفسهم، وهو وراءهم يسيرون إليه بعناية، إنه يطلبهم لا محال

    ولا مخلّص منه، كما أنّ مستقبل الزمان أمام الإنسان، وعالم البرزخ هذا متوسط بين الإماتة الأولى الحاصلة عن

    الحياة الدنيوية وبين الإماتة الثانية، حيث المساءلة التي يتعرّض لها الإنسان، فإمّا العذاب بعدها، وإمّا النعيم إلى

    قيام الساعة، وفي هذه الحياة يصل إلى الميت ما يُهدى إليه من الأعمال الصالحة التي تسبب في زيادة حسناته،

    فترفع أو تخفف عنه العذاب، وكذا ما يصيبه من زيادة السيئات نتيجة ما ترك وراء ظهره من قبائح الأعمال،

    فيتضاعف له العقاب إلى يوم يُنفخ في الصور، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي

    الْأَرْض)/ (الزمر:68). ثمة أحاديث تبيّن لنا واقع البرزخ، عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: "إن للقبر

    كلاماً في كلّ يوم يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة

    أو حفرة من حفر النار
    "(1) إلى يوم يُنفخ في الصور. وعندئذ تحصل الإماتة الثانية عند نفخة الصور الأولى

    قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)/ (يس:51).

    وقال الإمام الصادق(عليه السلام): "والله ما أخاف عليكم إلاّ البرزخ وأما إذا صار الأمر علينا فنحن أولى بكم"(2)
    وفي الكافي بإسناده عن أبي ولّاد الحنَّاط، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: "قلت له: جعلت فداك، يروون أن

    أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر، حول العرش، فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير خضر، لكن في أبدان كأبدانهم".
    (3)

    فالأحاديث المتواترة بهذا الخصوص توضح لنا أن أرواح البشر بعد ترك الحياة الدنيوية تدخل أجساماً لطيفة

    سامية عن آثار المادة القذرة، ولكنها على شكل أجسامنا، ويُقال لكلّ منها الجسم المثالي، فلا هو جسم مادي

    محض ولا هو مجرد تمام التجريد. فهو يمتاز بتجرد برزخي معيّن، صرّح العلامة المجلسي في تناوله لهذا

    الموضوع في بحار الأنوار: أن تشبيه البرزخ بالحلم وما يتراءى للإنسان وارد في كثير من الروايات.

    ويمكن أن تكون للنفوس القوية السامية عدة أجسام مثالية، وبهذا تفسّر الأحاديث القائلة بحضور الأئمة

    الميامين(عليهم السلام) لدى المحتضَرين حين نزعهم الأخير.(4)
    ..............................
    (1)الكافي الكليني: ج3، ص291.
    (2)بحار الأنوار: ج6، ص214.
    (3)الكافي الكليني: ج3، ص292.
    (4)بحار الأنوار: ج6، ص216.

    إيمان حسون كاظم

    تم نشره في المجلة في العدد (81)

  • #2


    اللهم صلِ على محمد وال محمد
    الشكر الجزيل الى الاخت المبدعة ايمان حسون على هذا الموضوع القيم
    فبارك الله بك وجزيت خيرا .
    اذا تمسحي لي عندي استفسار بخصوص منشورك القيم وهو ماذا تقصدين بالاماتة الثانية ؟
    هل تقصدي ان هناك قبض ارواح مرة اخرة في عالم البرخ ؟ وبالتالي يكون موتتين على الانسان لكي يصل الى عالم الاخرة .
    فاذا كان كذلك فهو يخالف ما ورد في القران الكريم لان النفخ في الصور في النفخة لاولى هو لصعق الاحياء سواء كانوا من سكان الارض او سكان السماوات دون الاموات بدليل قوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ }والنفخة الثانية هو الاعلان عن بدء يوم القيامة .
    ثم ان القران الكريم يصرح بان المؤمنين لايذيقون الا موتة واحدة بدليل قوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة شجون الزهراء مشاهدة المشاركة


      اللهم صلِ على محمد وال محمد
      الشكر الجزيل الى الاخت المبدعة ايمان حسون على هذا الموضوع القيم
      فبارك الله بك وجزيت خيرا .
      اذا تمسحي لي عندي استفسار بخصوص منشورك القيم وهو ماذا تقصدين بالاماتة الثانية ؟
      هل تقصدي ان هناك قبض ارواح مرة اخرة في عالم البرخ ؟ وبالتالي يكون موتتين على الانسان لكي يصل الى عالم الاخرة .
      فاذا كان كذلك فهو يخالف ما ورد في القران الكريم لان النفخ في الصور في النفخة لاولى هو لصعق الاحياء سواء كانوا من سكان الارض او سكان السماوات دون الاموات بدليل قوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ }والنفخة الثانية هو الاعلان عن بدء يوم القيامة .
      ثم ان القران الكريم يصرح بان المؤمنين لايذيقون الا موتة واحدة بدليل قوله تعالى {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      اهلا وسهلا بالاخت شجون الزهراء

      لقد اوصلنا تساؤلكم الى الاخت كاتبة الموضوع وقد اجابت مشكورة بهذا الجواب:

      بسمه تعالى:
      قال تعالى: ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ) سورة غافر الاية:11
      وهذه من الايات التي تدل على وجود البرزخ بين الدنيا وآلاخرة.

      الاماتة الاولى هي التي بعد الدنيا والإحياء الاول بعدها للحياة البرزخية.

      والاماتة والإحياء الثانيتين للآخرة يوم البعث.

      وقوله تعالى:
      ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) سورة الزمر الاية:68

      ظاهر ما ورد من كلامه تعالى معنى نفخ الصور، ان النفخ نفختان، نفخة للاماتة ونفخة للإحياء،

      وهو الذي تدل عليه روايات أئمة اهل البيت (عليهم السلام) ، وفي الآية ( الا من شاء الله )

      استثناء من اهل السماوات والارض، واختلف في من هم؟

      وقوله تعالى: ( مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) سورة يس الاية49.

      فالمراد بالصيحة نفخة الصور الاولى.

      وقوله تعالى:
      ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) سورة يس الاية:51

      وهذه هي نفخة الصور الثانية التي بها الإحياء والبعث، والاجداث هنا جمع جدث اي بمعنى القبر

      ومعنى ينسلون اي يسرعون في المشي.

      وكذلك قوله تعالى:
      (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) سورة الزمر الاية:68

      يتبين ان بين الحياة الدنيا والساعة موتتين:

      موتة الانتقال من الدنيا الى البرزخ

      وموتة بالانتقال من البرزخ الى الآخرة.

      والاية الكريمة في قوله تعالى:


      (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ) سورة الدخان الاية:56

      والمعنى لا يذوقون فيها سوى الموتة الاولى من الموت،

      اما الموتة الاولى فقد ذاقوها ومحال ان تعود وتذاق


      تعليق


      • #4
        اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
        الاخت المحترمة (كادر مجلة رياض الزهراء ) اشكرك جزيل الشكر على نقل جواب الاخت الفاضلة الكاتبه ,
        ولكن ياحبذا لوتنقلي اليها هذا الجواب ايضا لان الايات القرانية المباركة التي اتت بها لاتتكلم على الحياة البرزخية وانما تتكلم على الرجعة وكثير من علمائنا استدل بها على امكان الرجعة
        فقوله
        { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}
        فان هذه الاية يستدل بها علمائنا في اثبات الرجعة ولم يستدلوا بها على ان هناك موتين وحياتين في عالم البرزخ بدليل ما استدل به الشيخ المظفر رحمة الله عليه في كتابه عقائدنا
        في عقيدة الرجعة فيقول :
        إنّ الذي تذهب إليه الامامية ـ أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهم السلام ـ أنّ الله تعالى يعيد قوماً من الاَموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعزّ فريقاً ويذلّ فريقاً آخر، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
        ولا يرجع إلاّ من علت درجته في الايمان، أو مَن بلغ الغاية من الفساد، ثمّ يصيرون بعد ذلك إلى الموت، ومن بعده إلى النشور وما يستحقّونه من الثواب أو العقاب، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمنّي هؤلاء المرتَجَعينَ ـ الذين لم يصلحوا بالارتجاع فنالوا مقت الله ـ أن يخرجوا ثالثاً لعلّهم يصلحون: (قَالوا رَبَّنا أَمتَّنا اثَنَتينِ وَأحيَيتَنَا اثنَتَيِن فَاعتَرَفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُرُوجٍ مِن سَبيلٍ)

        ثانياً :اما استدلالها باية ونفخ في الصور فلم تاتي بشي يثبت ان هناك حياتين وموتين في عالم البرخ لان الاية صريحة في ان النفخة الاولى هو لموت من كان موجودا في الدنيا سواء كان من الانس او من الملائكة والنخفة الثانية اعلان للحشر وهو يوم القيامة ولم تتعرض الاية لما تفضلت به الاخت المحترمة .
        ثالثاً: ان الاية القرانية المباركة التي تقول
        (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ) فاقوال المفسرين فيها واضح منهم ماقاله صاحب تفسير الصافي للفيض الكاشاني في ذيل هذه الاية يقول ((لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الاولى التي في الدنيا حين يشارف الجنة ويشاهدها بل يحيون فيها دائما )).
        ويقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي صحاب تفسير الامثل في ذيل هذه الاية يقول وقال المفسرون
        ( إنّ معنى الآية هو أنّهم لا يذوقون موتاً بعد موتتهم الأولى)).
        السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شجون الزهراء مشاهدة المشاركة
          لان الايات القرانية المباركة التي اتت بها لاتتكلم على الحياة البرزخية وانما تتكلم على الرجعة ..

          فان هذه الاية يستدل بها علمائنا في اثبات الرجعة
          ولم يستدلوا بها على ان هناك موتين وحياتين في عالم البرزخ



          السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله في الإخوة الأعضاء على إثراء هذا الموضوع بالمناقشة والتحليل ونقل آراء العلماء الأعلام ..

          ولكن عندي ملاحظة حول كلام الأخت الفاضلة شجون الزهراء .. حيث قالت بأن العلماء لم يستدلوا بهذه الآية حول الحياة البرزخية وكذلك قولها لا تتلكم
          على الحياة البرزخية وانما تتكلم على الرجعة ..

          أقول : يرى بعض علمائنا أن الآيات القرآنية تتكلم حول الحياة البرزخية
          .. لذا أرى نفي هذا الرأي عن علمائنا في اشكال .. وهذه بعض أقوال العلماء لا سيما أصحاب التفاسير ..

          1- شيخ الإسلام الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان وجوامع الجامع :
          ذكر العلامة المجلسي في بحار الأنوار (6/ 213) ما نصه :
          وقال الشيخ أمين الاسلام في جوامع الجامع: أراد بالاماتتين خلقهم أمواتا أولا، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم، وبالاحيائين الاحياء الاولى، وإحياء البعث.


          2-
          السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان
          تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي (1/ 62)
          و هذه من الآيات التي يستدل بها على وجود البرزخ بين الدنيا و الآخرة، فإنها تشتمل على إماتتين، فلو كان إحداهما الموت الناقل من الدنيا لم يكن بد في تصوير الإماتة الثانية من فرض حياة بين الموتين و هو البرزخ، و هو استدلال تام اعتني به في بعض الروايات أيضا ، و ربما ذكر بعض المنكرين للبرزخ أن الآيتين أعني قوله: كيف تكفرون الآية، و قوله: قالوا ربنا الآية، متحدتا السياق، و قد اشتملتا على موتين و حياتين، فمدلولهما واحد، و الآية الأولى ظاهرة في أن الموت الأول هو حال الإنسان قبل ولوج الروح في الحياة الدنيا، فالموت و الحياة الأوليان هما الموت قبل الحياة الدنيا و الحياة الدنيا، و الموت و الحياة الثانيتان هما الموت عن الدنيا و الحياة يوم البعث، تعالى، أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين، الإماتة الأولى هي التي بعد الدنيا و الإحياء الأول بعدها للبرزخ و الإماتة و الإحياء الثانيتان للآخرة يوم البعث، و في قوله تعالى.


          3- الشيخ ناصر مكارم الشيرازي صاحي تفسير الأمثل
          تفسير الأمثل - مكارم الشيرزي (15/ 210)
          ذكر المفسرون عدّة تفاسير حول المقصود من قوله تعالى: (أمتنا اثنتين)و(أحيينا اثنتين) و من بين هذه التفاسير هناك ثلاثة آراء نقف عليها فيما يلي:
          أوّلا: أن يكون المقصود من (أمتنا اثنتين) هو الموت في نهاية العمر، والموت في نهاية البرزخ. أمّا المقصود من (أحييتنا اثنتين) فهي الإحياء في نهاية البرزخ والإحياء في القيامة.
          ولتوضيح لذلك، نرى أنّ للإنسان حياة اُخرى بعد الموت تسمى الحياة البرزخية، وهذه الحياة هي نفس حياة الشهداء التي يحكي عنها قوله تعالى: (بل أحياء عند ربّهم يرزقون)( آل عمران، الآية 169)، وهي نفس حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام)، حيث يسمعون سلامنا ويردون عليه. وهي أيضاً نفس حياة الطغاة والأشقياء كالفراعنة الذين يعاقبون صباحاً ومساءً بمقتضى قوله تعالى: (النّار يعرضون عليها غدواً وعشياً)( غافر، الآية 46.).
          ومن جانب آخر نعرف أنّ الجميع، من الملائكة والبشر والأرواح، ستموت في نهاية هذا العالم مع أوّل نفخة من الصور: (فصعق من في السماوات ومن في الأرض)( الزمر، الآية 68). ولا يبقى أحد سوى الذات الإلهية (بالطبع على خلاف ما أوضحناه في نهاية الآية (86) من سورة الزمر بين موت وحياة الملائكة والأرواح، وبين موت وحياة الإنسان).
          وعلى هذا الأساس فإنّ هناك حياة جسمانية وحياة برزخية، ففي نهاية العمر يحل الموت بحياتنا الجسمانية ; لكن في نهاية العالم يحل بحياتنا البرزخية. يترتب على ذلك أن تكون هناك حياتان بعد هذين الموتتين: حياة برزخية، وحياة في يوم القيامة...

          ثانياً: إنّ المقصود بالحياتين، هو الإحياء في القبر لأجل بعض الأسئلة، والإحياء في يوم القيامة، وإنّ المقصود بالموتتين، هما الموتة في نهاية العمر، والموتة في القبر. لذلك اعتبر بعض المفسّرين هذه الآية دليلا على الحياة المؤقتة في القبر.

          ثالثاً: إنّ المقصود بالموتة الأولى، هو الموت قبل وجود الإنسان في هذه الدنيا، إذ أنّه كان تراباً في السابق، لذا فإنّ الحياة الأولى هي الحياة في هذه الدنيا، والموت الثّاني هو الموت في نهاية هذا العالم ..
          [إلى أن يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي بعد ذكر هذه الآراء الثلاثة ] .يتّضح من مجموع التفاسير الثّلاثة هذه أنّ التّفسير الأوّل هو الأرجح. (انتهى كلام الشيخ)

          وأخيرا أنقل ما قاله العلامة المجلسي في معنى (يحيي ويميت ويميت ويحيي) ..وهو قريب مما جاء به علماء التفسير .
          قال العلامة المجلسي في البحار (83/ 98) وفي مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 12، ص: 202 :
          (يحيي ويميت ويميت ويحيي) الاحياء الاول في الدنيا، وكذا الاماتة أولا والاماتة الثانية في القبر فتدل ضمنا على إحياء آخر، ولما كانت مدة تلك الحياة قليلة لم يذكرها صريحا، والاحياء ثانيا في الاخرة
          ولم يذكر الاحياء والاماتة في الرجعة لعدم عمومها وشمولهما لكل أحد، مع أنه يحتمل أن تكون الاماتة الثانية إشارة إليه، ولا يبعد أن يكون المراد بكل من الفقرتين جنس الاماتة والاحياء، والتكرير لبيان استمرارهما وكثرتهما.

          التعديل الأخير تم بواسطة الباقر; الساعة 18-04-2015, 05:58 PM.

          تعليق


          • #6
            اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
            الشكر الجزيل الى المشرف القدير الباقر وان سمح لي بالاسترسال بذكر بعض الاشكالات اكون شاكرة له واجرك على الله تعالى
            لاني اسال اسئلة مسترشدة وغايتي فهم تلك الحقيقة جزاك الله خيرا
            واعوذب بالله من التشكيك
            استاذي الفاضل نعم اتفق معك ان اغلب الايات القرانية حمالة ذو وجوه اي لها عدة اوجه بالمعاني وهذه من اسرار عظمة القران الكريم لذلك لو تلاحظ كلام السيد الطبطبائي في الميزان والشيخ الشرازي في الامثل فتجد ان هناك عدة اشكالات على نفس الاية
            منها لو كانت الاية
            (رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ وأحييتَنَا اثنتينِ ) يعني بحياة الدنيا وحياة البرزخ وموت الدنيا وموت البرزخ,
            لكن قد يقول قائل اذا كان على هذا التفسير فينبغي ان يقال ربنا امتنا اثتنين واحييتنا ثلاث لان كما تعرف ان الانسان حي ويموت ومن ثم يحييه الله في البرزخ ومن ثم يميته في البرزخ ويحييه ليوم القيامة فتكون موتتان وثلاث مرات يحييه ؟.
            .
            فحينما نراجع الروايات نجد انها تتكلم بثكره عن الموت وبعده النعيم او الجحيم ولم اسمع ان هناك موت بعد موت هذه الدنيا .
            بدليل قول امير المؤمنين عليه السلام (
            من مات فقد قامت قيامته). وكذلك رواية ان القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران . فهذه الروايات وغيرها لم تذكر ان هناك موتا اخر سوف يطرأ على الانسان بعد موت الدنيا .
            ثم ان نفس الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ينقل كلام الطبرسي في ذيل الاية
            { لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى } يقول ( للمرحوم الطبرسي جواب رائع عن ذلك، فهو يقول: إنّ ذلك بشارة لأهل الجنّة، بأن لهم حياة خالدة هنيئة، أما أصحاب النّار الذين يعتبر كلّ لحظة من لحظات حياتهم موتاً، وكأنّهم يحيون ويموتون دائماً، فلا معنى لهذا الكلام في حقهم.

            وعلى أية حال، فإنّ التعبير هنا بـ (لا يذوقون) إشارة إلى أنّ أصحاب الجنّة لا يرون ولا يعانون أدنى أثر من آثار الموت.
            وجميلٌ أنّ نقرأ في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) (أنّ الله تعالى يقول لبعض أهل الجنّة: «وعزتي وجلالي، وعلوي وارتفاع مكاني لأنحلنّ لهم اليوم خمسة أشياء: ألا إنّهم شباب لا يهرمون، وأصحاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون» ثمّ تلا هذه الآية: { لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى }.
            اما في خصوص قوله تعالى
            (قَالُوا رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ وأحييتَنَا اثنتينِ فاعتَرفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُروجٍ مِنْ سَبِيلٍ) والذي قلت ان علمائنا يستدلون بها على امكان الرجعة فمنهم شيخ الطائفة الشيخ المفيد (قدس سره) في كتابه المسائل السروية: 33.
            فيقول في خصوص هذه الاية قال سبحانه مخبراً عمّن يحشر من الظالمين أنّه يقول يوم الحشر الاَكبر:
            (رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ) الآية، وللعامة في هذه الآية تأويل مردود، وهو أن قالوا: إنَّ المعني بقوله تعالى: (رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ) أنّه خلقهم أمواتاً بعد الحياة، وهذا باطل لا يجري على لسان العرب، لاَنَّ الفعل لا يدخل إلاّ على ما كان بغير الصفة التي انطوى اللفظ على معناها، ومن خلقه الله مواتاً لا يقال إنّه أماته، وإنّما يدخل ذلك فيمن طرأ عليه الموت بعد الحياة، كذلك لا يقال أحيا الله ميتاً، إلاّ أن يكون قبل إحيائه ميتاً، وهذا بيّن لمن تأمله.

            وقد زعم بعضهم أنَّ المراد بقوله: (رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ) الموتة التي تكون بعد حياتهم في القبور للمُساءلة، فتكون الاُولى قبل الاِقبار والثانية بعده، وهذا أيضاً باطل من وجه آخر، وهو أنَّ الحياة للمساءلة ليست للتكليف فيندم الاِنسان على ما فاته في حياته، وندم القوم على ما فاتهم في حياتهم المرتين يدلُّ على أنّه لم يرد حياة المساءلة، لكنه أراد حياة الرجعة التي تكون لتكليفهم والندم على تفريطهم فلا يفعلون ذلك فيندمون يوم العرض على ما فاتهم من ذلك
            إذن فالمراد بالموتتين موتة عند انتهاء آجالهم، والموتة الثانية بعد عودتهم إلى الحياة، وتفسير منكري الرجعة بأنَّ الموتة الثانية قبل خلقهم حين كانوا عدماً لا يستقيم، لاَنّ الموت لا يكون إلاّ للحي، ويلزم هذا وجودهم أحياء وهم في العدم، فلا يبقى إلاّ ما بيّناه للخروج من هذا التناقض.

            وكذلك يروي صاحب كتاب مختصر بصائر الدرجات ص194: عن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله:
            قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (غافر:11) قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت ، ويجري في القيامة ، فبعداً للقوم الظالمين ).


            وقال الشيخ المفيد قدس سره ايضا في كتابه أوائل المقالات ص 325 :
            (ومن آيات الرجعة قوله تعالى : قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ، فإن الإماتة سلب الحياة عن الحي ولا يتصور هذا مرتين إلا مع الإعتقاد بالرجعة ) .

            وكذلك استدل الشيخ المظفر رحمة الله عليه وقد مر قوله في الاية انها في الرجعة .
            واخيرا هل توجد روايات تصرح بان هناك موت ثاني في عالم البرزخ لو سمحت اذكرها لي ليطمئن قلبي .


            واعتذر عن الاطالة استاذي الفاضل ولك جزيل الشكر
            التعديل الأخير تم بواسطة شجون الزهراء; الساعة 19-04-2015, 04:17 PM.
            السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة شجون الزهراء مشاهدة المشاركة
              اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
              الشكر الجزيل الى المشرف القدير الباقر وان سمح لي بالاسترسال بذكر بعض الاشكالات اكون شاكرة له واجرك على الله تعالى
              لاني اسال اسئلة مسترشدة وغايتي فهم تلك الحقيقة جزاك الله خيرا .. واعوذ بالله من التشكيك
              أنا في خدمتكم أختي الفاضلة .. وأسأل الله أن يوفقنا لفهم آياته ..
              وعلى العموم أردت أن أوضح لك بأن تفسير الآية له أكثر من وجه عند العلماء .. والحمد لله يبدو أنه اتضح لك بأن نفيك للتفاسير الأخرى كان غير دقيق ..

              المشاركة الأصلية بواسطة شجون الزهراء مشاهدة المشاركة
              لكن قد يقول قائل اذا كان على هذا التفسير فينبغي ان يقال ربنا امتنا اثتنين واحييتنا ثلاث لان كما تعرف ان الانسان حي ويموت ومن ثم يحييه الله في البرزخ ومن ثم يميته في البرزخ ويحييه ليوم القيامة فتكون موتتان وثلاث مرات يحييه ؟.


              إن شاء الله يوضح لك الأمر آية الله الشيخ جعفر سبحاني في محاضراته القيمة المعروفة بـ (محاضرات في الإلهيات / الفصل الخامس / القبر و البرزخ(17/ 1)) ليبعد عنك الفروض المعقدة عن الإماتة الثانية والأحياء الثاني ..
              قال الشيخ السبحاني
              - قال تعالى:
              (قالُوا رَبَّنّا أَمَتَّنَا اثْنَتَينِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَينِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَل إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبيلٍ) . وهذه الآية تحكي عن تحقيق إحياءَين وإماتتين إلى يوم البعث، والظاهر أنّ المراد ما يلي:
              الاِماتة الاَُولى هي الاِماتة عن الحياة الدنيا.
              والاِحياء الاَوّل هو الاِحياء في البرزخ، وتستمرّ هذه الحياة إلى نفخ الصور الاَوّل.
              والاِماتة الثانية، عند نفخ الصور الاَوّل، يقول سبحانه: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الاََرْض).
              والاِحياء الثاني ، عند نفخ الصور الثاني، يقول سبحانه:
              (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الاََجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) . وتعدّد نفخ الصور يستفاد من الآيتين، فيترتّب على الاَوّل هلاك من في السماوات ومن في الاَرض، إلاّ من شاء اللّه، وعلى الثاني قيام الناس من أجداثهم، وفي أمر النفخ الثاني يقول سبحانه: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمعاً) .


              المشاركة الأصلية بواسطة شجون الزهراء مشاهدة المشاركة
              ولم اسمع ان هناك موت بعد موت هذه الدنيا .


              صحيح لم تسمعي موت بعد موت ... ولكن أكيد تدركين موت بعد حياة في البرزخ كهذه الحياة التي ذكرها الله في كتابة العزيز

              {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154]

              {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]

              فهذه الحياة سوف تتوقف عند نفخة الصور الأولى لإسرافيل عليه السلام التي يموت فيها حتى ملائكة الله ..

              {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68]

              جاء معنى الآية في تفسير القمي ...
              قوله: (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن ابي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، فقيل له فاخبرني يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال: أما النفخة الاولى فان الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الارض ومعه الصور وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض قال: فاذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت اهل الارض وفي موت أهل السماء، قال: فيهبط إسرافيل بحظيرة بين المقدس ويستقبل الكعبة فاذا رأوه أهل الارض قالوا: قد أذن الله في موت اهل الارض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي اهل الارض فلا يبقى في الارض ذو روح إلا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذى يلي اهل السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، قال: فيقول الله لاسرافيل: يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله
              التعديل الأخير تم بواسطة الباقر; الساعة 20-04-2015, 03:42 PM.

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X