تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
آية الله المعظم الفيلسوف الكبير الشيخ عبد الكريم الزنجاني [طاب ثراه] توفي عن عمر ناهز ٨٤ بعد شبه عزلة في سني حياته الأخيرة وتوفي ولم يترك صفراء ولا بيضاء ، بل عاش الفاقة والحرمان في بيته الصغير المتواضع - بمحلة الحويش قرب جامع الهندي - ذا الفراش والأثاث البسيط جدا .. مما انعكس على وضعه الصحي وتوفي بسبب سوء التغذية ، وقد صلّى عليه المرجع الخوئي طاب ثراهما ودفن في إحدى غُرف الصحن العلوي .
نعم ذُكر في حياته ذهابه إلى بلاد كثيرة كالهند وباكستان حيث ألقى في لاهور وطبعت محاضرته بعنوان : برهان الإمامة ، وقد ناقش أمام جمعٍ من أساتذة لاهور - عاصمة اقليم البنجاب - العالم الفيزيائي البرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية .
سافر إلى دمشق وألقى محاضراته في الجامعة السورية وفي الجامع الأموي حتى قيل أن الخطبة التي ألقاها الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام وقطعها عليه يزيد بن معاوية أكملها الشيخ الزنجاني .
في لبنان حاضر بدار الأيتام الإسلامية ببيروت ، وألقى خطباً بليغة في المسجد الأقصى بفلسطين .
سافر الى القاهرة وحل بمصر سنة ١٣٥٥ﻫ - وقد كتبت عنه في حينه بعض الصحف المصرية - حيث ألقى مرتجلاً باسترسال مدهش - في جمهور الأدباء ورجال الفكر والعلم من جامعة الأزهر - خطبة بليغة عصماء بيّن فيها الحق بأسلوب بديع وطرق باب المنطق والفلسفة وعالج بعض القضايا الإسلامية ودفع الشبهة عن مذهب التشيع ، فنال إعجاب المفكرين بشخصيته وحكمته وبلاغته ، حتى جاء له الكاتب المصري المعروف الدكتور طه حسين - وكان وزيراً للتربية - وسلّم عليه وقبّل يده قائلاً : (هي أول يد وآخر يد أقبلها بعد يد والدي) وذلك تكريما للعلم والعلماء .
نقل عنه قوله : (سمعتُ محاضرة الإمام الزنجاني نسيتُ نفسي وكأنني في حياة أخرى غير الحياة التي أعهدها وظننتُ أنّ ابن سينا حيٌّ يخطب .
__________________________________
نقلاً عن الشيخ أمين أبو علي القطيفي [حفظه الله].