بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
كظم الغيض والعفو والاحسان على الناس .
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة ال عمران الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة والثلاثون بعد المائة .
عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال ما من عبد كظم غيظا الا ازاده الله عزا في الدنيا والاخرة قال رسول الله صلى الله عليه واله مداراة الناس نصف الدين والرفق بهم نصف العيش.
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال يارسول الله صلى الله عليه واله اوصني فقال صلى الله عليه واله احفظ لسانك قال يارسول الله اوصني قال صلى الله عليه واله احفظ لسانك ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم.
قال أبو عبد الله عليه السلام لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فاذا تكلم كتب محسنا او مسيئا عن النبي صلى الله عليه واله قال من كظم غيظا وهو قادر على انفاذه أعطاه الله اجر شهيد.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال ان الله عز وجل يحب الحي الحليم وعن الامام جعفر الصادق عليه السلام اذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما قلت ولا قلت وانت اهل لما قلت ستجزى بما قلت ويقولان للحليم منهما صبرت سيغفر الله لك ان اتممت ذلك فان رد عليه ارتفع الملكان.
عن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام قال اصبر على أعداء النعم فأنك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من ان تطيع الله فيه.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله عليه واله اتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت ان كان نبيا لم يضره وان كان ملكا ارحت الناس منه فعفى رسول الله عنها وعفى رسول الله صلى الله عليه واله عن جماعة كثيرة بعد ان اباح دمهم وامر بقتلهم منهم هبار بن الأسود بن المطلب وهو الذي روع زينب بنت رسول الله فالقت ذا بطنها فاباح رسول الله دمه لذلك فروي انه اعتذر الى النبي صلى الله عليه واله من سوء فعله وقال وكنا يانبي الله اهل شرك فهدانا الله بك وانقذنا بك من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فاني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي فقال صلى الله عليه واله قد عفوت عنك وقد احسن الله اليك حيث هداك الى الإسلام والإسلام يجب ما قبله.
وكذلك عفى رسول الله صلى الله عليه واله عن عبد اللّه بن الربعرى وكان يهجو النبي صلّى اللّه عليه واله بمكة ويعظم القول فيه فهرب يوم الفتح ثم رجع الى رسول اللّه واعتذر فقبل صلى اللّه عليه واله عذره.
وكذلك عفى رسول الله صلى الله عليه واله عن وحشي قاتل حمزة سلام اللّه عليه عم النبي صلى الله عليه واله حيث انه أسلم قال له النبي أوحشي قال نعم قال أخبرني كيف قتلت عمي فأخبره فبكى صلّى اللّه عليه واله وقال غيّب وجهك عني.
كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام أحلم الناس وأصفحهم عن المسيء فظفر بعبيد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وهم الد أعدائه والمؤلبين عليه فعفا عنهم ولم يتعقبهم بسوء وظفر بعمرو بن العاص وهو أخطر عليه من جيش ذي عدة فاعرض عنه وتركه ينجو بحياته حين كشف عن سوأته اتقاء لضربته وغيرهم.
وكذلك كان الامام الحسن المجتبى عليه السلام على سر ابيه وجده صلوات الله عليهم اجمعين فمن حلمه ما رواه المبرد وابن عائشة ان شاميا راه راكبا فجعل يلعنه والامام الحسن المجتبى عليه السلام لا يرد فلما فرغ اقبل الامام الحسن المجتبى عليه السلام فسلم عليه وضحك فقال أيها الشيخ اظنك غريبا ولعلك شبهت فلو استعتبتنا اعتبناك ولو سألتنا اعطيناك ولو استرشدتنا ارشدناك ولو استحملتنا استحملتنا وان كنت جائعا أشبعناك وان كنت عريانا كسونك وان كنت محتاجا أغنيناك وان كنت طريدا اويناك وان كان لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان اعود عليك لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال اشهد انك خليفة الله في ارضه الله اعلم حيث يجعل رسالته وكنت انت وابوك ابغض خلق الله الي والان انت احي خلق الله الي وحول رحله اليه وكان ضيقه الى ان ارتحل وصار معتقدا لمحبتهم.
وكذلك كان الامام الحسين عليه السلام جنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه فأمر به أن يضرب فقال يامولاي والكاظمين الغيظ قال خلوا عنه قال يامولاي والعافين عن الناس قال الامام الحسين عليه السلام قد عفوت عنك قال والله يحب المحسنين قال انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك.
وكذلك في حلم الامام علي بن الحسين عليه السلام زين العابدين جنى غلام له عن غير عمد فقد كان عنده اضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فاقبل به الخادم مسرعا فسقط منه على رأس بني لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة فأصاب راسه فقتله فقال الامام زين العابدين عليه السلام للغلام وقد تحير الغلام واضطرب انت حر فأنك لم تتعمده واخذ في جهاز ابنه ودفنه.
وكذلك في حلم الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال نصراني للإمام الباقر عليه السلام مستهزئاً أنت بقر فقال الإمام عليه السلام بكل برودة وبسط وجه لا أنا باقر به فقال النصراني تنقيصاً من كرامة الإمام عليه السلام أنت ابن الطباخة فأجاب الامام الباقر عليه السلم بكل طلاقة وجه ذاك حرفتها فقال النصراني شتماً للإمام عليه السلام وتهيجاً لغضبه أنت ابن السوداء الزنجية البذية فأجاب الامام الباقر عليه السلام صفحاً إن كنت صدقت غفر اللَّه لها وإن كنت كذبت غفر اللَّه لك فلما رأى النصراني حلم الإمام الباقر عليه السلام أعلن أسلامه.
وكذلك لقب الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظم لوفرة حلمه وتجرعه الغيظ في مرضاة الله تعالى حيث كان في المدينة رجل من أولاد بعض الصحابة يؤذي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ويسبه اذا راه ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك اشد النهي وزجرهم وسال عنه فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به لاتوطئ زرعنا فوطأه عليه السلام بالحمار حتى وصل اليه ونزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له كم غرمت على زرعك هذا قال مائة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال له انما ثلت كم ترجو ان يجيئك فيه قال ارجو ان يجيء مائتا دينار قال فاخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال فقام الرجل فقبل راسه وسأله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبو الحسن وانصرف قال وراح الى المسجد فوجد الرجل جالسا فلما نظر اليه قال الله أعلم حيث يجعل رسالته قال فوثب أصحابه اليه فقالوا ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا قال فقال لهم قد سمعتم ما قلت الان وجعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه فخاصمهم فلما رجع أبو الحسن الى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتله ايما كان خيرا ما اردتم ام ما اردت انني اصلحت امره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت شره.
وهكذا استقرت سيرة اهل البيت عليهم السلم فأوجدوا نمطا فريدا في الحلم والتسامح ومثلا عاليا في دنيا السير والأخلاق الرفيعة.
إننا يجب علينا أن نقتدي بهؤلاء الأئمة ونبني على سيرتهم مناهج حياتنا ونسير على هداهم ولكن هل ترى مثل ذلك في واحد منا إننا لو قيل لنا من أنت نحتدم غيظاً ونجعل هذه الكلمة سوءاً من عدو ننتقم ممن فاه بها ملأ استطاعتنا وقدرتنا.
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
كظم الغيض والعفو والاحسان على الناس .
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة ال عمران الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة والثلاثون بعد المائة .
عن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال ما من عبد كظم غيظا الا ازاده الله عزا في الدنيا والاخرة قال رسول الله صلى الله عليه واله مداراة الناس نصف الدين والرفق بهم نصف العيش.
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال يارسول الله صلى الله عليه واله اوصني فقال صلى الله عليه واله احفظ لسانك قال يارسول الله اوصني قال صلى الله عليه واله احفظ لسانك ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم.
قال أبو عبد الله عليه السلام لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا فاذا تكلم كتب محسنا او مسيئا عن النبي صلى الله عليه واله قال من كظم غيظا وهو قادر على انفاذه أعطاه الله اجر شهيد.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال ان الله عز وجل يحب الحي الحليم وعن الامام جعفر الصادق عليه السلام اذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما قلت ولا قلت وانت اهل لما قلت ستجزى بما قلت ويقولان للحليم منهما صبرت سيغفر الله لك ان اتممت ذلك فان رد عليه ارتفع الملكان.
عن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام قال اصبر على أعداء النعم فأنك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من ان تطيع الله فيه.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله عليه واله اتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت ان كان نبيا لم يضره وان كان ملكا ارحت الناس منه فعفى رسول الله عنها وعفى رسول الله صلى الله عليه واله عن جماعة كثيرة بعد ان اباح دمهم وامر بقتلهم منهم هبار بن الأسود بن المطلب وهو الذي روع زينب بنت رسول الله فالقت ذا بطنها فاباح رسول الله دمه لذلك فروي انه اعتذر الى النبي صلى الله عليه واله من سوء فعله وقال وكنا يانبي الله اهل شرك فهدانا الله بك وانقذنا بك من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فاني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي فقال صلى الله عليه واله قد عفوت عنك وقد احسن الله اليك حيث هداك الى الإسلام والإسلام يجب ما قبله.
وكذلك عفى رسول الله صلى الله عليه واله عن عبد اللّه بن الربعرى وكان يهجو النبي صلّى اللّه عليه واله بمكة ويعظم القول فيه فهرب يوم الفتح ثم رجع الى رسول اللّه واعتذر فقبل صلى اللّه عليه واله عذره.
وكذلك عفى رسول الله صلى الله عليه واله عن وحشي قاتل حمزة سلام اللّه عليه عم النبي صلى الله عليه واله حيث انه أسلم قال له النبي أوحشي قال نعم قال أخبرني كيف قتلت عمي فأخبره فبكى صلّى اللّه عليه واله وقال غيّب وجهك عني.
كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام أحلم الناس وأصفحهم عن المسيء فظفر بعبيد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وهم الد أعدائه والمؤلبين عليه فعفا عنهم ولم يتعقبهم بسوء وظفر بعمرو بن العاص وهو أخطر عليه من جيش ذي عدة فاعرض عنه وتركه ينجو بحياته حين كشف عن سوأته اتقاء لضربته وغيرهم.
وكذلك كان الامام الحسن المجتبى عليه السلام على سر ابيه وجده صلوات الله عليهم اجمعين فمن حلمه ما رواه المبرد وابن عائشة ان شاميا راه راكبا فجعل يلعنه والامام الحسن المجتبى عليه السلام لا يرد فلما فرغ اقبل الامام الحسن المجتبى عليه السلام فسلم عليه وضحك فقال أيها الشيخ اظنك غريبا ولعلك شبهت فلو استعتبتنا اعتبناك ولو سألتنا اعطيناك ولو استرشدتنا ارشدناك ولو استحملتنا استحملتنا وان كنت جائعا أشبعناك وان كنت عريانا كسونك وان كنت محتاجا أغنيناك وان كنت طريدا اويناك وان كان لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان اعود عليك لان لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال اشهد انك خليفة الله في ارضه الله اعلم حيث يجعل رسالته وكنت انت وابوك ابغض خلق الله الي والان انت احي خلق الله الي وحول رحله اليه وكان ضيقه الى ان ارتحل وصار معتقدا لمحبتهم.
وكذلك كان الامام الحسين عليه السلام جنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه فأمر به أن يضرب فقال يامولاي والكاظمين الغيظ قال خلوا عنه قال يامولاي والعافين عن الناس قال الامام الحسين عليه السلام قد عفوت عنك قال والله يحب المحسنين قال انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك.
وكذلك في حلم الامام علي بن الحسين عليه السلام زين العابدين جنى غلام له عن غير عمد فقد كان عنده اضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فاقبل به الخادم مسرعا فسقط منه على رأس بني لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة فأصاب راسه فقتله فقال الامام زين العابدين عليه السلام للغلام وقد تحير الغلام واضطرب انت حر فأنك لم تتعمده واخذ في جهاز ابنه ودفنه.
وكذلك في حلم الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال نصراني للإمام الباقر عليه السلام مستهزئاً أنت بقر فقال الإمام عليه السلام بكل برودة وبسط وجه لا أنا باقر به فقال النصراني تنقيصاً من كرامة الإمام عليه السلام أنت ابن الطباخة فأجاب الامام الباقر عليه السلم بكل طلاقة وجه ذاك حرفتها فقال النصراني شتماً للإمام عليه السلام وتهيجاً لغضبه أنت ابن السوداء الزنجية البذية فأجاب الامام الباقر عليه السلام صفحاً إن كنت صدقت غفر اللَّه لها وإن كنت كذبت غفر اللَّه لك فلما رأى النصراني حلم الإمام الباقر عليه السلام أعلن أسلامه.
وكذلك لقب الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظم لوفرة حلمه وتجرعه الغيظ في مرضاة الله تعالى حيث كان في المدينة رجل من أولاد بعض الصحابة يؤذي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ويسبه اذا راه ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك اشد النهي وزجرهم وسال عنه فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به لاتوطئ زرعنا فوطأه عليه السلام بالحمار حتى وصل اليه ونزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له كم غرمت على زرعك هذا قال مائة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال له انما ثلت كم ترجو ان يجيئك فيه قال ارجو ان يجيء مائتا دينار قال فاخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال فقام الرجل فقبل راسه وسأله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبو الحسن وانصرف قال وراح الى المسجد فوجد الرجل جالسا فلما نظر اليه قال الله أعلم حيث يجعل رسالته قال فوثب أصحابه اليه فقالوا ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا قال فقال لهم قد سمعتم ما قلت الان وجعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه فخاصمهم فلما رجع أبو الحسن الى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتله ايما كان خيرا ما اردتم ام ما اردت انني اصلحت امره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت شره.
وهكذا استقرت سيرة اهل البيت عليهم السلم فأوجدوا نمطا فريدا في الحلم والتسامح ومثلا عاليا في دنيا السير والأخلاق الرفيعة.
إننا يجب علينا أن نقتدي بهؤلاء الأئمة ونبني على سيرتهم مناهج حياتنا ونسير على هداهم ولكن هل ترى مثل ذلك في واحد منا إننا لو قيل لنا من أنت نحتدم غيظاً ونجعل هذه الكلمة سوءاً من عدو ننتقم ممن فاه بها ملأ استطاعتنا وقدرتنا.
تعليق