اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول السيّد منير الخبّاز القطيفي [دامت بركاته]: ذكر فقيه عصره الإمام الحكيم قدس سره الشريف في نهاية الجزء السادس من كتابه الفريد : *مُستمسك العروة الوثقى* ؛ البالغ ١٤ جزءاً .
أنه فرِغ من تأليفه عام ١٣٥٦ ﻫ ، أي أن عمره الشريف في ذلك الوقت كان خمسين سنة .
وذكر أنه في ذلك الحين قد أنهى تحرير كتاب الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والخمس .
كما أنه ذكر في حواشي بعض الأجزاء السابقة للمستمسك ، أنه أنهى كتابة الجزء الأول المشتمل على الإجتهاد والتقليد وبعض أبواب الطهارة سنة ١٣٤٢ ﻫ ، أي أنّ عمره الشريف كان سبعاً وثلاثين سنة .
وهذه السطور إذا قرأناها بتأمل كان ذلك داعياً أن نخجل من أنفسنا ، لعظم التقصير الذي أصبح سمة عامة لنا *فالسيد محسن الطباطبائي الحكيم* قدس سره الشريف وعمره سبع وثلاثون سنة ، يُحرِّر أدق المباحث الفقهية مع تنقيح أعمق المباني الأصولية وتطبيقها على الصُغريات بجودة ودقة عالية من خلال المستمسك ، وهذا وإن كان من دلائل نبوغه وتألُقه البديع ، إلا أن في هذه السطور درساً تربوياً لنا حيث أن هؤلاء الآعاظم والآكابر مع انهم كانوا يعيشون خشونة العيش وعسر الظروف إلا أن نتاجهم العلمي كان قمة الإبداع والتميز .
فهذا *السيد الحكيم* طاب ثراه قد مرّ بألوان من الفقر والفاقة قبل وصوله للمرجعية ، حتى نقل عنه بعض أساتذتنا أنه قال :
شبِعنا من تمر الكِسبْ ؛ وهو من أردأ أنواع التمر . الذي كان زاداً يومياً لهم
يأكلونه حتى يُقاوموا الحياة الصعبة لمواصلة الدراسة والبحث .
ومع ذلك كله حرّر أدق المباحث الفقهية والأصولية بقوة وغزارة وعمق .
إن ذلك كافٍ لنا لأن نشعر بالخجل بسبب تقصيرنا وتخلفنا عن ركب السلف العظيم ، فاننا مع سبوغ النعمة لنا في هذا الزمان وتوفر وسائل الحياة الا اننا لا نُقدّم لهذه الحوزة العلمية المباركة التي هي جامعة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف ، أي مجهود وأي نتاج علمي متميز ، ومع أننا نعيش في ظلال بركاتها وعطاءها الوافر غير أننا نَصرف الثمين من أوقاتنا وأعمارنا في ما يُشغلنا عن نيل العلم .
تعليق