إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(جريمةٌ زلزلت الارض والسماء)404

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    اللهم صل على محمد وال محمد...
    السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله الحسين...


    هون علي ما نزل بي
    أنه بعين الله"

    كلمة قالها أبي عبدالله الحسين عليه السلام بعد مقتل عبدالله الرضيع اخر جنوده.. وهو واضع يديه الكريمتين تحت نحر عبد الله الرضيع لهي إشارة إلى عمق المصيبة، ولكن ما يهون هذه المصيبة على الإمام أنها وقعت بمرأى ومنظر الله سبحانه تعالى ...



    تقول الرواية انه عندما هم الامام الحسين بالخروج من المدينة تعلق الطفل بأخته فاطمة العليلة واعتنقها ولم يقدر احد الا الحسين عليه السلام ان يأخذه من اخته بعدما همس في اذنه بعض الكلمات وقد ورد ان الحسين قال لابنه عبدالله الرضيع:


    يا بني نحن ذاهبين لطلب الشهادة في سبيل الله ألا تريد أن تكون من شهداء كربلاء ..؟؟؟

    عبد الله الرضيع يلبي الشهادة ...

    ففتح عبد الله يديه بسرعة كأنه يقول : ( بلى يا أبا عبد لله فأنا قررت أن أكون جبديا و شهيدا في كربلاء ) ..
    و فعلا تحققت دعوة عبد الله الرضيع فعندما سمع صوت الامام الحسين و هو ينادي :
    ألا من ناصر ينصرنا ..؟؟
    هل من معين يعيننا ..؟؟؟
    هل من ذاب عن حرم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ..؟؟

    فأخرج يديه من القماط و هو يقول : لبيك داعي الحق ...
    و كأن عمته زينب عليها الصلاة و السلام فهمت كلامه و لبت دعوته و أتت به إلى أخيها الحسين ليأخذه إلى القوم ...


    الإمام كان يعلم إنهم سيقتلوه ولم يسقوه، ولكنه كان يريد بذلك أن يثبت حقيقة بني أمية
    ومدى عداوتهم لأهل البيت عليهم السلام بشكل أوضح، لكي لا يأتي أحد فيما بعد و يبرر جريمة الأمويين و يقول إن يزيد كان مضطرا بالقتل للدفاع عن حكومته!، ذلك لأن قتل الطفل الرضيع لا يدل إلا على وحشية ودناءة الأمويين ويعارض كل دين ومذهب وشريعة ومبدأ إنساني، وبهذه الجريمة الوحشية أثبت الأمويين أنهم يعارضون أصل الدين وأساس الشريعة ولا يريدون أن تبقى باقية لأهل بيت النبوة والرسالة حتى وإن كان طفلا رضيعا..

    فالسلام على الطفل الرضيع علي الأصغر المذبوح من الوريد الى الوريد بسهم حرملة وسلام على باب الحوائج وشفيع شيعة جده الرسول وجدته فاطمة وعمه الإمام الحسن المجتبى وأبيه سيد الشهداء وسلام على الإمام الحجة المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي سيظهر بأمر الله ويأخذ بثأر جده الحسين والطفل المظلوم عبد الله
    اذا كان ذنب لكبار فما ذنب الصغار


    الإمام بقية الله (عجل) في زيارة الناحية المقدسة :السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح في حجر ابيه
    لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدي
    سيخاطب الإمام بقية الله (عجل ) أهل العالم عند قيامه وظهوره
    ويقول : يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر ابيه..!!!




    📊📊📊📊📊📊
    📊📊📊📊






    تعليق


    • #12
      قتل الرضيع أظهر مآسي كربلاء ....

      واقعة كربلاء كانت الجرح النازف لمسيرة الإسلام، حيث اعتدى قادة النفاق بقيادة يزيد بن معاوية على أطهر قلب، وأعظم إنسان، وأشرف راية، وأسمى مقام، وهو سبط الرسول (ص)، وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي (ع).
      لقد حملت واقعة كربلاء حزمة من المآسي والآلام والفجائع في كل تفاصيلها، وأن إحدى أكبر المآسي التي وقعت في كربلاء، وأبلغها في المظلومية هي جريمة قتل الطفل عبد الله الرضيع في ذات الواقعة.



      جريمة تهزّ الوجدان وتزلزل المشاعر، جريمة يبكي لها حتى الصخر الصلد، حيث تمّت بكل معاني سبق الإصرار والترصّد، وعبّرت عن مدى استرخاص دماء الأبرياء، من أجل حفنة من ركام الدنيا وملذاتها الزائلة، وتحقيقاً لرغبات الزعامة والتأمر، ظهر ذلك في ممارساتهم التي ورثوها ممن أسس أساس الظلم والجور على أهل البيت (ع)، وأورثوها إلى أبنائهم وذيولهم الذين انتهجوا ذات السبيل....


      جريمة قتل رضيع الإمام الحسين (ع) هي أبلغ المآسي التي كانت فرقاناً بين الحق والباطل، بين رجالات الله وأعوان الشيطان، بين نهج الإصلاح وهمجية الإفساد، بين النفوس الزكية والنفوس الفاجرة، بين رموز الفضيلة ورموز الرذيلة بكل معانيها.

      وبعد الإطلاع على تلك الجريمة لا يمكن لذي لب ولذي قلب أن يقف مع جند يزيد فيكون ممن سمعوا بذلك فرضوا عنه، فتحلّ عليهم لعنة الله، ولا يمكنه أن يقف إلى الحياد، فيكون شيطاناً أخرس، بسكوته عن الحق.
      معرفة مأساة قتل الطفل الرضيع بكربلاء هي مدخل إلى الدين الحق، واهتداء للصراط المستقيم، وبداية لحمل راية المظلومين، وبناء أنموذج التقوى بأسس الولاية الحقة لأهل البيت (عليهم السلام).

      وقبل التعرف على مأساة رضيع الحسين (ع) تفصيلاً، فإننا سنمرّ على التعرف على هويته الكريمة، اسماً ونسباً وعمراً.

      من هو عبد الله الرضيع؟
      عبد الله الرضيع هو الولد الذي استشهد في كربلاء مع أبيه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

      فأبوه أعرف من أن يعرّف، فهو سبط رسول الله (ص) وريحانته، وشفيع أمته، وسيد شباب أهل الجنة، وهو الإمام الحق المفترض الطاعة، كما ورد عن رسول الله (ص) في العديد من الروايات المتواترة في كتب المسلمين بمختلف طوائفهم[1].

      "وأمه الرباب بنت امرئ القيس[2] بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم ابن جناب بن كلب. وأمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب. وأمها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم.
      وأمها بنت أوس بن حارثة. وزعم ابن عبدة أن أمها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائي بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طئ. وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام):
      لعمرك إنني لأحب داراً
      تكون بها سكينة والرباب
      أحبهما وأبذل جلّ مالي
      وليس لعاتب عندي عتاب .







      تعليق


      • #13
        رضيع الحسين (ع): أصغر شهيد وأكبر شاهد
        السيد محمود الموسوي
        قد تتعجّب: كيف يكون الرضيع شهيداً؟!
        وقد تقفز لذهنك هذه التساؤلات:
        لماذا يُسفك دم بريء طاهر، ممزوج بطهارة النبوة، وعبق الإمامة؟!
        ولماذا يوغل المجرمون إجراماً في ذبح أصغر الشهداء؟!
        ولماذا يسوّدون وجه التاريخ بمثل هذه الجرائم؟!
        فتتألم لحجم المصاب، وتذرف بدل الدمع دماً، وتعج حيث يعج العاجّون، وتندب حين يندب النادبون، ويأخذك الجزع على مصيبته إلى لطم الصدر وخمش الوجه وضرب الرأس..
        ولكنك ستعرف أن (أصغر شهيد) هو (أكبر شاهد).
        وستنفتح أمام بصيرتك الأبواب..
        فتعي أنه شاهد على فساد مناهج الطغاة والمستكبرين..
        وستعلم أنه حجة على العباد في معرفة الحق وطريق الحقائق..
        وستنجلي أمامك مقامات الحجج ومراتب الأولياء..
        وسيأخذ بيدك نحو ساحات الهدى وسلامة الدين والدنيا..
        وستظلّك بسببه غمائم الرحمة وسحائب البركات..
        إنه عبد الله بن الحسين الرضيع (ع)، الذي ستقرأ شهادته وشاهديته في هذا الكتاب..
        تمهيد
        تتفاوت الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الظالمون من ظالم إلى آخر بالنسبة والانتساب، فعندما نقارن الظلم الذي يقع على المسلم مِمّن لا دين له ولا قيم يؤمن بها، وليس له مدد من السماء يمدّه بتوجيهات ومواعظ، مع الظلم الذي يقع على المسلم من مسلم مماثل، يماثله في الدين، وفي الإدعاء، ويحمل ذات القيم التي يحملها المظلوم، فهنا ستختلف الجريمة عن سابقتها، وستكون الجريمة أعظم وأكبر.
        فإن المظالم التي تأتي من خارج دائرة الإسلام مصنّفة بوضوح بأنها ضد الدين وضد قيمه وتعاليمه، ولكن المظالم التي تمارس بحق المسلمين مِن قِبل مَن يتقمّصون الدين ويرتدون جلبابه، فهم يقومون بعملية تشويه للقيم ذاتها، ويمارسون التحريف في مقاصد الدين؛ لكي تلتف وتقوم بعمل معاكس لما كتب الله لها أن تقوم به، فمكان الإصلاح سيحل الإفساد، وهذه العملية التحريفية التي مارسها وبلّغ لها قادة النفاق في المجتمعات الإسلامية، لهي أخطر معول على قواعد التقوى، وصرح الدين، وبنيان الصلاح.
        وفي عملية الخداع التي مارسها المنافقون هي أنهم عمدوا إلى انتهاك حقوق من نزل القرآن في بيوتهم ورفرفت الملائكة في أرجاء دورهم، وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، ولم يكتفوا بأنهم لم يأدّوا حقوقهم المفروضة، بل اغتصبوا مواقعهم وتسموا بأسمائهم، ظلماً وعدواناً، ولم تقف عملية الانتهاك إلى ذلك الحد، بل تمادت وأخذت بقتل الشخصيات التي قام عليها الدين وشيّدت عليها أركان الإسلام، وملاحقة رجالات مرحلة انطلاق الدين وتثبيته، أمثال عمّار بن ياسر، ومالك الأشتر، وحجر بن عدي، ومحمد بن أبي بكر وغيرهم.
        وقد استشرى الفساد في نفوس الظالمين المنافقين حتى بلغ بهم الأمر إلى الإقدام على أبشع جرائم التاريخ على الإطلاق، وهي قتلهم الإمام الحسين (ع) وأصحابه وأبنائه وأهله في كربلاء في عام 61 للهجرة، والإمام الحسين (ع) هو سبط الرسول (ص) الذي بعثه الله رحمة للعالمين ورسولاً يبلغهم رسالات ربه وربهم، ولكنهم استخدموا الدين في التشريع لقتل الإمام الحسين (ع) وانتهاك حرماته.
        من هنا نفهم لماذا قام الإمام الحسين (ع) بالثورة على طغيان يزيد بن معاوية، وذلك لأنه عرف ما عرف من الفساد الذي وصل إليه بنو أمية في اتخاذهم الدين لعباً ولهواً، يحوطونه ما درت معائشهم.
        كان إنقاذ الدين وانتشال المسلمين من وحل الفساد الذي أراد الطغاة أن يجرفوا المسلمين نحوه، كان هو همّ الإمام الحسين (ع) وهدفه ومبتغاه، ولهذا فإن بيان مظلومية الإمام الحسين (ع)، واستظهار المشاهد المأساوية التي مارستها آلة الفتك الأموي في أهل البيت (ع)، هي مواصلة لدرب الإمام الحسين (ع) وانتهاج مسيرته ومنهجه، ليعرف الناس أي ظلم قد وصل إليه القوم آنذاك، وليتفكروا في أسبابه، ويتعقبوا جذوره، ليصلوا إلى الحق والحقيقة.
        ومن هذا المنطلق فإننا نتناول في هذا الكتاب مأساة ومظلومية الطفل عبد الله الرضيع، ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). والتي ارتكبها المعسكر الأموي في واقعة كربلاء في عام 61 للهجرة النبوية الشريفة، في الواقعة التي قتل فيها الإمام الحسين (ع) وثلّة من أصحابه وأهله.
        ونسأل الله تعالى أن يعننا على هذه المهمّة، ونسأله تعالى أن يقوّض جهود الظالمين ويفضح أكذوبتهم، ويخرس حجتهم، ليظهر الحق وتنبلج شمس الحقيقة في النفوس، إن الله عليّ قدير.
        قتل الرضيع أظهر مآسي كربلاء
        واقعة كربلاء كانت الجرح النازف لمسيرة الإسلام، حيث اعتدى قادة النفاق بقيادة يزيد بن معاوية على أطهر قلب، وأعظم إنسان، وأشرف راية، وأسمى مقام، وهو سبط الرسول (ص)، وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي (ع).
        لقد حملت واقعة كربلاء حزمة من المآسي والآلام والفجائع في كل تفاصيلها، وأن إحدى أكبر المآسي التي وقعت في كربلاء، وأبلغها في المظلومية هي جريمة قتل الطفل عبد الله الرضيع في ذات الواقعة.
        جريمة تهزّ الوجدان وتزلزل المشاعر، جريمة يبكي لها حتى الصخر الصلد، حيث تمّت بكل معاني سبق الإصرار والترصّد، وعبّرت عن مدى استرخاص دماء الأبرياء، من أجل حفنة من ركام الدنيا وملذاتها الزائلة، وتحقيقاً لرغبات الزعامة والتأمر، ظهر ذلك في ممارساتهم التي ورثوها ممن أسس أساس الظلم والجور على أهل البيت (ع)، وأورثوها إلى أبنائهم وذيولهم الذين انتهجوا ذات السبيل.
        جريمة قتل رضيع الإمام الحسين (ع) هي أبلغ المآسي التي كانت فرقاناً بين الحق والباطل، بين رجالات الله وأعوان الشيطان، بين نهج الإصلاح وهمجية الإفساد، بين النفوس الزكية والنفوس الفاجرة، بين رموز الفضيلة ورموز الرذيلة بكل معانيها.
        وبعد الإطلاع على تلك الجريمة لا يمكن لذي لب ولذي قلب أن يقف مع جند يزيد فيكون ممن سمعوا بذلك فرضوا عنه، فتحلّ عليهم لعنة الله، ولا يمكنه أن يقف إلى الحياد، فيكون شيطاناً أخرس، بسكوته عن الحق.
        معرفة مأساة قتل الطفل الرضيع بكربلاء هي مدخل إلى الدين الحق، واهتداء للصراط المستقيم، وبداية لحمل راية المظلومين، وبناء أنموذج التقوى بأسس الولاية الحقة لأهل البيت (عليهم السلام).
        وقبل التعرف على مأساة رضيع الحسين (ع) تفصيلاً، فإننا سنمرّ على التعرف على هويته الكريمة، اسماً ونسباً وعمراً.

        تعليق


        • #14

          اذا كان للكبار ذنب فما ذنب الأطفال الصغار وبالخصوص الرضع ان يقتلوا بطريقة وحشية بفصل رؤسهم عن أجسادهم؟؟!!.

          من أكثر الصور بشاعة ومأساوية.. صور أطفال صغار منهم الرضع يسبحون في برك من دمائهم الحمراء وأشلائهم مقطعة..، أطفال كان من الطبيعي أن يكونوا في هذا السن في أحضان أو على صدور أمهاتهم!!.
          حادثة كربلاء في يوم عاشوراء مليئة بالمواقف والأحداث المؤلمة والدموية، ومن أبشع تلك المواقف وأكثرها تأثيرا، مقتل الطفل الرضيع " علي الأصغر" عبدالله الرضيع ابن الامام الحسين الثائر الخالد، عندما عاد الامام الحسين من ساحة القتال، وقد استشهد أصحابه وإخوانه وأولاده وأجسادهم الطاهرة المقطعة تسبح في بركة من دمائهم الزكية، ولم يبق له اي ناصر ولا معين، أراد ان يودع اهله وعياله، وهو بتلك الحالة جاءت إليه أخته السيدة زينب ام المصائب بطلة كربلاء، وهي تحمل على يديه قماش ابيض وبداخلها طفل رضيع، هزيل الجسد، مدلوع اللسان في حالة يرثى لها بسبب الجوع والعطش، بعد ثلاثة أيام من منع الماء عن مخيم الامام الحسين، أي أن الرباب أم الرضيع ثلاثة أيام لم تشرب الماء وقد جف صدرها من اللبن، نظر الامام الحسين الثائر الصامد في وجه الأعداء، بعين مليئة بالحب والألم، وبقلب حنون محب لكل إنسان وللطفولة البريئة، وقلبه يعتصر ألما من شدة حالة الطفل!.
          وقف حائرا ماذا يقول لأخته وأم الطفل وصعوبة الحصول على جرعة من الماء وهو يعرف كيف يفكر الأعداء؟
          أخذ الامام الحسين طفله الرضيع وكأنه يقدمه قرباناً للحق والعدالة، متجه به نحو ساحة المعركة، اخرج الحسين الثائر الطفل الرضيع من قماطه ليوضح ويبين لقوم الأعداء من الجيش الأموي بقيادة عمر إبن سعد، قائلا: ان هذا طفل صغير ليس له دخل بالحرب وفي حالة يرثى لها من شدة العطش الشديد، وحاجة الطفل لشربة من الماء.
          وقد حاول الامام الحسين تذكير هؤلاء الأعداء بالبعد الانساني وبحقوق الطفولة وتحريك المشاعر اذا هناك مشاعر وليكون الطفل والعالم شاهدا على قسوة وبشاعة الأعداء.
          طريقة الامام الحسين وكلامه وشكل الطفل الرضيع وهو في داخل القماط في حالة هدوء وسكون من فرط العطش، سبب حالة من الانقسام في صفوف جيش الأعداء، ولكن جواب القوم لم يتأخر كثيرا، حيث جاء الرد بشكل سريع جدا عبر سهم مثلث يخترق الأجواء متجها نحو رقبة الطفل الرقيقة والناعمة وهو مرفوع عاليا، فيذبحه وينحره من الوريد الى الوريد أي يقطع رأسه الصغير عن جسده الهزيل الضعيف، ومن شدة ألم وحرارة السهم يرفرف الطفل بيديه كالطائر المذبوح وهو على صدر والده المفجوع وكأنه يطير الى عالم الإله العادل ليقدم شكوته ومظلوميته، والدماء البريئة تنزف منه، فيجمع الاب الحنون المفجوع دماء ابنه في كفه ويرميها نحو السماء، قائلا؛ اللهم لا تكون هذه أهون عليك من دماء فصيل ناقة صالح!!.
          بأي ذنب يحرم هذا الطفل الرضيع البريء من الماء ومن الحياة كي يقتل وهو عطشان وتنتهك طفولته؟!.
          أليس هذا الطفل الرضيع المقتول المحروم من الماء والحياة هو حفيد سيد البشرية ورحمة العالمين وخاتم النبيين سيدنا محمد رسول الله (ص)، قتل من قبل - عدو يدعي العروبة والاسلام - عدو لم يحترم الدين ولا العروبة ولا العادات والتقاليد، ولم يحترم ثقافة وآداب الحروب، أعداء قلوبهم خالية من المشاعر الانسانية ومجردة من الإيمان، بل انها أفعال شيطانية.
          بلا شك في يوم عاشوراء الدموية في كربلاء الحسين، إرتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية، انها مجزرة رهيبة لم يحترم فيها الشيوخ ولا النساء ولا الصبية ولم يسلم الأطفال بل لم يسلم الرضع الأبرياء من القتل بأبشع الصور حيث قتلوا بأبشع طريقة وتم تقطيعهم أشلاء وسحبهم من أحضان أمهاتهم، صور لم تنقل عبر وسائل الإعلام الجديد بالصوت والصورة ليشاهد العالم حجم المأساة الدموية وتتحرك ضمائرهم.
          إن تلك العملية صورة بشعة ومأسوية لإنتهاك الطفولة في يوم عاشوراء، وهذه الحادثة المؤلمة تستحق الإهتمام وتخصيص برامج خاصة لها خلال أيام إحياء عاشوراء، لتكون مناسبة للدفاع عن حقوق الطفولة في عالمنا المليء بالصور المرعبة بقتل وإنتهاك الطفولة، كما يحدث في عالمنا اليوم وفي العديد من الدول العربية والإسلامية.
          على الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والنشطاء والعاملين في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حقوق الطفولة، المساهمة والمشاركة لإحياء يوم الطفولة في أول جمعة من أيام عاشوراء، شهر محرم الحرام والتي يطلق عليها باليوم العالي للطفل الرضيع أو يوم الرضيع العالمي، بحضور الأمهات والنساء والأطفال الرضع للإستفادة من أجواء شهر محرم العاطفية الحزينة ومن أهداف ثورة عاشوراء الحرية والعزة والكرامة والإباء والثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، والإستفادة من الحضور والتفاعل الكبير في تلك المناسبة العالمية للثورة الحسينية الخالدة لتسليط الأضواء على الطفولة وحقوقها.
          لماذا ارتكبت الجريمة الانسانية الوحشية، وانتهكت حقوق الطفولة على ارض كربلاء بقتل الامام الحسين و أبناء وأحفاد خاتم الأنبياء الرسول محمد (ص) وفصل رؤسهم عن أجسادهم وحرق مخيم بنات الرسول (ص) وأخذهن سبايا من بلد إلى بلد؟.
          السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى إبن الحسين حفيد رسول الله محمد (ص) "علي

          تعليق


          • #15
            الحسين عليه السلام الذي أثر أن يشرب الماء قبل فرسه العطشان, فهل طلبه الماء لطفله الرضيع كان فيه غاية لنفسه ,وهل الماء الذي يطلبه لطفل رضيع يكفي لرجل يحترق كبده من العطش لمدة ثلاث أيام؟.
            الطفولة هي أستمرار للقيام والثورة الحسينية, في حسابات المنحرفين والشاذين عن الأخلاق والدين, فبقتل الطفولة يقضون على كل مايمدها بالأستمرارية والنهضة الأبدية.
            كنية الحسين عليه السلام, ابو عبدالله تدل على مدى عظمة ذلك الطفل الكبير في هيبة الصغير في عمره, الرضيع الذي رافقه في رحلة الجهاد في حياته, ومن ثم بين ذراعية بعد أستشهاده, ففي دلالة ورمزية تدل على العظمة والكمال رضيع الحسين يدفن في حضن أبيه, فقد كان أصغر شهيد في تلك الصحراء كربلاء في يوم عاشوراء, ولكنه في نظر حرملة وأبن سعد المجرمين جبل شامخ ومقاتل همام, يقاتل ويذود عن بيضة الأسلام وعن دين جده رسول الله, كان أكبر المقاتلين في عاشوراء.
            جريمة الطفولة المذبوحة وقتل عبدالله الرضيع, اسقطت جميع الحجج والذرائع, في أن الحسين عليه السلام خارجي, فبهذه الجريمة النكراء, سقطة الدولة الأموية وقادتها في فخ كبيرنصبوه بأيدهم الملطخة بالدماء, فعدم قدرتهم على تبرير جريمتهم الكبرى بحق أهل البيت عليهم السلام كان منزلقهم الكبير, فكيف لهم أن يبرروا قتل الطفولة وذبح البراءة؟.
            في عهد الجاهلية الأولى كان وأد الطفولة وقتلها, موجود لكن تلك الجريمة لم تكن بسلاح محدد ذي ثلاث شعب, ولم تكن في معركة يمنع عنك الماء أيام عدة, ولم تكن تحت أشعة الشمس, كانت عادة متجذرة في قلوب أسلافهم المتحجرة, وجاء دين الأسلام ليحمي الطفولة من القتل والذبح والأستغلال بكل أشكاله,ولكن يبدو ان الحقد على أزلة الشرك والأوثان وهدم أخر معاقلة المتمثلة بالبيت الأموي وقتل سادتهم رموز الشرك والشيطان, زاد من بغضهم للأسلام المحمدي فأرادوا عن يعبروا عن حقدهم بقتلهم الطفولة وذبحها.
            يوم ما سينطق ويتكلم الضمير الأنساني ويذكر ويعلن الحداد لجريمة نكراء حدث في بداية التاريخ الحديث, هي جريمة أغتيال الطفولة والبراءة, وسيكون ذكرى قتل عبدالله الرضيع يوم للطفولة العالمي,يوم لأيقاف جميع أنواع التعسف والقهر والأستنغلال ضد البراءة, فسيكون يوم أستشهادك سيدي يوم تضاء فيه الشموع وتقرع الأجراس ويأذن في المساجد حي على حفظ الطفولة, حي على مؤسس يومها الذي كتبت بدمة وقلبه الصغير, ذلك هو عبدالله الرضيع.

            تعليق


            • #16

              مـاذا يُـهيجُك إن صبرتَ........لـوقعة الـطف الفظيعة

              أتــرى تـجئ فـجيعةٌ........بأمض من تلك الفجيعة

              حيث الحسينُ على الثرى........خيلُ‌ العدى طحنت ضلوعه

              قـتـلـته آلُ أمــيـة........ضام إلى جنب الشريعة

              ورضـيعُهُ بـدم الـوريد........مـخضبٌ فاطلب رضيعه

              يقول الإمام بقية الله (عليه السلام) في زيارة الناحية المقدسة: السلام على عبد الله بن الحسين، الطفل الرضيع، المرمي الصريع، المتشحط دما، المصعد دمه في السماء، المذبوح في حجر أبيه، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه.

              سيخاطب الإمام بقية الله (عليه السلام) أهل العالم عند قيامه وظهوره ويقول: يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر أبيه.

              قال الشاعر:

              لا ضـيـر فــي قـتل الـرجال........وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام

              طـلب الـحسين الماء يسقي طفله........فاستقبلته مـن الـعداة سـهام

              فعبد الله (الرضيع) بن الامام الحسين (عليه السلام)، وأمه هي رباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر، وكان امرؤ القيس (والد الرباب) قد زوّج ثلاث بناته في المدينة من: أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السّلام، فكانت الربابُ عند الحسين عليه السّلام، فولدَتْ له: سكينة، وعبدَالله.

              وقال الامام الحسين (عليه السلام) بحقها (الرباب):

              لـعمرك أنـي لأحـب داراً........تـحل بـها سـكينة والربابُ

              أحـبهما وأبـذل جُـلَّ مالي........وليس لعاتبٍ عندي عتابُ (1)

              وكانت مع الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء، وبعد استشهاده جيء بها مع السبايا الى الشام، ثم عادت الى المدينة، فخطبها الأشراف، فأبت، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا، وكانت شاعرة لها رثاء في الحسين عليه السلام.

              كتاب الملهوف على قتلى الطفوف لمؤلفه العلامة المحدث ابن طاووس (قدس) ترجمة مبسطة للرباب بنت أمرئ القيس.

              كانت مخلصة ودائمة البكاء على أبي عبدالله عليه السلام ولا تجلس في ظل.

              وتوفيت من أثر شدة حزنها وجزعها على الحسين وذلك بعد سنة من استشهاده (أي في عام 62) ومن جملة أشعارها في رثاء الحسين:

              إن الـذي كان نورا يُستضاء به........فـي كـربلاء قتيل غير مدفون

              سـبط الـنبي جزاك الله صالحة........عَنّا وجنّبت خسران الموازين (2)

              وذكر أن الرباب لما وضع رأس الحسين (عليه السلام) في مجلس عبيد الله بن زياد، لم تتمالك نفسها أن هجمت على الرأس واحتضنته وأخذت تقبله وتنعيه، ومن معالم إخلاصها هنا أن السبايا لما انصرفن من كربلاء الى المدينة، أبت هذه الحرة الذهاب معهم، بل آثرت أن تظل عند قبر زوجها الحسين (عليه السلام) هائمة تبكي عليه وترثيه، حتى مضت عليها سنة كاملة، وأبت أن تستظل بظل، فضربت بذلك لذوات الحجال مثالا من الوفاء والإخلاص أي مثال.

              وكانت من خيار النساء وأفضلهن... أسلم أبوها وكان نصرانيا فولي في زمن عمر على من أسلم بالشام من قضاعة.

              وخطب منه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ابنته الرباب لابنه الحسين (عليه السلام)، فولدت له سكينة عقيلة قريش، وعبد الله بن الحسين (عليه السلام)، قتل يوم الطف وأمه تنظر إليه.

              وقد بقيت الرباب سنة بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لم يظلها سقف بيت حزنا على الحسين (عليه السلام) حتى بليت كمدا عليه، وذلك بعد شهادة الحسين بسنة، ودفنت بالمدينة. (3)

              وقد عدها الامام الحسين (عليه السلام) من الموصي بهن مع السيدة زينب وأم كلثوم وفاطمة، فقد نقل السيد إبن طاووس: فعزى الحسين أم كلثوم، وقال لها: يا أختاه! تعزي بعزاء الله فإن سكان السماوات يفنون وأهل البيت كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون.

              ثم قال: يا أختاه، يا أم كلثوم! وأنت يا زينب! وأنت يا فاطمة! وأنت يا رباب! إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا. (4)

              ورُبَّ رضـيعٍ أرضـعَتْه قِـسِيُّهم........مِـن الـنَّبلِ ثَـدْياً دَرُّهُ الثَّرُّ فاطِمُهْ

              فـلَهْفي لـه مُذْ طَوَّقَ السَّهْمُ جِيدَهُ........كـما زَيَّـنَتْه قَـبلَ ذاك تَـمائمُه

              هـفا لِـعِناقِ الـسِّبطِ مُبتسِمَ اللُّمى........وَداعاً.. وهل غيرُ العِناقِ يُلائمُه؟!

              ولَـهْفي على أمِّ الرضيِع وقد دَجا........عليها الدُّجى، والدَّوحُ نادَت حَمائمُه

              تَـسَلّلُ فـي الـظلماءِ تَرتادُ طفلَها........وقـد نَجمَتْ بين الضحايا عَلائمُه

              فـمُذْ لاحَ سَهْمُ النَّحرِ وَدّتْ لَوَ آنّها........تُـشاطِرُهُ سـهمَ الـردى وتُساهُمه

              أقَـلَّـتْهُ بـالكفَّينِ تَـرشفُ ثَـغرَهُ........وتَـلثِمُ نَـحْراً قَـبْلَها السَّهمُ لا ثِمُه

              بُنيَّ أفِقْ مِن سكرةِ الموتِ وارتَضِعْ........بـثَدْيَيكَ.. عَـلَّ القلبَ يَهدأ هائمُه

              بُـنيّ لـقد كنتَ الأنيسَ لوحشتي........وسَـلوايَ إذْ يَسطو مِن الهَمّ غاشِمُه

              لم يشرب الطفل الرضيع الماء لمدة ثلاثة ايام، وقد جف لبن أمه الرباب.

              وكانت شفاه الرضيع ذابلتان و كبده يتلظى عطشا.

              ومن الواجب الشرعي على الامام أن يطلب له شربة ماء. ورغم أن الامام الحسين (عليه السلام) يعلم أن نفوس القوم الظالمة لئيمة لا ترحم حتى الطفل الصغير.

              لهفَ نفسي على الرضيعِ الظامي فَطَمـتْـه السِّـهامُ قَبـلَ الفِطامِ ولكن مولاي الحسين (عليه السلام) كان يريد تقديم أعز ما يملك لله تعالى. وبنفس الوقت مجيء الامام (عليه السلام) بالطفل الرضيع الى ساحة المعركة وأمام معسكر يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لكي يتم الحجة عليهم ولكي يفضحهم أمام العالم بأنهم ليس لهم شرعية ولا منهاج لا في الحكم ولا في إدارة السلطة والدليل على ذلك عدم رحمهم للطفل الصغير في ساحة المعركة.

              فاستشهاد عبد الله الرضيع هو فضح نوايا حقيقية للمعادين لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته (عليه السلام).

              ويدعون أن الامام الحسين (عليه السلام) قد خرج على أمر يزيد (عليه لعنة الله) ويستحق القتال، أذن ما هو ذنب عبد الله الرضيع (عليه السلام) الذي كان عمره ستة اشهر! هل في هذا العمر يستطيع أن يرمي سهما أو يضرب رمحا أو يضرب بالسيف؟ ولا نعلم هل عبد الله الرضيع خرج عن امر يزيد (عليه اللعنة)! أنه كان أصغر من قتل في كربلاء، كان أصغر من أريق دمه الطاهر، كان نجما صغيرا في الحجم، لكنه كان أكبر من كل الشموس المتوهجة في الكون، عندما أريقت قطرات دمائه على وجه الحسين "عليه السلام" كان الإمام بذلك يوقع على وثيقة شهادته الكبرى أمام محكمة التاريخ.

              واذا أردنا موثوقية ثورة الامام الحسين (عليه السلام) لوجدنا باستشهاد عبد الله الرضيع الحجة البالغة لله وللإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف بكربلاء.

              مـهـما نَـسِيتُ فـلا أنـسَى وقـد........كَـرَّتْ عـلى قَـتْلهِ الأفـواجُ والزُّمَرُ

              كـم قـامَ فـيهم خـطيباً مُـنذِراً وتَلا........آيـاً فـما أغَـنَتِ الآيـاتُ والـنُّذُرُ

              دَعَـوتُموني لنصري.. أينَ نُصرُكمُ؟!........وأيـن مـا خَـطّتِ الأقلامُ والزُّبُرُ؟!

              هل مِن راحمٍ يرحمُ الطفلَ الرضيعَ وقد........ جَـفّ الـرَّضاعُ وما للطفلِ مُصطَبَرُ

              نقل المؤرخون أنه قد حدثت حالة من الاضطراب في وسط الجيش، فإن بعض من بقي فيهم بقية روح أو وجدان قد استثارهم هذا المنظر، واستدعى إحتجاجهم فقالوا: إن كان للكبار ذنب فما ذنب الصغار؟

              ان عبد الله الرضيع الصغير صاحب المقام الكبير عند الله تعالى هو البرهان والحجة على سلامة نهضة الامام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء.

              تعليق


              • #17
                ورب رضيع أرضعته قسيُّهم

                من النبل ثدياً دره الثرُّ فاطمه

                فلهفي له مذ طوّق السهم جيده

                كما زينته قبل ذاك تمائمه

                هفا لعناق السبط مبتسم اللمى

                وداعاً .. وهل غير العناق يلائمه؟!

                ولهفي على أم الرضيع وقد دجا

                عليها الدجى.. والروح نادت حمائمه

                تسلل في الظلماء ترتاد طفلها

                وقد نجمت بين الضحايا علائمه

                فمذ لاح سهم النحر ودّت لو أنها

                تشاطره سهم الردى وتساهمه

                أقلته بالكفيّن ترشف ثغره

                وتلثم نحراً قبلها السهم لاثمه

                بنيّ أفق من سكرة الموت وارتضع

                بشدقيك .. علّ القلب يهدأ هائمه

                بني لقد كنت الانيس لوحشتي

                وسلواي إذ يسطو من الهمّ غاشمه

                كم رأى الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله مع أطفالهم ذلك الحنان وتلك الرأفة والرحمة والعطف والاحترام، فكان صلى الله عليه وآله يعوّذهم ويحنكهم ويدعو لهم، ويوصي بحسن تربيتهم والرحمة بهم، فماذا تعلمت هذه الامة منه وقد ترك اهل بيته وفيهم صغار السنّ أطفال وأيتام حيارى؟!
                وتلك واقعة كربلاء شاهد تاريخي مشهود، يقر به الجميع، قد روت كيف روع فيها الاطفال وأحرقت خيامهم، وكيف ساقتهم يد القسوة واللؤم بسياط الحقد والضغينة! بل وكيف قتلت بعضهم، إرعاباً، وسحقاً بسنابك الخيل يوم هجمت على الخيام تحرقها وتسلب أهلها، ولا ندري كم ضاع من الاطفال في صحراء كربلاء غروب يوم عاشوراء وليلة الحادي عشر من المحرّم، وقد انفصلوا عن اهليهم ساعة الفرار! وكان من المشاهد الفضيعة في ذلك اليوم، قتل طفل بقماطه، إذ لم يبلغ من العمر الا ستة اشهر، وقد حمله أبوه الحسين الى القوم ليسقوه قطرات ماء وهم يرونه يتلظى بلسانه من شدة الظمأ، فتنازع القوم، أيدلون اليه بالماء، أم يرشفونه بالنبل لكي لا يبقوا لأهل بيت النبيّ من باقية!؟ فأمر عمر بن سعد قائد عسكر عبيد الله بن زياد حرملة بن كاهل الاسدي أن يقطع نزاع قومه، فرمى بسهم اللؤم، فاصاب قلب النبي في حفيده عبد الله الرضيع!

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X