بسم الله الرحمن الرحيم
قال التنكابني عند ذكره كرامات العلامة : الكرامة الثالثة ، ما اشتهر على
الألسنة والأفواه ، وأنا الفقير مؤلف هذا الكتاب سمعت الآخوند ملا صفر علي
اللاهيجي يحكي عن أستاذه المرحوم المبرور السيد محمد بن السيد علي صاحب
المناهل حيث قال :
أن العلامة كان يذهب في ليالي الجمعة إلى زيارة #سيد الشهداء في كربلاء (عليه السلام) ، وكان يذهب لوحده ويركب على حمار وبيده المباركة عصا
وفي أثناء المسير صادف #رجلا عربيا ، فسارا معا وتحدثا ، وبعد مرور زمان من محادثتهما تبين للعلامة أن
صاحبه رجل فاضل ،
فشرع معه في البحث حول المسائل العلمية ، ومن مباحثة العلامة لصاحبه تبين له أن هذا الشخص صاحب علم وفضل كثير ومتبحر في
شتى العلوم ، فأخذ العلامة بطرح الإشكالات التي لم تحل عنده عليه ،
فطرح الأسئلة واحدة فواحدة ، وكان صاحبه يحل جميع ما يطرحه العلامة من الإشكالات العويصة والمعضلات ، حتى انجر البحث إلى مسألة أفتى صاحب العلامة عنها فتوى أنكرها
العلامة ، وقال : لا يوجد حديث على هذه الفتوى!
فقال صاحبه : يوجد حديث على
هذه الفتوى ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه ، وأنت أحسب من #كتاب التهذيب
كذا قد من الورق حتى تصل إلى الصفحة الكذائية السطر الكذائي تجد هذا
الحديث ، فتحير العلامة في شأن صاحبه ومن يكون ! فسأله العلامة : هل يمكن في
زمان الغيبة الكبرى رؤية صاحب الأمر ؟ وفي هذا الحال وقعت العصا من يد
العلامة ؟ فانحنى صاحبه وأخذ العصا ووضعها في يد العلامة وقال : كيف لا يمكن
رؤية صاحب الزمان ويده في يدك ؟ ! فالعلامة بلا اختيار ألقى بنفسه من على دابته
إلى الأرض ليقبل رجل الإمام عجل الله تعالى فرجه ، فأغمي عليه ، فلما أفاق لم ير
أحدا ، فلما رجع إلى البيت أخذ كتاب التهذيب ورأي الحديث في تلك الورقة وفي
تلك الصفحة والسطر الذي أرشده الإمام عليه ، فكتب العلامة على حاشية التهذيب
في هذا المقام : أن هذا الحديث أخبر عنه صاحب الأمر عليه السلام وأرشد إليه في
نفس الصفحة والسطر .
فقال الآخوند ملا صفر علي : إن أستاذي السيد محمد قال : رأيت نفس الكتاب
وفي حاشية هذا الحديث رأيت هذه الحكاية بخط العلامة.
------------------------
قصص العلماء 358
تعليق