إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جلسة كتاب (رجال حول الحسين عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #81
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بوركت جهودكم
    سلام على الأرواح الطاهرة وسلام على النفوس الأبية وسلام على أصحاب المواقف البطولية المبهرة.. آل بيت الحسين (عليهم السلام) وصحبة المكرمين (رضوان الله عليهم أجمعين) لقد أدوا رسالتهم ووقفوا لجانب ابن بنت نبيهم (ص) ودافعوا وثبتوا واستشهدوا وان لهم في القلب أعلى مكانة وهم باقون يخلدهم الدهر وهم حقا رجال حول الحسين.....

    تعليق


    • #82
      سيرة العظماء تجسيدٌ حيٌ لكل القيم والمثل العُليا بكل ما للكلمة من معنى.. إنها معين زلال حريٌ بطالب الحقيقة أن يرتشف منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً... ومن أجلى صور العظمة ما سطره أصحاب الحسين (ع) بمواقفهم البطولية في كربلاء الشهادة، فلنقف على محطاتٍ من سيرة أصحاب الحسين (ع) نتأمل فيها ونستلهم منها الدروس والمواعظ والعبر لكي تنير لنا الدرب وتشق لنا الطريق في حياتنا عندما تدلهم الخطوب، فإليكم بعض الدروس المستفادة من تلك المناهل والمحطات. 1- الثبات على المبدأ : ما أكثر الكلمات في حالة الرخاء وما أعذب الألفاظ عند اليُسر، ولكن ما أقل المواقف والكلمات عندما يشتد الوطيس ويضيق الخناق، فعند تقلّب الأحوال تظهر جواهر الرجال، فمن كان قوي الإيمان صلب العقيدة ثبت على المبدأ، وهذا ما نلاحظه في أصحاب الحسين (ع) ومن أبرزهم بطل العلقمي العباس بن أمير المؤمنين (ع) فقد نقل المؤرخون أن الشمر قد جاء في اليوم التاسع من المحرم باذلاً الأمان للعباس وإخوته قائلاً: (أين بنو أختنا؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعبد الله وعثمان بنو علي بن أبي طالب فقالوا لـه ما تريد؟ فقال أنتم يا بني أختي آمنون، فقال لـه الفتية: لعنك الله ولعن أمانك! أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان الله)(1) وفي مصدر آخر: (فقال لـه العباس بن علي رضي الله عنه: تبا لك يا شمر ولعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا يا عدو الله! أتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء، ونترك نصرة أخينا الحسين رضي الله عنه)(2)، فنلاحظ أن محور موقفهم هو طاعة الأخيار ونبذ الدخول في طاعة اللعناء مما يكشف عن الثبات على المبدأ والعقيدة. 2- عشق الشهادة : الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، والشهادة تمثل ذروة نتائج الجهاد فكم هي منزلة من يعيش الشهادة صبحَ مساءَ وقد خاض الحروب والغمرات حتى نال الشهادة في خاتمة المطاف، انه حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه، فقد ذكر أهل السير أن حبيباً نزل الكوفة وصحب علياً في حروبه كلها وكان من خاصته وحملة علومه(3)، كما أنه كان صحابياً رأى النبي (ص)(4)، وكان يتمنى الشهادة إلا أنه لم يرزقها فشكى ذلك إلى أمير المؤمنين (ع) فبشره أنه سيرزق الشهادة مع ابنه الحسين (ع)، وفعلاً ضلّت هذه الخاطرة تراود ذهنه الشريف ولا تزول عن باله حتى توّج حياته بعطر الشهادة. 3- الذوبان في القادة الإلهيين: عندما تختمر العقيدة ويترسخ المبدأ يذوب الإنسان في القائد الذي يجسد ذلك المبدأ ويبدو متفانياً في الدفاع عنه كالمجنون، وهذا ما نلحظه في بعض أنصار سيد الشهداء، فقد تقدم عابس بن شبيب الشاكري للحسين(ع) قائلاً: (يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب إليّ منك! ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزُّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته! السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد الله أني على هديك وهدي أبيك، ثم مشى بالسيف مصلتاً نحوهم، يقول رجل همداني شهد ذلك اليوم يقال لـه ربيع بن تميم: فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره، ثم شد على الناس فو الله لرأيته يكرد (أي يطرد) أكثر ما مائتين من الناس (5)، ويقال أن أحد الأصحاب قال له: أجننت يا عابس فقال: «إن حب الحسين أجنني»، (وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال: قد أسر ابنك بثغر الري ! قال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر وأن أبقى بعده! فسمع الحسين (ع) قوله: فقال: رحمك الله! أنت في حلِّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك! فقال: أكلتني السباع حياً إن فارقتك(6)!! واقعاً قد يصاب القارئ بالذهول حينما يقرأ تلك المواقف المدهشة التي تكشف عن عمق الانصهار في بوتقه القيادة الإلهية. 4- التفكر وموازنة الأمور بالمعيار الحقيقي: يشهد لأنصار الحسين (ع) أنهم أقدموا على المعركة عن قناعةٍ تامة لأن الحسين (ع) قد نعى نفسه إليهم وقد خيّرهم في ليلة العاشر من المحرم قائلاً (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري(7) إلا أنهم قد ثبتوا وواصلوا الطريق معه حتى الشهادة، لكن لقائل أن يقول لربما وقفوا معه تعصباً، حالهم حال رجال القبيلة المتعصبين لقبيلتهم إلا أن الاطلاع على سير بعضهم يدفع هذا القول فدونك الحر بن يزيد الرياحي الذي كان أحد قادة جيش ابن زياد لقتال الحسين إلا أنه حينما أدرك أن القتال حتمي خاطب عمر بن سعد قائلاً: أي عمر! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي والله قتالاً شديداً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي، قال: أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟ قال عمر: أما لو كان الأمر إلي لفعلت، ولكن أميرك قد أبى(8). فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال لـه مهاجر بن أوس ما تريد يابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة، فقال لـه المهاجر: إن أمرك لمريب! والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة؟ لما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟ فقال لـه الحر: إني والله أخيِّر نفسي بين الجنة والنار، فو الله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطعت وأحرقت، ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين(ع) (9). إذن نصرة الحسين كانت ناشئة عن وزن الأمور بالميزان الحقيقي بعد التفكر فيها وهو نيل رضوان الله والجنة. 5- التوفيق وحسن العاقبة: يحدثنا التاريخ أن الحسين مرّ في طريقه إلى كربلاء على خيمة زهير بن القين فأرسل إليه يدعوه إلى نصرته، فتثاقل زهير من إجابة دعوة الحسين (ع) فعاتبته زوجته قائلة: ابن بنت رسول الله يدعوك ولا تجيبه، فذهب زهير [الذي كان عثماني الهوى أي أنه كان يخطأ أمير المؤمنين ويرى مظلومية عثمان ابن عفان] إلى خيمة الحسين ورجع إلى خيمته باذلاً مهجته لنصرة الحسين، فقد توفرت لـه أسباب التوفيق التي منها الزوجة الصالحة مما أسهم في حسن عاقبته باتباع سيد الشهداء بعد أن استيقظ ضميره، ولذلك نراه يجيب الحسين في ليلة العاشر بعد أن خيّرهم قائلاً: (والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك)(10). تلك محطات خمس في حياة أنصار الحسين (ع) أحببت أن أتطرق لها وما أكثر المحطات في سيرتهم التي أحرى أن تكتب بماء الذهب، وماذا عساني أن أقول؟ أكتفي ببيتين للسيد رضا الهندي حيث يقول: أدركوا بالحسين أكبر عيدٍ فغدوا في منى الطفوف أضاحي بأبي من شروا لقاءَ حسينٍ بفــــراق النفوس والأرواح(11)

      تعليق


      • #83
        المشاركة الأصلية بواسطة maleka مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        كل حكايات كربلاء عجيبة ونادرة ومعبرة
        لكن تستوقفني كثيراً وتدهشني حد الذهول قصة (الضحاك المشرقي)
        ناصرمن انصار الامام الحسين عليه السلام وجنديا من جنوده
        تحمل الجوع والعطش والحصار طيلة ايام كربلاء
        سمع خطب الامام واصحابه واهل بيته وعاش اجواء ليلة عاشوراء
        سمع حوارات زينب العقيلة عليها السلام مع أخيها الحسين عليه السلام
        وسمع كلمات العباس
        وسمع مواقف الاصحاب ليلة عاشوراء ويومه
        شارك في الحمله الاولى مع جيش الامام الحسين عليه السلام
        قاتل وسمع الحسين سلام الله عليه يدعو له : (لا تشلل لا يقطع الله يدك، جزاك الله خيرا عن اهل بيت نبيك )
        شاهد كيف يتساقط رفاقه الواحد تلو الاخر
        سمع نداءات الحسين واستنصاره وسمع عويل الاطفال والنساء عند تساقط السهام
        عند الظهر ينظر فلا يجد مع الامام الحسين عليه السلام إلا نفر قليل
        يأتي إلى الامام مستأذنا للإنصراف !
        يأذن له الامام وبكل برودة اعصاب
        يضرب فرسه منهزما ويترك الامام الحسين عليه السلام لينجو بنفسه
        أي قلب يحمل هذا الرجل
        حقاً العِبرةُ في النهاية
        وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان
        أحسنتم فعلاً هذه هي الخسارة الحقيقية خسارة الدنيا والآخرة
        أعاذنا الله وإياكم منها

        تعليق


        • #84
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عمر عاشور مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          تحية طيبة معطرة بطيب بحب محمد وآل الكرام
          سلاماً دائماً وابداً لأصحاب الامام الحسين عليه السلام ... الذين قدموا أنفسهم قرباناً لاعلاء كلمة الحق التي أمست خالدة على مر الدهور.... ودرساً يحتذى به المؤمنون في كل بقاع الارض. وطاقة شحن لكل أيثار وتضحية فأصبحوا شموع تضيء دروب المناضلين في جميع انحاء البقاع.... وكانوا نعم المثل لجميع الانام في الاحتذاء بهم. وأتخذوهم ابطالنا من قوات الحشد الشعبي نهجاً ساروا به على نفس خطاهم ليرسموا درب التضحية والفداء آملين ان يلحقوا بركب الحسين عليه السلام
          فسلاماً على الحسين
          وعلى علي بن الحسين
          وعلى اولاد الحسين
          وعلى اصحاب الحسين
          السلام عليهم مابقي الدهر
          أحسنتم سلمكت أناملكم

          تعليق


          • #85
            المشاركة الأصلية بواسطة جود العباس مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            تحية طيبة لجميع الحضور الكرام والقائمين على هذه الورشة وتحية خاصة للأخت ليلى عبد الهادي وان شاء الله يكون الكتاب في ميزان حسناتكم.
            السلام على الأرواح الطاهرة وسلام على النفوس الأبية وسلام على أصحاب المواقف البطولية المبهرة.. آل بيت الحسين عليهم السلام وصحبة المكرمين رضوان الله عليهم أجمعين، لقد أدوا رسالتهم ووقفوا بجانب ابن بنت نبيهم صلى الله عليه واله ودافعوا وثبتوا واستشهدوا فلهم الف تحية وإكرام لما بذلو من تضحيات من اجل الدين ونصرة الحق المبين، فهم حقا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            حياكم الله أختي الفاضلة
            اللهم أجعلنا من السائرين على دربهم

            تعليق


            • #86
              المشاركة الأصلية بواسطة دلال العكيلي مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              بوركت جهودكم
              سلام على الأرواح الطاهرة وسلام على النفوس الأبية وسلام على أصحاب المواقف البطولية المبهرة.. آل بيت الحسين (عليهم السلام) وصحبة المكرمين (رضوان الله عليهم أجمعين) لقد أدوا رسالتهم ووقفوا لجانب ابن بنت نبيهم (ص) ودافعوا وثبتوا واستشهدوا وان لهم في القلب أعلى مكانة وهم باقون يخلدهم الدهر وهم حقا رجال حول الحسين.....
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              وهذا يثبت أن الخلود خلود الأعمال والمواقف بعيداً عن زخرف الدنيا الزائلة

              تعليق


              • #87
                السلام على الثابتين مع الإمام الحسين عليه السلام
                وصف رجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد عن مواقف أصحاب الحسين (عليهم السلام) في ذلك اليوم فقال: (ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كأسود ضارية تحطم الفرسان يميناً وشمالاً وتلقي أنفسها على الموت لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية).

                تعليق


                • #88
                  المشاركة الأصلية بواسطة الاء الخفاف مشاهدة المشاركة
                  سيرة العظماء تجسيدٌ حيٌ لكل القيم والمثل العُليا بكل ما للكلمة من معنى.. إنها معين زلال حريٌ بطالب الحقيقة أن يرتشف منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً... ومن أجلى صور العظمة ما سطره أصحاب الحسين (ع) بمواقفهم البطولية في كربلاء الشهادة، فلنقف على محطاتٍ من سيرة أصحاب الحسين (ع) نتأمل فيها ونستلهم منها الدروس والمواعظ والعبر لكي تنير لنا الدرب وتشق لنا الطريق في حياتنا عندما تدلهم الخطوب، فإليكم بعض الدروس المستفادة من تلك المناهل والمحطات. 1- الثبات على المبدأ : ما أكثر الكلمات في حالة الرخاء وما أعذب الألفاظ عند اليُسر، ولكن ما أقل المواقف والكلمات عندما يشتد الوطيس ويضيق الخناق، فعند تقلّب الأحوال تظهر جواهر الرجال، فمن كان قوي الإيمان صلب العقيدة ثبت على المبدأ، وهذا ما نلاحظه في أصحاب الحسين (ع) ومن أبرزهم بطل العلقمي العباس بن أمير المؤمنين (ع) فقد نقل المؤرخون أن الشمر قد جاء في اليوم التاسع من المحرم باذلاً الأمان للعباس وإخوته قائلاً: (أين بنو أختنا؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعبد الله وعثمان بنو علي بن أبي طالب فقالوا لـه ما تريد؟ فقال أنتم يا بني أختي آمنون، فقال لـه الفتية: لعنك الله ولعن أمانك! أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان الله)(1) وفي مصدر آخر: (فقال لـه العباس بن علي رضي الله عنه: تبا لك يا شمر ولعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا يا عدو الله! أتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء، ونترك نصرة أخينا الحسين رضي الله عنه)(2)، فنلاحظ أن محور موقفهم هو طاعة الأخيار ونبذ الدخول في طاعة اللعناء مما يكشف عن الثبات على المبدأ والعقيدة. 2- عشق الشهادة : الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، والشهادة تمثل ذروة نتائج الجهاد فكم هي منزلة من يعيش الشهادة صبحَ مساءَ وقد خاض الحروب والغمرات حتى نال الشهادة في خاتمة المطاف، انه حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه، فقد ذكر أهل السير أن حبيباً نزل الكوفة وصحب علياً في حروبه كلها وكان من خاصته وحملة علومه(3)، كما أنه كان صحابياً رأى النبي (ص)(4)، وكان يتمنى الشهادة إلا أنه لم يرزقها فشكى ذلك إلى أمير المؤمنين (ع) فبشره أنه سيرزق الشهادة مع ابنه الحسين (ع)، وفعلاً ضلّت هذه الخاطرة تراود ذهنه الشريف ولا تزول عن باله حتى توّج حياته بعطر الشهادة. 3- الذوبان في القادة الإلهيين: عندما تختمر العقيدة ويترسخ المبدأ يذوب الإنسان في القائد الذي يجسد ذلك المبدأ ويبدو متفانياً في الدفاع عنه كالمجنون، وهذا ما نلحظه في بعض أنصار سيد الشهداء، فقد تقدم عابس بن شبيب الشاكري للحسين(ع) قائلاً: (يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب إليّ منك! ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزُّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته! السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد الله أني على هديك وهدي أبيك، ثم مشى بالسيف مصلتاً نحوهم، يقول رجل همداني شهد ذلك اليوم يقال لـه ربيع بن تميم: فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره، ثم شد على الناس فو الله لرأيته يكرد (أي يطرد) أكثر ما مائتين من الناس (5)، ويقال أن أحد الأصحاب قال له: أجننت يا عابس فقال: «إن حب الحسين أجنني»، (وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال: قد أسر ابنك بثغر الري ! قال: عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يؤسر وأن أبقى بعده! فسمع الحسين (ع) قوله: فقال: رحمك الله! أنت في حلِّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك! فقال: أكلتني السباع حياً إن فارقتك(6)!! واقعاً قد يصاب القارئ بالذهول حينما يقرأ تلك المواقف المدهشة التي تكشف عن عمق الانصهار في بوتقه القيادة الإلهية. 4- التفكر وموازنة الأمور بالمعيار الحقيقي: يشهد لأنصار الحسين (ع) أنهم أقدموا على المعركة عن قناعةٍ تامة لأن الحسين (ع) قد نعى نفسه إليهم وقد خيّرهم في ليلة العاشر من المحرم قائلاً (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري(7) إلا أنهم قد ثبتوا وواصلوا الطريق معه حتى الشهادة، لكن لقائل أن يقول لربما وقفوا معه تعصباً، حالهم حال رجال القبيلة المتعصبين لقبيلتهم إلا أن الاطلاع على سير بعضهم يدفع هذا القول فدونك الحر بن يزيد الرياحي الذي كان أحد قادة جيش ابن زياد لقتال الحسين إلا أنه حينما أدرك أن القتال حتمي خاطب عمر بن سعد قائلاً: أي عمر! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي والله قتالاً شديداً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي، قال: أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟ قال عمر: أما لو كان الأمر إلي لفعلت، ولكن أميرك قد أبى(8). فأخذ الحر يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال لـه مهاجر بن أوس ما تريد يابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة، فقال لـه المهاجر: إن أمرك لمريب! والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة؟ لما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟ فقال لـه الحر: إني والله أخيِّر نفسي بين الجنة والنار، فو الله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطعت وأحرقت، ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين(ع) (9). إذن نصرة الحسين كانت ناشئة عن وزن الأمور بالميزان الحقيقي بعد التفكر فيها وهو نيل رضوان الله والجنة. 5- التوفيق وحسن العاقبة: يحدثنا التاريخ أن الحسين مرّ في طريقه إلى كربلاء على خيمة زهير بن القين فأرسل إليه يدعوه إلى نصرته، فتثاقل زهير من إجابة دعوة الحسين (ع) فعاتبته زوجته قائلة: ابن بنت رسول الله يدعوك ولا تجيبه، فذهب زهير [الذي كان عثماني الهوى أي أنه كان يخطأ أمير المؤمنين ويرى مظلومية عثمان ابن عفان] إلى خيمة الحسين ورجع إلى خيمته باذلاً مهجته لنصرة الحسين، فقد توفرت لـه أسباب التوفيق التي منها الزوجة الصالحة مما أسهم في حسن عاقبته باتباع سيد الشهداء بعد أن استيقظ ضميره، ولذلك نراه يجيب الحسين في ليلة العاشر بعد أن خيّرهم قائلاً: (والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك)(10). تلك محطات خمس في حياة أنصار الحسين (ع) أحببت أن أتطرق لها وما أكثر المحطات في سيرتهم التي أحرى أن تكتب بماء الذهب، وماذا عساني أن أقول؟ أكتفي ببيتين للسيد رضا الهندي حيث يقول: أدركوا بالحسين أكبر عيدٍ فغدوا في منى الطفوف أضاحي بأبي من شروا لقاءَ حسينٍ بفــــراق النفوس والأرواح(11)
                  أحسنتم سلمت أناملكم

                  تعليق


                  • #89
                    يتحدث التاريخ عن الكثير من اصحاب الامام الحسين عليه السلام الذين ضحوا من اجل نصرة الامام عليه السلام ومن هؤلاء الصحابة هم برير بن خضير الهمداني المشرقي: همداني: من شعب كهلان، (اليمن، عرب الجنوب) موطنه الكوفة. ( وبنو مشرق بطن من همدان ) وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي. ذكره الطبري وابن شهراشوب وابن طاووس والمجلسي في بحار الأنوار مصحفاً بـ (بدير بن حفير)
                    وصف في المصادر بأنه (سيد القراء) وكان شيخاً، تابعياً، ناسكاً، قارئاً للقرآن، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر. يبدو أنه كان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة. ومن شيوخ الهمدانيين في الكوفة، التحق بالامام الحسين عليه السلام في مكّة وسار معه إلى الكوفة، وقد خطب بمعسكر عمر بن سعد، فأوعظهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يتعظوا، وقد برز إليهم وهو يرتجز ويقول: أنا بريـر وأبـي خضـير ليث يروع الأسد عن الزير يعرف فينا الخير أهل الخير أضربكم ولا أرى من خير كذلك فعل الخير في برير وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين، وقال حميد بن أحمد في كتاب الحدائق أنه لما بلغه خبر الحسين بن علي عليه السلام سار من الكوفة إلى مكة ليلحق بالحسين عليه السلام فجاء معه إلى كربلاء حتى استشهد بين يديه.

                    تعليق


                    • #90
                      المشاركة الأصلية بواسطة نور محمد العلي مشاهدة المشاركة
                      السلام على الثابتين مع الإمام الحسين عليه السلام
                      وصف رجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد عن مواقف أصحاب الحسين (عليهم السلام) في ذلك اليوم فقال: (ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كأسود ضارية تحطم الفرسان يميناً وشمالاً وتلقي أنفسها على الموت لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية).
                      احسنتم وهذا ديدن أصحاب الحسين ع طوقهم الإيمانهم والعقيدة هالة من المهابة لكل من يراهم

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X