اللهم صل على محمد وآل محمد
المفكر المصري عبد الوهاب عزام في درس الإمام محمد الحسين كاشف الغطاء ... ثم تشرفنا بزيارة العلامة المحقق والمجتهد الكبير السيد (الشيخ) محمد الحسين آل كاشف الغطاء. وهو أحد مجتهدين ثلاثة في النجف؛ هو عربي، والآخران إيرانيان. فلما استقر بنا المجلس في الطبقة الثانية من داره شرع يحدثنا فعاتب الأستاذ أحمد أمين على ما كتبه عن الشيعة في كتاب ((فجر الإسلام)) ولامه بما كتب غير راجع إلى أمهات كتب الشيعة. وتلك يقظة من أخواننا جديرة بالاعجاب والثناء، شاهدة باطلاعهم على كل ما يكتب في العالم الاسلامي.
ثم حدّث عن سفره إلى مصر منذ زمن بعيد، وما قال فيها من الشعر.
ثم اقترح عليه بعض الحاضرين أن يشهدنا درساً من دروسه، وألحوا عليه فأجاب الدعوة إكراماً لضيوفه، جزاه الله خير الجزاء.
جلس الأستاذ العلامة على كرسي، وأحاط به طلابه – وكلهم رجال تلوح عليهم سن الأربعين أو ما يقرب منها، وكلهم وقور في سمته وبزّته – تكلم في مسألة عن علم الكلام، مسألة واجب الوجود، ثم ثنى بتفسير الآية: ((وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ..)) والطلبة – في أثناء ذلك – يسألون ويجادلون قد رفعوا الكلفة بينهم وبين شيخهم. وقد سمعنا المعجب من بيان الأستاذ وغزارة علمه – على قصر الوقت –
ثم نزلنا إلى المكتبة، فاطلعنا على نوادر الكتب المخطوطة. ووددنا لو اتسع الوقت لنقضي اللبانة من هذه المكتبة المعمورة.
ثم رجعنا إلى الأستاذ فشكرناه وودعناه فرحين بما أتيح لنا من السرور والفائدة بلقائه وشهود مجلسه.
__________
من موسوعة العتبات المقدسة، قسم النجف، ص 181- 182، نقلها العلامة الدكتور حسين علي محفوظ عن كتاب (رحلات عبد الوهاب عزام) ص62 – 65.
تعليق