اللهم صل على محمد وآل محمد
حرص الشرع المقدس على ضرورة إجتناب المسلمين للمعصية حرصاً شديداً ، فلم ينهَ عن إرتكابها و حسب بل و نهى عن مجرد التفكير بها لذا روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال : " صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام " (1).
كما روي عن إمامنا الصادق (عليه السلام) إنه روى عن عيسى بن مريم (عليه السلام) أنه كان يقول : " إن موسى أمركم أن لا تزنوا ، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا ، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت " (2) .
و قد علل رسول الله عيسى (عليه السلام) بأن التفكير بالذنب كالدخان الذي يلوث و يشوه البيت الأنيق المزوق . أي أن فكرة الذنب توجد ظلمة في القلب ، وتسلب صفاء النفس ، حتى وإن لم يرتكبه الإنسان.
و لذا فمن يروم الحفاظ على نقاوة قلبه و سلامة دينه لا بد من عدم إكتفائه بترك الذنوب فحسب ، بل و عليه أن لا يفسح مجالاً في ذهنه للتفكير في الذنب أيضا، و يحرص على أن لا يدع الأفكار المظلمة تمر بخاطره ؛ لإن التفكير في الذنب حتى ولو لم يصل إلى مرحلة التطبيق ، فإن له من الآثار السلبية الكثير و أبرزها أن يوجد ظلمة روحية في القلب ويعكر الصفاء الروحي في باطن الانسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(1) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص 203 طبعة دار الثقافة ـ النجف الأشرف.*
*(2) عوالي اللآلي ج3 ص203*