اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الشيخ -العارف رجب علي الخياط- يوماً: "جاءني ذات مره إمام جمعة زنجان وبرفقته جماعة من وجهاء طهران فعرّف لي الأشخاص المرافقين... ونتيجة لكثرة الأشخاص الوافدين علي أخذت تراودني وساوس بأنني قد صرت شخصاً مرموقاً بحيث أصبحت تفد علي كبار الشخصيات.
وفي الليل عرضت لي حالة غريبة شعرت على أثرها بالضيق والكرب فدعوت الله متضرعاً أن يكشف عني هذه الحالة فعاد إليّ الصفاء الباطني وسرحت في تفكير عميق وقلت في نفسي لو أن هذه الحالة كانت قد استمرت فماذا سيكون مصيري؟ ولم حصل لي ما حصل؟
وبينما أنا على هذا الحال من التفكير وإذا بهم يعرضون علي -في عالم المعنى- بلعم بن باعورا وقالوا لو استمرت بك تلك الحالة لآل مصيرك إلى ما آل إليه مصير هذا الشخص ولكانت نتيجة جهودك وأتعابك أن تكون لك وجاهة في الدنيا ويوم القيامة تحشر مع الشخصيات الدنيوية وليس لك في الآخرة من نصيب.
وانتهت هذه القضية وكنا في أيام الجمعة نقيم مجلساً وامتد بنا المجلس في أحد الأيام إلى قريب الظهر فقال صاحب الدار وبقية الأصدقاء تتناولون الغذاء هنا؟ فقلنا نعم وتغذينا معاً وفي الأسبوع التالي امتد بنا المجلس إلى الظهر أيضاً ومدوا الخوان وكانت المائدة أكثر تنوعاً مما كانت عليه في الأسبوع الماضي وتكررت هذه الحالة عدة أسابيع وفي إحدى المرات امتلأت المائدة بأنواع مختلفة من الطعام وفي وسطها قالب زبد قد جلب الأنظار فخطر ببالي ... أن هذه المائدة أقيمت من أجلي وإنني أنا أساس المجلس وإنما دعي بقية الأصدقاء بسببي وعلى هذا المبنى فإنني أولى من غيري بأكل هذا الزبد. وانطلاقاً من هذه الفكرة تناولت خبزاً وبينما أنا أمد يدي لأخذ الزبد وإذا أرى بلعم بن باعورا واقفا في زاوية الغرفة ينظر إلي ضاحكاً! فسحبت يدي".
تعليق