بسم الله الرحمان الرحيم
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
الامام موسى بن جعفر الكاظم
صلوات الله وصلوت ملائكته وانبيائه ورسله وسائر خلقه على محمد وال محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة القصص نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة .
موسى بن جعفر عليه السلام أبو إبراهيم وأبو الحسن الامام السابع من أئمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين لإثني عشر، أمه هي أم ولد واسمها حميدة المغربية الأصل وتكنى لؤلؤه والده وجده هو الامام جعفر الصادق بن محمد الباقر عليهما سلام الله خير الناس طرا وأحسنهم مناقبا وأفضلهم شرفا وعلما.
وفي كنيته سر عظمته عند الله صلوات الله عليه فلقب الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظم لوفرة حلمه وتجرعه الغيظ في مرضاة الله تعالى حيث كان في المدينة رجل من أولاد بعض الصحابة يؤذي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ويسبه اذا راه ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك اشد النهي وزجرهم وسال عنه فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به لا توطئ زرعنا فوطأه عليه السلام بالحمار حتى وصل اليه ونزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له كم غرمت على زرعك هذا قال مائة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال له انما ثلت كم ترجو ان يجيئك فيه قال ارجو ان يجيء مائتا دينار قال فاخرج له أبو الحسن عليه السلم صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال فقام الرجل فقبل راسه وسأله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبو الحسن وانصرف قال وراح الى المسجد فوجد الرجل جالسا فلما نظر اليه قال الله أعلم حيث يجعل رسالته قال فوثب أصحابه اليه فقالوا ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا قال فقال لهم قد سمعتم ما قلت الان وجعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه فخاصمهم فلما رجع أبو الحسن الى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتله ايما كان خيرا ما اردتم ام ما اردت انني اصلحت امره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت شره.
ويكنى أيضا الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالعبد الصالح اذ اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم حيث كان حليماً وكريماً، إذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال وباب الحوائج وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به والمتقربين الى الله عليه وسيد بغداد فلم تشرفه الاعمال يوما بل هو من شرفها منقبتا هو الإمام الكبير القدر الأوحد، الحجة الحبر الساهر ليله قائماً القاطع نهاره صائماً كان من سادات بني هاشم ومن أعبد أهل زمانه وأحد كبار العلماء الأجواد.
ولد الامام موسى بن جعفر عليه السلام سنة 128 في السابع من شهر صفر وكانت ولادته يوم الاحد ولد الامام عليه السلام شمال مكة المكرمة في قرية يقال لها ودان او الأبواء وهي من ديار بني ضمرة من قبيلة كنانة في الجاهلية وهي اليوم من ديار بني أيوب وبني محمد من قبيلة حرب والابواء وادي من اودية تهامة فاسم هذه القرية ما خوذ عن كناية ذاك الوادي.
بقي الامام موسى بن جعفر عليه السلام في كنف أبوه فترة وجيزة من ولادته ارتحل ابوه الامام جعفر الصادق عليه السلام وكان ابوه يوليه عناية محبة خاصة حتى سئل ذات يوم عنه وعن محبته إياه قال الامام الصادق عليه السلام وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبي أحد وقد أشار الامام الصادق عليه السلام في مواطن عديدة بان موسى الكاظم هو الامام من بعده وكان الامام الكاظم عليه السلام وقتها صغيرا لم يتجاوز الخامسة من العمر عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال له ابى منصور بن حازم بابي انت وأمي ان الانفس يغدا عليها ويراح فاذا كان ذلك فمن فقال أبو عبد الله عليه السلام اذ كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن موسى عليه السلام الأيمن في ما اعلم.
اتم الامام موسى بن جعفر من العمر حتى استشهاده 55 سنة قضى منها 20 سنة في كنف ولده جعفر الصادق عليه السلام 35 سنة بعد استشهاده وقد عاش تلك الفترة في زمن ابيه وارتاد المدرسة العلمية الكبرى التي انشأها في الكوفة والتي خرجت الالاف من كبار العلماء والفقهاء والفلاسفة والمحدثون فكان منزل ابيه الامام جعفر الصادق عليه السلام كالجامعة يزداد على الدوام بالعلماء الكبار في الحديث والتفسير والحكمة والكلام فكان منبرا للعلم والتعلم فهكذا تربى الامام الكاظم في هذا الجو العلمي.
وحتى بعد ان سجن الامام الكاظم في عهد هارون الرشيد عليه للعنة الله فلم ينقطع عن العلم العلمي فكانت الأسئلة تأتيه الى السجن ويجيب عليها بصورة تحريرية وخصوصا تلك المسائل الفقهية المتعلقة بالحلال والحرام في سائر الاحكام ومجرى البيان في الفصل والخصام فيعتبر الامام الكاظم عليه السلام هو الرائد الأول في كتابة الفقه.
قبض الامام موسى بن جعفر عليه السلم قتيلا ببغداد 25 رجب وله يومئذ خمسة وخمسون سنة وقبره ببغداد في المقبرة المعروفة بمقابر القريش قاتله هرون الرشيد عليه للعنة حرضا بالسم على يد السندي.
استحباب زيارة قبر الامام الكاظم عليه السلام ولو من خارج عن الامام علي الرضا عليه السلام قال من زار قبر ابي ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله صلى الله عليه واله وقبر امير المؤمنين عليه السلام الا ان لرسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما وقيل لي الامام الرضا عليه السلام ان زيارة قبر ابى الحسن عليه السلام ببغداد فيها مشقة وانما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لن زاره من الثواب قال والله مثل ما لمن اتى قبره رسول الله صلى الله عليه واله.
استحباب زيارة قبر ابى الحسن الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالمأثور والصلاة في المساجد حوله وما يصلح لزيارة جميع المشاهد عن علي بن حسان عن الامام علي الرضا عليه السلام قال سئل عن إتيان قبر ابى الحسن عليه السلام فقال صلوا في المساجد حوله ويجزى في المواضع كلها ان يقول السلام على أولياء الله واصفيائه السلام على أمناء الله واحبائه السلام على انصار الله وخلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظاهر امر الله السلام على الدعاة الى الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على الادلاء على الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله اشهد الله اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله اليكم لعن الله عدوا ال محمد من الجن والانس وابرا الى الله منهم وصلى الله على محمد وال محمد هذا يجزي في الزيارة كلها وتكثر من الصلاة على محمد وال محمد وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرء الى الله من اعدائهم وتخير نفسك من الدعاء ما أحببت وللمؤمنين والمؤمنات.
ختاما أعظم الله الكم الاجر والثواب بهذا المصاب استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام.
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
الامام موسى بن جعفر الكاظم
صلوات الله وصلوت ملائكته وانبيائه ورسله وسائر خلقه على محمد وال محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة القصص نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة .
موسى بن جعفر عليه السلام أبو إبراهيم وأبو الحسن الامام السابع من أئمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين لإثني عشر، أمه هي أم ولد واسمها حميدة المغربية الأصل وتكنى لؤلؤه والده وجده هو الامام جعفر الصادق بن محمد الباقر عليهما سلام الله خير الناس طرا وأحسنهم مناقبا وأفضلهم شرفا وعلما.
وفي كنيته سر عظمته عند الله صلوات الله عليه فلقب الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظم لوفرة حلمه وتجرعه الغيظ في مرضاة الله تعالى حيث كان في المدينة رجل من أولاد بعض الصحابة يؤذي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ويسبه اذا راه ويشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك اشد النهي وزجرهم وسال عنه فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به لا توطئ زرعنا فوطأه عليه السلام بالحمار حتى وصل اليه ونزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له كم غرمت على زرعك هذا قال مائة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال له انما ثلت كم ترجو ان يجيئك فيه قال ارجو ان يجيء مائتا دينار قال فاخرج له أبو الحسن عليه السلم صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال فقام الرجل فقبل راسه وسأله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبو الحسن وانصرف قال وراح الى المسجد فوجد الرجل جالسا فلما نظر اليه قال الله أعلم حيث يجعل رسالته قال فوثب أصحابه اليه فقالوا ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا قال فقال لهم قد سمعتم ما قلت الان وجعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه فخاصمهم فلما رجع أبو الحسن الى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتله ايما كان خيرا ما اردتم ام ما اردت انني اصلحت امره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت شره.
ويكنى أيضا الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالعبد الصالح اذ اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم حيث كان حليماً وكريماً، إذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال وباب الحوائج وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به والمتقربين الى الله عليه وسيد بغداد فلم تشرفه الاعمال يوما بل هو من شرفها منقبتا هو الإمام الكبير القدر الأوحد، الحجة الحبر الساهر ليله قائماً القاطع نهاره صائماً كان من سادات بني هاشم ومن أعبد أهل زمانه وأحد كبار العلماء الأجواد.
ولد الامام موسى بن جعفر عليه السلام سنة 128 في السابع من شهر صفر وكانت ولادته يوم الاحد ولد الامام عليه السلام شمال مكة المكرمة في قرية يقال لها ودان او الأبواء وهي من ديار بني ضمرة من قبيلة كنانة في الجاهلية وهي اليوم من ديار بني أيوب وبني محمد من قبيلة حرب والابواء وادي من اودية تهامة فاسم هذه القرية ما خوذ عن كناية ذاك الوادي.
بقي الامام موسى بن جعفر عليه السلام في كنف أبوه فترة وجيزة من ولادته ارتحل ابوه الامام جعفر الصادق عليه السلام وكان ابوه يوليه عناية محبة خاصة حتى سئل ذات يوم عنه وعن محبته إياه قال الامام الصادق عليه السلام وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبي أحد وقد أشار الامام الصادق عليه السلام في مواطن عديدة بان موسى الكاظم هو الامام من بعده وكان الامام الكاظم عليه السلام وقتها صغيرا لم يتجاوز الخامسة من العمر عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال له ابى منصور بن حازم بابي انت وأمي ان الانفس يغدا عليها ويراح فاذا كان ذلك فمن فقال أبو عبد الله عليه السلام اذ كان ذلك فهو صاحبكم وضرب بيده على منكب أبي الحسن موسى عليه السلام الأيمن في ما اعلم.
اتم الامام موسى بن جعفر من العمر حتى استشهاده 55 سنة قضى منها 20 سنة في كنف ولده جعفر الصادق عليه السلام 35 سنة بعد استشهاده وقد عاش تلك الفترة في زمن ابيه وارتاد المدرسة العلمية الكبرى التي انشأها في الكوفة والتي خرجت الالاف من كبار العلماء والفقهاء والفلاسفة والمحدثون فكان منزل ابيه الامام جعفر الصادق عليه السلام كالجامعة يزداد على الدوام بالعلماء الكبار في الحديث والتفسير والحكمة والكلام فكان منبرا للعلم والتعلم فهكذا تربى الامام الكاظم في هذا الجو العلمي.
وحتى بعد ان سجن الامام الكاظم في عهد هارون الرشيد عليه للعنة الله فلم ينقطع عن العلم العلمي فكانت الأسئلة تأتيه الى السجن ويجيب عليها بصورة تحريرية وخصوصا تلك المسائل الفقهية المتعلقة بالحلال والحرام في سائر الاحكام ومجرى البيان في الفصل والخصام فيعتبر الامام الكاظم عليه السلام هو الرائد الأول في كتابة الفقه.
قبض الامام موسى بن جعفر عليه السلم قتيلا ببغداد 25 رجب وله يومئذ خمسة وخمسون سنة وقبره ببغداد في المقبرة المعروفة بمقابر القريش قاتله هرون الرشيد عليه للعنة حرضا بالسم على يد السندي.
استحباب زيارة قبر الامام الكاظم عليه السلام ولو من خارج عن الامام علي الرضا عليه السلام قال من زار قبر ابي ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله صلى الله عليه واله وقبر امير المؤمنين عليه السلام الا ان لرسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما وقيل لي الامام الرضا عليه السلام ان زيارة قبر ابى الحسن عليه السلام ببغداد فيها مشقة وانما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لن زاره من الثواب قال والله مثل ما لمن اتى قبره رسول الله صلى الله عليه واله.
استحباب زيارة قبر ابى الحسن الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالمأثور والصلاة في المساجد حوله وما يصلح لزيارة جميع المشاهد عن علي بن حسان عن الامام علي الرضا عليه السلام قال سئل عن إتيان قبر ابى الحسن عليه السلام فقال صلوا في المساجد حوله ويجزى في المواضع كلها ان يقول السلام على أولياء الله واصفيائه السلام على أمناء الله واحبائه السلام على انصار الله وخلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظاهر امر الله السلام على الدعاة الى الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على الادلاء على الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله اشهد الله اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله اليكم لعن الله عدوا ال محمد من الجن والانس وابرا الى الله منهم وصلى الله على محمد وال محمد هذا يجزي في الزيارة كلها وتكثر من الصلاة على محمد وال محمد وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرء الى الله من اعدائهم وتخير نفسك من الدعاء ما أحببت وللمؤمنين والمؤمنات.
ختاما أعظم الله الكم الاجر والثواب بهذا المصاب استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام.
تعليق