بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان من دعاء الامام السجاد عليه السلام إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية:
((اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ما لَمْ أزَلْ أتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَني؛ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أحْدَثتَ بي مِنْ عِلَّةٍ في جَسَدي، فَما أدْري؛ يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ؟ أوَقْتُ الصِحَّةِ الَّتي هَنَّأتَني فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَني بِها لابْتِغآءِ مَرْضاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَني مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَني لَهُ مِنْ طاعَتِكَ؟، أمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتي مَحَّصْتَني بِها، وَالنِّعَمِ الَّتي أتْحَفْتَني بِها؛ تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْري مِنَ ألْخَطيئاتِ، وَتَطْهيراً لِما انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ؛ وَتَنْبيهاً لِتَناوُلِ، التَّوْبَةِ؛ وَتَذْكيراً لَمَحْوِ الحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ..))..
انّ من الأسباب الرئيسية التي يراجع فيها العبد المؤمن حساباته ويشعر فيها بالانكسار والاستكانة هي مسألة المرض، فاذا كان العبد مؤمناً تذكّر أوقات غفلته ومعاصيه وذنوبه فيسارع الى الله للتوبة بين يديه رجاء قبولها فيغفر له..
من هذا المنطلق يعلّمنا مولانا وامامنا السجّاد عليه السلام دعاءً فيه تربية روحية تجعل أنفسنا راضية قانعة في كل حال، وما المرض إلاّ اختباراً وامتحاناً لنا لنتدارك تلك الغفلات والذنوب التي ارتكبناها..فأنا أحمدك يا الهي سواء أكان في وقت الصحة أم في وقت المرض، فكلّها بيدك ولا تجعل لي شيئاً إلاّ فيه مصلحة لي..
ومن الطريف انّ الامام عليه السلام يشير من خلال هذه الفقرة الشريفة (فَما أدْري؛ يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ؟) الى حقيقة وهي انّه لا يمكن معرفة الأولوية في الشكر والحمد في أي واحد من الحالتين (الصحة والمرض) بحيث يجعلها الأولى، لأنّ كل منهما هي من عند الله تعالى ومن نعمه، فما يتوجب عليه الشكر والحمد في الصحة يتوجب كذلك في المرض، بل نُقل عن بعض العارفين الأجلاء بأنّه كان يفرح عندما يصيبه المرض أو المصيبة، بداعي انّ الله تعالى قد ذكره، وهذا يعني انّه بعين الله تعالى وتحت رعايته فيزداد قرباً..
فانّك يا الهي في حال الصحة قد هيّأت جوارحي على عبادتك وطاعتك بما اعطيتها من المكنة والقوة على فعل ذلك، فذلّت لك جوانحي وسمت روحي فتلذّذت وتهنّأت بتلك العبادة والطاعة، فوجب لذلك الحمد والشكر لك يا الهي..
ومثلما هيّأتني يا الهي في أوقات الصحة لعبادتك وطاعتك، فانّك التفت اليّ بعطفك ورحمتك بأن ذكرتني بابتلائي بالمرض حتى يكون لي تخفيفاً عما احتملته على ظهري من الخطايا وانغمست فيه بالذنوب في غفلة عنك يا إلهي، فكان المرض لي نعمة تضاف الى نعمك التي لا تعد ولا تحصى حتى يكون فيه خلاصي من تلك التي اثقلت ظهري، ويكون سبباً للاعتراف بتلك الغفلات والمعاصي فيكون (المرض) بمثابة المنبّه الى التوبة فيكون سبباً لمحوها برحمتك ومغفرتك يا الهي، فيتوجب عند ذلك الحمد والشكر على هذه النعمة..
ومن الجدير بالذكر انّ العبد عليه أن يحذر ويخاف من الانزلاق بمزالق الدنيا فيغترّ بصحته، لأنها قد تكون نوعاً من أنواع الفتن والاستدراج مثلما قد يكون المرض عقاباً للعبد نتيجة معاصيه ولهوه عن خالقه..
نسأل الله تعالى أن يجعل كل أيامنا طاعة وقربة منه، وأن يدفع عنّا كل بلاء يبعدنا عنه بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان من دعاء الامام السجاد عليه السلام إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية:
((اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ما لَمْ أزَلْ أتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَني؛ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أحْدَثتَ بي مِنْ عِلَّةٍ في جَسَدي، فَما أدْري؛ يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ؟ أوَقْتُ الصِحَّةِ الَّتي هَنَّأتَني فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَني بِها لابْتِغآءِ مَرْضاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَني مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَني لَهُ مِنْ طاعَتِكَ؟، أمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتي مَحَّصْتَني بِها، وَالنِّعَمِ الَّتي أتْحَفْتَني بِها؛ تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْري مِنَ ألْخَطيئاتِ، وَتَطْهيراً لِما انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ؛ وَتَنْبيهاً لِتَناوُلِ، التَّوْبَةِ؛ وَتَذْكيراً لَمَحْوِ الحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ..))..
انّ من الأسباب الرئيسية التي يراجع فيها العبد المؤمن حساباته ويشعر فيها بالانكسار والاستكانة هي مسألة المرض، فاذا كان العبد مؤمناً تذكّر أوقات غفلته ومعاصيه وذنوبه فيسارع الى الله للتوبة بين يديه رجاء قبولها فيغفر له..
من هذا المنطلق يعلّمنا مولانا وامامنا السجّاد عليه السلام دعاءً فيه تربية روحية تجعل أنفسنا راضية قانعة في كل حال، وما المرض إلاّ اختباراً وامتحاناً لنا لنتدارك تلك الغفلات والذنوب التي ارتكبناها..فأنا أحمدك يا الهي سواء أكان في وقت الصحة أم في وقت المرض، فكلّها بيدك ولا تجعل لي شيئاً إلاّ فيه مصلحة لي..
ومن الطريف انّ الامام عليه السلام يشير من خلال هذه الفقرة الشريفة (فَما أدْري؛ يا إلهي؛ أيُّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُكْرِ لَكَ؟ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ؟) الى حقيقة وهي انّه لا يمكن معرفة الأولوية في الشكر والحمد في أي واحد من الحالتين (الصحة والمرض) بحيث يجعلها الأولى، لأنّ كل منهما هي من عند الله تعالى ومن نعمه، فما يتوجب عليه الشكر والحمد في الصحة يتوجب كذلك في المرض، بل نُقل عن بعض العارفين الأجلاء بأنّه كان يفرح عندما يصيبه المرض أو المصيبة، بداعي انّ الله تعالى قد ذكره، وهذا يعني انّه بعين الله تعالى وتحت رعايته فيزداد قرباً..
فانّك يا الهي في حال الصحة قد هيّأت جوارحي على عبادتك وطاعتك بما اعطيتها من المكنة والقوة على فعل ذلك، فذلّت لك جوانحي وسمت روحي فتلذّذت وتهنّأت بتلك العبادة والطاعة، فوجب لذلك الحمد والشكر لك يا الهي..
ومثلما هيّأتني يا الهي في أوقات الصحة لعبادتك وطاعتك، فانّك التفت اليّ بعطفك ورحمتك بأن ذكرتني بابتلائي بالمرض حتى يكون لي تخفيفاً عما احتملته على ظهري من الخطايا وانغمست فيه بالذنوب في غفلة عنك يا إلهي، فكان المرض لي نعمة تضاف الى نعمك التي لا تعد ولا تحصى حتى يكون فيه خلاصي من تلك التي اثقلت ظهري، ويكون سبباً للاعتراف بتلك الغفلات والمعاصي فيكون (المرض) بمثابة المنبّه الى التوبة فيكون سبباً لمحوها برحمتك ومغفرتك يا الهي، فيتوجب عند ذلك الحمد والشكر على هذه النعمة..
ومن الجدير بالذكر انّ العبد عليه أن يحذر ويخاف من الانزلاق بمزالق الدنيا فيغترّ بصحته، لأنها قد تكون نوعاً من أنواع الفتن والاستدراج مثلما قد يكون المرض عقاباً للعبد نتيجة معاصيه ولهوه عن خالقه..
نسأل الله تعالى أن يجعل كل أيامنا طاعة وقربة منه، وأن يدفع عنّا كل بلاء يبعدنا عنه بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام...
تعليق