بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ﴾..
ليس المقصود بـ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ مَن كانَ في المدينة في زمانهِ (ص)، أما الذين كانوا في بلدٍ آخر لم يكونوا معه (ص)..
إنما الذينَ معَ النبي (ص) من هُم على منهجهِ، ولهذا النبي (ص) يصف المؤمنين الذين يأتون في آخر الزمان أنهم أخوانه..
فقد روي أنه (بكى رَسُولَ اللَّهِ (ص) فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟.. قال: اشتقت لإخواني!.. قالوا: أوَلسنا إخوانك يا رسول الله؟!.. قال: لا، أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي، يؤمنون بي ولا يروني)!.
هناكَ رأي يقول: بأنّ من كان بعدَ وفاة النبي (ص) على خَطه؛ هذا أرقى ممن رأى المُعجزات التي منها: شَقَ القمر، وتسبيح الحصى في يده، ورأى جمال النبي المصطفى (ص)..
لأن هذا الإنسان آمن بسوادٍ على بياض، وبعض من جاءَ بعدَ النبي (ص)، كانَ يحمل في قلبهِ حُباً مُضاعفاً للنبي (ص)، بالنسبةِ إلى بعضِ أصحابه، ومنهم أويس الذي جاءَ من جهة اليمن، ولم يلتق برسول الله (ص)، ولكن بعض الصحابة كانَ يغبطُ أويساً على مقدارِ ما دَخلَ في قلب النبي (ص).
إن صُحبة النبي (ص) ليست صُحبة بدنية؛ إنما صُحبة منهجية.. فأويس لم ير النبي (ص)، ولكنه كانَ من خيار أصحابه (ص)، لا بالمعنى الاصطلاحي؛ إنما بالمعنى الحقيقي للكلمة، هؤلاء ﴿وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
-----------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق