إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(مولد النور) 413

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    فضائل الرسول المصطفى على لسان الأمير المرتضى


    قال امير المؤمنين وسيد الموحدين الامام علي بن ابي طالب في


    جوابه لحبر من احبار اليهود


    ولقد كان رسول الله وسلم اذا ذكر لنفسه فضيلة قال ولا فخر


    وانا ذاكر لك اليوم من فضائله وسلم من غير ازراء مني على


    احد من الانبياء ما يقر الله به اعين المؤمنين شكرا لله على ما اعطى محمدا وزاده عليهم الان ،


    فاعلم يااخا اليهود : انه كان من فضله وسلم عند ربه تبارك وتعالى


    وشرفه ما اوجب المغفرة والعفو لمن خفض الصوت عنده فقال جل ثناؤه في كتابه


    " ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى


    لهم مغفرة واجر عظيم "


    ثم قرن بطاعته فقال


    " ومن يطع
    الرسول فقد اطاع الله "


    ثم قربه من قلوب المؤمنين وحببه اليهم وكان يقول وسلم


    { خالط حبي دماء امتي فانهم يؤثروني على الآباء والامهات وعلى انفسهم }


    ولقد كان ارحم الناس وارافهم فقال الله تبارك وتعالى


    " لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم "


    ♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️










    تعليق


    • #12
      وقال الله عز وجل ....

      " النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم "


      والله لقد بلغ من فضله وسلم في الدنيا ومن فضله في الآخرة


      ماتقصر عنه الصفات ولكن اخبرك بما يحمله قلبك ولا يدفعه عقلك ولا تنكره بعلم ان كان


      عندك فقد بلغ من فضله ان اهل النار يهتفون ويصرخون باصواتهم ندما ان لا يكونوا


      اجابوه في الدنيا


      فقال الله عز وجل


      " يوم تقلب وجوههم في النار فيقولون ياليتنا اطعنا الله واطعنا
      الرسول "


      والله لقد ذكره الله تعالى مع الرسل فبدأ به وهو آخرهم لكرامته وسلم


      فقال جل ثناؤه

      " واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى "


      وقال تعالى

      " انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده "


      والنبيين قبله فبدأ به وسلم وهو آخرهم


      ولقد فضله على جميع الامم


      فقال عز من قائل


      " كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "


      فقال اليهودي : ان آدم اسجد الله له الملائكة فهل فضل لمحمد


      وسلم بمثل ذلك فقال علي :


      قد كان ذلك ولئن أسجد الله عز وجل لآدم ملائكته فان ذلك لما أودع الله عز وجل صلبه


      من الانوار والشرف اذ كان هو الوعاء ولم يكن سجودهم عبادة له وانما كان سجودهم


      طاعة لامر الله وتكرمة وتحية مثل السلام من الانسان على الانسان واعترافا لآدم بالفضيلة


      ولقد اعطى محمدا أفضل من ذلك وهو ان الله تعالى صلى عليه وأمر ملائكته ان يصلوا عليه فقال جل ثناؤه


      " ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "


      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم ...








      تعليق


      • #13
        موقف جميل مع الرسول الكريم

        بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابياً

        يقول: يا كريم

        فقال النبي خلفه : يا كريم

        فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال : يا كريم

        فقال النبي خلفه : يا كريم

        فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح
        الوجه , يا رشيق القد

        اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟

        والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم

        فتبسم النبي وقال : اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟

        قال الاعرابي : لا

        قال النبي : فما ايمانك به؟

        قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه

        قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة

        فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم

        فقال النبي : مه يا اخا العرب

        لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها , فإن الله بعثني لا متكبراً ولا متجبرا ً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً

        فهبط جبريل (ع) على النبي وقال له: يا محمد !

        السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام

        ويقول لك : قل للاعرابي , لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا , فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير

        فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟

        قال : نعم يحاسبك إن شاء

        فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه

        فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟

        قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته ,

        وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه,

        وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه

        فبكى النبي حتى إبتلت لحيته

        فهبط جبريل (ع) على النبي

        وقال : يا محمد, السلام يقرئك السلام ,

        ويقول لك يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم

        وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.

        ♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️






        تعليق


        • #14
          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد وآل محمد
          من كلمات الرسول وسلم:

          *المؤمن دعب لعب والمنافق قطب غضب.

          *حسن العهد من الايمان.

          *أفضلكم ايمانا أحسنكم أخلاقا.

          *حسن الخلق يثبت المودة.

          *نظرالولد الى والديه حبا لهما عبادة.

          *الحياء من الايمان.


          ●●●●●●●●
          ●●●●●







          تعليق


          • #15
            علي مني كنفسي......

            قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم


            عَلِيّ
            مِنّي كَنَفْسِي ؛ طَاعَتُهُ طَاعَتِي وَمَعْصِيَتُهُ مَعْصِيَتِي

            وقال....

            يَا
            عَلِيّ ! أَنْتَ تُبْرِئُ ذِمّتِي ، وَأَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمّتِي

            وقال....

            يَا
            عَلِيّ أَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي

            وقال ....

            إنّ وَصِيّي وَوَارِثِي وَمُنْجِزَ وَعْدِي
            عَلِيّ بْنُ أَبي طَالِبٍ

            وقال ....

            يَا
            عَلِيّ أَنْتَ تُؤدّي عَنّي ، وَتُسْمِعُهُمْ صَوْتِي ، وَتُبَيّنُ لَهُمْ ما اخْتَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي

            🔴⚫🔴⚫🔴⚫🔴⚫🔴⚫🔴






            تعليق


            • #16
              في شجاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله.....

              :♦️♦️♦️♦️♦️":
              اللهم صلي على محمد وآل محمد
              عن الامام علي قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي :sw: وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يؤمئذ بأسا.
              وعنه :as: قال : كنا إذا أحمر البأس ولقي القوم إتقينا برسول الله فما يكون أقرب إلى العدو منه.
              عن أنس بن مالك قال: كان في المدينة فزع فركب النبي:: فرسا لأبي طلحة فقال : مرأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا.
              وبرواية أخرى عن أنس قال: كان رسول الله: أشجع الناس وأحسن الناس , وأجود الناس , قال: لقد فزع أهل المدينه ليلة فانطلق الناس قبل الصوت, قال : فتلقاهم رسول الله::
              وقد سبقهم , وهو يقول لم تراعوا وجدناه بحرا أو إنه لبحر.


              اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
              نسألكم الدعاء أجمعين










              تعليق


              • #17
                بسم الله الرحمن الرحيم
                والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وعلى آله الأطهار الكرام


                ثورة الأخلاق ثورة محمد وآل محمد ....
                _____________

                لنذكر قول رسول الله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، أي إنه يوجز حركته الدينية كلها بمهمة واحدة وأساسية وهي مكارم الأخلاق ، وهو بهذا يجعل التوحيد هو من مكارم الأخلاق والإيمان والطاعة والورع والتقوى وكل ما جاءت به الشريعة هو من مكارم الأخلاق الإلهية التي جاء بها الأنبياء جميعاً وجاء رسول الله ليتممها ..
                فثورة الأخلاق هي سنة رسول الله حيث جاء ليزرع فينا أخلاق التحطيم للأصنام كل الأصنام مهما كانت
                .. وثورة الأخلاق هي سيرة مولاتنا فاطمة الزهراء حينما وقفت لتزرع فينا أخلاق الناطقية بالحق في أحلك الظروف وأصعبها
                .. وثورة الأخلاق هي سيرة أمير المؤمنين وهو يزرع فينا أخلاق الشجاعة التي نحتاجها لكشف زيف المتسترين والمدعين بالدين ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة إمامنا الحسن وهو يزرع فينا أخلاق الإعتزال للسياسة الدنيوية الفاسدة ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين وهو يزرع فينا أخلاق البراءة من الباطل وأخلاق الفداء لله سبحانه ولدينه ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة زين العابدين وهو يزرع فينا أخلاق التضرع لله سبحانه والإفتقار الى مدده وسنده ونصرته وعطاياه
                .. وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الباقر وهو يزرع فينا أخلاق الإعتصام بالعقيدة الحقة وأخلاق الثبات على اليقين بالحق وأخلاق العزة بالله وحده .
                . وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الصادق وهو يزرع فينا أخلاق الطاعة لله في كل شؤون حياتنا وأخلاق الورع في ساحته سبحانه ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الكاظم وهو يزرع فينا أخلاق المحبة لله والزهد في الدنيا زهداً يتعالى على كل ما فيها ويستهين بكل زخرفها الخداع
                .. وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الرضا وهو يزرع فينا أخلاق الولاية لله سبحانه ولأولياءه وينقذنا من أخلاق الخضوع للسلاطين .
                . وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الجواد وهو يزرع فينا أخلاق التواضع لله والتواضع للحق ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة الإمام الهادي وهو يزرع فينا أخلاق الأدب بين يدي الله سبحانه .
                . وثورة الأخلاق هي سيرة إمامنا الحسن العسكري وهو يزرع فينا أخلاق اليقين بالله والتصديق بوعده سبحانه ..
                وثورة الأخلاق هي سيرة العباس وهو يزرع فينا أخلاق الصمود والوفاء والولاية للحق ولإمام الحق حتى الرمق الأخير
                .. وثورة الأخلاق هي سيرة مولاتنا زينب وهي تزرع فينا أخلاق الدفاع عن الله سبحانه في أكثر الظروف قساوة وأصعبها وأشقها على النفس ، وأخلاق الشموخ مهما كانت التضحيات جسيمة ..
                فنحن إذاً ننتمي الى سنة ثابتة وسيرة طويلة من الثورة الأخلاقية التي قادها رسول الله وأهل بيته الأطهار وأرادوا لهذه الأخلاق العظيمة أن تعيش فينا وقدموا من أجلها أعظم التضحيات متوجةً بدماء أبا عبد الله الحسين .. والإنتماء لهذه الثورة إنتماءاً دائماً لا ينقطع لأننا موالون للقائد الذي سيأتي قريباً إن شاء الله ليجدد ثورة الأخلاق في العالم ، ثورة الأنبياء والأولياء ، ثورة محمد وآل محمد .. ومن ينتمي لمشروع ثورة أسسه الله ووعد بإنجازه عليه أن لا يخرج منه أبداً ولا يشك به لحظة واحدة.

                🔹️🔸️🔹️🔸️🔹️🔸️🔸️🔹️









                تعليق


                • #18


                  الجمعة ٣٠






                  من أسمائه(صلى الله عليه وآله) في القرآن خاتم النبيين، الأُمِّي، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذير، المُبين، الكريم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحيم، الشاهد، المبشّر، النذير، الداعي




                  النبي محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم الخليل(عليه السلام).
                  كنيته أبو القاسم، أبو إبراهيم، ولقبه المصطفى.
                  تاريخ ولادته(صلى الله عليه وآله)ومكانها :17 ربيع الأوّل 40 عام قبل البعثة النبوية، الموافق 571 ميلادي، مكّة المكرّمة.
                  وهو العام الذي يُسمّى بـ(عام الفيل)، حيث تعرّضت فيه مكّة لعدوان أبرهة الحبشي صاحب جيش الفيل، فجعل الله كيدهم في تضليل، كما ورد في سورة الفيل من القرآن الكريم.
                  أُمّه السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف، زوجته السيّدة خديجة بنت خويلد الأسدي، أُمّ السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وله زوجات أُخر.
                  مدّة عمره(صلى الله عليه وآله)ونبوّته:عمره 63 سنة، ونبوّته 23 سنة.
                  حملت به أُمّه أيّام التشريق، وقالت: فما وجدت له مشقّة حتّى وضعته.
                  ثمّ خرج أبوه عبد الله وأُمّه حامل به في تجارة له إلى الشام، فلمّا عاد نزل على أخواله بني النجّار بالمدينة، فمرض هناك ومات، ورسول الله(صلى الله عليه وآله)حمل.

                  وكان أبوه عبد الله فقيراً، لم يخلّف غير خمسة من الإبل وقطيع غنم وجارية اسمها بركة، وتكنّى أُمّ أيمن، وهي التي حضنت النبي(صلى الله عليه وآله)(1).
                  لمّا سمع عبد المطّلب ـ جدّ النبي(صلى الله عليه وآله)ـ بولادة النبي فرح فرحاً كثيراً، ودخل على السيّدة آمنة(رضي الله عنها)، وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه، وقال:

                  الحمد لله الذي أعطاني ** هذا الغلام الطيّب الأردان
                  قد ساد في المهد على الغلمان ** أُعيذه بالله ذي الأركان
                  حتّى أراه بالغ البنيان ** أُعيذه من شرّ ذي شنان
                  من حاسد مضطرب العنان.

                  أرضعته أوّلاً ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أيّاماً قبل أن تقدّم حليمة السعدية، وكانت أرضعت قبله(صلى الله عليه وآله) عمّه حمزة.
                  وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) والسيّدة خديجة يكرماها، واعتقها أبو لهب بعد الهجرة، فكان(صلى الله عليه وآله) يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتّى ماتت، فسأل عن ابنها مسروح، فقيل: مات، فسأل عن قرابتها، فقيل: ماتوا.

                  ثمّ أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، من بني سعد بن بكر، وكان أهل مكّة يسترضعون لأولادهم نساء أهل البادية طلباً للفصاحة، ولذلك قال(صلى الله عليه وآله): «أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أنّي من قريش واستُرضعت في بني سعد».

                  فجاء عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع، وفيهنّ حليمة، فأصبن الرضاع كلّهن إلّا حليمة، وكان معها زوجها الحارث المكنّى أبا ذؤيب، وولدها منه عبد الله، فعرض عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقالت: يتيم ولا مال له، وما عست أُمّه أن تفعل. فخرج النسوة وخلفنها، فقالت لزوجها: ما ترى قد خرج صواحبي، وليس بمكّة غلام يسترضع إلّا هذا الغلام اليتيم، فلو أنّا أخذناه، فإنّي أكره أن أرجع بغير شيء.

                  فقال لها: خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيراً، فأخذته فوضعته في حجرها، فدرّ ثدياها حتّى روي وروي أخوه، وكان أخوه لا ينام من الجوع. فبقي عندها سنتين حتّى فطم، فقدموا به على أُمّه زائرين لها، وأخبرتها حليمة ما رأت من بركته فردّته معها، ثمّ ردّته على أُمّه وهو ابن خمس سنين ويومين.
                  وقدمت حليمة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعدما تزوّج، فبسط لها رداءه، وأعطتها خديجة أربعين شاةً، وأعطتها بعيراً.
                  وجاءت إليه(صلى الله عليه وآله) يوم حُنين، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.
                  من الكرامات الظاهرة عند ولادته(صلى الله عليه وآله)
                  1ـ روى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن رجاله قال: «كان بمكّة يهودي يقال له يوسف، فلمّا رأى النجوم تُقذف وتتحرّك ليلة ولد النبي(صلى الله عليه وآله) قال: هذا نبي قد ولد في هذه الليلة؛ لأنّا نجد في كتبنا إنّه إذا ولد آخر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجبوا عن السماء.

                  فلمّا أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن في هذه الليلة، قال: فاعرضوه عليَّ. فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجي ابنك، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينه وكشف عن كتفيه، فرأى شامة سوداء وعليها شعيرات، فلمّا نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشياً عليه، فتعجّبت منه قريش وضحكوا منه.

                  فقال: أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبيرنكم، وذهبت النبوّة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد. وتفرّق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي».

                  2ـ قالت أُمّه السيّدة آمنة: لمّا قربت ولادة رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأيت جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي، فذهب الرعب عنّي، وأتيت بشربة بيضاء وكنت عطشى فشربتها، فأصابني نور عال.

                  ثمّ رأيت نسوة كالنخل طوالاً تحدّثني، وسمعت كلاماً لا يشبه كلام الآدميين، حتّى رأيت كالديباج الأبيض قد ملأ بين السماء والأرض، وقائل يقول: خذوه من أعزّ الناس... فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) رافعاً إصبعه إلى السماء.

                  ورأيت سحابة بيضاء تنزل من السماء حتّى غشيته، فسمعت نداءً: طوفوا بمحمّد شرق الأرض وغربها والبحار، لتعرفوه باسمه ونعته وصورته.

                  ثمّ انجلت عنه الغمامة، فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن، وتحته حرير خضراء، وقد قبض على ثلاث مفاتيح من اللؤلؤ الرطب، وقائل يقول: قبض محمّد على مفاتيح النصرة والريح والنبوّة.

                  ثمّ أقبلت سحابة أُخرى فغيّبته عن وجهي أطول من المرّة الأُولى، وسمعت نداءً: «طوفوا بمحمّد الشرق والغرب وأعرضوه على روحاني الجنّ والأنس والطير والسباع، وأعطوه صفاء آدم، ورقّة نوح، وخلّة إبراهيم، ولسان إسماعيل، وكمال يوسف، وبشرى يعقوب، وصوت داود، وزهد يحيى، وكرم عيسى».

                  3ـ قالت السيّدة آمنة: «لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كأنّ آتٍ أتاني فقال لي: قد حملت بخير الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ عليّ ذلك حتّى وضعته، وهو يتّقي الأرض بيديه وركبتيه، وسمعت قائلاً يقول: وضعت خير البشر، فعوّذيه بالواحد الصمد من شرّ كلّ باغ وحاسد».

                  4ـ قال ابن عبّاس: «لمّا كانت الليلة التي وُلد فيها النبي(صلى الله عليه وآله) ارتجّ إيوان كسرى، وسقط منه أربعة عشر شرافة، وغاضت بحيرة ساوة، وانقطع وادي السماوة، ولم تجرِ بحيرة طبرية، وخمدت بيوت النار».
                  وصف رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

                  قال الإمام علي ( عليه السلام ) وهو يصف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( كان نبيّ الله أبيض اللّون ، مشرباً حمرة ، أدعج العين ، سبط الشعر ، كثف اللّحية ، ذا وفرة ، دقيق المسربة ، كأنّما عنقه إبريق فضّة ، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبّته إلى سرّته كقضيب خيط إلى السرة ، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره ، ششن الكفّين والقدمين ، ششن الكعبين ، إذا مشى كأنّما يتقلّع من صخر إذا أقبل كأنّما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه كلّه .

                  ليس بالقصير المتردّد ، ولا بالطويل المتمعّط ، وكأنّ في الوجه تدوير ، إذا كان في الناس غمرهم كأنّما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطيب من ريح المسك ، ليس بالعاجز ولا باللّئيم ، أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة وأجودهم كفّاً ، من خالطه بمعرفة أحبّه ، ومن رآه بديهة هابه ، عزّه بين عينيه ، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده ) .

                  وقال الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) : ( سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وكان وصّافاً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخماً مفخماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذّب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق ، وإلاّ فلا يجاوز شعره شحمة أُذنيه ، إذاً هو وفرة ، أزهر اللّون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ من غير قرن بينهما له عرق يدرُّه الغضب .

                  أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمّله أشمّ ، كثَّ اللّحية ، سهل الخدّين ، ضليع الفم ، أشنب مفلّج الأسنان ، دقيق المسربة ، كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضّة ، معتدل الخلق ، بادناً متماسكاً ، سواء البطن والصدر ، بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس ، أنور المتجرّد ، موصول ما بين اللّحية والسرّة بشعر يجري كالخطّ ، عاري الثديين والبطن ممّا سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة .

                  ششن الكفّين والقدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعاً ، يخطو تكفّؤاً ويمشي هوناً ذريع المشية ، إذا مشى كأنّما ينحطّ في صبب ، وإذا التفت التفت جميعاً ، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جلّ نظره الملاحظة ، يبدر من لقيه بالسلام ) .

                  من أسمائه(صلى الله عليه وآله) في القرآن
                  خاتم النبيين، الأُمِّي، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذير، المُبين، الكريم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحيم، الشاهد، المبشّر، النذير، الداعي

                  من وصاياه(صلى الله عليه وآله)
                  1ـ قال(صلى الله عليه وآله):«يا علي، ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة:أن تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمّن جهل عليك.
                  يا علي، بادر بأربع قبل أربع:شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك».

                  2ـ قال(صلى الله عليه وآله):«جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها».
                  3ـ قال(صلى الله عليه وآله):«شرّ الناس من باع آخرته بدنياه، وشرٌ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره».
                  4ـ قال(صلى الله عليه وآله):«طوبى لمن أنفق فضلات ماله وأمسك فضلات لسانه، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس».
                  ثواب زيارته(صلى الله عليه وآله)
                  1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة».
                  2ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة».
                  3ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة».
                  4ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ السلام، فإنّه يبلغني».

                  تعليق


                  • #19




                    لاشك أن أخلاق النبي (ص) في دعوته مستمدة من التأديب الرباني العظيم ومن منهج السماء حيث أن أخلاقه الكريمة ملأت الكون بأسره وثبتت جذور قاعدة الحسن والسلوك الأخلاقي الرفيع في العالم ولا عجب في ذلك لأن الله تبارك وتعالى وصفه بهذا الوصف النبيل وقال:
                    ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ومن حيث القدوة الصالحة الحسنة قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}..
                    فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو القدوة الحسنة للبشرية كلها في كل شيء في العبادات والمعاملات والتضحيات وفي كل جوانب مناحي الكمال الإنساني والأخلاقي والإجتماعي والنفسي والسياسي والعقائدي والتربوي ...
                    وفيما يلي نستعرض أهم أساليب دعوة النبي الأعظم(ص) في نشر رسالته حيث تميزت بأهم الأساليب الرائعة التي تدل على وعيه وحنكته وإرادته القوية وأخلاقه العظيمة، والتي منها :

                    1) الحكمة والموعظة الحسنة :
                    حيث كان البارز في دعوته أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، فقد واجه النبي كثيراً من الجدال والنقاش والتحدي ومع كل ذلك كان يواجه ذلك بحكمة وموعظة حسنة وكان هدفه من ذلك إنقاذ ذلك المجتمع الجاهلي بشتى الطرق والأساليب
                    {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل.

                    2) القول الحسن :
                    كانت دعوة الرسول (ص) مشفوعة بالقول الحسن الذي لا يثير عاطفة ولا يخدش كرامة أحد، وقد أدبه الله تعالى بذلك كما قال هو( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) ووضع الله له ذلك المنهج حيث قال تعالى : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (الإسراء:53).
                    وقال تعالى : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } (البقرة:83).
                    إن مما ساعد النبي(ص) في نشر دعوته قوله الحسن والمؤدب حيث لم يعهد عن النبي(ص) أي قول غير حسن سواءً قبل بعثته أو بعدها ، فكان ذلك عاملاً مساعداً على نجاح دعوته ومدعاة لتآلف قلوب الناس له وحوله .

                    3) اللين والتسامح :
                    لقد اعتمد النبي (ص) في نشر دعوته وتبليغه على اللين والتسامح والابتعاد عن أساليب الغلظة والشدة والصرامة كما هو حال بعض من يدعي الإسلام وأحقيته بنشره ، وقد علمه الله تعالى وأرشده إلى هذا الخلق الرفيع، قال تعالى :
                    {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
                    لقد كان النبي (ص) المصداق الحقيقي لسمو الأخلاق ومحاسن الآداب، ولقد كان رسول الأخلاق يدعو إلى اللين والتسامح في المعاملة، وإليك بعض ما قاله :
                    1- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله :
                    (الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ كَالْجَمَلِ الْأَنُوفِ إِنِ اسْتَنَخْتَهُ أَنَاخَ).
                    2- روى أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ فِي كِتَابِ الْأَخْلَاقِ، أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ قَالَ لِبَعْضِ الْمَلَائِكَةِ : عَلِّمْنِي شَيْئاً أَزْدَادُ بِهِ إِيمَاناً فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ لَا تَهْتَمَّ لِغَدٍ وَاعْمَلْ فِي الْيَوْمِ لِغَدٍ ... إِلَى أَنْ قَالَ وَكُنْ سَهْلًا لَيِّناً لِلْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ وَلَا تَسْلُكْ سَبِيلَ الْجَبَّارِ الْعَنِيدِ .
                    3- روى الطَّبْرِسِيُّ فِي الْمِشْكَاةِ، نَقْلاً مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ: (رَحِمَ اللَّهُ كُلَّ سَهْلٍ طَلْقٍ).
                    4- روى الْحَسَنُ بْنُ فَضْلٍ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلاقِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَيْكَ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَكُنْ سَهْلًا لَيِّناً عَفِيفاً مُسْلِماً ..

                    4) الدفع بالتي هي أحسن :
                    لقد ركز النبي (ص) في دعوته على الإحسان للآخرين الذين كان يعاني من أذيتهم وقسوتهم عملاً بقوله تعالى :
                    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34).
                    ولنا في قصته مع الرجل الذي كان يرمي القاذورات على باب داره مثالاً رائعاً في الإحسان حيث أنه في يومٍ مرضَ ذلك الرجل فلم يجد النبي تلك القاذورات اليومية على بابه وعندما علم النبي (ص) بذلك زاره في مرضه ونتيجة لذلك أسلم ذلك الرجل .
                    وقد استطاع النبي (ص) بهذا الخلق الرفيع أن ينشر كلمة التوحيد ويغير من طباع الناس ، ويقاوم الأحداث الرهيبة التي أحاطت به .

                    5) الصبر :
                    لقد قابل رسول الأخلاق (ص) كل أنواع الأذى بصبر عظيم وثبات هائل ، إيماناً منه بدعوته ، وحرصاً على تبليغ رسالته ، فقد أمره الله تعالى به حيث قال :
                    - {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } (الأحقاف:35)
                    - {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (يونس:109)

                    تعليق


                    • #20





                      30 تشرين الأول 2020 م الموافق لـ 13 ربيع الأول 1442 هـ
                      التطبيقات









                      الأخلاق والآداب الإسلامية :: حقوق الله والنبي وعترته

                      حقوق النبي صلّى الله عليه وآله



                      كان نبينا الأعظم محمد صلى اللّه عليه وآله، المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال، اصطفاه اللّه من الخلق واختاره من العباد، وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي حبا بها الأنبياء عليهم السلام، وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم. وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة، أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية، ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في أكثر من قرون.

                      جاء بأكمل الشرائع الالهية، وأشدها ملائمة لأطوار الحياة، وأكثرها تكفلاً بإسعاد الانسان مادياً وروحياً، ديناً ودنياً، فأخرج الناس من ظلمة الكفر الى نور الاسلام، ومن شقاء الجاهلية الى السعادة الأبدية. وجعل أمته أكمل الأمم ديناً، وأوفرهم علماً، واسماهم أدباً وأخلاقاً، وأرفعهم حضارة ومجداً. وقد عانى في سبيل ذلك من ضروب الشدائد والأهوال، ما لم يعانه أي نبي. من أجل ذلك، فان القلم عاجز عن تعداد أياديه، وحصر حقوقه على المسلمين سيما في هذا المقال الوجيز.

                      وهي، بعد الايمان بنبوته، وتصديقه فيما جاء به من عند اللّه عز وجل، والاعتقاد بأنه سيد الرسل، وخاتم الأنبياء

                      1- طاعته: وطاعة النبي فرض محتم على الناس، كطاعة اللّه تعالى، إذ هو سفيره الى العباد، وأمينه على الوحي، ومنار هدايته الوضاء. وواقع الطاعة هو: اتباع شرعته، وتطبيق مبادئه الخالدة، التي ما سعد المسلمون ونالوا آمالهم وأمانيهم، الا بالتمسك بها والحفاظ عليها. وما تخلفوا واستكانوا الا باغفالها والانحراف عنها.

                      أنظر كيف يحرض القرآن الكريم على طاعة النبي صلى اللّه عليه وآله، ويحذر مغبة عصيانه ومخالفته، حيث قال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(الحشر:7). وقال تعالى: ﴿َمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا(الأحزاب: 36).

                      وقال سبحانه: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(النساء:13-14).

                      وقال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(المجادلة:20-21).

                      2- محبته: تختلف دواعي الحب والإعجاب باختلاف نزعات المحبين وميولهم، فمن الناس من يحب الجمال ويقدسه، ومنهم من يحب البطولة والأبطال ويمجدهم، ومنهم من يحب الاريحية ويشيد بأربابها. وقد اجتمع في النبي الأعظم صلى اللّه عليه وآله كل ما يفرض المحبة ويدعو الى الاعجاب، حيث كان نموذجاً فذاً، ونمطاً فريداً بين الناس. لخص اللّه فيه آيات الجمال والكمال، وأودع فيه أسرار الجاذبية، فلايملك المرء أزائه الا الحب والاجلال، وهذا ما تشهد به شخصيته المثالية، وتأريخه المجيد.

                      قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف شمائل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: "كان نبي اللّه أبيض اللون، مشرباً حمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنما عنقه ابريق فضة يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبته الى سرته كقضيب خيط، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدمين، اذا مشى كأنه ينقلع من صخر، اذا أقبل كأنما ينحدر من صب، اذا التفت التفت جميعاً بأجمعه، ليس بالقصير ولا بالطويل، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من المسك"1.

                      وقال عليه السلام وهو يصف أخلاق الرسول صلى اللّه عليه وآله: "كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده"2.

                      ولأجل تلك الشمائل والمآثر، أحبه الناس على اختلاف ميولهم في الحب: أحبه الأبطال لبطولته الفذة التي لا يجاريه فيها بطل مغوار، وأحبه الكرام اذ كان المثل الأعلى في الأريحية والسخاء، وأحبه العباد لتولهه في العبادة وفنائه في ذات اللّه، وأحبه أصحابه المخلصون لمثاليته الفذة في الخَلق والخُلق.

                      قال أمير المؤمنين عليه السلام: "جاء رجل من الانصار الى النبي صلى اللّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللّه ما استطيع فراقك، واني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر اليك حباً لك، فذكرت اذا كان يوم القيامة، وأدخلتَ الجنة، فرفعت في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي اللّه؟، فنزل: ﴿َمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا(النساء:69)، فدعا النبي صلى اللّه عليه وآله الرجلَ فقرأها عليه وبشره بذلك"3.

                      وقال أنس: جاء رجل من أهل البادية، وكان يعجبنا ان يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبي صلى اللّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللّه متى قيام الساعة؟ فحضرت الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن الساعة؟
                      قال: أنا يا رسول اللّه. قال: فما أعددتَ لها؟
                      قال: واللّه ما أعددت لها من كثير عمل صلاة ولا صوم، الا اني أحب اللّه ورسوله.
                      فقال له النبي صلى اللّه عليه وآله: المرء من أحب.
                      قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام بشيء أشد من فرحهم بهذا4.

                      وعن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: كان رجل يبيع الزيت، وكان يحب رسول اللّه صلي اللّه عليه وآله حباً شديداً، كان اذا أراد أن يذهب في حاجة لم يمض حتى ينظر الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، قد عرف ذلك منه، فاذا جاء تطاول له حتى ينظر اليه. حتى اذا كان ذات يوم، دخل فتطاول له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله حتى نظر اليه ثم مضى في حاجته، فلم يكن بأسرع من أن رجع، فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله قد فعل ذلك، أشار اليه بيده إجلس، فجلس بين يديه، فقال: مالك فعلت اليوم شيئاً لم تكن تفعله قبل؟

                      فقال: يا رسول اللّه، والذي بعثك بالحق نبياً، لغشى قلبي شيء من ذكرك حتى ما استطعت ان أمضي في حاجتي، رجعت اليك. فدعا له وقال له خيراً. ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أياماً لا يراه، فلما فقده سأل عنه، فقيل له: يا رسول اللّه ما رأيناه منذ أيام. فانتعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وانتعل معه أصحابه، فانطلق حتى أتى سوق الزيت، فاذا دكان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته، فقالوا: يا رسول اللّه، مات... ولقد كان عندنا أميناً صدوقاً، الا انه قد كان فيه خصلة، قال: وما هي؟ قالوا: كان يزهق (يعنون، يتبع النساء). فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لقد كان يحبني حباً، لو كان بخاساً لغفر اللّه له5.

                      3- الصلاة عليه: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(الأحزاب: 56). درج الناس على إجلال العظماء وتوقيرهم بما يستحقونه من صور الاجلال والتوقير، تكريماً لهم وتقديراً لجهودهم ومساعيهم في سبيل أممهم.

                      ومن هنا كان السلام الجمهوري والتحية العسكرية فرضاً على الجنود، تبجيلاً لقادتهم وإظهاراً لاخلاصهم لهم. فلا غرابة أن يكون من حقوق النبي صلى اللّه عليه وآله على أمته وهو سيد الخلق وأشرفهم جميعاً تعظيمه والصلاة عليه، عند ذكر اسمه المبارك أو سماعه، وغيرهما من مواطن الدعاء.

                      وقد أعربت الآية الكريمة عن بالغ تكريم اللّه تعالى وملائكته للنبي صلى اللّه عليه وآله "ان اللّه وملائكته يصلون على النبي"، ثم وجهت الخطاب الى المؤمنين بضرورة تعظيمه والصلاة والسلام عليه "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".

                      وجاءت نصوص اهل البيت عليهم السلام توضح خصائص ورغبات الصلاة عليه، بأسلوب شيق جذاب. فمن ذلك ما جاء عن ابن أبي حمزة عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عز وجل "إن اللّه وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". فقال: الصلاة من اللّه عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء. وأما قوله عز وجل "وسلموا تسليما"، فانه يعني بالتسليم له فيما ورد عنه. قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله؟

                      قال: تقولون "صلوات اللّه وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّه وبركاته". قال: فقلت فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة؟

                      قال: الخروج من الذنوب، واللّه، كهيئة يوم ولدته أمه6. وقال الصادق عليه السلام: من صلى على محمد وآل محمد عشراً صلى اللّه عليه وملائكته مائة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة صلى اللّه عليه وملائكته ألفاً، أما تسمع قول اللّه تعالى ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(الأحزاب:43)7.

                      وقال الصادق عليه السلام: كل دعاء يدعى اللّه تعالى به، محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد8. وعن احدهما عليهما السلام قال: ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد، وإن الرجل ليوضع أعماله في الميزان فيميل به، فيخرج صلى اللّه عليه وآله "الصلاة عليه" فيضعها في ميزانه، فيرجح به9.

                      وقال الرضا عليه السلام: من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فانها تهدم الذنوب هدما10. وجاء في الصواعق (ص87)، قال: ويروى "لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون. بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد"11.

                      مودة أهل بيته الطاهرين: الذين فرض اللّه مودتهم في كتابه، وجعلها أجر الرسالة، وحقاً مفروضاً من حقوق النبي صلى اللّه عليه وآله، فقال تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ(الشورى:23).

                      وقد اتصف اهل البيت عليهم السلام بجميع دواعي الاعجاب والاكبار، وبواعث الحب والولاء، كما وصفهم الشاعر:

                      من معشر حبهم دين وبغضهم*** كفر وقربهم منجى ومعتصم
                      إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم*** أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

                      نعم هم صفوة الخلق، وحجج العباد، وسفن النجاة، وخير من أقلته الأرض وأظلّته السماء بعد جدهم الأعظم صلى اللّه عليه وآله حسباً ونسباً وفضائل وأمجاداً. وكيف يرتضي الوجدان السليم محبة النبي صلى اللّه عليه وآله دون أهل بيته الطاهرين، الجديرين بأصدق مفاهيم الحب والود، إنها ولاريب محبة زائفة تنمّ عن نفاق ولؤم، كما جاء عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه وآله في بعض أسفاره، إذ هتف بنا أعرابي بصوت جمهور، فقال: يا محمد. فقال له النبي صلى اللّه عليه وآله: ما تشاء؟ فقال: المرء يحب القوم ولا يعمل بأعمالهم. فقال النبي صلى اللّه عليه وآله: المرء مع من أحب. فقال: يا محمد، اعرض عليَّ الاسلام. فقال: إشهد ان لا إله الا اللّه، واني رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت.

                      فقال: يا محمد، تأخذ على هذا أجرأ؟ فقال: لا، إلا المودة في القربى. قال: قرباي أو قرباك؟ فقال: بل قرباي. قال: هلمّ يدك حتى أبايعك، لا خير فيمن يودّك ولا يودّ قرباك12.

                      وقد أجمع الامامية أنّ المراد بالقربى في الآية الكريمة، هم الأئمة الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام، ووافقهم على ذلك ثلة من أعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين، كأحمد بن حنبل، والطبراني، والحاكم عن ابن عباس. كما نص عليه ابن حجر، في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من صواعقه، قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلى اللّه عليه وآله: علي وفاطمة وابناهما13.

                      انظر، كيف يحرض النبي صلى اللّه عليه وآله امته على مودة قرباه وأهل بيته، كما يحدثنا به رواة الفريقين: فمما ورد من طرقنا: عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد اللّه على أول النعم. قيل: وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته14.

                      وعن أبي جعفر الباقر عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط15. وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لو أن عبداً عبد اللّه الف عام، ثم يذبح كما يذخ الكبش، ثم أتى اللّه ببغضنا أهل البيت، لرد اللّه عليه عمله16.

                      وعن الباقر عليه السلام عن النبي صلى اللّه عليه وآله قال: لا تزول قدم عبدٍ يوم القيامة من بين يدي اللّه، حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت17.







                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X