قصيده لامير المؤمنين
عليه السلام
رجوتُ قَصِيدَ الشِعرِ أن يُحْسِنَ الشِعْرا= لِيُنشدَ شِعــــراً فِـــي مَناقــِـبِكَ الكُثرا
أجابَ قــصيدُ الشعرِســـــــمعاً وطاعةً= لِحــيدرةَ الـــكَــرار اشـــْـــدُوهُ مُستَــرا
فَطْفتُ مَعَ الشِـــعرِ المُغردِ مُـنــــشِـداً= ومُـــزهِرَ شِعري وارفاً عــــــــــابقاً زهرا
يُطـوفُ بِدُنيا مِنـكِ تَستافُ عِطْـرِهـا= فَيُضفِي قَصِيدُ الشعرِمن طِيبكِ العِطرا
لِتاريخــــكَ الوضـــاءُ يَممتُ فِكرتِي= فألفيتُ تاريخاً سَما خـــــــالِداً ذكـــــرا
طَلعــــتَ بــــهِ مصباحَ هديٍ وحجـةٍ= حَوَتْ صفةُ الاعجازِحتـى سَمَتْ كِـبرا
بِكُلِ مَجــــالٍ في الحيـــاةِ معــــززاً = مبـــــــادٍ بهاآمَنتْ لم تخــتشِ الوعـــرا
فاطْنـَـبتِ الدُنــــيا بِحــَـمْدكَ سَيدي= فَكَــحَلتَ في الآئِكَ الطِرسَ والحِبرا
فَهلْ لي أجيدُ الحــــمدَ فيـكَ وإنني= ساحفلُ لو اجزيكَ في اسـعدِ البُشرى
ذُراكَ الَعلِي البــاسقِ الطــودِ صرخةً = يُشيرُ لذي ألا بصارِ مــــــــزدهراً فَجرا
يُريهُمْ يُــرينـــــي أن مجــدكَ شامخٌُ=لــــــهُ قبسٌ أضــــحى لعرفانكَ الجسرا
نظرتُ بعــينِ القــــــلبِ فــيكَ تطلعاً= وجـــدَّكَ يـــــاذا الفضـلَ اعجوبةً دهرا
وَجـــدتكَ فـــذاً مــــن طـرازٍ مـــفّردٍ= تــَـــجذرَ فيه البأس لـــم يــعرفْ الحذرا
أكاليلُ غـــارٍ اطـَّــرت كــــل وقــعـــةٍ= بُطولاتُها الجــــّــــــلى مـــؤصــــلةً فخرا
فــلا سَيــف إلا ذو الفـــقار ِولافــــتى= سواكَ فتىً في الحربِ لواضرمتْ شجرا
بــِــبدرٍ واحـــدٍ أو حنـــينٍ وخـــيـــبرٍ= وفي الخندقِ الآتي هي الغزوةِ الكبرى
طويتَ جيوشَ الشِركْ في حومةِ الوغى= وأرديت ابــــــــطالاً ارادو بكَ الغدرا
فعمرُو بــــــــن ودٍ الـــــعامريُ بــــــضربةٍ= قضى فهــوى للارضِ منقطعاً نــــَـــحرا
كأَنْ لـَـــمْ يـــَـكُنْ ذاكَ المجندل فارساً=عنيداً فــــــلم تبق ِ لشــــــــــوكَتهِ اثرا
لفضلِ الـــَّـذي أسديــتَ عظـــم ثوابه= عبـــادات أهل الأرضِ قطراً تلى قطرا
حفظـــــتَ بـــــــه للــــدَّينِ أسَّ بنـــــائه=ِ وفيــــــــــــهِ رسولُ اللهِ مستبشراً قـَـــــرَّا
بــــهِ طـــــوَّعَ الاسلامَ شــــوكةَ خــــصمِهِ= بــــــــهِ خَــــرجَ الاسلامَ مــئتزاً نــــــصرا
وخـــيبرُ يـومَ الــرَّوعِ هــدَّت حـــصونها= وولَّتْ يهودا حيثُ مـَــنْ مـــــــاتَ اوَفرَّا
الا أيُّها المُقدامُ في كُــــــــلِّ وقعـــــــةٍ= ويامَنْ برى فـي ساحِها البيض والسمرا
ثَبَتَّ علـــــى هــــولِ الخطوبِ وريبِها = ثباتاً لــــــــــوى عــــنقَ الدواهِي مُذْمَرّا
وطوَّحتَ فــــي اعتى المكارهِ ماسكاً= بغــَــــيضِ الأذى والَّشرِ توســـــــعهُ زَجْرا
وحقّـــــــكَ اذْسامـــــــوه عزفاً وفرَّطوا= بهِ عنـــــــدِ ذا آلــــــيتَ أن تفقدَ الصَّبرا
اذا قــيَّمَ الشخصُ الأمــين مـــــاثراً = لشخصكَ يا كــــرّار يستـــــــمطرُ الــــــبَحرا
فأنتَ كتـــــــابُ اللهِ تَمشي بأرضهِ = ونهجكَ نهــجُ اللهِ ذو الــــــشرعةِ الــــــــغَّر
اوهذا نفيسُ النــــــهجِ بـــين فصولهِ= جرى لعلـــــومِ الخلقِ لــــــــم يخفهِ امْـرا
شرحـتَ مضــــــاميـــنَ الشريعة كُـلها = رعيتَ مضـــــــامَينا رعاها ابـــو الزَّهرا
مسالكُ عدلٍ انتَ اسرجتَ دربها= وأفضيتَ عـــــــن مكنون ِابـــــــعادها سِرَّا
فأعلنتَ أن الحــاكم العدل ِعاملٌ = دؤوبٌ لخيرِ النـَّــــــاسِ يستأنسُ الخيرا
وإنَّ بــني الإنسانِ في الشَّرعِ واحدٌ= اخــــــــــاكَ بـــــدينِ اللهِ أو بشراً حُرّا
وانَّ لكُلٍّ فـــــــــي الحيـــــاةِ نصيبهُ= سواسيةٌ لاظـــــــلمَ أو قـــهرَ أو جـــَـــوْرا
وليس لأيٍّ غـــــــــير حسنى حصيلةٌ= مـــن الفضلِ والتــــــقوى تمــيِّزهُ قدرا
رسالـــــتُكَ الفُضلى لمالكَ اعلَنَتْ=مباديَّ حكم ِالشَّعبِ فيـــه المـَـلا اسْتَّرا
وكلَّكُمُ راعٍ ومـــــــــــــــن كانَ راعياً= هو المرتجى المسؤول عن قومِه امْرا
مقـــتَّ ابـــــا الاحرار كُّلِ مدَّلَسٍ=يرى الجــــــــاهَ والسلطانَ منفعةً يُسرا
فـقّرعتَ يا ذا العدل ِعاملكَ الَّذي=اعدّوا لـــــــهُ يومـــــــــاً وليمةَ فأنجَرّا
دعوهُ ليملــــــــوا مــــا يردونَ فرضه= فيُهدَرُ حـــــقٌّ لا تريـــــدُ لـــــهُ الهَدْرا
أبيتَ ضياعَ الحــقِِّ فــي أيّ سكـَّـةٍ= لأنَّكَ كُنهِ الحــــــقِّ لاترتضي الجَوْرا
رعيتَ سوادَ النـــاسِ دونَ غضاضةٍ=حدبتَ علـى الايتامِ ذو الهَّمِ والعُسْرا
فلو انّ فــــي ارضِ الــيمامةِ طــفلةٌ= طواها سُعارَ الجـوعِ فـي جوفِها اضْرا
فأنــّـــــــكَ واللهِ لاثـــــر ابـــــــهمــِّــــــها= تضجو لــهـــا حلاَّو لـــــو حــــاقهُ وترا
اذا ما حمتكَ الصـــالحاتِ نوالــــــــها= فـأنِّكَ منــــها مصدراً حــقـَّـقَ الصدرا
حســـامٌ لنيـــــــــــلِ المكرماتِ مؤَّهلٌ= ارتقى قِمِّةَ الاحداثِ ابلى بـــــها طُرّا
وعلماً بـــــابعـــــــادِ الامــــــــــورِ تراثه= تزولُ الرواسي وهـــــــوَ مـــؤتنقاً ِتبْرا
وزُهداً بـــــكلِّ المـــــــغرياتِ ولَهْوِها= ونيلُ رضا الرَّحمـــنِ غايتُكَ الأُخرى
اتِّصالٌ برَبِّ العرشِ في جـوف ِليلة =لها رهبةٌ فــي النـــَّـفْسِ تستدل العبرا
دأبتَ علـى الإصــلاحِ تـــسعى بهمةٍ=وفـكرٍ سديدُ الرأي بــــل مبــدعاً فكرا
فَدَّوتْ علــى اعواد كــوفانِ حكمة=هــداهادحى البـهتانَ والافكَ والضرا
بها سِننُ الدينِ الحميد تجســَّــدَتْ = عـن الفقهِ والاحـكام والنهيّ والامرا
شرحتَ بها للـــدينِ نــــهجاً مــعبَّدًا= مَحَجَّتهُ البــــيضاءِ واضــــحةُا لمسرى
تمّـــــتُ إلــى ربِّ العـــــــبادِ مثـــابةً= مَنــــاهلها الايــــمان لاتختشي القهرا
تقولُ لكـُــلِّ الــمدلجين تقـــدَّموا= فذا رايةُ الرَّحـــمن قــــد خفقتَ غَرَّا
هداها شفيـــــعُ الحــائــرينَ لوقفةٍ= وفاها جلــيلِ الشأن لــو وتدتْ حشرا
امانا بـــيومِ الـفصل ِفـــي ظـلِ فيئها= يلوذُ الَّذي يخشى مواقدِها الجَـمرا
مـــدينةُ علـــــمُ العالـــمينَ محمّد=وأنتَ لـهـا البابِ التي رصِّعت ْدُرّا
وصرتَ لهــذا العلم قــــطبُ مدارهِ= وأبنائكَ الأفْذاذِ كانـــو لهُ القـِـــطرا
امِطْتَ لثامَ الغيبِ عـن كلِّ مشكلٍ= من العلمِ حتىَّ جبتَ من غورهِ السِّبرا
فقلتَ ائسلوني قــبلَ أن تفقدونَني=عـــن الفُلكِ والاكوانِ انّي بِها ادْرى
فــما ادْركَ الأوغـادُ انـــبلَ مُنــقذٍ= اعقَّوا ولــــــــيَّ اللهِ وأ ستامروا الكــفرا
اغرَّهُمُ سِقـــطُ المـــتاعِ وعصــبةٌ= عتــــاةٌ طغـــــاة ٌمــالئوا حـــــيدراً نكرا
فَهلْ يستوي حبراً حبــاهُ محـمد= بــــما انـــزلَ اللهُ العظــيمِ وما بــَـرّا
وقومٌ ذليلُ النفسِ قد فقدوا الحجى=اذا ربــحوا دنيا فـقد خسروا الاُخرى
يصارُ امــــــــير الؤمنينَ فــــــما ارى= امـــــرَّ وادهى انْ تُبــــــاع وانْ تـُــشرى
منابرُ يــــــعلوها العلــــــيّ مــــهابةٌ= فيــــــرقا عليها اهــوجاً مـــثقلاً عهـــــرا
فويلٍ واُفٍ أن تـــكــونَ خـلافهٌ=لمَــــــن حاربَ الآسلامَ ياخذها حِكْرا
ويـــبقى لحـدِّ ألان تاريخَ ملــكهِ= ينُّطُ به التبــجيل والحمـد والشكرا
وما كشفَ العـصرَ الحديث بنورهِ= غشاوةَ أبصار بها الجـهلُ قـدْ أزرى
فقلْ للذي قَد حنَّطْ الجـهل فكرهُ= افقٌ دونكَ الاسفارْ فأسْتجلِها سفرا
تجدْ أن كيـدَ الظالمينَ ومكرهم= أحالََ البياضَ السَّمــــحَ اسودَ مُغْبَرّا
وصيَّرَ أشبــاهُ الرّجـالِ ورهطهمْ= هداة تقـــــاة حــالفوا الحــقَ ما دَرّا
فا ينَ يزيدٌ مــــن حُسينٍ مكـانةً= وايـــنَ صفيِّ الله مــِــــنْ نَتِنٍ حِجْرا
واينَ عليّاً مــن مــعاويَة الــــَّـذي=سقى مــِنْ دمِ الابرارِ ما وَسِعَ الــــَّبرا
ومـــــا قتلُ عمــــــارٍ بصفينَ بـــعد ما= ازاحَ رسـولَ اللهِ عـــنْ غَيهَبِ السترا
فــقالَ لعمـَّــارٍ ستقـــــتلكَ الَّــتي=بـغتْ فَمـنْ يبــغيبالاسلامِ بالدّين ماقَرّا
وحربكَ يا مـــولاي شَّبَ اوارها=علـــى اللهِ والمـــــــختارِ ما دارَ اوْ جّرا
تحملتَ مـــن اتعابِها بالغِ العنى= واشغلكَ الأشرار فـــي الحربِ مُضْطرّا
اردتَ لــــــهم دُيناً وأخرى عزيزةً= ولآكنــــــهُمْ يـا للاسى حــــــالفوا الشَّرا
وهــذي هـــي الاحداثِ يا لبلائها= تسيرُ خلافاً حينَ يعدو بــها الـــمَجْرى
فيعلو طَماها المصلحينَ ويختفي= اذاها عـــن الشّذاذِ ما افدحَ الخُسْرا
ويا قانـــعاً مـــِـــنْ يــــومهِ بأقَلِّ ما= يقيمُ بـــــهِ عيشاً ولــــــــمْ يزدري الفقرا
يقـولُ لدنــــياهُ دعيني وخالقي= فانــّـــي بـــــقربِ اللهِ منشرحاً صَدرا
توحَّدَ فــي روحـي ولاءُ لخالقي= تعلَّقَ فيـــــهِ لم اطقْ لحظــــةً هَجْرا
فماليَ سوى عطفُ الرؤوفِ ولطفهِ= علـى عبدهِ الـــطافِ نعــمتهِ تترى
وما هــذهِ الدنيا ســـوى لهــوِ عابر= سنتركها يــوماً وانْ طــــَـوَّلتْ عُمرا
سعيدٌ قريرُ العــينِ مـن فازَ با لَّتي= تحـوزُ رضى الدَّيانِ تمنـــحهُ الأَجْرا
وما أحسـنَ العُقبى واجـزلَ فضلها= ففيها نجاةُ النـفسِ لو حلَّتْ الذُعرا
فيـــــامُرتضى مِـــنْ ربــِّــهِ ونبِّيـــــهِ= يجلُّكَ مـــن يـروي لسيرتكَ النشرا
يرى انتَ خير َالنَّاسِ بـعدَ محمدٍ= وافضلهُمْ مــن بعــدهِ سيرةً ذِكْرى
فسيرتكَ العظـمى خصـائصُ فضلها= تسيرُ مــع الاجيالِ ساطعةً بــَدْرا
وذكراكَ حتىَّ الحشر ِتبقى مدى المدى= وذكرُ الـَّذي ناواكَ مستهجناً سقرا
ابــــــا الزَّاكيــــــاتِ الطيِّــــــباتِ تحــــيةً=وشوقاً لمـثواك َالذي شرَّف المَسْرا
وعذراً أبو السبطينِ انـِّـــــــي مــــقصرٌ = وانِّي لهـــــذا الشعرَ مرتجـــــياً عُذْرا
لقد قلتَ ما عـن القريضُ بخاطري= وذا نفثاتٍ مــــن فؤادي انبرتْ حَرّى
أردتُ بها تصويرَ فـــــيضَ مشاعري= لحـــيدرةِ الكَرّارِ مـــــــــن خَصْمهِ تَبْرا
يقولونَ مـــَـنْ يهواكمُ تشفعوا لــــهُ= فكيفَ بــــــمن يهواكمُ السرَّ والجَهْرا
ألا يا وَليَّ اللهِ يا قـــــمَّةَ الفــِـــدى= ويا مـَنْ سما شأناً على الضَّيم ِوالقَهْرا
سخيتَ بطُهرِ الــدَّّمِّ دونَ توقفٍ = وانــــتَ بمحرابٍ شريـفٍ عَلا قَدْرا
لـــقدْ نالكَ الباغي الوضيع بضربةٍ= لها اهتزَّتْ الأفلاك والعرشَ والمَسْرى
وقلتَ ألا يـــــا نفسُ فزتُ بجــــــنَّةٍ= ألا قسماً بالبــــــيتِ والكـــــــعبةِ الغَّراعليه السلام
رجوتُ قَصِيدَ الشِعرِ أن يُحْسِنَ الشِعْرا= لِيُنشدَ شِعــــراً فِـــي مَناقــِـبِكَ الكُثرا
أجابَ قــصيدُ الشعرِســـــــمعاً وطاعةً= لِحــيدرةَ الـــكَــرار اشـــْـــدُوهُ مُستَــرا
فَطْفتُ مَعَ الشِـــعرِ المُغردِ مُـنــــشِـداً= ومُـــزهِرَ شِعري وارفاً عــــــــــابقاً زهرا
يُطـوفُ بِدُنيا مِنـكِ تَستافُ عِطْـرِهـا= فَيُضفِي قَصِيدُ الشعرِمن طِيبكِ العِطرا
لِتاريخــــكَ الوضـــاءُ يَممتُ فِكرتِي= فألفيتُ تاريخاً سَما خـــــــالِداً ذكـــــرا
طَلعــــتَ بــــهِ مصباحَ هديٍ وحجـةٍ= حَوَتْ صفةُ الاعجازِحتـى سَمَتْ كِـبرا
بِكُلِ مَجــــالٍ في الحيـــاةِ معــــززاً = مبـــــــادٍ بهاآمَنتْ لم تخــتشِ الوعـــرا
فاطْنـَـبتِ الدُنــــيا بِحــَـمْدكَ سَيدي= فَكَــحَلتَ في الآئِكَ الطِرسَ والحِبرا
فَهلْ لي أجيدُ الحــــمدَ فيـكَ وإنني= ساحفلُ لو اجزيكَ في اسـعدِ البُشرى
ذُراكَ الَعلِي البــاسقِ الطــودِ صرخةً = يُشيرُ لذي ألا بصارِ مــــــــزدهراً فَجرا
يُريهُمْ يُــرينـــــي أن مجــدكَ شامخٌُ=لــــــهُ قبسٌ أضــــحى لعرفانكَ الجسرا
نظرتُ بعــينِ القــــــلبِ فــيكَ تطلعاً= وجـــدَّكَ يـــــاذا الفضـلَ اعجوبةً دهرا
وَجـــدتكَ فـــذاً مــــن طـرازٍ مـــفّردٍ= تــَـــجذرَ فيه البأس لـــم يــعرفْ الحذرا
أكاليلُ غـــارٍ اطـَّــرت كــــل وقــعـــةٍ= بُطولاتُها الجــــّــــــلى مـــؤصــــلةً فخرا
فــلا سَيــف إلا ذو الفـــقار ِولافــــتى= سواكَ فتىً في الحربِ لواضرمتْ شجرا
بــِــبدرٍ واحـــدٍ أو حنـــينٍ وخـــيـــبرٍ= وفي الخندقِ الآتي هي الغزوةِ الكبرى
طويتَ جيوشَ الشِركْ في حومةِ الوغى= وأرديت ابــــــــطالاً ارادو بكَ الغدرا
فعمرُو بــــــــن ودٍ الـــــعامريُ بــــــضربةٍ= قضى فهــوى للارضِ منقطعاً نــــَـــحرا
كأَنْ لـَـــمْ يـــَـكُنْ ذاكَ المجندل فارساً=عنيداً فــــــلم تبق ِ لشــــــــــوكَتهِ اثرا
لفضلِ الـــَّـذي أسديــتَ عظـــم ثوابه= عبـــادات أهل الأرضِ قطراً تلى قطرا
حفظـــــتَ بـــــــه للــــدَّينِ أسَّ بنـــــائه=ِ وفيــــــــــــهِ رسولُ اللهِ مستبشراً قـَـــــرَّا
بــــهِ طـــــوَّعَ الاسلامَ شــــوكةَ خــــصمِهِ= بــــــــهِ خَــــرجَ الاسلامَ مــئتزاً نــــــصرا
وخـــيبرُ يـومَ الــرَّوعِ هــدَّت حـــصونها= وولَّتْ يهودا حيثُ مـَــنْ مـــــــاتَ اوَفرَّا
الا أيُّها المُقدامُ في كُــــــــلِّ وقعـــــــةٍ= ويامَنْ برى فـي ساحِها البيض والسمرا
ثَبَتَّ علـــــى هــــولِ الخطوبِ وريبِها = ثباتاً لــــــــــوى عــــنقَ الدواهِي مُذْمَرّا
وطوَّحتَ فــــي اعتى المكارهِ ماسكاً= بغــَــــيضِ الأذى والَّشرِ توســـــــعهُ زَجْرا
وحقّـــــــكَ اذْسامـــــــوه عزفاً وفرَّطوا= بهِ عنـــــــدِ ذا آلــــــيتَ أن تفقدَ الصَّبرا
اذا قــيَّمَ الشخصُ الأمــين مـــــاثراً = لشخصكَ يا كــــرّار يستـــــــمطرُ الــــــبَحرا
فأنتَ كتـــــــابُ اللهِ تَمشي بأرضهِ = ونهجكَ نهــجُ اللهِ ذو الــــــشرعةِ الــــــــغَّر
اوهذا نفيسُ النــــــهجِ بـــين فصولهِ= جرى لعلـــــومِ الخلقِ لــــــــم يخفهِ امْـرا
شرحـتَ مضــــــاميـــنَ الشريعة كُـلها = رعيتَ مضـــــــامَينا رعاها ابـــو الزَّهرا
مسالكُ عدلٍ انتَ اسرجتَ دربها= وأفضيتَ عـــــــن مكنون ِابـــــــعادها سِرَّا
فأعلنتَ أن الحــاكم العدل ِعاملٌ = دؤوبٌ لخيرِ النـَّــــــاسِ يستأنسُ الخيرا
وإنَّ بــني الإنسانِ في الشَّرعِ واحدٌ= اخــــــــــاكَ بـــــدينِ اللهِ أو بشراً حُرّا
وانَّ لكُلٍّ فـــــــــي الحيـــــاةِ نصيبهُ= سواسيةٌ لاظـــــــلمَ أو قـــهرَ أو جـــَـــوْرا
وليس لأيٍّ غـــــــــير حسنى حصيلةٌ= مـــن الفضلِ والتــــــقوى تمــيِّزهُ قدرا
رسالـــــتُكَ الفُضلى لمالكَ اعلَنَتْ=مباديَّ حكم ِالشَّعبِ فيـــه المـَـلا اسْتَّرا
وكلَّكُمُ راعٍ ومـــــــــــــــن كانَ راعياً= هو المرتجى المسؤول عن قومِه امْرا
مقـــتَّ ابـــــا الاحرار كُّلِ مدَّلَسٍ=يرى الجــــــــاهَ والسلطانَ منفعةً يُسرا
فـقّرعتَ يا ذا العدل ِعاملكَ الَّذي=اعدّوا لـــــــهُ يومـــــــــاً وليمةَ فأنجَرّا
دعوهُ ليملــــــــوا مــــا يردونَ فرضه= فيُهدَرُ حـــــقٌّ لا تريـــــدُ لـــــهُ الهَدْرا
أبيتَ ضياعَ الحــقِِّ فــي أيّ سكـَّـةٍ= لأنَّكَ كُنهِ الحــــــقِّ لاترتضي الجَوْرا
رعيتَ سوادَ النـــاسِ دونَ غضاضةٍ=حدبتَ علـى الايتامِ ذو الهَّمِ والعُسْرا
فلو انّ فــــي ارضِ الــيمامةِ طــفلةٌ= طواها سُعارَ الجـوعِ فـي جوفِها اضْرا
فأنــّـــــــكَ واللهِ لاثـــــر ابـــــــهمــِّــــــها= تضجو لــهـــا حلاَّو لـــــو حــــاقهُ وترا
اذا ما حمتكَ الصـــالحاتِ نوالــــــــها= فـأنِّكَ منــــها مصدراً حــقـَّـقَ الصدرا
حســـامٌ لنيـــــــــــلِ المكرماتِ مؤَّهلٌ= ارتقى قِمِّةَ الاحداثِ ابلى بـــــها طُرّا
وعلماً بـــــابعـــــــادِ الامــــــــــورِ تراثه= تزولُ الرواسي وهـــــــوَ مـــؤتنقاً ِتبْرا
وزُهداً بـــــكلِّ المـــــــغرياتِ ولَهْوِها= ونيلُ رضا الرَّحمـــنِ غايتُكَ الأُخرى
اتِّصالٌ برَبِّ العرشِ في جـوف ِليلة =لها رهبةٌ فــي النـــَّـفْسِ تستدل العبرا
دأبتَ علـى الإصــلاحِ تـــسعى بهمةٍ=وفـكرٍ سديدُ الرأي بــــل مبــدعاً فكرا
فَدَّوتْ علــى اعواد كــوفانِ حكمة=هــداهادحى البـهتانَ والافكَ والضرا
بها سِننُ الدينِ الحميد تجســَّــدَتْ = عـن الفقهِ والاحـكام والنهيّ والامرا
شرحتَ بها للـــدينِ نــــهجاً مــعبَّدًا= مَحَجَّتهُ البــــيضاءِ واضــــحةُا لمسرى
تمّـــــتُ إلــى ربِّ العـــــــبادِ مثـــابةً= مَنــــاهلها الايــــمان لاتختشي القهرا
تقولُ لكـُــلِّ الــمدلجين تقـــدَّموا= فذا رايةُ الرَّحـــمن قــــد خفقتَ غَرَّا
هداها شفيـــــعُ الحــائــرينَ لوقفةٍ= وفاها جلــيلِ الشأن لــو وتدتْ حشرا
امانا بـــيومِ الـفصل ِفـــي ظـلِ فيئها= يلوذُ الَّذي يخشى مواقدِها الجَـمرا
مـــدينةُ علـــــمُ العالـــمينَ محمّد=وأنتَ لـهـا البابِ التي رصِّعت ْدُرّا
وصرتَ لهــذا العلم قــــطبُ مدارهِ= وأبنائكَ الأفْذاذِ كانـــو لهُ القـِـــطرا
امِطْتَ لثامَ الغيبِ عـن كلِّ مشكلٍ= من العلمِ حتىَّ جبتَ من غورهِ السِّبرا
فقلتَ ائسلوني قــبلَ أن تفقدونَني=عـــن الفُلكِ والاكوانِ انّي بِها ادْرى
فــما ادْركَ الأوغـادُ انـــبلَ مُنــقذٍ= اعقَّوا ولــــــــيَّ اللهِ وأ ستامروا الكــفرا
اغرَّهُمُ سِقـــطُ المـــتاعِ وعصــبةٌ= عتــــاةٌ طغـــــاة ٌمــالئوا حـــــيدراً نكرا
فَهلْ يستوي حبراً حبــاهُ محـمد= بــــما انـــزلَ اللهُ العظــيمِ وما بــَـرّا
وقومٌ ذليلُ النفسِ قد فقدوا الحجى=اذا ربــحوا دنيا فـقد خسروا الاُخرى
يصارُ امــــــــير الؤمنينَ فــــــما ارى= امـــــرَّ وادهى انْ تُبــــــاع وانْ تـُــشرى
منابرُ يــــــعلوها العلــــــيّ مــــهابةٌ= فيــــــرقا عليها اهــوجاً مـــثقلاً عهـــــرا
فويلٍ واُفٍ أن تـــكــونَ خـلافهٌ=لمَــــــن حاربَ الآسلامَ ياخذها حِكْرا
ويـــبقى لحـدِّ ألان تاريخَ ملــكهِ= ينُّطُ به التبــجيل والحمـد والشكرا
وما كشفَ العـصرَ الحديث بنورهِ= غشاوةَ أبصار بها الجـهلُ قـدْ أزرى
فقلْ للذي قَد حنَّطْ الجـهل فكرهُ= افقٌ دونكَ الاسفارْ فأسْتجلِها سفرا
تجدْ أن كيـدَ الظالمينَ ومكرهم= أحالََ البياضَ السَّمــــحَ اسودَ مُغْبَرّا
وصيَّرَ أشبــاهُ الرّجـالِ ورهطهمْ= هداة تقـــــاة حــالفوا الحــقَ ما دَرّا
فا ينَ يزيدٌ مــــن حُسينٍ مكـانةً= وايـــنَ صفيِّ الله مــِــــنْ نَتِنٍ حِجْرا
واينَ عليّاً مــن مــعاويَة الــــَّـذي=سقى مــِنْ دمِ الابرارِ ما وَسِعَ الــــَّبرا
ومـــــا قتلُ عمــــــارٍ بصفينَ بـــعد ما= ازاحَ رسـولَ اللهِ عـــنْ غَيهَبِ السترا
فــقالَ لعمـَّــارٍ ستقـــــتلكَ الَّــتي=بـغتْ فَمـنْ يبــغيبالاسلامِ بالدّين ماقَرّا
وحربكَ يا مـــولاي شَّبَ اوارها=علـــى اللهِ والمـــــــختارِ ما دارَ اوْ جّرا
تحملتَ مـــن اتعابِها بالغِ العنى= واشغلكَ الأشرار فـــي الحربِ مُضْطرّا
اردتَ لــــــهم دُيناً وأخرى عزيزةً= ولآكنــــــهُمْ يـا للاسى حــــــالفوا الشَّرا
وهــذي هـــي الاحداثِ يا لبلائها= تسيرُ خلافاً حينَ يعدو بــها الـــمَجْرى
فيعلو طَماها المصلحينَ ويختفي= اذاها عـــن الشّذاذِ ما افدحَ الخُسْرا
ويا قانـــعاً مـــِـــنْ يــــومهِ بأقَلِّ ما= يقيمُ بـــــهِ عيشاً ولــــــــمْ يزدري الفقرا
يقـولُ لدنــــياهُ دعيني وخالقي= فانــّـــي بـــــقربِ اللهِ منشرحاً صَدرا
توحَّدَ فــي روحـي ولاءُ لخالقي= تعلَّقَ فيـــــهِ لم اطقْ لحظــــةً هَجْرا
فماليَ سوى عطفُ الرؤوفِ ولطفهِ= علـى عبدهِ الـــطافِ نعــمتهِ تترى
وما هــذهِ الدنيا ســـوى لهــوِ عابر= سنتركها يــوماً وانْ طــــَـوَّلتْ عُمرا
سعيدٌ قريرُ العــينِ مـن فازَ با لَّتي= تحـوزُ رضى الدَّيانِ تمنـــحهُ الأَجْرا
وما أحسـنَ العُقبى واجـزلَ فضلها= ففيها نجاةُ النـفسِ لو حلَّتْ الذُعرا
فيـــــامُرتضى مِـــنْ ربــِّــهِ ونبِّيـــــهِ= يجلُّكَ مـــن يـروي لسيرتكَ النشرا
يرى انتَ خير َالنَّاسِ بـعدَ محمدٍ= وافضلهُمْ مــن بعــدهِ سيرةً ذِكْرى
فسيرتكَ العظـمى خصـائصُ فضلها= تسيرُ مــع الاجيالِ ساطعةً بــَدْرا
وذكراكَ حتىَّ الحشر ِتبقى مدى المدى= وذكرُ الـَّذي ناواكَ مستهجناً سقرا
ابــــــا الزَّاكيــــــاتِ الطيِّــــــباتِ تحــــيةً=وشوقاً لمـثواك َالذي شرَّف المَسْرا
وعذراً أبو السبطينِ انـِّـــــــي مــــقصرٌ = وانِّي لهـــــذا الشعرَ مرتجـــــياً عُذْرا
لقد قلتَ ما عـن القريضُ بخاطري= وذا نفثاتٍ مــــن فؤادي انبرتْ حَرّى
أردتُ بها تصويرَ فـــــيضَ مشاعري= لحـــيدرةِ الكَرّارِ مـــــــــن خَصْمهِ تَبْرا
يقولونَ مـــَـنْ يهواكمُ تشفعوا لــــهُ= فكيفَ بــــــمن يهواكمُ السرَّ والجَهْرا
ألا يا وَليَّ اللهِ يا قـــــمَّةَ الفــِـــدى= ويا مـَنْ سما شأناً على الضَّيم ِوالقَهْرا
سخيتَ بطُهرِ الــدَّّمِّ دونَ توقفٍ = وانــــتَ بمحرابٍ شريـفٍ عَلا قَدْرا
لـــقدْ نالكَ الباغي الوضيع بضربةٍ= لها اهتزَّتْ الأفلاك والعرشَ والمَسْرى
رحمة الله عليك يا شاعر اهل البيت وغفر الله ماتقدم من ذنبك وتاخر
تعليق