الولاية لأهل البيت – عليهم السلام- نور في قلوب المؤمنين. وهذا النور يدفع من يحمله إلى تقوى الله تعالى والعمل الصالح. وإذا قام المؤمن ببعض الذنوب فإنّ نور الولاية يدفعه إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى والتكفير عن ذنوبه.
إذن لا يمكن أن يكون الإنسان مواليًا واقعيًا لأهل البيت – عليهم السلام- وهو منغمس في الذنوب والمعاصي ومخالف لسيرة أهل البيت وأوامرهم ونواهيهم.
ويمكن أن نقول بأن العلاقة بين (الولاية لأهل البيت) و(العمل الصالح) هي علاقة طردية. كلما زادت قوة أحدهما زاد الطرف الآخر, وكلما ضعف أحدهما ضعف الآخر كذلك.
ولذلك نجد سيرة أصحاب الحسين – عليه السلام- تشابه سيرة الإمام الحسين في حب القرآن الكريم وإحياء الله والتمسك بالصلاة وغير ذلك.
من هنا نجد العديد من الروايات الشريفة التي حاربت فكرة أن يكتفي الإنسان بولاية أهل البيت ويترك الطاعات ويفعل المعاصي. لأنها في الواقع لن تكون (ولاية لأهل البيت) بل مجرد دعوى وشعار لا حقيقة له.
وفي الرواية عن الإمام الصادق – عليه السلام- أنه قال: (والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم) الكافي 2: 464.
والمعنى لذلك: إذا كان أهل البيت – عليهم السلام- أنفسهم مطالبون بفعل الطاعات وترك المحرّمات, وهم أهل البيت – صلوات الله عليهم- فكيف يتصوّر شخص بأن الموالي لأهل البيت لا يطالب بفعل الطاعات وترك المحرّمات ؟؟!!!!
هذا عدم إنصاف لأهل البيت, فلو كان التكليف الشرعي مرفوعًا عن أحد, لرفع عن أهل البيت لأنهم أفضل الخلق.
والحاصل:
إذا كانت الولاية واقعية, فهي تدفع إلى الزيادة في الطاعات وترك المحرمّات والتوبة منها.
وفعل الطاعات وترك المحرّمات يساهم في تقوية نور الولاية في القلب.
أما فعل المعاصي – لا سيما الإصرار عليها- فإنه يدل على ضعف نور الولاية من جهة, كما يسهم في إضعافه أكثر وأكثر.
وربما تؤدي كثرة المعاصي – لا سيما الإصرار على الكبائر- إلى سلب نعمة الولاية من قلب هذا العاصي, فينتقل إلى الدار الآخرة وهو من النواصب.
ويدل على ذلك العديد من الأدلة, ومن ذلك الرواية عن الإمام الصادق – عليه السلام- قال: (قال أمير المؤمنين -صلوات الله عليه- : ما من عبد إلا وعليه أربعون جنّة حتى يعمل أربعين كبيرة, فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن, فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها، قال : فما يدع شيئًا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح، فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك ما يدع شيئًا إلا ركبه, وإنا لنستحيي مما يصنع، فيوحي الله عزّ وجلّ إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه, فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض، فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر, فيوحي الله عزّ وجلّ إليهم: لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه) الكافي 2: 279.
فلاحظ كيف أوصلته كثرة الذنوب الكبيرة إلى مرحلة (أخذ في بغضنا أهل البيت).
قال الإمام الراحل – أعلى الله مقامه- في كتاب الأربعون حديثًا (إن هذا المسكين يظن أن مجرد إدعاء التشيع وحبّ التشيع وحبّ أهل بيت الطهارة والعصمة، يسوّغ له ـ والعياذ بالله ـ اقتراف كل محرّم من المحظورات الشرعية، ويرفع عنه قلم التكليف. إن هذا السيء الحظ لم ينتبه بأن الشيطان قد ألبس الأمر عليه، ويُخشى عليه في نهاية عمره إن تُسلب منه هذه المحبة الجوفاء التي لا تجدي ولا تنفع، ويحشر يوم القيامة صفر اليدين وفي صفوف نواصب أهل البيت عليهم السلام. إن إدعاء المحبة من دون دليل وبيّنة، لا يكون مقبولاً. إنه لا يمكن أن أكون صديقك وأضمر لك الحبّ والإخلاص، وأقوم بكل ما هو مناقض لرغباتك وأهدافك. إن شجرة المحبة تنتج وتثمر في الإنسان المحبّ، العمل حسب درجة المحبّة ومستواها، وإن لم تحمل تلك الشجرة هذه الثمرة فلا بد من معرفة أنها لم تكن محبة حقيقية وإنما هي محبة وهمية. إن النبي الأكرم وأهل بيته العظام صلوات الله عليهم، قد بذلوا حياتهم في نشر الأحكام الشرعية والعقائد والأخلاق، وأرادوا في ذلك البلوغ إلى منشودهم الوحيد وهو إبلاغ أحكام الله وإصلاح الإنسان وتهذيبه، واستساغوا في هذا السبيل الشريف أنواع السلب والقتل والإذلال والإهانة، ولم يتوانوا في ذلك. فمحب أهل البيت، وشيعتهم، هو الذي يشاركهم في أهدافهم، ويعمل على ضوء أخبارهم وآثارهم. إن ما ذكر في الأخبار الشريفة من أن الإقرار باللسان والعمل بالأركان من دعائهم الإيمان، فهو بيان لسرّ طبيعي، ولسنة الله الجارية، لأن حقيقة الإيمان، تلازم العمل والتنفيذ) انتهى موضع الحاجة.
ثبتّنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين وأهل البيت – عليهم السلام- في الدنيا والآخرة.
13/ رجب الأصب / 1436 هـ
إذن لا يمكن أن يكون الإنسان مواليًا واقعيًا لأهل البيت – عليهم السلام- وهو منغمس في الذنوب والمعاصي ومخالف لسيرة أهل البيت وأوامرهم ونواهيهم.
ويمكن أن نقول بأن العلاقة بين (الولاية لأهل البيت) و(العمل الصالح) هي علاقة طردية. كلما زادت قوة أحدهما زاد الطرف الآخر, وكلما ضعف أحدهما ضعف الآخر كذلك.
ولذلك نجد سيرة أصحاب الحسين – عليه السلام- تشابه سيرة الإمام الحسين في حب القرآن الكريم وإحياء الله والتمسك بالصلاة وغير ذلك.
من هنا نجد العديد من الروايات الشريفة التي حاربت فكرة أن يكتفي الإنسان بولاية أهل البيت ويترك الطاعات ويفعل المعاصي. لأنها في الواقع لن تكون (ولاية لأهل البيت) بل مجرد دعوى وشعار لا حقيقة له.
وفي الرواية عن الإمام الصادق – عليه السلام- أنه قال: (والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم) الكافي 2: 464.
والمعنى لذلك: إذا كان أهل البيت – عليهم السلام- أنفسهم مطالبون بفعل الطاعات وترك المحرّمات, وهم أهل البيت – صلوات الله عليهم- فكيف يتصوّر شخص بأن الموالي لأهل البيت لا يطالب بفعل الطاعات وترك المحرّمات ؟؟!!!!
هذا عدم إنصاف لأهل البيت, فلو كان التكليف الشرعي مرفوعًا عن أحد, لرفع عن أهل البيت لأنهم أفضل الخلق.
والحاصل:
إذا كانت الولاية واقعية, فهي تدفع إلى الزيادة في الطاعات وترك المحرمّات والتوبة منها.
وفعل الطاعات وترك المحرّمات يساهم في تقوية نور الولاية في القلب.
أما فعل المعاصي – لا سيما الإصرار عليها- فإنه يدل على ضعف نور الولاية من جهة, كما يسهم في إضعافه أكثر وأكثر.
وربما تؤدي كثرة المعاصي – لا سيما الإصرار على الكبائر- إلى سلب نعمة الولاية من قلب هذا العاصي, فينتقل إلى الدار الآخرة وهو من النواصب.
ويدل على ذلك العديد من الأدلة, ومن ذلك الرواية عن الإمام الصادق – عليه السلام- قال: (قال أمير المؤمنين -صلوات الله عليه- : ما من عبد إلا وعليه أربعون جنّة حتى يعمل أربعين كبيرة, فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن, فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها، قال : فما يدع شيئًا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح، فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك ما يدع شيئًا إلا ركبه, وإنا لنستحيي مما يصنع، فيوحي الله عزّ وجلّ إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه, فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض، فيقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر, فيوحي الله عزّ وجلّ إليهم: لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه) الكافي 2: 279.
فلاحظ كيف أوصلته كثرة الذنوب الكبيرة إلى مرحلة (أخذ في بغضنا أهل البيت).
قال الإمام الراحل – أعلى الله مقامه- في كتاب الأربعون حديثًا (إن هذا المسكين يظن أن مجرد إدعاء التشيع وحبّ التشيع وحبّ أهل بيت الطهارة والعصمة، يسوّغ له ـ والعياذ بالله ـ اقتراف كل محرّم من المحظورات الشرعية، ويرفع عنه قلم التكليف. إن هذا السيء الحظ لم ينتبه بأن الشيطان قد ألبس الأمر عليه، ويُخشى عليه في نهاية عمره إن تُسلب منه هذه المحبة الجوفاء التي لا تجدي ولا تنفع، ويحشر يوم القيامة صفر اليدين وفي صفوف نواصب أهل البيت عليهم السلام. إن إدعاء المحبة من دون دليل وبيّنة، لا يكون مقبولاً. إنه لا يمكن أن أكون صديقك وأضمر لك الحبّ والإخلاص، وأقوم بكل ما هو مناقض لرغباتك وأهدافك. إن شجرة المحبة تنتج وتثمر في الإنسان المحبّ، العمل حسب درجة المحبّة ومستواها، وإن لم تحمل تلك الشجرة هذه الثمرة فلا بد من معرفة أنها لم تكن محبة حقيقية وإنما هي محبة وهمية. إن النبي الأكرم وأهل بيته العظام صلوات الله عليهم، قد بذلوا حياتهم في نشر الأحكام الشرعية والعقائد والأخلاق، وأرادوا في ذلك البلوغ إلى منشودهم الوحيد وهو إبلاغ أحكام الله وإصلاح الإنسان وتهذيبه، واستساغوا في هذا السبيل الشريف أنواع السلب والقتل والإذلال والإهانة، ولم يتوانوا في ذلك. فمحب أهل البيت، وشيعتهم، هو الذي يشاركهم في أهدافهم، ويعمل على ضوء أخبارهم وآثارهم. إن ما ذكر في الأخبار الشريفة من أن الإقرار باللسان والعمل بالأركان من دعائهم الإيمان، فهو بيان لسرّ طبيعي، ولسنة الله الجارية، لأن حقيقة الإيمان، تلازم العمل والتنفيذ) انتهى موضع الحاجة.
ثبتّنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين وأهل البيت – عليهم السلام- في الدنيا والآخرة.
13/ رجب الأصب / 1436 هـ