من سلسلة قصص تائهات في الطريق
سلب القدر مني زوجي في دهاليزه فأصبحت أرملة وأصبح أطفالي الأربعة أيتاماً، لبست السواد وأرخيت على
نفسي ستاراً غامقاً من التقاليد والأعراف التي فرضها المجتمع، واهتممت بأطفالي يعينني في ذلك الراتب
الشهري الذي ورثناه من زوجي والذي بالكاد يُغطي مصاريفنا في هذه الحياة الصعبة، وفي أحد الأيام عادت
ابنتي من المدرسة وهي تبكي؛ لأن المعلمة ضربتها بسبب ضعفها في المادة التي تدرّسها لهم، ولم تفلح
محاولاتي بمتابعتها في دراستها، إلى أن دلني أهل الخير على مدرس يُعطي دروساً مجانية للأيتام، وكان أن
اتفقنا على أن يأتي لبيتنا ويُدرس ابنتي مع مجموعة من الطلاب، وهكذا بدأ يتردد كلّ يوم إلى البيت، ولاحظت
عليه أنه يتودد إليّ بكلام يبدأ عن أطفالي وأحوالي وإن كنت أحتاج لشيء فعليّ أن أطلبه منه؛
لأنه بحكم أخي..إلخ من أشباه هذا الكلام، شيئاً فشيئاً تسلل إليّ شعور بدأ يهزّ كياني ويرفع ستاراً كان قد أُسْدِلَ
على قلبي، وقد قوّى هذا الشعور أسلوبه الجميل الذي يتّبعه ويُسمعني فيه أرق العبارات وأجمل الكلمات بما لم
أعهده من قبل.. لقد ملأ عليّ فراغاً كنت أعيشه، وأغدق عليّ حناناً كنت قد حُرمت منه، وعوضني عن غياب
الأهل الذين انشغلوا بحياتهم تاركيني لحياتي من دون سؤال أو متابعة من قِبلهم..
أصبح يتابع أطفالي في كلّ صغيرة وكبيرة حتى وإن كانت خارجة عن اختصاصه التدريسي،
عمد إلى مصادقة أولادي وأصبح يعامل بناتي كأبٍ حنون، وأغدق عليّ من العطف والحنان
ما جعلني لا أطيق فراقه لحظة واحدة، فأصبح بيتنا يزهو بوجوده معنا ويعود إلى ظلامه بمجرد خروجه منه،
وفي أحد الأيام بث لي لواعج قلبه وأنه لا يستطيع العيش بعيداً عني، وأنني أصبحت كلّ حياته
ويودُّ الارتباط بي بأي طريقة كانت، فما كان مني إلاّ أن أخبرته بأنني لا استطيع الارتباط به
إلاّ على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وأمام هذا الواقع علمنا بأن القانون لا يسمح لي إن تزوجت بأن
أستلم راتب زوجي السابق، وهو لا يملك غير راتب التدريس الذي لا يكفينا إن تزوجنا خصوصاً وأني أكفل
أربعة أطفال، فما كان منه إلاّ أن اقترح عليّ أن نتزوج سراً حتى لا نخسر راتب الأطفال،
ولأن زواجنا سيكون سرياً فلا داعي بأن نذهب إلى المحكمة أو المكاتب المختصة لعمل عقد زواج،
فاكتفينا بأن أجرينا الصيغة في ما بيننا نحن الاثنين ولم نخبر أحداً، وفي أحد الأيام أخبرني بأن راتبه هذا الشهر
سيتأخر وطلب مني أن أدينه راتب أطفالي لكي يتدبر أمره وكان له ذلك، وأصبح كلّ شهر يتحجج بعذر جديد
لكي يجذب مني النقود، ولم يكتفِ بالراتب بل راودني عن مبلغ من المال كنت قد ادخرته لمستقبل أطفالي،
وسلب مني مصوغاتي الذهبية وفي كل مرة يأخذ مني شيئاً يستخدم لسانه المعسول بسيل من الكلمات الجميلة
التي يغدقني بها، ويُقسم لي بالأيمان المغلظة بأنه سيرجع كل ما أخذه مني، وفي أحد الأيام اكتشفت بأني أحمل
في أحشائي طفلاً، فأخبرته بذلك وقلت له: حان الوقت لكي نعلن زواجنا لأقربائنا على الأقل، وهنا استشاظ
غضباً وطلب مني إسقاط الطفل، فأخبرته أنّ هذا شيء حرام كيف أجهض نفسي؟
فقال لي إذن سأنكره وأنكر أني تزوجتك وستتعرضين أنت للفضيحة خصوصاً أنه لا يوجد أيّ دليل ضدي لأنني
آتي متخفياً عن أعين الناس.
لقد وقعت في المحذور ولا أعرف ماذا سأفعل؟
لقد هرب بأموالي وأموال أطفالي وأخذ كل ما لدي في هذه الدنيا وتركني أواجه مصيري.
سلب القدر مني زوجي في دهاليزه فأصبحت أرملة وأصبح أطفالي الأربعة أيتاماً، لبست السواد وأرخيت على
نفسي ستاراً غامقاً من التقاليد والأعراف التي فرضها المجتمع، واهتممت بأطفالي يعينني في ذلك الراتب
الشهري الذي ورثناه من زوجي والذي بالكاد يُغطي مصاريفنا في هذه الحياة الصعبة، وفي أحد الأيام عادت
ابنتي من المدرسة وهي تبكي؛ لأن المعلمة ضربتها بسبب ضعفها في المادة التي تدرّسها لهم، ولم تفلح
محاولاتي بمتابعتها في دراستها، إلى أن دلني أهل الخير على مدرس يُعطي دروساً مجانية للأيتام، وكان أن
اتفقنا على أن يأتي لبيتنا ويُدرس ابنتي مع مجموعة من الطلاب، وهكذا بدأ يتردد كلّ يوم إلى البيت، ولاحظت
عليه أنه يتودد إليّ بكلام يبدأ عن أطفالي وأحوالي وإن كنت أحتاج لشيء فعليّ أن أطلبه منه؛
لأنه بحكم أخي..إلخ من أشباه هذا الكلام، شيئاً فشيئاً تسلل إليّ شعور بدأ يهزّ كياني ويرفع ستاراً كان قد أُسْدِلَ
على قلبي، وقد قوّى هذا الشعور أسلوبه الجميل الذي يتّبعه ويُسمعني فيه أرق العبارات وأجمل الكلمات بما لم
أعهده من قبل.. لقد ملأ عليّ فراغاً كنت أعيشه، وأغدق عليّ حناناً كنت قد حُرمت منه، وعوضني عن غياب
الأهل الذين انشغلوا بحياتهم تاركيني لحياتي من دون سؤال أو متابعة من قِبلهم..
أصبح يتابع أطفالي في كلّ صغيرة وكبيرة حتى وإن كانت خارجة عن اختصاصه التدريسي،
عمد إلى مصادقة أولادي وأصبح يعامل بناتي كأبٍ حنون، وأغدق عليّ من العطف والحنان
ما جعلني لا أطيق فراقه لحظة واحدة، فأصبح بيتنا يزهو بوجوده معنا ويعود إلى ظلامه بمجرد خروجه منه،
وفي أحد الأيام بث لي لواعج قلبه وأنه لا يستطيع العيش بعيداً عني، وأنني أصبحت كلّ حياته
ويودُّ الارتباط بي بأي طريقة كانت، فما كان مني إلاّ أن أخبرته بأنني لا استطيع الارتباط به
إلاّ على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وأمام هذا الواقع علمنا بأن القانون لا يسمح لي إن تزوجت بأن
أستلم راتب زوجي السابق، وهو لا يملك غير راتب التدريس الذي لا يكفينا إن تزوجنا خصوصاً وأني أكفل
أربعة أطفال، فما كان منه إلاّ أن اقترح عليّ أن نتزوج سراً حتى لا نخسر راتب الأطفال،
ولأن زواجنا سيكون سرياً فلا داعي بأن نذهب إلى المحكمة أو المكاتب المختصة لعمل عقد زواج،
فاكتفينا بأن أجرينا الصيغة في ما بيننا نحن الاثنين ولم نخبر أحداً، وفي أحد الأيام أخبرني بأن راتبه هذا الشهر
سيتأخر وطلب مني أن أدينه راتب أطفالي لكي يتدبر أمره وكان له ذلك، وأصبح كلّ شهر يتحجج بعذر جديد
لكي يجذب مني النقود، ولم يكتفِ بالراتب بل راودني عن مبلغ من المال كنت قد ادخرته لمستقبل أطفالي،
وسلب مني مصوغاتي الذهبية وفي كل مرة يأخذ مني شيئاً يستخدم لسانه المعسول بسيل من الكلمات الجميلة
التي يغدقني بها، ويُقسم لي بالأيمان المغلظة بأنه سيرجع كل ما أخذه مني، وفي أحد الأيام اكتشفت بأني أحمل
في أحشائي طفلاً، فأخبرته بذلك وقلت له: حان الوقت لكي نعلن زواجنا لأقربائنا على الأقل، وهنا استشاظ
غضباً وطلب مني إسقاط الطفل، فأخبرته أنّ هذا شيء حرام كيف أجهض نفسي؟
فقال لي إذن سأنكره وأنكر أني تزوجتك وستتعرضين أنت للفضيحة خصوصاً أنه لا يوجد أيّ دليل ضدي لأنني
آتي متخفياً عن أعين الناس.
لقد وقعت في المحذور ولا أعرف ماذا سأفعل؟
لقد هرب بأموالي وأموال أطفالي وأخذ كل ما لدي في هذه الدنيا وتركني أواجه مصيري.
تعليق