الميزان والمعيار في تحديد كون الفرد على صراط الله المستقيم من الناحية السلوكية والميدانية في التعامل مع المجتمع ليس هو كونه ذا وجه نوراني او لحية طويلة او محابس كثيرة او كثير الصيام والصلاة فقط بــــــل
هو مدى عمق تواصله مع المجتمع من خلال منفذ التواصل الكلامي وما يترتب عليه من معاملات تحتم المصداقية والصدق ومن خلال الثقة اي كونهة موضع ثقة الناس من حيثية تعامله مع المجتمع و متطالباته الاقتصادية والمالية والسرية وال.......الخ
وقد عبرت الرواية عن ذينك المنفذين بالصدق والامانة
عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عزوجل لم يبعث نبيا إلا بصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر
ولذا كان سيد الكائنات نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه واله قد كان يعرف بين قومه بالصادق الامين !
ولذا حذر أأمتنا ونبهونا من ان تبهرنا كثرة صيام الرجل او كثرة صلاته الا بعد ان نثبت مصداقيته ووثاقته :
عن الإمام الصادق (عليه السلام): لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة .
وان تلاوة القرآن الكريم امرا رائعا ولكن اي تلاوة ؟
أنها التلاوة الباعثة على التحلي بمفاهيم الاسلام من التواضع والسماحة والصدق... وخلال الخير ...
ولذا قد وقع كميل بن زياد رضوان الله عليه في حالة مشابه لما يقع فيه الكثير منا في المعيايرية والتقييم :
قصة:
ورد أن أمير المؤمنين عليه السلام وصاحبه كميل سمعا في الليل رجلا يتلو قوله تعالى : أمّن هو قانت اناء الليل..
بصوت شجيّ، فاستحسن كميل ذلك في باطنه، وأعجبه حال الرجل، ولم يقل شيئا، فالتفت عليه السلام إليه وقال:
(يا كميل لا يعجبك طنطنة الرجل، إنه من أهل النار، وسأنبّؤك فيما بعد).
وبعد مدة طويلة وقعت النهروان وقتل الخوارج، فمرّ أمير المؤمنين عليه السلام على قتلاهم، ووضع رأس سيفه على أحدهم وقال لكميل: أمّن هو قانت اناء الليل.. فقبّل كميل قدمي علي عليه السلام واستغفر الله.
والان لنعود ونتسائل :
كم من أمثال هؤلاء في حياتنا المعاصرة موجودين ؟
وكم هم يشكلون عبئا سيئا على المؤمنين الصادقين ؟
..نعيش هذه الايام في أشهر العبادات والطاعات فمن الجدير بمن يريد التعبد ان يتدبر العبادة بعين القلب ويتخذها دواء لامراض النفس ويجعلها مطيبة لقلبه وماحية لدواعي الشرور .. لا ان يتناول العبادات بصورة عشوائية ومبتنية على الاكثار والكم دونما مراعاة لضوابطها وشرائطها .
وفقنا الله واياكم بالقول والعمل
تعليق