إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدولة العمارية الشيعية.. صرح في تخوم التاريخ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدولة العمارية الشيعية.. صرح في تخوم التاريخ





    عاشت طرابلس في عهد دولة بني عمار الشيعية عصراً ذهبياً لم تعهد له مثيلاً على مدى تاريخها الطويل، فقد أصبحت في القرن الحادي عشر أعظم مدينة على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط تحفّها أساطيلها التي كانت تتنقل في البحر المتوسط، وتستقر على سواحلها كأروع ما تشمخ به مدينة تعيش أبهى أدوارها الفكرية والحضارية.

    توالت على هذه المدينة العريقة في تاريخها العديد من الدول، فطرابلس القديمة والتي هي الآن في موضع يسمى بـ (الميناء)، كانت مدينة عظيمة أنشأها الفينيقيون، وأقدم ما عرف من تاريخها يعود إلى سنة (359) قبل الميلاد حيث كانت خاضعة في ذلك العصر للحكم الفارسي، وكانت تتألف من ثلاثة أحياء تمثل المدن الفينيقية وهي (صور وصيدا وأرواد)، ثم احتلتها جيوش الإسكندر، ثم الرومان قبل دخول الجيوش الإسلامية إليها وإلى بلاد الشام.

    بقيت طرابلس في نطاق المدن الشامية حتى عهد أحمد بن طولون فوقعت تحت سيطرة الخلافة العباسية في بغداد، ولكن الإخشيديين استعادوها وضمّوها إلى نفوذ حكمهم في مصر في عهد محمد بن طغج الإخشيدي ثم آلت مع باقي المدن إلى حكم الفاطميين عندما اعتلوا الحكم ففصلوها عن دمشق وأصبحت تابعة للخلافة الفاطمية في القاهرة.

    وفي عهد الفاطميين ازدهرت طرابلس وأصبحت مدينة عظيمة، و(بلغت شأناً رفيعاً) كما يصفها الإصطخري (1)، والمقدسي (2)، كما وصفها ناصر خسرو بأنها (مدينة شيعية) (3)، وبقيت طرابلس تابعة للخلافة الفاطمية حتى استقل بها بنو عمار وهم أسرة شيعية اثني عشرية تنتمي إلى قبيلة (كتامة) المغربية الأفريقية التي كان لها دوراً كبيراً في قيام الدولتين الإدريسية والفاطمية، فتولى رجالها مراكز قيادية مهمة في المغرب ومصر والشام. ونجد في وصف ابن الأثير أنها بلغت من التطور الحضاري والرقي والازدهار إلى الغاية ولم تصل إلى مستواها أية مدينة، يقول ابن الأثير: (وكانت طرابلس في عصر بني عمار من أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجملاً وثروة). (4)

    التأسيس

    أسس هذه الدولة أبو طالب الحسن بن عمار الذي لقِّب بـ (أمين الدولة)، والذي كان قاضياً عليها من قبل الفاطميين فاستقل بها عام (462 هـ / 1070 م) وهي بداية دولة بني عمار وتولي مؤسِّسها الحكم، غير أن علاقة هذه الأسرة بطرابلس تعود إلى ما قبل هذا التاريخ، فقد عرفت طرابلس الشام ــ كما يُطلق عليها ــ اسم (أبو محمد الحسن بن عمار) جد هذه الأسرة والذي ظهر كشخصية بارزة فيها عام (381 هـ) أيام الخليفة الفاطمي (العزيز بالله)، وقد مهّد الحسن بن عمار السبل لانتقال أفراد أسرته إلى الشام، فوجّه قريبه (أبو تميم سليمان بن جعفر بن فلاح الكتامي) إلى دمشق، فقام هذا الأخير بتولية أخيه (علي) على طرابلس عام (386 هـ)، وهي السنة التي توفي فيها الحسن بن عمار.

    والملاحظ أن هذه الأسرة تعتز كثيراً باسم عمار حتى يكاد الدارس لها يقع في الاشتباه بين الأسماء لولا الكنية التي تميِّز بينهم، فمن أعلامهم الذين برزوا قبل قيام دولتهم ممن تولى القضاء في طرابلس: (أبو الكتائب أحمد بن محمد بن عمار) الذي كان معاصراً للعالم الجليل أبي الفتح الكراجكي وقد ألف له الأخير كتاب (عدة البصير في حج يوم الغدير).

    ولا يعرف على وجه التحديد ظروف انتقال بني عمار إلى الشام، ولا الأسباب التي أدت إلى انتقالهم إليها، غير أن هناك روايات تشير إلى أن مؤامرات حِيكت ضدهم من قبل حاشية البلاط من الديالمة والأتراك، فأدّت إلى التقليل من شأنهم والحط من قدرهم لدى الفاطميين فكان ذلك وراء هجرتهم تدريجياً، ومما يؤكد ذلك هو موقف بني عمار المحايد من الصراع بين الفاطميين والسلاجقة، وهذا الموقف كان غريباً عليهم فقد كانوا من أشد الجنود إخلاصاً للفاطميين والذراع الضارب لهم في حروبهم.

    مع ابن الفرات

    حكم بنو عمار طرابلس لمدة أربعين سنة تقريباً (462 ــ 502 هـ / 1070 ــ 1109 م)، وامتدت حدود دولتهم من بيروت وحتى أنطاكية، وأول من تولى حكمها هو أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار وهو من علماء الشيعة ألف الكثير من الكتب، وقد عُرف بسداد الرأي ورجاحة العقل وقد أنشأ دار العلم، وقد وصفه ابن الفرات بقوله: (ثم تغلب عليها قاضيها أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار، ولم يزل بها إلى أن توفي في سنة أربع وستين وأربعمائة كما هو مذكور في ترجمته، وكان ابن عمار هذا رجلاً عاقلاً فقيهاً سديد الرأي وكان شيعياً من فقهائهم وكانت له (دار العلم) بطرابلس فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب وقفا).

    وما دمنا بصدد الحديث عن الحسن بن عمار فهناك خطأ تاريخي وقع فيه ابن الفرات بشأن ابن عمار حيث ينسب له ما ليس له، ويلصق به ما ليس فيه فيقول ما نصه: (وهو ــ أي الحسن بن عمار ــ الذي صنف كتاب (ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح المنعوت بجراب الدولة) (5)

    وقبل أن نذكر صاحب هذا الكتاب الحقيقي لا بد أن ننوّه إلى أن ابن الفرات قد نسيَ كلمة مصباح في بداية عنوان الكتاب فإن اسم الكتاب هو (مصباح ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح) والمنعوت بـ (جراب الدولة)، كما ينبغي أن ننوّه إلى مضمون الكتاب لكي يقارن القارئ بين المؤلِف والمؤلَف، فهذا الكتاب من كتب الفكاهة والهزل وقول الباطل فكيف يؤلفه (رجل عاقل فقيه متديِّن من العلماء) كما وصفه ابن الفرات نفسه ؟

    ولمعرفة ماهية هذا الكتاب وصاحبه نترك الحديث لياقوت الحموي حيث يقول في ترجمة الهازل الملقب بـ (جراب الدولة): (أحمد بن محمد جراب الدولة: كان طنبورياً أحد الظرفاء والطياب كان في أيام المقتدر وأدرك دولة بني بويه فلذلك سمى نفسه بـ (جراب الدولة) لأنهم كانوا يفتخرون بالتسمية في الدولة، وكان يلقب بالريح، وله أيضا كتاب (ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح) لم يصنَّف في فنه مثله اشتمالاً على فنون الهزل والمضاحك). (6)

    وهنا تنبلج نصف الحقيقة حيث يبقى السؤال ما هو وجه العلاقة بين هذا الكتاب وابن عمار ؟

    وتتضح خيوط هذا الخلط في مقدمة ابن خلدون حيث يقول: (وكذلك وجد بخط أحمد بن محمد بن عبد الحميد عمل بما يحمل إلى بيت المال ببغداد أيام المأمون من جميع النواحي نقله من ــ جراب الدولة ــ : غلات السواد .. كسكر .. دور دجلة .. حلوان .. الأهواز .. فارس) ثم يفصل ابن خلدون ارتفاع الواردات لحكومة المأمون بأسرها. (7)

    وهنا نجد أن (جراب الدولة) هو اسم كتاب مهم بل من أهم الكتب الاقتصادية التي تهم الدولة الإسلامية من حيث الإلمام بهذا الجانب، وهذا الكتاب هو من تأليف القاضي ابن عمار كما يقول الدكتور مصطفى جواد في بحث له حول دولة بني عمار حيث يقول: (وقد وجدنا من الغريب قول المؤرخ المصري ابن الفرات في ذكر أمين الدولة أبي طالب الحسن بن عمار: (وهو الذي صنف كتاب ترويح الأفراح ومفتاح السرور والأفراح المنعوت بجراب الدولة) !

    أما أولاً: فلأن كتاب (ترويح الأرواح) من كتب الفكاهة والهزل والباطل وهذا قاضي وأمير وذو ديانة متينة

    وأما ثانياً: فلأن جراب الدولة عند المطلعين على التاريخ الإسلامي جاء في حالتين: أولاهما كونه لقباً للإنسان الذي ألف (ترويح الأرواح والأخرى كونه اسماً لكتاب ألفه القاضي ابن عمار المذكور في اقتصاديات الدولة الإسلامية وشؤونها الأخرى وقد أخذ ابن الفرات المصري اسم الكتاب الهزلي ولقب مؤلفه فجعلهما اسماً لكتاب القاضي ابن عمار وهذا من أشنع الغلط وأفظعه)، والآن وضح الالتباس وانكشفت الحقيقة في قول الدكتور المحقق الكبير مصطفى جواد.

    حرب الصليبيين

    ازدهرت طرابلس في عهد بني عمار ازدهاراً اقتصادياً وعلمياً وأدبياً لم تشهد له مثيلاً، فقد اشتهرت في ذلك الوقت بصناعة الورق وكانت أساطيلها في حركة مستمرة تنقل منها وإليها البضائع المختلفة، وقد تولى إمارتها أربعة أمراء هم أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار الذي حكم طرابلس لمدة سنتين (462 ـ 464هـ)، ثم تولى بعده ابن أخيه جلال الدولة علي بن محمد بن عمار الذي استمر حكمه إلى عام (492 هـ)، ثم جاء بعده أخوه عمار بن محمد بن عمار المعروف بفخر الملك والملقب بذي السعدين وبقي حتى عام (501 هـ)، وأخيراً ابن عمه محمد بن الحسن بن عمار المعروف بذي المناقب قبل أن تسقط طرابلس بيد الصليبيين عام (502 هـ / 1109 م).

    ولكن طرابلس لم تكن لقمة سائغة للصليبيين، فقد سجلت أروع صفحات المجد في حروبها معهم وخاصة في عهد فخر الملك عمار بن محمد بن عمار الذي لقب بملك الساحل، حيث أنشأ اسطولاً حربياً لمقاتلة الصليبيين وخاض معهم معارك كبيرة رغم تفوق العدو بالعدة والعدد.

    وقد زخرت التواريخ ببطولات هذا الأمير وسجلت له صفحات مشرقة من كفاحه ودفاعه عن بلاد المسلمين، يقول ابن الأثير: (إن حملة ميرة بحرية خرجت من اللاذقية لإنجاد الصليبيين المحاصرين لطرابلس فأخرج إليهم فخر الملك أسطولاً فجرى بينه وبين القادمين قتال شديد ظفر فيه المسلمون بقطعة من الروم فأخذوها وأسروا من كان بها) (8)

    ومن صور البطولة التي سجلها له التاريخ موقفه عندما احتل الصليبيون مدينة (جبيل)، فقد كان لهذا البطل موقف يجعله في مصاف أبطال التاريخ المعدودين يقول ابن الأثير: (وحين ملك (صنجيل) الفرنجي مدينة جبيل وأقام على طريق طرابلس حصناً مقابلها ومراصد لها، خرج فخر الملك ومعه ثلاثمائة فارس من فرسان طرابلس الأشداء فأحرق ربضه ووقف صنجيل على بعض سقوفه المذهبة المحترقة ومعه جماعة فانخسف بهم ومرض ومات).

    وكان لبطولات فخر الملك صدى واسعاً في البلاد فمدحه الشعراء ووثقوا أمجاده وانتصاراته المتلاحقة على الروم والدفاع عن بلاد المسلمين وأكثر من تغنّى بهذه البطولات من الشعراء هو ابن الخياط (أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي) المتوفى سنة (517هـ) والذي زخر ديوانه بمدائح بني عمار وكان منها رائعته التي يقول في مطلعها:

    أعطى الشبابُ من الآرابِ ما طلبا وراحَ يختالُ في ثوبَيْ هوىً وصبا

    ومنها يصف شجاعة فخر الدولة وجيشه واستبسالهم في الدفاع عن حياض الإسلام:

    تـفـيَّـأَتْ ظلَّ فخْرِ المُلكِ وَاغتبطتْ بحيثُ حُلَّ عقالُ المُزنِ فانـسـكـبـا

    حـتـى إذا وردَتْ تـهــفُـو قَـلائـدَها ألـفـتْ أغـرَّ بـتاجِ المَجدَ مُـعتصِبا

    أشمَّ أشـوسَ مـضـرُوبــاً سُـرادقُـهُ على الممالكِ مُـرخٍ دُونَها الحُـجُـبا

    مُمنّعَ الـعـزِّ معـمُـورَ الــفِــنـاءِ بـهِ مُـظـفَّـرَ الـعَـزمِ وَالآراءِ مُـنـتـجَـبا

    مِن مَعشرٍ طالما شبُّوا بـكـلِّ وغىً نـاراً تـظــلُّ أَعـاديـهمْ لـهـا حـطبا

    بـيضٌ تـوقَّدُ في أَيـمـانِـهـمْ شُــعـلٌ هيَ الصَّواعقُ إذ تسْتوطِنُ السّحُبا

    من كلِّ أروعَ مضّاءٍ إِذا قـصُـرتْ خُطى المُحامينَ في مكرُوهةٍ وثبا

    وقد بقي ابن عمار خمس سنين يقاتل الصليبيين، ولما رأى أن أعدادهم تتزايد وخطرهم يستفحل ذهب إلى بغداد يطلب الإمدادات من السلاجقة لكنهم خذلوه فرجع يقاتل الروم رغم قلة جيشه حتى سقوط طرابلس.

    حضارة تفوق التصور

    لم تشهد طرابلس منذ تأسيسها على يد الفينيقيين حضارة شُيّدت على أسس متينة من العلوم والمعارف كما شهدته في عهد دولة بني عمار، ورغم أن ذلك ليس بغريب على دول الشيعة التي أرست أعمدة الحضارة الإسلامية عبر تاريخها الطويل والتي جعلت نصب أعينها منذ تأسيسها الاهتمام بالعلم وإقامة الدور والمراكز الثقافية، وكان رجال الشيعة في طليعة كل علم وأرباب كل فن، إلا أن دولة بني عمار فاقت كل التصورات في هذا الجانب، فقد كانت دولتهم عبارة عن دار للعلم كما وصفها المؤرخون حتى ليخيل لدارسي تلك الفترة أن هذه الدولة لم تهتم بأي جانب أو شأن من شؤون الدولة سوى العلم مع أن تأريخها يعد إضافة إلى موقعه العلمي الذهبي رمزاً خالداً للمسلمين في الدفاع عن البلاد الإسلامية ضد هجمات الصليبيين كما يعد من أرقى فترات نموها الاقتصادي والاجتماعي.

    إن المشاريع العلمية والإنمائية التي أقيمت في عهد دولة بني عمار قياساً بعمر هذه الدولة الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً والتي تخلّلتها حروبهم مع الصليبيين تعد إنجازاً عظيماً لا يمكن أن يتم إلا في دول عظيمة وبفترة أطول بكثير من عمر دولة بني عمار، فرغم أن الصليبيين سعوا إلى إزالة كل معالم هذه الدولة بعد استيلائهم على طرابلس ومحو كل أثر لها إلا أن بعض آثار هذه الدولة لا تزال باقية وشاهدة على جهودهم في سبيل الارتقاء بهذه المدينة حتى أصبحت على أيديهم أعظم مدينة على ساحل البحر المتوسط.

    ومن مشاريعهم التي لا تزال شاخصة إلى الآن (نهر قاديشا) الذي يؤمّن للمدينة ريّاً منظّماً وقد نظمه أبو علي بن عمار ومنع فيضانه وأمّن الأقنية منه للري ويعرف هذا النهر الآن بنهر (أبو علي)، ومن الصناعات التي اشتهرت طرابلس بها في ذلك الوقت هو صناعة الورق التي راجت لكثرة النسخ.

    دار العلم

    الحديث عن الجانب العلمي في دولة بني عمار شيق لا يُملّ حيث لا تفارق القارئ حالة الانبهار والإعجاب بتلك الدولة ومحبة حكامها للعلم الذي يصل إلى حد التولّع، يقول الدكتور مصطفى جواد: (كما كانت حلب في عهد سيف الدولة الحمداني مركزاً للشعر والأدب والعلم، كذلك كانت طرابلس في عهد الحسن بن عمار، وقد ازدهرت المدينة في عهده فأصبحت مركزاً للحياة الفكرية في بلاد الشام، وأنشأ مدرسة كبيرة ومكتبة، ومن هذه المكتبة انتشر العلم في أنحاء المدينة حتى قال المؤرخون: (إن طرابلس جميعها دار علم) وكان في هذه المكتبة مائة وثمانون رجلا لا عمل لهم إلا نسخ الكتب يتناولون مقابل صناعتهم مرتبات، ولها أناس مخصصون للبحث عن الكتب وشرائها لجمعها في هذه المكتبة، والفضل الأعظم بل الفضل الأول في هذا لأبي طالب الحسن بن عمار).

    استقطاب العلماء

    سعى بنو عمار لاستقطاب العلماء من البلاد الإسلامية إلى طرابلس وأجزلوا لهم العطاء ووفروا لهم كل ما يحتاجونه لكي يتفرّغوا للتدريس ونشر العلم فقط، ومن أبرز العلماء الكبار الذين وفدوا إلى طرابلس: أبو الفتح الكراجكي صاحب كتاب (كنز الفوائد) وقد ألف في طرابلس كتابه (عدة البصير في حج يوم الغدير) وأهداه لأبي الكتائب عمار القاضي، والكراجكي هو أستاذ ابن بابويه القمي، ومن علماء الشيعة الكبار أيضاً في دولة بني عمار أبو عبد الله أحمد بن محمد الطليطلي، والقاضي عبد العزيز ابن نحرير المعروف بـ (ابن البراج), وخيثمة بن سليمان القرشي الطرابلسي, وابن أبي الخناجر الطرابلسي, والحسين بن بشر الطرابلسي, وأبي الفضل أسعد بن أحمد بن أبي روح.

    وكان لكل من هؤلاء حلقات علمية تعقد للتدريس وقد تولى ثلاثة من هؤلاء العلماء الأعلام النظر على دار العلم وهم: الحسين بن بشر الطرابلسي, ثم أسعد بن أبي روح, وأخيرا أحمد بن محمد الطليطلي, أما أبرز من زار دار العلم في طرابلس من الأعلام فقد زارها الفيلسوف أبو العلاء المعري, والخوارزمي, وأبو علي الفارسي وغيرهم الذين وجدوا في دار العلم في طرابلس ما لم يجدوه في باقي البلاد في هذه المكتبة التي وصفها (ستيفن رنسيمان) بأنها: (أروع مكتبة في العالم). (9)


    الهوامش


    .................................................. ...

    1 ــ المسالك والممالك

    2 ــ أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم

    3 ــ رحلة ناصر خسرو

    4 ــ الكامل في التاريخ

    5 ــ تاريخ ناصر الدين بن الفرات المصري تحت عنوان (ذكر بعض أخبار طرابلس والشام) ج 8 ص 76 ــ 77

    6 ــ معجم الأدباء

    7 ــ فصل إن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها من أصلها ص 98

    8 ــ الكامل في التاريخ ج 10 ص 267

    9 ــ تاريخ الحروب ج 2 ص 113


    العتبة الحسينة المقدسة - جزء من مقال
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X