بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ عباس القوجاني: تشرفت في إحدى الأيام بالذهاب إلى منزل السيد علي القاضي في الصباح الباكر، الواقع في منطقة الجُدَيدَة، فمررت بسُوْرِ النجف ـ وهو حائط مرتفع حول أطراف المدينة يحميها من هجوم الأعداء، وقد هُدم هذا السور عند توسعة مدينة النجف، وقد شملت التوسعة منطقة الجُدَيدَة، وعند مروري به خطرت في ذهني فجأة حملات الوهّابيّين!! التي شُنّت على كربلاء سابقاً، وقُتل فيها الآلاف من الناس، وسفك فيها بحر من دماء العلماء والصلحاء والزوّار والمقيمين، حتّى أنّهم هدموا الضريح المطهّر، وكسّروا صندوقه، وأعدّوا القهوة على القبر المبارك من خشب ذلك الصندوق، وجلسوا يشربونها. أمّا بالنسبة للنجف الأشرف فإنهم لم يستطيعوا دخولها بسبب إحاطتها بالسور، ومقاومة الناس لهم من أعالي السور وفجواته، فقاموا بالفرار بعد لبثهم عدّة أيام حول السور.
وقد استغرقتُ في التفكير، بأنّه من اللازم أن نجهّز أنفسنا بأنواع الأسلحة حتّى إذا شنّوا حملة أخرى نزيلهم عن آخرهم، وأنّ سلاحنا يجب أن يكون كذا وكذا، وأنّ على شبابنا أن يتعلّموا هذه الفنون وتلك الفنون من القتال، وهكذا بقي ذهني مشغولا بهذا التفكير وكانت الخواطر تهجم علي من كل ناحية، حتّى وصلت إلى منزل المرحوم، فطرقت الباب ودخلت.
وما إن وقع نظره عليّ حتّى قال:
- " ها! مشغول بالحرب؟!"
- فقلت: ماذا قلتم؟ أيّ حرب؟!
- فقال: "مقصودي هو محاربة النفس الأمّارة!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مطلع الأنوار (للعلامة الطهراني) ، ج2، ص 35.
يقول الشيخ عباس القوجاني: تشرفت في إحدى الأيام بالذهاب إلى منزل السيد علي القاضي في الصباح الباكر، الواقع في منطقة الجُدَيدَة، فمررت بسُوْرِ النجف ـ وهو حائط مرتفع حول أطراف المدينة يحميها من هجوم الأعداء، وقد هُدم هذا السور عند توسعة مدينة النجف، وقد شملت التوسعة منطقة الجُدَيدَة، وعند مروري به خطرت في ذهني فجأة حملات الوهّابيّين!! التي شُنّت على كربلاء سابقاً، وقُتل فيها الآلاف من الناس، وسفك فيها بحر من دماء العلماء والصلحاء والزوّار والمقيمين، حتّى أنّهم هدموا الضريح المطهّر، وكسّروا صندوقه، وأعدّوا القهوة على القبر المبارك من خشب ذلك الصندوق، وجلسوا يشربونها. أمّا بالنسبة للنجف الأشرف فإنهم لم يستطيعوا دخولها بسبب إحاطتها بالسور، ومقاومة الناس لهم من أعالي السور وفجواته، فقاموا بالفرار بعد لبثهم عدّة أيام حول السور.
وقد استغرقتُ في التفكير، بأنّه من اللازم أن نجهّز أنفسنا بأنواع الأسلحة حتّى إذا شنّوا حملة أخرى نزيلهم عن آخرهم، وأنّ سلاحنا يجب أن يكون كذا وكذا، وأنّ على شبابنا أن يتعلّموا هذه الفنون وتلك الفنون من القتال، وهكذا بقي ذهني مشغولا بهذا التفكير وكانت الخواطر تهجم علي من كل ناحية، حتّى وصلت إلى منزل المرحوم، فطرقت الباب ودخلت.
وما إن وقع نظره عليّ حتّى قال:
- " ها! مشغول بالحرب؟!"
- فقلت: ماذا قلتم؟ أيّ حرب؟!
- فقال: "مقصودي هو محاربة النفس الأمّارة!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مطلع الأنوار (للعلامة الطهراني) ، ج2، ص 35.
تعليق