إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البخل الاسري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البخل الاسري

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحرص والبخل مدسوسينِ كلايهما في أعماق النفس و يمنعان ِ العبد من الانفاق والعطاء في وجوه البر والخير ومواساة الاخوان وهذين المرضين منبعهما النفس الامارة واستاذها الشيطان الذي يصور للعبد الفقر والنقص والعوز فيربطانه بلجام الشحّ {ا
    لشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ [البقرة/268] وهو من شعب سوء الظن بالخالق الفيّاض الكريم الرحمن الرحيم الذي عطائه غير منقطع
    وهو نابع ايضا من فساد الاعتقاد بحكمة وتقدير الله تعالى فالبخيل يكاد ان يكون كافر ! لانه ينظر لخزائن الله محدوده بينما خزائنه لا متناهية !
    فلماذا تنكمش عن الانفاق ؟
    اسرتك لها الاولوية في الانفاق وان الله سيخلف عليك اضعافه فلماذا هذا التضييق ؟؟
    بحيث تجد الزوجة او ابنائه يعيشون ضنك العيش .. لا رصيد لمبايلاتهم ؟! لا مبايل مناسب لابنه الجامعي ؟؟!!
    لماذا هذا الشح حتى في اتصال هاتفي ؟
    لماذا هذا الحرص حتى على مقدار بنزين ؟! خشية ان ينتقل به الى زيارة او عمل صالح
    لماذا يبحث البعض فقط عن المنافع والتبادل الربحي ؟
    والاسوء هو انتقال مرض البخل والشح وقبض اليد الى العائلة !!؟؟
    وربما تجد عوائل واسر كبيرة الامتداد معروفة ب
    اليبوسة والبخل والشح
    وانه لعار تنفر الناس منه كما قال علي أميرالمؤمنين (ع) (
    اَلْبُخْلُ عَارٌ)
    ولو نظروا بعين الحق لوجدوا الله لا شح في ساحته سبحانه (
    وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/268]
    متى تنفق ايها الشحيح بعد ان يضعوك في التراب ؟
    ولكن {
    حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون/99، 100]
    الوفاء دفن رمزه في كربلاء



  • #2
    والله يا اخي استغرب لحالات البخل الموجودة لدى البعض من الناس واتساءل معك

    متى سينفق امواله؟

    اعرف احد الاباء اتاه الله من رزقه الخير الكثير ولكنه يشح على عائلته

    بشكل غريب بحيث اذا كبر احد ابنائه واصبح عمره 14 او 15 سنة فانه لايصرف عليه

    حتى في المآكل بحيث يمنع زوجته من ان تعطي ابنها كسرة خبز واحدة ولا يعطيه مصروف المدرسة

    والام تعاني فهو بخيل جدا معها ويحدد لها قرص واحد من الخبز في اليوم

    والكثير الكثير من التصرفات التي تدمي القلب مع العلم ان هذا الرجل من ميسوري

    الحال اذ تصل ثروته الى مئات الملايين واولاده لايجدون مايقتاتون به

    تعليق


    • #3
      البخل صفة مكتسبة غالبا وهي نتاج خبرات وتعاملات متراكمة قد يكتسبها الزوج من أبويه أومن أشخاص ذوي تأثير في حياته وقد تكون وليدة حرمان أو ظروف اجتماعية قاسية‏.‏

      إن البخل من الصفات التي تعصف بمستقبل الأسرة, ولا نقصد بذلك البخل المادي فقط بل البخل العاطفي أيضا, وهو الأكثر تأثيرا علي نفسية الزوجة نظرا لما تتمتع به المرأة من رقة ومشاعر مرهفة فهي تعطي بلا حساب وتتوقع التقديرمن الزوج.
      وبداية لابد من تعريف البخل المادي والبخل العاطفي. فالبخل المادي: كما ورد في موسوعة ويكبيديا هو كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه في المباحات بحجة الخوف من المستقبل, وهو من أسوأ الصفات التي يكرهها المجتمع العراقي والعربي وتقلل من رجولة صاحبها.
      وهناك آثار اجتماعية ونفسية مترتبة علي البخل المادي منها معاناة الزوجة والابناء من نقص الاحتياجات الانسانية الاساسية, أيضا فقدان الاحترام والثقة في الأب نتيجة تهاونه في الوفاء بمتطلباتهم المادية والمعيشية. كما يعاني الأبناء من فقدان الثقة في أنفسهم فضلا عن معاناتهم من التفاوت بينهم وبين أقرانهم في المدرسة والعائلة في اشباع احتياجاتهم الأولية وشعورهم بالحرج والدونية أمام غيرهم من أطفال الأقارب والجيران نتيجة المعاناة النفسية المستمرة من ذلك التفاوت المعيشي وقد يتطور إلي التفكك الأسري.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد الذهبي; الساعة 09-05-2015, 11:03 PM.

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
        قال أمير المؤمنين {عليه السلام}: عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى
        الذي إياه طلب ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة
        حساب الأغنياء

        تعليق


        • #5
          تعتبر صفة البخل من الصفات الذميمة التي تتنافى مع الدين ويرفضها المجتمع الذي لا يخلو من البخلاء والبعض عرف واشتهر بالبخل شهرة كبيرة وقد روي عن البخلاء العديد من القصص والطرائف وسطرت الكتب ومن أشهرها «البخلاء» للجاحظ و قيلت العديد من الأمثال الشعبية حول البخل هذه الصفة السيئة التي ارتبطت بالرجال وتشترك معظم النساء فى صفة إنفاق الأموال وولعهن بشراء كل ما تحتاجه ومالا تحتاجه لكن الحقيقة ان هناك نساء هن بالفعل بخيلات ويعشقن جمع الأموال وتكديسها كالرجال تماما.
          حرص
          ويقول أخصائي اجتماعي:ان المرأة قد تكون في الغالب حريصة وليست بخيلة وهذا الالتباس يقع فيه الناس فالحرص صفة تختلف تماما عن البخل و لافرق بين البذخ والإسراف فبعض الناس يستخدمون مصطلحات لغوية في غير موضعها وهذا ما يحدث حينما تكون هناك امرأة عاملة وحريصة لا تحب التبذير والإسراف فهي توصف من قبل الناس بإنسانة بخيلة بينما لا يخلو المجتمع من وجود نماذج نساء هن بخيلات يكتنزن الأموال والمجوهرات ان كانت هناك مجوهرات و نرى امرأة تبخل على نفسها بخاتم ذهب ترتديه و تفضل ان تحتفظ بالأموال كما هي خوفا عليها من النفاذ كما يحدث عند الرجال البخلاء وهذه المرأة قد تكون تربت في أسرة يكون الوالد المسئول عنها بخيلا او تزوجت رجلا بخيلا واكتسبت هذه الصفة منه و المرأة البخيلة تكون مذمومة كالرجل ومحط سخرية من قبل الناس وهي لا تتمتع عادة بالأنوثة وتغلب عليها أنانيةو تفتقد معاني الحب والعطاء بينما المرأة الحريصة تتمتع بحسن التدبير اي مدبرة منزل وتعرف كيف تنفق المال وتضع القرش في مكانه الصحيح فهي إنسانة حكيمة وتصلح للارتباط بالرجل صاحب الدخل المحدود وسيعتبر هذا الرجل محظوظا لارتباطه بها فهي الأنسب له وتكون عونا له في الحياة فغالبية النساء يحببن الظهور والتباهي وشراء كل شيء ويجبرن الرجل على الدفع حتى وان لم يملك المال الكافي فترهقه الديون وأشار شهاب في النهاية الى ان رضا الناس غاية لا تدرك والأفضل هي القناعة الشخصية.
          هروب
          ووصفت خالتي إحدى جاراتها بأنها غاية البخل وهي تتهرب دائما عن استقبال الضيوف واذا صادف وذهبنا لها في احدى المناسبات من باب الواجب اتجاه الجار تستقبلنا بملابس بالية وتضع صينية العصير أمامنا من ارخص أنواع العصير دون ان تدعونا للتفضل وكأنها تضع العصير كديكور فقط رغم أنهم عائلة مقتدرة ماديا فأولادها الثلاثة يعملون في البنوك وزوجها موظف مرموق في احدى الشركات ونحن جاراتها نستغرب منها ومن معيشتها التي لا تتناسب مع مستواها المادي.
          حرج
          وتعترف عمتي بأن أمها بخيلة للغاية وسببت لها ولأخواتها الكثير من الإحراج وتقول لا استطيع دعوة صديقاتي للمنزل فهي تمنعني من اجل عدم رغبتها في تقديم الضيافة وهي تأخذ مصروفنا من ابي ولا تعطينا منه ريالا واحدا وحينما نحتاج غرضا مهما نترجاها ونبكي وبعدها تذهب معنا الى ارخص المحلات التجارية او الأسواق الشعبية المتنقلة للشراء منها والويل لنا ان أضفنا اي غرض على الرغم من ان ابي راتبه جيد ويكفينا لمعيشة مرفهة وعندما نناقش امي في ذلك تصفنا بالمسرفين ومصاريفنا قد تؤدي بنا الى الفقر والعوز والمؤسف انها أطلقت علي اسمي الذي أصبحت اخجل منه مع وضعنا الاقتصادي بسبب امي لكنها تبقى امي وعلينا طاعتها على امل ان ياتي اليوم الذي تتغير وتصبح سخية معنا ويشاركها الرأي أخوها الأصغر الذي يستدين من أصحابه في المدرسة بينما مصروفه تستحوذ عليه امه التي همها جمع المال وتكتفي بصنع شطائر في المنزل آخذها معي لآكلها في المدرسة وكأني طفل صغير وتردد دائما المثل
          القرش الأبيض لليوم الأسود».

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل لطرحكم هكذا محور تعاني منه بعض الأسر
            وتعود أسبابه:
            حين يتصف الزوج بالبخل فإن صفته هذه تكون مكتسبة غالبا وهى نتاج خبرات وتعاملات
            متراكمة قد يكون اكتسبها من أبويه أو من أشخاص ذوى تأثير في حياته وقد تكون وليدة حرمان أو ظروف اجتماعية قاسية.
            والبخل من الصفات التى تعصف بمستقبل الأسرة ولا نقصد بذلك البخل المادي فقط بل البخل العاطفي أيضا وهو الأكثر تأثيرا على نفسية الزوجة نظرا لما تتمتع به المرأة من رقة ومشاعر مرهفة فهي تعطى بلا حساب وتتوقع التقدير من الزوج.
            وهناك آثار اجتماعية ونفسية مترتبة على البخل المادي منها معاناة الزوجة والأبناء من نقص الاحتياجات الإنسانية الأساسية أيضا فقدان الاحترام والثقة في الأب نتيجة تهاونه في الوفاء بمتطلباتهم المادية والمعيشية. كما يعانى الأبناء من فقدان الثقة في أنفسهم فضلا عن معاناتهم من التفاوت بينهم وبين أقرانهم في المدرسة والعائلة في اشباع احتياجاتهم الأولية وشعورهم بالحرج والدونية أمام غيرهم من أطفال الأقارب والجيران نتيجة المعاناة النفسية المستمرة من ذلك التفاوت المعيشى وقد يتطور إلى التفكك الأسرى.أحسنتم أخي العزيز مع أمنياتي لكم بالموفقية
            التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 19-05-2015, 09:14 PM.

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وال محمد
              --------------------------
              وفقكم ربي أخي الكريم حسن لطرحكم محور عن البخل وسأشارككمبأقوال الأئمة الاطهار عن البخل والبخلاء:
              قال أمير المؤمنين( البخل جامع لمساوئ العيوب وهو زمام يقاد به الى كل سوء ) وقال تعالى(الـذيـن يـبـخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم اللّه من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا)(هـا انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه واللّه الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) قال الامـام زيـن الـعـابدين (عليه السلام)اني لا ستحي من ربي ان ارى الاخ من اخواني فاسال اللّه له الجنة وابخل عليه بالدينار والدرهم فاذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة لك لكنت بها ابخـل وابخل وابخل وقال الامـام الـهـادي (عليه السلام): البخل اذم الاخلاق وقال الامام علي (عليه السلام) البخل عار وقال الأمام علي (عليه السلام) البخل جلباب المسكنة وقال الامـام الـرضا (عليه السلام) البخل يمزق العرضوقال الامام علي (عليه السلام): البخل بالموجود سوء الظن بالمعبودوقال (عليه السلام): من بخل بماله ذل، من بخل بدينه جلوقال (عليه السلام): بالبخل تكثر المسبة قال الامام الصادق (عليه السلام): ان كان الخلف من اللّه عزوجل حقا فالبخل لماذا؟ قال الامام الصادق(عليه السلام): من برئ من البخل نال الشرف




              التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 19-05-2015, 09:36 PM.

              تعليق


              • #8
                بسم الله

                البخل : وهو الامساك حيث ينبغي البذل، كما أن الإسراف هو البذل حيث ينبغي الامساك، وكلاهما مذمومان، والمحمود هو الوسط، وهو الجود والسخاء: إذ لم يؤمر رسول الله (ص) إلا بالسخاء، وقيل له: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط (72). وقال تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (73) فالجود وسط بين الإقتار والإسراف، وبين البسط والقبض، وهو تقدير البذل والإمساك بقدر الواجب اللائق. ولا يكفي في تحقق الجود والسخاء أن يفعل ذلك بالجوارح ما لم يكن قلبه طيبا غير منازع له فيه. فإن بذل في محل وجوب البذل ونفسه تنازعه وهو يضايرها فهو متسخ وليس بسخى، بل ينبغي ألا يكون لقلبه علاقة مع المال إلا من حيث يراد المال له، وهو صرفه إلى ما يجب أو ينبغي صرفه إليه
                (1)}

                والذي اعتقده ان البخل هو اعتقاد خاطئ ناتج عن تربية ذاتية او كسبية

                ومعلوم ان سيطرة الوهم اي التخيلات الناتجة من التفكير بالفقر والعوز والحرمان باعثة الى وداعية الى نمو شجرة البخل الخبيثة في قاع النفس والتفافها على النفس لتقيدها عن التصور الصحيح والتحرك نحو الانفاق وبذل الخير

                لذا ورد في الاخبار الشريفة قال رسول الله (صلى الله عليه واله): البخل شجرة تنبت في النار، فلا يلج النار إلا بخيل .

                وقال ( صلى الله عليه واله ): خلق البخل من مقتة، وجعل رأسه راسخا في أصل شجرة الزقوم، ودلى بعض أغصانها إلى الدنيا، فمن تعلق بغصن منها أدخله النار. إلا أن البخل من الكفر، والكفر في النار.

                وكما أسلفتم القول ان ا
                لبخيل يكاد ان يكون كافر!

                نعم لان إعتقاده بمحدودية الذي قال
                {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]

                وقد رد سبحانه على هؤلاء المعتقدين بمحدودية وسعة كرمه وعطائه ({وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64]

                ولذا ورد أنه ما من صباح إلا وقد وكل الله تعالى ملكين يناديان: اللهم اجعل لكل ممسك تلفا، ولكل منفق خلفا!


                ومن هنا لابد للمؤمن من ان يتحلى بحلية السخاء والانفاق والبذل وكرم النفس على نفسه واهله وارحامه ومعارفه واصدقائه والبشرية .. لان ذلك من الايمان وعلو الشأن والدرجة في الجنة :

                وقال (صلى الله عليه واله ): كل معروف صدقة، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له صدقة، وما وقى المرء به عرضه فهو له صدقة، وما أنفق الرجل من نفقة
                فعلى الله خلفها !!

                قال الصادق (عليه السلام ) لبعض جلسائه: ألا أخبرك بشيء تقرب به من الله وتقرب من الجنة وتباعد من النار؟
                ، فقال : بلى.
                فقال: عليك بالسخاء .
                وقال: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم.

                ومن خالص الإيمان: البر بالأخوان والسعي في حوائجهم، وأن البار بأخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان .

                رزقنا الله وأياكم السخاء وأعاذنا من دركات الشقاء وحشرنا مع السادة الكرماء محمد واله الاتقياء



                ________________________________________________
                (1)الكتاب : جامع السعادات
                التعديل الأخير تم بواسطة خادم أبي الفضل; الساعة 20-05-2015, 05:20 PM.
                شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



                تعليق


                • #9
                  يعد البخل والإمساك عن إنفاق المال في موارده عاهة من
                  العاهات المعيبة للأشخاص.فالأصل أن يكسب الإنسان المال من أجل أن ينفقه على حاجاته ومصالحه، ولكن جمع المال قد يصبح عند البعض من الناس هواية فيحرصون على جمعه ويبخلون عن إنفاقه في موارده، وهذه آفة وعاهة كبيرة تصيب الإنسان. إن ذلك يشبه تماما جمع الطعام دونما هدف، فالإنسان أنما يعد الطعام حتى يأكل منه ويطعم منه الآخرين، أما إذا أصبح مجرد جمع أصناف الطعام–دون أكله- هواية لدى أحد الناس، فإن النتيجة معروفة وهي فساد ذلك الطعام وتلفه وصدور الروائح الكريهة منه، فالطعام في الأصل يعد من أجل أن يؤكل لا أن يجمع ويترك هكذا. وكذلك المال إنما يكسبه الإنسان ويجمعه من أجل أن ينفقه على حاجاته ومصالحه المادية والمعنوية، فإذا لم يصرف منه في هذه الموارد فهذا يعني سوء تعامل مع المال. وهذا ما يطلق عليه البخل، أي الامتناع عن صرف المال في موارده وهذه عاهة من العاهات.
                  إن البخل خصلة ذميمة تنبع من سوء تفكير عند الإنسان أو لخلل في نفسه. وذلك من خلال الجنوح في التفكير والخشية من الفاقة إذا أنفق من ماله، أو تعتريه حالة الأنانية ولؤم النفس فتمنعه من الإنفاق، ولذلك وردت النصوص الدينية التي تحذر المرء من الوقوع في هذا المطب، أو الإصابة بتلك العاهة، فمن وجد في نفسه شيئا من البخل فعليه أن يراجع هذه النصوص من آيات وأحاديث، وأن يتأمل في سيرة من حوله من الناس، حتى يعالج هذا المرض حتى لو لم يكن سوى في مراحله الدنيا، لأن ذلك معرض للاستفحال تماما كما تستفحل وتزيد أمراض الجسم إذا سكت عنها الإنسان.
                  ورد عن علي أمير المؤمنين في هذا الصدد القول: (البخل جامع لمساوئ العيوب)[1] ، ويقول (البخل بالموجود سوء ظن بالمعبود)[2] ، وبهذا يشير إلى خلل التفكير الذي يعتري البعض، فالله الذي رزق الإنسان هذا المال سيعطيه غيره ولذلك عليه أن ينفق دون خشية الفقر، وقد ورد في الأثر: (من أيقن بالخلف جاد بالعطية) ، وجاء عن الإمام علي بن موسى الرضا : (إياكم والبخل فإنها عاهة لا تكون في حر ولا مؤمن إنها خلاف الإيمان)[3] . والإنسان الحر وفقا للراوية هو الذي له نفس سليمة متحررة من العقد، والمؤمن الذي يهتدي بهدي الإسلام لا يكون بخيلا، ثم يضيف الإمام : (إنها خلاف الإيمان).
                  وفي كلمة لأمير المؤمنين علي : (عجبت للشقي البخيل يتعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب)[4] ، بمعنى أن البعض يطلب الغنى هربا من الفقر، فإذا ما استغنى من مال الله أمسك عن الإنفاق فحاله سيكون حينها كالفقير الذي ليس لديه ما ينفق. فما الفائدة من الأرقام الفلكية الموجودة في الأرصدة البنكية إذا لم يقم صاحبها الغني بواجب الإنفاق؟، والغريب أن لدى بعض الناس هوساً في النظر نهاية كل شهر لأرقام أرصدته المكدسة في البنوك، تلك الأرصدة التي تستفيد منها البنوك بالمتاجرة بها، فالواحد من هؤلاء يعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. ويقول الإمام الصادق في هذا المضمار: (حسب البخيل من بخله سوء الظن بربه، من أيقن بالخلف جاد بالعطية)[5] .
                  وللبخل نتائج سلبية على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، ومنها:
                  أولا: القلق النفسي وضيق والمعيشة
                  إن أول ما يصاب به البخيل جراء بخله هي حالة القلق وضيق المعيشة. فقد ورد عن النبي : (أقل الناس راحة البخيل)[6] . فالبخيل عادة ما يكون في قلق دائم من التعرض لأدنى خسارة قد تؤدي إلى تضاؤل رصيده المالي. بل أكثر من ذلك، فإذا تعرض إلى موقف يتوجب عليه دفع شيء من ماله فتراه يمتقع لونه ويتمنى لو أنه لم يحضر ذلك المكان.وقد تحدثت إحدى الزوجات تشكو بخل زوجها، فكانت تقول بأنه يأتي بعض الأيام متغير المزاج على غير عادته فتسأله عن السبب فيتضح بأن السبب هو أن فقيرا جاءه ذلك اليوم وطلب منه مبلغا من المال، وآخر طالبه بالتبرع من أجل مشروع خيري، فيطيل ذلك البخيل الشكوى من السائلين وجامعي التبرعات الخيرية!. هكذا هو البخيل، فهو في قلق دائم من الخسارة ومن الاضطرار لدفع شيء من ماله.
                  وورد في السياق ذاته عن الإمام الصادق : (ليست لبخيل راحة)[7] ، ويقول الامام علي : (أبخل الناس من بخل على نفس بماله وخلفه لوارثه)[8] . ومما ينقل في هذا الصدد أن شابًا كان محتاجا إلى مبلغ من أبيه لشراء سيارة، لكن والده، وعلى كثرة ماله، لم يعطه ما طلب، حتى إذا توفي الأب بعد ذلك بأيام قليلة، قال الولد حينها، الآن أستطيع شراء أكثر من سيارة وليست سيارة واحدة فقط، فهل هذا ما يريده الإنسان؟، حقيقة الأمر أن البخيل يبخل على نفسه باليسير فيما يخلف لوارثه الكثير. ولذلك فالبخل يخلق حالة من القلق والضيق في نفس الإنسان.
                  ثانيا: سوء السمعة
                  تأتي السمعة السيئة في الوسط الاجتماعي ضمن أبرز الأعراض السلبية للبخل وشح النفس. إذ يخلق كل امرئ صورة ذهنية عن نفسه بين الناس، فيقرأ الناس من حولهم ويقيمون الأفراد بناء على ممارساتهم وإن لم يفصحوا عن تقييماتهم تلك على نحو مباشر، فالكريم يمدحه الناس والبخيل يذمه الآخرون. يروى عن الإمام علي قوله : (البخل عار، بالبخل تكثر المسبة)[9] ، وعن الإمام الرضا : (البخل يمزق العرض ـ أي السمعة ـ)[10] ، ويقول الامام علي : (من بخل بماله ذل ومن بخل بدينه جل)[11] ، فالإنسان الذي لا يفرط في دينه ويمسك عليه يكون جليلاً عزيزاً، بخلاف الذي يمسك ماله فإنه يكون ذليلاً.
                  ثالثا: النفور الاجتماعي
                  يلتف الناس حول من يحسن إليهم فيما ينفرون بشدة من البخيل المقتر. فالإنسان الذي يعطيه الله الخير فيوسع على عياله وعلى الناس من حوله فسيجد الترحيب والالتفاف منهم، والعكس بالعكس. وورد عن الامام زين العابدين : (أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله)[12] ، وعن الإمام الرضا : (صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله)[13] . فينبغي للرجل إذا أعطاه الله الخير أن يوسع على عياله حتى يدعون له بطول البقاء عوضا عن تمني موته. إن أكثر الناس نفورا من البخيل المقتر هم عياله، حتى أنهم يتمنون الخلاص منه سريعا ليتمتعوا بإرثه من بعد وفاته، وإن لم يصرحوا بما في نفوسهم.
                  وورد عن الامام الصادق : (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول)[14] ، إن أولى الناس بالنعمة التي حباها الله المرء هم أقرب الناس إليه؛زوجته وأولاده ووالداه ومن يعول، وإلا فما فائدة المال. تردنا بين الفينة والأخرى بعض الشكاوى عبر الهاتف أو البريد الالكتروني من عوائل يشكون من يعولهم وتقتيره عليهم، فنحاول التخفيف عنهم باختلاق الأعذار وضيق ذات اليد لدى الطرف الآخر، ولكن سرعان ما يأتينا الرد بأن لهذا العائل رصيدا كبيرا في البنك وهو قادر على الإنفاق ولا يمنعه من ذلك سوى البخل!.
                  وجاء عن النبي : (ملعون ملعون من ضيع من يعول)[15] ، فالعيال أمانة في رقبة المرء، والزوجة المسكينة الكادحة تستحق الكثير، وقد كتب أحد الكتاب يقول بأن الزوجة تقوم بأدوار كثيرة بحيث لو استأجر الرجل لكل دور من أدوراها من يقوم بها مقابل المال لكلفه ذلك كثيرًا، ومن ذلك مهمات الطبخ والكنس وإدارة البيت والحمل والرضاع وما شابه. ولذلك على الإنسان أن لا يبخل على عياله.
                  وورد عن رسول الله : (المؤمن يأكل بشهوة عياله، والمنافق يأكل أهله بشهوته)[16] ، ومعنى ذلك أن المؤمن يأكل مما يشتهي عياله، فيعطيهم وفق رغبتهم، أما المنافق فيبدأ بنفسه ولا عليه من غيره، فالذي يشتهيه هو يفرض على أولاده أن يأكلوا منه، وهذا خطأ كبير، إذ على الإنسان أن يحسب حسابا لرغبات من حوله.
                  وينسحب موضوع البخل ليشمل التقتير على الأرحام والأقارب أيضاً. فالإنسان إذا أعطاه الله الخير فلا بد وأن ينعكس ذلك على من هم حوله، ومن العجيب جدا أن ترى ثريا وحوله فقراء من أرحامه وأقرب الناس إليه وقد يكون أخوه أحدهم، فكيف يطيب له العيش مرتاحاً وأقرب الناس إليه يعيشون الفقر والحاجة؟، لماذا لا تنفق على هؤلاء، ومن أجل ماذا تجمع الأموال؟، فإذا كنت تخاف الفقر فذلك سوء ظن بالله تعالى.ولذلك ورد عن رسول الله : (البخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار)[17] . ومن الملاحظ أنك تجد في بعض الأحيان مجموعة من الناس تعيش مرتاحة لا لشيء إلا لأن من بينهم واحداً سخياً يلتف الجميع من حوله، فيما يهرب أناس آخرون من البذل والعطاء على من حولهم حتى يصبحوا أبعد ما يكونون عن الناس.
                  هناك من أهل الخير من ينعكس خيره على من حوله فيبارك الله له في خيره ويجعله أضعافا مضاعفة. ومن المؤكد أن من يعش في الدنيا نافعا للناس فسيجعل الله له في الآخرة مقاما عليا حتى يخاطب الله أمثال هذا يوم القيامة بأن ادخلوا (الجنة) وأدخلوا من شئتم. فالسخي يعيش مرتاحا في دنياه وآخرته، بينما البخيل يعيش شقيا في دنياه وآخرته. ولذلك قال الله تعالى في هذا الشأن في الآية الكريمة ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِï´¾. ويقول : (أبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه)[18] ، فقد أعطاك الله هذا المال والثروة، ولم يفرض عليك سوى أن تنظر آخر السنة إلى الفائض عندك وما يزيد عن حاجتك لتصرف منه 20 % في الموارد العامة. إن هذا القدر من الإنفاق سوف ينعكس على المرء نفسه على نحو مباشر حين يتقوى المجتمع والانتماء العقدي فيه، أما من يبخل بهذا المقدار فهو من أشد الناس بخلا. ويقول علي : (إذا لم يكن لله في عبده حاجة ابتلاه بالبخل)[19] ، ومعنى ذلك أن من لا قيمة له عند الله، فإن الله يبتليه بالبخل، أي أن هذا العبد
                  يختار لنفسه هذا الطريق. جاء رجل لرسول الله وقال: (يا رسول الله أي الناس أفضلهم إيمانا؟ قال ص: أبسطهم كفا)[20] .
                  إن البخل ينعكس سلبا على علاقة الإنسان مع أقاربه وأرحامه، فليس لبخيل صلة رحم. ويقول الامام الرضا : (السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس)[21] ، ويقول الإمام الصادق : (شاب سخي مرهق في الذنوب أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل)[22] ، والهدية الأخيرة من الامام الرضا فقد دخل عليه مولى له فسأله الامام هل أنفقت اليوم شيئا؟ قال لا، فقال له الامام من أين يخلف الله علينا؟ أنفق ولو درهمًا واحدًا[23] .
                  ينبغي للإنسان أن يمارس عادة الإنفاق في سبيل الله على نحو يومي.ولذلك فمن المستغرب ردة فعل بعض الناس حين يعرض عليهم طلب الدعم والمساهمة في مشروع خيري، فيكرر القول بأنه سبق له المساهمة في مشروع خيري مشابه قبل ذلك!. ينبغي للإنسان أن يعود نفسه على الإنفاق يوميا على مصالح الدين والمجتمع والجيران والأقرباء وأن ينأى بنفسه عن أساليب التهرب من الإنفاق. قال الامام علي : (كثرة العلل آية البخل)[24] ، وعنه : (البخيل متحجج بالتعاليل والمعاذير)[25] . كما ورد في الأثر أن على الإنسان أن يتعوذ بالله من البخل، ولذلك على الإنسان أن يربي نفسه على الإنفاق في كل يوم وأن يكون واثقا من عطاء الله تعالى.
                  نسأل الله أن يبعدنا عن البخل والرذائل وأن يجملنا بمكارم الأخلاق.

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سرور فاطمة مشاهدة المشاركة
                    والله يا اخي استغرب لحالات البخل الموجودة لدى البعض من الناس واتساءل معك

                    متى سينفق امواله؟

                    اعرف احد الاباء اتاه الله من رزقه الخير الكثير ولكنه يشح على عائلته

                    بشكل غريب بحيث اذا كبر احد ابنائه واصبح عمره 14 او 15 سنة فانه لايصرف عليه

                    حتى في المآكل بحيث يمنع زوجته من ان تعطي ابنها كسرة خبز واحدة ولا يعطيه مصروف المدرسة

                    والام تعاني فهو بخيل جدا معها ويحدد لها قرص واحد من الخبز في اليوم

                    والكثير الكثير من التصرفات التي تدمي القلب مع العلم ان هذا الرجل من ميسوري

                    الحال اذ تصل ثروته الى مئات الملايين واولاده لايجدون مايقتاتون به






                    ذكرتموني ببعض نوادر الببخلاء وطرائف ما يحكى عنهم :

                    خرج بخيل وابنه في المساء لقضاء السهرة عند أحد الأصدقاء، وفي منتصف الطريق عرف الرجل أن ابنه ترك المصباح مضيئا ولم يطفئه عند مغادرة المنزل.
                    فقال له: لقد خسرنا بإهمالك هذا درهما.. وأمره بالعودة إلى المنزل ليطفئ المصباح.
                    وعاد الولد إلى المنزل فأطفأ المصباح، ثم رجع إلى أبيه، فابتدره أبوه قائلا: - أن خسارتنا هذه المرة، اكبر من خسارتنا في المرة السابقة، فقد أبليت من حذائك ما يساوي درهمين.!
                    فأجاب الولد قائلا: - اطمئن يا أبي .. فقد ذهبت إلى المنزل وعدت حافيا.


                    فإذا كان الاب بهذا المستوى كيف سيخرج الابناء ؟

                    شكرا لمروركم العطر اختي الفاضلة
                    الوفاء دفن رمزه في كربلاء


                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X