مِحرَابُ عِبَادَةٍ فِي سِجْنِ الظَّالِمِين
سنين وسنين تنتقل مولاي من زنزانة إلى أخرى..
بيديك الأغلال من حديد، وفي وجه أعدائك شماتة الناصبين..
كظمت غيظك مولاي حباً لرضا المولى..
فحولت السجن إلى محرابٍ للعبادة..
صمت نهاره وقمت ليله..
فجرى عليك القدر وأنت مأجورٌ لصبرك الجميل..
حارت فيك العقول بين محبٍّ وناصبي..
في عبادة سهدت الليالي لا تجزع فيها عن صلاة وتراتيل..
يحسبك الظالمون ثوباً مطروحاً على الأرض..
ولم يعلموا بأنها سجدتك الطويلة..
فقتلوك علّهم يجدون في قتلك سلوى..
فقد أرّقهم صبرك الجميل..
فلم تخترق جسدك النحيل رطباتهم المسمومة..
بل اخترقه حقدهم وكفرهم ظناً أنهم بذلك يُطفئون نورك..
فأضحى مرقدُك قبلةً يحج إليه المؤمنون من أطراف الدنيا..
وباباً لحوائج السائلين..
وخنجراً يفقأ عين الظالمين على مدى العصور.
وفاء حسن عاشور
تم نشره في المجلة العدد(82)
سنين وسنين تنتقل مولاي من زنزانة إلى أخرى..
بيديك الأغلال من حديد، وفي وجه أعدائك شماتة الناصبين..
كظمت غيظك مولاي حباً لرضا المولى..
فحولت السجن إلى محرابٍ للعبادة..
صمت نهاره وقمت ليله..
فجرى عليك القدر وأنت مأجورٌ لصبرك الجميل..
حارت فيك العقول بين محبٍّ وناصبي..
في عبادة سهدت الليالي لا تجزع فيها عن صلاة وتراتيل..
يحسبك الظالمون ثوباً مطروحاً على الأرض..
ولم يعلموا بأنها سجدتك الطويلة..
فقتلوك علّهم يجدون في قتلك سلوى..
فقد أرّقهم صبرك الجميل..
فلم تخترق جسدك النحيل رطباتهم المسمومة..
بل اخترقه حقدهم وكفرهم ظناً أنهم بذلك يُطفئون نورك..
فأضحى مرقدُك قبلةً يحج إليه المؤمنون من أطراف الدنيا..
وباباً لحوائج السائلين..
وخنجراً يفقأ عين الظالمين على مدى العصور.
وفاء حسن عاشور
تم نشره في المجلة العدد(82)
تعليق