كيف نتعلم من الامام الكاظم (عليه السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
كيف نتعلم من الامام الكاظم (عليه السلام )
إن الامام سلام الله عليه وكل الأئمة المعصومين عليهم السلام قدموا الكثير للمجتمع من عبادات ومعاملات وتوصيات ... الخ فبهذه المناسبة الأليمة أحببت أن أتكلم على موضوع مهم جداً الذي كان يمارسه الامام الكاظم (ع) ألا وهو المعيشة أي العمل المادي ، ونرى بأن الامام وأي واحد من الائمة يعملون ليعيشون عوائلهم ولم نسمع على مر التاريخ إن أحد من الائمة وحتى الأنبياء بإن لم يعمل ويستعطي من الناس( وحاشاهم ) وجاء في الروايات
((كان الإمامُ الكاظم يحبّ العمل ، وكان له أرض يزرعها ويعمل فيها ، وذات يوم مرّ به أحد أصحابه وكان اسمه " علي " فرآه منهمكاً في العمل والعرق يتصبّب منه . فقال له ( علي ) : جعلت فداك أين الرجال ؟ أليس هناك من يقوم بالعمل عنك ؟
فقال و هو يجفّف جبينه : يا علي قد عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن أبي ، فقال علي : من هو ؟ فقال الكاظم ( عليه السلام ) : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين و الأوصياء والصالحين .))
الكليني، الكافي، م.س، ج5، كتاب المعيشة، باب ما يجب من الاقتداء بالأئمّة عليهم السلام، ح10، ص75-76.
ومع العلم إن لهم حق من بيت المال والدليل على ذلك الخمس عندما يتوزع ، يتوزع على قسمين ، قسم لعوام الناس وقسم للعلوين وهذا إطار عام لهذا الحكم بمعنى آخر حتى لو أخذوا من بيت المال لم يضرهم شيئاً من الناحية الدينية ورغم هذا الأمر لم يأخذوا من بيت المال والشاهد على ذلك حادثة عقيل بن أبي طالب وأخيه الامام علي ابن ابي طالب وهذا نص القصة (ذات يوم جاء للامام علي عليه السلام اخوه عقيل فرحب به الامام ولما حان وقت العشاء لم يجد عقيل على المائده غير الخبز والملح فتعجب وقال ليس الا ماارى فرد الامام اوليس هذا من نعمة الله وله الحمد كثيراوطلب عقيل منه مبلغا من المال لسداد دينه فقال الامام اصبر عني يخرج عطائي فانزعج عقيل وقال بيت المال في يدك وانت تسوقني الى عطائك فقال الامام ماانا الابمنزلة رجل من المسلمين فكان عقيل يلح على الامام ان يعطيه من بيت المال فقال الامام ان شئت اخذت سيفك واخذت سيفي وخرجنا معا الى الحيره فان بها تجارا مياسير فدخلنا على بعضهم فاخذنا ماله فقال عقيل مستنكرا :اوسارقا جئت؟! عندها اجابه الامام تسرق من واحد خير من ان تسرق من (مال)المسلمين جميعا ثم احمى الامام حديده وقربها من اخيه واخذ عقيل يصرخ من حراة دخانها فقال له الامام اتأن من حديدة احميتها للعب وتجرني لنار سجرها خالقها لغضبه؟!)، والامام الكاظم (ع) أيضاً كان على هذا النمط من العمل كآبائه وأجداده ، فإذا كنا نحسب أنفسنا من أتباعهم ومحبيهم يجب علينا أن لا نغفل عن هذا الأمر ، وطلب الرزق هو في حد ذاته ليس للدنيا بل لإستمرار الحياة حتى نكمل المسير للآخرة وفي رواية عن الامام الكاظم (ع) تقول:
[ لا تحدّثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإنّه من حدّث نفسه بالفقر بخل، ومن حدّثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروّة وما لا سرف فيه. واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي " ليس منّا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه ]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أبا الزهراء محمد وآله الميامين.
تعليق