بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين يستمر البيان حول كلمات دعاء الندبة وما يحويه هذا الدعاء العظيم من رموز واشارات معرفية وبلاغية.
1ـ بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها: اشتراط الزهد عليهم في دار التكليف ونجاحهم فيه جعلهم في الدرجة العليا عند ربهم وسيدهم فلم يكن ذلك المقام جزافاً ، انهم عملوا وقبلوا وصبروا، فكانوا اقرب عباده اليه فاستحقوا المقامات بعد عدة من الاختبارات والابتلاءات ولو كنا مكانهم لعرفنا صعوبة الاختبار واي درجة وصلوا اليها هؤلاء العظماء فترك الدنيا يعني هجر وسوسة الشيطان وتمثيل جمال الدنيا وخدعته بالزخرف والزبرج، في غاية الدقة وفيه دلالة على تفاهتها من جهة واغرائها من جهة اخرى، لكن من يرى نور الشمس لا يحتاج الى نور غيرها ، فهؤلاء تعلقت قلوبهم بالقدس الانفس والعز الابقى فلا أثر للدينا عليهم بل جعلوها مطية للآخرة ، وفنون الجملة البلاغية والادبية واضحة بجلاء فالزمنية ماضية وتحكي عن وقت مسبق مختار وهو موافق للآثار الواردة عنهم (عليهم السلام) وهو ما يعطي تأكيداً واضحاً على ثبات مضامين هذا الدعاء ومعانيه وسحر السياق يلوح نوراً للقارئ البصير.
2ـ فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ: عندما عرضت عليهم الانوار الربانية والعود والشروط والقوانين، قبلوها بكل رحابة وسعدوا بذلك ايما سعادة وفرحوا كثيراً، فمن ذا الذي تعرض عليه المقامات الالهية ويرفضها؟ وبعد ان قبلوا تلك العهود والشروط علم الله تعالى منهم صدق ما شرطوا له، وكيف لا يعلم وهو الخالق لهم والعالم بما في سرائرهم، وعند قبول هذا العهد وبيان صدقهم ووضوح هدفهم الذي يتسم بالوفاء وعدم الخذلان او التفريط ، وتلهمنا الجملة ثبوت حق العصمة لهم لان الوفاء جاء اسماً دالاً على الثبات والاستقرار دون التغير والتبدل، وكأنها منزلة اختصوا بها فيضعون انفسهم موضع القبول، فتمت الصفقة وكان جزائهم هو القرب من رب الارباب ، وادب الجملة يظهر في ربطها بما قبلها من الكلام فكانت هي نتيجة لما سبق من الشرط، وبيان فضيلتهم ومنزلتهم بهذه الكلمات الوجيزة، فما اجمل الاختصار في كلمتي (قبلتهم) و(قربتهم) فبينهما بحراً من الكلام وبسطاً طويلاً، فالقبول شيء والقرب شيء آخر الا ان الله جل جلاله لما علم منهم التفاني والتضحية لهذا الدين وقبولهم الشروط والعهود الالهية واطاعتهم له تمام الطاعة كان جزائهم القرب من ساحة قدسه والتنعم بأنوار ربوبيته.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين يستمر البيان حول كلمات دعاء الندبة وما يحويه هذا الدعاء العظيم من رموز واشارات معرفية وبلاغية.
1ـ بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها: اشتراط الزهد عليهم في دار التكليف ونجاحهم فيه جعلهم في الدرجة العليا عند ربهم وسيدهم فلم يكن ذلك المقام جزافاً ، انهم عملوا وقبلوا وصبروا، فكانوا اقرب عباده اليه فاستحقوا المقامات بعد عدة من الاختبارات والابتلاءات ولو كنا مكانهم لعرفنا صعوبة الاختبار واي درجة وصلوا اليها هؤلاء العظماء فترك الدنيا يعني هجر وسوسة الشيطان وتمثيل جمال الدنيا وخدعته بالزخرف والزبرج، في غاية الدقة وفيه دلالة على تفاهتها من جهة واغرائها من جهة اخرى، لكن من يرى نور الشمس لا يحتاج الى نور غيرها ، فهؤلاء تعلقت قلوبهم بالقدس الانفس والعز الابقى فلا أثر للدينا عليهم بل جعلوها مطية للآخرة ، وفنون الجملة البلاغية والادبية واضحة بجلاء فالزمنية ماضية وتحكي عن وقت مسبق مختار وهو موافق للآثار الواردة عنهم (عليهم السلام) وهو ما يعطي تأكيداً واضحاً على ثبات مضامين هذا الدعاء ومعانيه وسحر السياق يلوح نوراً للقارئ البصير.
2ـ فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ: عندما عرضت عليهم الانوار الربانية والعود والشروط والقوانين، قبلوها بكل رحابة وسعدوا بذلك ايما سعادة وفرحوا كثيراً، فمن ذا الذي تعرض عليه المقامات الالهية ويرفضها؟ وبعد ان قبلوا تلك العهود والشروط علم الله تعالى منهم صدق ما شرطوا له، وكيف لا يعلم وهو الخالق لهم والعالم بما في سرائرهم، وعند قبول هذا العهد وبيان صدقهم ووضوح هدفهم الذي يتسم بالوفاء وعدم الخذلان او التفريط ، وتلهمنا الجملة ثبوت حق العصمة لهم لان الوفاء جاء اسماً دالاً على الثبات والاستقرار دون التغير والتبدل، وكأنها منزلة اختصوا بها فيضعون انفسهم موضع القبول، فتمت الصفقة وكان جزائهم هو القرب من رب الارباب ، وادب الجملة يظهر في ربطها بما قبلها من الكلام فكانت هي نتيجة لما سبق من الشرط، وبيان فضيلتهم ومنزلتهم بهذه الكلمات الوجيزة، فما اجمل الاختصار في كلمتي (قبلتهم) و(قربتهم) فبينهما بحراً من الكلام وبسطاً طويلاً، فالقبول شيء والقرب شيء آخر الا ان الله جل جلاله لما علم منهم التفاني والتضحية لهذا الدين وقبولهم الشروط والعهود الالهية واطاعتهم له تمام الطاعة كان جزائهم القرب من ساحة قدسه والتنعم بأنوار ربوبيته.
تعليق