إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجلسة النقاشية النسوية (أهمية العلم)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجلسة النقاشية النسوية (أهمية العلم)

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	IMG_20210108_183827_524.jpg  مشاهدات:	3  الحجم:	80.4 كيلوبايت  الهوية:	905799يسرّ قسم مكتبة أم البنين – عليها السلام- النسويّة في منتدى الكفيل أن يدعوكم إلى المشاركة في الجلسة النقاشيّة النسويّة:

    ( أهمية العلم)،وذلك في قسم مكتبة أم البنين –عليها السلام- النسويّة على منتدى الكفيل العالميّ في يوم الأحد 10/1/2020، الموافق 25/ جمادى الأولى/1442 هـ،

    من الساعة الثالثة مساءً وحتى الساعة الخامسة مساءً.

    يمكنكم المشاركة بنص لايقل عن (150) كلمة يخص محور الجلسة وستخضع النصوص للتقييم علما أن هناك جوائز رمزية تقدم للفائزات
    التعديل الأخير تم بواسطة امال الفتلاوي; الساعة 08-01-2021, 06:46 PM.

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_20210108_184802_298.jpg 
مشاهدات:	845 
الحجم:	167.7 كيلوبايت 
الهوية:	905801

    تعليق


    • صورة الزائر الرمزية
      ضيف تم التعليق
      تعديل التعليق
      عاشت اديكم موضوع مهم ومتنوع

  • #3
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم...
    العلم نور والجهل ظلام....
    مقولة لطالما طرقت مسامعنا منذ الصغر...
    كانت وماتزال شعار المؤسسات التعليمية وغيرها...
    فنور العلم يبدد ظلام الجهل.. ويضيء الدرب لسالكيه..
    سنتعرف على المزيد في جلستنا النقاشية التي نبدأها الان...
    فأهلا وسهلا بكم معنا

    تعليق


    • #4
      العلم سلاح ذو حدين


      يُعَدُّ العلمُ من أهم منجزات العصر، ومظهراً لحضارة الإنسان ورقيّه، وهناك من يستغل العلم بشكلٍ إيجابي، فينتفع به في كافة ميادين الحياة، ممّا يؤثر إيجاباً على الفرد والمجتمع والأمة بشكل عام، وهناك من يستغله بشكلٍ سلبي وخاطئ، مما يؤثر سلباًَ على المجتمع والأمّة بشكلٍ عام، وهناك واجب يتعيّن علينا القيام به نحو العلم، لننعم بالجانب الإيجابي فيه.
      منقول
      ................


      تعليق


      • #5


        إيجابيات العلم

        لبّى العلم حاجات الإنسان الأساسيّة، وسهلها، وانتقل به إلى الكثير من الجوانب الكماليّة، فيسَّر حياة الإنسان في النقل ووسائله وارتقى بها، براً وجواً وبحراً، وكذلك في الزراعة وأنواعها وأشكالها، وفي الطبّ وعلومه وأدواته، وكذلك في ميادين الاتصالات بأشكالها المتعددة، فكانت الثورة المعلوماتيّة الهائلة، وما نتج عنها من أدوات وسبل متعددة في الاتصال التي سهلت ويسرت على الإنسان الكثير، أمّا في مجال العمران والبناء فكان للعلم لمسات قوية ورائعة في ذلك، ظهرت في براعة الهندسة والتخطيط والبناء.

        منقول

        تعليق


        • #6

          سلبيات العلم
          من سلبيات العلم والتقدم التكنولوجي التي أثرت على العالم التفنن في إنتاج الأسلحة، ولا سيَّما أسلحة الدمار الشامل، وجوانب الانحلال والفساد التي تحملها مواقع الإنترنت، وأشكال الإعلام الذي يهدف إلى نشر الانحراف الأخلاقي، وكذلك التلوُّث الناجم عن مفرزات العلم في مجال الصناعة، وانتشار الجريمة بكل صورها، فمن هذا الوجه نقول: العلم سلاح ذو حدين، وهو كذلك وسيبقى كذلك، فنزغات الشر في الإنسان قائمة، ومدافعة الحق والباطل قائمة أيضاً، فالإنسان في ذاته ينقلب عليها أحياناً، وتتصارع في ذاته قيم الخير والشر، والرقابة الذاتية وقوة حضورها، وقوة الإيمان هي التي تغلب وتفصل في الصراع.
          منقول
          .........................

          تعليق


          • #7



            واجبنا نحو العلم

            من واجبنا أن نولي العلم الاهتمام المناسب، وذلك بالاستفادة من العلم بالشكل الصحيح بما يحقق المصلحة لنا ولغيرنا، وذلك بأن نسلك السبل الصحيحة في طلب العلم وتحصيله، ونطرق كلّ أبواب العلم والمعرفة، ونستفيد منها بشكل إيجابي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإنسان هو من يقرر الوجهة الصحيحة لطلب العلم، وطريقة الاستفادة منه، فبإمكانه الاستفادة من الجوانب المضيئة فيه، فيستخدمها لما فيه خير ذاته وخير الناس من حوله.

            منقول

            تعليق


            • #8
              وقد أولت المرجعية العليا أهمية كبرى للعلم وتحصيله وبيان مدى تأثيره على المجتمعات.... بل حرصت على تطوير وحث الشباب على أن يكونوا في موقع الريادة والتميز بدلا من أن يكونوا تلاميذ لغيرهم...

              من وصايا المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني للشباب في تحصيل العلم.....
              (....وليهتم طلاّب العلم الجامعي والأساتذة فيه بالإحاطة بما يتعلّق بمجال تخصّصهم مما انبثق في سائر المراكز العلمية وخاصّة علم الطب حتّى يكون علمهم ومعالجتهم لما يباشرونه في المستوى المعاصر في مجاله، بل عليهم أن يهتمّوا بتطوير العلوم من خلال المقالات العلمية النافعة والاكتشافات الرائدة، ولينافسوا المراكز العلمية الأخرى بالإمكانات المتاحة، وليأنفوا من أن يكونوا مجرّد تلامذة لغيرهم في تعلّمها ومستهلكين للآلات والأدوات التي يصنعونها، بل يساهموا مساهمة فعّالة في صناعة العلم وتوليده وانتاجه، كما كان آباؤهم روّاداً فيها وقادةً لها في أزمنة سابقة، وليست أمة أولى من أمة بذلك، وعليكم برعاية القابليّات المتميّزة بين الناشئين والشباب ممّن يمتاز بالنبوغ ويبدو عليه التفوّق والذكاء حتّى إذا كان من الطبقات الضعيفة وأعينوهم مثل إعانتكم لأبنائكم حتّى يبلغوا المبالغ العالية في العلم النافع، فيكتب لكم مثل نتاج عملهم وينتفع به مجتمعكم وخلفكم...)


              بإمكانكم الإطلاع على هذه الوصايا عبر هذا الرابط
              https://www.sistani.org/arabic/archive/25237/

              تعليق


              • #9

                ليلى ابراهيم رمضان الهر
                رئيس تحرير مجلة رياض الزهراء ع

                العلم قارب النجاة الى الخير والصلاح
                العلمُ هو أساس التطوّر والتقدّم، ولهذا جعل الله تعالى طلب العلم فريضة، كما حثّ الرسول ص على طلب العلم، وأمر به في الظروف والأحوال جميعها، حيث يقول الرسول ص في الحديث الشريف: "من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع" (1)، كما ورذ في الكثير من الأحاديث الشريفة أن الملائكة تستغفر لطالب العلم؛ لأنّ فضل الإنسان العالم أعظم عند الله من فضل العابد، لأن طالب العلم يُفيد نفسه وغيره، لهذا فإنّ العلم نورٌ وشرف ورفعة، وفيه أجرٌ كبيرٌ من الله تعالى. بالعلم تتطور المجتمعات والدّول، وترتقي الصناعات وجميع القطاعات والمجالات في البلاد، فلولا العلم لانتشرت الأمراض وكثرت الوفيات، حيث أسهم العلم في اكتشاف الأدوية واللقاحات لمعظم الأمراض، وساعد في اختراع الأجهزة الطبية التي تُساعد المرضى وتخفف من معاناتهم، كما ساهم في زيادة سهولة الحياة وتوفير الرفاهية للإنسان، واختراع الآلات المختلفة في المصانع والمزارع والبيوت، مما وفّر الوقت والجهد، وساعد في إنجاز الأعمال بسرعة كبيرة، ومهّد الطريق لجميع الاختراعات والاكتشافات مثل اختراع شبكات الاتصالات والمواصلات، وهذا جعل العالم قرية صغيرة، وساعد في اقتراب الناس من بعضهم البعض، وانفتاح المجتمعات، كما جعل الأرض مكانًا أفضل للعيش. العلم ليس مجرّد كتب ومعلومات علميّة ونظريّات، بل هو حياة كاملة يُبنى عليها تطوّر البلاد، وهو الأساس الذي تتفاصل فيه الأمم، وكلما زاد العلم بين أبناء مجتمعٍ ما، كلما كان هذا المجتمع أكثر رقيًا وتقدمّا وانفتاحًا؛ لأن العلم نورٌ يهدي العقول، والجهل ظلامٌ دامس ينشر التخلف بين الناس، والأمم المتطورة هي أمم واكبت العلم وحثّت أبناءها على التزوّد منه، ولهذا يحتلّ العلماء مكانة راقية في المجتمعات والدول، ويُلاقون الكثير من الإجلال والتقدير والاحترام، ومن أراد أن يصنع لنفسه مكانة مرموقة فعليه أن يتزوّد من العلم قدر استطاعته، بشرط أن يعمل به، لأن العلم بلا عمل يذهب هباءً، فالعلم يُساعد الإنسان على اكتساب الأخلاق الحميدة وتطبيقها، كما يُساعده في أن يتفكّر في كلّ شيءٍ من حوله، وأن يتثقف ويعرف كيف يبحث عن المعلومة بمهارة ودقة، لهذا يجب أن يكون العلم هدفًا للجميع، وأن يكون طلب العلم ضمن أولويات الأفراد والدول، كما يجب الاهتمام بالمؤسسّات التعليمية ونوعية الطلبة، لإنشاء جيلٍ يعشق العلم ويعمل على نشره وتطبيقه.
                -----------------------
                1- مستدرك سفينة البحار: ج1 ،ص343.


                تعليق


                • #10


                  القضية الأساس التي تواجه الإنسان منذ فجر التاريخ هي محاولته الدائبة لسبر أغوار نفسه، وعلاقته بالوجود لناحية دوره وغايته فضلاً عن علاقته بمحيطه الاجتماعي.

                  هذه المحاولات لم تكن سوى وليدة الدافع المعرفي الذي استودعه الباري في طبيعة الإنسان خلافاً لغيره من المخلوقات التي كرمه ورفعه فوقها من خلال العقل، والذي من خلاله استحق الإنسان أن يكون خليفة لله في الأرض. ولم يترك الله الإنسان وحده في معركة الاستخلاف وإثبات جدارته في هذا الوجود، فرفده بالأنبياء والرسالات السماوية لإقامة الحضارة البشرية على أساس التوحيد والعدل وإرساء القيم الإنسانية السامية.

                  غير أن تاريخ البشرية، رغم ذاك، لم يكن ليسير سيراً مطرداً باتجاه تحقيق العدالة الإنسانية والارتقاء نحو المطلق المتعالي. ففي عالم الاعتقاد كان الكفر، وكان الشرك كما كان التوحيد. بنى الإنسان لنفسه عالماً من الأفكار والفلسفات المتناقضة التي تعكس نظرته لوجوده ولغايته في الوجود ، وقامت حضارات واندثرت أخرى لنشهد أكبر حضارة في تاريخنا البشري هي الحضارة المادية بوسائلها وقيمها التي تطرح نفسها بوصفها حضارة عالمية شاملة.

                  لقد كانت تلك الحضارات بمثابة معركة العقل إزاء التحدي الذي تطرحه العلاقة مع الطبيعة ومحاولة الإنسان لتلبية حاجاته المادية. لقد حاول تلبيتها من خلال الوسائل التي راح يكتشفها بإعمال العقل ومن خلال معرفته بقوانين الطبيعة التي انتهى في صراعه معها إلى تطويعها والسيطرة عليها. فمن عصر الصيد بوسائله البدائية إلى عصر اكتشاف الزراعة وتدجين المواشي مروراً بخوضه أعماق البحار وسبر أغوار المحيطات وصولاً إلى عنان السماء.

                  وفي مجال ترتيب العلاقات الاجتماعية كانت النظم الاجتماعية والسياسية التي استندت إلى منظومات من القيم حيث اختلفت وتنوعت عبر مراحل طويلة من التطور البشري والتي تشهد من خلالها محاولة إرساء العدالة ومنع الظلم والتجاوز فكانت رؤى الفلاسفة والمفكرين الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في رفد الحضارات البشرية بأفكار تعينها على إرساء نظمها، كتلك التي كانت في بلاد ما بين النهرين مع الحضارة السومرية والبابلية في الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن ثم الحضارات الأخرى الفارسية والهندية والفرعونية، فاليونانية والرومانية والإسلامية، وصولاً إلى العصر الحديث. رغم ذاك حفل تاريخ البشرية بالكثير من الحروب والمجازر والتنكيل، ولم تستقرّ المسيرة الطويلة لحياة البشر على منوال واحد، بل تراوحت بين العزلة، والاحتكاك، بين العنف والتلاقح الثقافي، والاندماج الجغرافـي والديمغرافي. وارتبطت هذه العلاقات برؤى ومواقف متباينة من الاحتلال والاستعمار، بين الرفض والتأييد والذي يجد تعبيراته ومتعيناته بشكل خاص عبر الاحتكاك بين الحضارة الإسلامية وحضارة الغرب، التي ما زالت تطرح السؤال على المسلمين حول أفق هذه العلاقة وحدودها، كما تطرح السؤال أيضاً على شعوب العالم الثالث في ميدان سيرها في ركاب التطور، وفي موضوع صلتها بالحضارة على المستوى الوطني والقومي والإنساني، وصلتها بتاريخها وتراثها وطبيعة قيمها وأساليبها ومناهجها ورؤاها في مجالات العقيدة والتشريع والثقافة وكل أساليب العيش.

                  وبطبيعة الحال لم تطرح هذه المواقف والتساؤلات خصوصاً في عصرنا الراهن لولا وجود حضارات بإزاء بعضها بعضاً مع وجود تبيانات في درجة الارتقاء الحضاري الذي يستند إلى معايير تختلف باختلاف المنطلقات والرؤى حول هذه المعايير. ومع ذلك فإن انفتاح العالم الناتج عن مسيرة التطور البشري، تبقي هذه التساؤلات ماثلة خصوصاً في مجال حدود العلاقة ومجالات الانفتاح، والإسهامات الحضارية الخاصة وغاياتها المنشودة.

                  ففي العالم الإسلامي ومنذ لحظة الاصطدام بالاستعمار الغربي في القرن التاسع عشر تراوحت المواقف بين اتجاهات ثلاثة، اتجاه منفتح بشكل مطلق على الغرب يدعو إلى تعميم ثقافة الغرب واستلهام تجربته كما هي، واتجاه آخر يتراوح بين التراث والحداثة أي بين ما هو موجود وأصيل وتوليفه مع الوافد، واتجاه ثالث يدعو للانفتاح على التراث ومحاولة التطوير من الداخل دون الحاجة إلى الغرب.

                  وأما الخيط الذي يوصل بين هذه المواقف فهو الإحساس بالعجز الحضاري مقابل الغرب بغض النظر عن كيفية اللحاق بركب التطور.

                  ومع الإحساس بهذا العجز، يطرح التساؤل في مكان آخر. لماذا كان هذا الإخفاق الحضاري؟ وقد كانت الإجابات كثيرة ومتنوعة، غير أننا وفي مجال التركيز حول أهمية العلم في مسيرة التطور البشري، لا بد لنا من محاولة تبيين نظرة الإسلام للعلم والعقل وكيفية التعامل مع المعرفة انطلاقاً من النصوص وصولاً إلى التجربة التاريخية مقارنة مع الحاضر للوقوف فيما بعد على رؤية الإمام الخميني في مجال التحديات التي تواجه الثورة الإسلامية باعتبارها ثورة تطرح نفسها في إطار التحديات الرؤيوية للحضارة الإنسانية، من خلال المزج العضوي بين الدين والعلم لعلاج مشكلة الإنسان في عصرنا الراهن، ولمعالجة تحديات التطور.

                  1 - أهمية العلم في الإسلام
                  تبييناً لأهمية التعليم في الإسلام يكفي الإشارة إلى أن أول آية نزلت على النبي محمد‘ هي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ1 , ومن ثم ما ورد من آيات كثيرة تحث على إعمال العقل وطلب المعرفة والعلم لأنه بالعلم وحده يُعرف الله ويوحَّد ليصل الإنسان إلى تحقيق دوره في الاستخلاف. وقد اقترن هذا الإلحاح بكون العلم يشكل المدخل الأول للتعرف إلى الباري سبحانه وتعالى إلى حد إرجاع الخشية من الله إلى العلماء.﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء2. وفرق بين من يعلمون وبين من لا يعلمون ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ3. ولأهمية ما ورد في القرآن الكريم حول أهمية العلم حث الرسول الأكرم‘ المسلمين على الاهتمام بهذا الأمر وجعله واجباً وفريضة "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" "اطلب العلم من المهد إلى اللحد...".

                  بهذه الدعوة في نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية المأثورة والتي باتت معروفة لدى عموم المسلمين، نتبين الدعوة إلى الثورة الثقافية التي أولاها الإسلام حيزاً كبيراً من الاهتمام وجعل الانشداد إليها محل تقدير إلى الحد الذي جعلها قرينة للعبادة بحد ذاتها.

                  وبطبيعة الحال، ولأن الإسلام خاتم الديانات، وأنه نزل للناس كافة ولم يقرن بعصر نزوله فحسب وإنما جعل ليكون هداية وشرعة للبشرية على امتداد الأزمنة، نجد أن تلك الدعوة تشكل ضرورة لإحداث التغيير النوعي في المجتمع الجاهلي الذي كان يحفل بالأساطير وبالجهل والانشداد إلى تقليد الآباء والأجداد وقصور النظام الاجتماعي عن التطور ورزوحه تحت وطأة العادات القبلية والعصبية والجاهلية. كان ذلك مدخلاً ضرورياً لإحداث هذا التغيير، غير أن عالمية الإنسان وإفصاح القرآن الكريم عن فلسفة الخلق وغاية الإنسان في الوجود ما يؤكدان على أن دعوة القرآن الكريم إلى المعرفة غير مقرونة بالزمان أو المكان وهي دعوة يراد لها بناء النموذج الحضاري الإسلامي ليكون عاماً بين الناس، وليكون أساساً في مسيرة البشرية في ارتقائها نحو الله ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيه4 ليُسأل الإنسان حينذاك عما قدمه لنفسه وما قدمته الأمة في معتركها الإنساني.

                  وبوصف الإنسان بالمعنى العام خليفة لله في أرضه، تزود بقدرة العقل وأُمر بإعمار الأرض على أساس التقوى وإقامة العدل وأُنزلت له الرسالات السماوية مع الأنبياء لإعانته على أداء هذا الدور المنشود، في الإعمار والإبداع والوصول إلى أقصى ملكاته كممكنات مفتوحة على الارتقاء والصعود في مسيرة التكامل البشري.

                  إذن المرتكز الأساس للدعوة الإسلامية العامة، أنها تقوم على الإيمان بالعقل والاستناد إليه في تثبيت عقيدة الإيمان بالله والانطلاق نحو بناء الحضارة الإنسانية. فأول ما نزل به القرآن الكريم كان الدعوة إلى القراءة والعلم، والدعوة إلى معرفة الله من خلال النظر بحقائق الوجود وتبيان ما فيه من إبداع ومن سنن وقوانين. وبطبيعة الحال، هي دعوة عامة مفتوحة على التعرف الدائم إلى حقيقة الكون، وهي أكبر وأعمق من أن يحدها جيل من البشر في مرحلة تاريخية واحدة لما فيها من أسرار تعيَّن على الإنسان إدراكها من خلال منهج الملاحظة وإعمال العقل بالنظر أولاً إلى حقيقة خلق الإنسان بحد ذاته ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ5 وما يحيط به من وجود ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا6 ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ...7 والدعوة إلى النظر بأحوال الأمم والاستفادة من التجارب والوقوف على فلسفة تاريخ قيام هذه الأمم واندثارها ﴿قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ8 ومن ثم تحكيم العقل والركون إليه فضلاً عن كونه معياراً للمفاضلة بين الناس ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ9. وعلى هذا الأساس انطلق العالم الإسلامي باحثاً عن أحوال النجوم والفلك والرياضيات والهندسة والطبيعيات، والنظر بفلسفة الوجود وسلك مناهج التأمل والتفكير والملاحظة عاملاً على التطوير المطّرد لهذه العلوم.

                  لقد إقتبس المسلمون بعضاً من هذه العلوم ثم أضافوا اكتشافاتهم ومناهجهم بحيث يغدو مستحيلاً درس تاريخ العلم بمعزل عن مساهمات المسلمين النوعية والمتعددة، فقد ترجم محمد بن إبراهيم الفرازي كتاب "برهمبكت" المشهور: "السد هانتا أو سند هند" الذي أهداه الفلكي الهندي "كانكا" إلى الخليفة المنصور وهو الكتاب الذي يتضمن أهم ما احتواه تراث الهنود في الفلك والرياضيات.

                  وترجم إسحق بن حنين كتاب "الأصول والأركان" لاقليدس وهو خلاصة الهندسة اليونانية. كما ترجم إسحق نفسه كتاب "المجسطي" الذي يحوي أهم ما توصل إليه "بطليموس" في الفلك والرياضيات.

                  وبذلك يكون المسلمون قد أخذوا عن الهنود الأعداد والنظام العشري وعن الإغريق حساب "فيتوغوراس" وهندسة أقليدس وفلك بطليموس10. ومن ثم أعادوا كتابة الحضارة اليونانية كلها باللغة العربية، فترجموا كتب أفلاطون وأرسطو وتلامذتهما في الفلسفة، كما ترجموا كتب أبقراط الطبية وجميع ما كتبه جالينوس في الطب وكتب أخرى ذكرها ابن النديم وخاصة في صناعة العقاقير وطرق الاستشفاء، ونقلوا عن حضارة الفرس الأدب والشعر والتاريخ والسياسة والإدارة وعلم النجوم.

                  في حين دخلت الحضارة الهندية بعلومها وأخلاقها وكانت حضارة الفرس دخلت الإسلام عن طريقين الترجمة والإيمان بعدما أعطوا لحضارتهم انتماءً جديداً. أما علماء الهنود أنفسهم فمنهم من بقي هندوسياً ومنهم من اختار الإسلام دينا11

                  إن اقتباس المسلمين عن غيرهم قد يطرح إشكالية حول أصالة الحضارة الإسلامية كما دأب بعض المستشرقين علي القول معتبرين الحضارة الإسلامية قد تأسست على معطى خارجي.

                  غير أن الإسلام عندما أخذ عن هذه الحضارات عمل على استيعابها بروحية الإسلام التوحيدية فضلاً عن تكييفها مع الشريعة. صحيح أن المسلمين استفادوا من تجارب الآخرين ولكنهم أعطوا للآخرين ما أبدعوه في مجالات كثيرة وقد برز ذلك في شواهد كثيرة فعلى سبيل المثال:

                  أبو بكر الرازي كان كتاباه رسالة في الجدري والحاوي... مرجعاً لدراسة الطب في الغرب لعدة قرون.وقد برع في خياطة الجروح، إذ كان أول من استعمل أمعاء الحيوان في التقطيب، وكان أول من عالج أمراض الجدري والحصبة.


                  من جهته ظل كتاب "القانون" لابن سينا متربعاً على عرش المعرفة الطبية في العالم حتى القرن السابع عشر، إذ احتوى على 760 عقاراً للمعالجة. وكان ابن الهيثم قد أثبت بطلان نظرية "بطليموس" حول الانعكاس الضوئي عندما اعتبر الرؤية نتيجة لانعكاس الضوء الخارجي في العين بدل العكس، بالرغم من أن الغرب ينسب نظريات ابن الهيثم في القرن العاشر الميلادي حول انعكاس وانكسار الضوء إلى نيوتن في القرن السابع عشر كما نسب إلى "وليم هارفي" اكتشاف الدورة الدموية الصغرى التي توصل إليها "ابن النفيس" الذي كان أول من تحدث عن تنقية الدم في الرئتين وانتقد نظرية "جالينوس" المتعلقة بمجرى الدم الوريدي من البطين الأيمن والبطين الأيسر12.

                  لم يقتصر الأمر على المعارف الطبية وإنما تعداه إلى حقول معرفية متنوعة فقانون الجاذبية عرف تطوراً ملحوظاً على يد "الخازن" الذي كان أول من تحدث عن جذب الأجسام إلى الأرض وحدد قوانين الجاذبية انطلاقاً من سرعة تساقط الأجسام وأوزانها قبل نيوتن بعدّة قرون.

                  وهو الذي اكتشف الضغط الجوي قبل "تورشيلي". وكان البيروني وابن سينا قد اكتشفا أن الضوء أكبر من سرعة الصوت ومثله في الرياضيات والهندسة حيث ظل جبر الخوازمي طاغياً على كل ما سبقه، إضافة إلى اكتشاف العدد "الصفر" والكسور العشرية، والمتواليات الحسابية والهندسية، وحسابات التكامل والتفاضل، واللوغاريتم، والمضلعات وتصنيف المساحات والأحجام13. كذلك كان المسلمون قد صنعوا الروافع والطواحين، ومضخات المياه، والموازين وأنابيب السوائل والساعات المائية والشمسية ورقاص الساعة، والدمى والفوانيس الزيتية، وأبدعوا في صناعة المراصد والآلات الفلكية والأسطرلاب إضافة إلى معرفة متنامية بمواقع الكواكب والنجوم14 ، والكثير من الإبداعات التي لا يعتري الشك الباحثين في نسبتها إليهم، رغم المنطق الإنكاري لدعاة تمايز الحضارة الأوروبية.

                  2 - الارتباط بين العلم والإيمان
                  لتفسير معالم الارتباط بين العلم والإيمان ومن ثم الوقوف على رأي الإمام الخميني يقتضي الأمر أولاً عقد مزاوجة بين العمل والعلم باعتبار أن العلم هو مختصات العقل. علماً أن كلمة عقل لم ترد في القرآن، بل وردت كلمة القلب كدلالة على تلك العلاقة التي أسسها الإسلام بين العقل والإيمان.

                  القلب كما ورد في القرآن الكريم هو عقل يتدبر به المسلم أمور دينه ودنياه."من كان له قلب" هو بحسب المفسرين من كان له عقل و"أولي الألباب" يعني أولي العقول. والأفئدة جمع فؤاد وهو القلب.وحسب تفسير العلامة الطباطبائي المراد به في القرآن هو الشعور والفكر. والقلوب الواردة في القرآن مرادفة للعقول وإليها تعود مهمة التعقل والتفقه بحسب الآية 179 من سورة الأعراف ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا15.

                  والقرآن الكريم كان قد حدد غايات العقل بتوجيهه نحو معرفة علمية بالكون والطبيعة والإنسان من خلال التبصر والنظر.وإنما حث أيضاً البشر على تشغيل العقل في معرض تنظيم شؤون دنياهم على قاعدة الالتزام بما جاء به الوحي من هداية والتمييز بين الخبيث والطيب من خلال ما جاء به النبي من تشريعات.





                  منقول


                  التعديل الأخير تم بواسطة امال الفتلاوي; الساعة 11-01-2021, 11:16 AM.

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X