~~~~~~~~~~
أن الحِلم من أبرز صفات الإمام الكاظم( عليه السلام )فقد كان مضرب المثل في حلمه وكَظْمِه للغَيظ .
ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) كان يعفو عمن أساء إليه ويصفح عمن اعتدى عليه وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها :
1-إن رجلاً كان يسيء للإمام ( عليه السلام ) ويسبُ جَدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )فأراد بعض شيعة الإمام ( عليه السلام ) تأديبه فَنَهَاهُم عن ذلك ورأى أن يعالجه بغير ذلك .
فسأل ( عليه السلام ) عن مكانه فقيل له : إن له ضيعة في بعض نواحي المدينة المنورة وهو يزرع فيها
فركب الإمام ( عليه السلام ) بَغلَته ومضى متنكراً إليه فأقبل نحوه .
فصاح به الرجل : لا تَطأْ زرعنا .
فلم يحفل به الإمام ( عليه السلام ) إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك .
ولما انتهى إليه قابله الإمام ( عليه السلام ) بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له( كم غرمت في زرعك هذا ) ؟
فقال : مائة دينار .
فقال الإمام ( عليه السلام )( كم ترجو أن تصيبَ منه ) ؟
فقال : أنا لا أعلم الغيب .
فقال الإمام ( عليه السلام )( إنما قلت لك : كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه ) ؟
فقال : أرجو أن يجيئَني منه مائتا دينار .
فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَ مِائة دينار وقال : هذه لك وزرعك على حاله .
فانقلب الرجل رأساً على عَقِب وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام ( عليه السلام ) .
ثم انصرف الإمام ( عليه السلام ) عنه وقصد الجامع النبوي فوجد الرجل قد سبقه فلما رأى الإمام ( عليه السلام ) قام إليه وهو يهتف بين الناس : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء .
وبادرَ أصحابه مُنكِرين عليه هذا التغيير فأخذ يخاصمهم ويذكر مناقب الإمام ( عليه السلام ) ومآثره .
لقد عامل الإمام ( عليه السلام ) مبغضيه ومناوئيه بالإحسان واللّطف ، فاقتلَعَ من نفوسهم النزعات الشريرة ، وغسل ( عليه السلام ) أدمِغَتَهم التي كانت مُترَعَة بالجهل والنقص .
وقد وضع ( عليه السلام ) أمامه قوله تعالى : ( إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ ) فصلت : 34 .
2-ومن آيات حِلمه ( عليه السلام ) أنه اجتاز على جماعة من أعدائه كان فيهم ابن هَيّاج فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام ( عليه السلام )ويَدّعي أنها لَه ففعل ذلك وعرف الإمام ( عليه السلام ) غايته فنزل عن البَغلة وأعطاها له .
وقد أعطى الإمام ( عليه السلام ) بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس .
وكان ( عليه السلام ) يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة فقد قال ( عليه السلام ) لهم : ( يَا بني أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها إذا أتاكم آتٍ فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال : إِني لم أَقُلْ شيئاً فَاقبلُوا عُذرَه )
تعليق