تعلمنا وحيدة الوحي إن الدفاع عن الحق واجب وأي حق أعظم من حق الولاية
منذ بداية حياتنا نتعلم أن نسكت أمام الظلم، يُعلموننا إن الدفاع عن الحق عيب وقلة أدب حتى وإن تكلمنا في غاية الأدب وراعينا جميع الحقوق مجرد الدفاع عن الحق أمر لا يُغتفرفي كثير من الأحيان نتربى على الصمت وعدم الدفاع عن الحق ونربي أطفالنا دون وعي على ما ألفينا عليه آباءنا.
نقول لهم بأنهم إن دافعوا عن حقوقهم سوف يُنصب لهم العداء من ناحية المعلمين أو الزملاء أو أينما كانوا
نحرضهم على عدم البوح ونربي براكين خامدة لا يُعلم بأي لحظة تثور وتحرق الدنيا ومن فيها.
نتصور بأن علينا أن نمثل دور الضحية فهذا الدور يجعلنا محط انتباه في المجتمع ونحصل على ألطاف الناس ولكن لا نعرف إننا بهذه الحالة نظلم أنفسنا ونظلم الآخرين أيضا.
فعندما نسكت في الوقت الذي يجب علينا أن نتكلم وندافع عن الحق سوف نمنع أنفسنا من الحصول على حقنا ومن ثم نعلم الآخرين بأن يستولون علينا وفي بعض الأوقات صمتنا يجعلهم يتمردون علينا ويدمروننا.
إن الدفاع عن الحق صعب جدا فالانسان من الممكن أي يخسر أمواله وما يملك في هذا الطريق،
ولكن من الضروري أن يبحث الانسان عن الحقيقة ويبين الحقيقة ولا يخاف أبداً.
تعلمنا وحيدة الوحي إن الدفاع عن الحق واجب وأي حق أعظم من حق الولاية؟
كانت في قمة الألم عندما فقدت أعظم شخص في العالم ولكن لم تغلق الأبواب على نفسها وتبتعد عن المجتمع بل كانت تؤدي دورها ولم تصمت أمام تلك المصائب وما جرت عليها من اعتداءات.
إن الدين لا يريد أن نكون ضعفاء بل يعلمنا الشموخ في جميع الحالات الاجتماعية والأبعاد الفردية ولنا في بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة حيث تعلمنا بأننا مهما جرى علينا أن ننهض دون خوف وندافع عن حقوقنا فخروجها من البيت وهي بتلك الحالة أكبر درس لنا.
خرجت لتطالب بالحق كي تبين إنها إلى أي مدى مستعدة في الدفاع عن الحق، علمتنا بأن الدفاع عن الحق واجب على الجميع لا أحد يستثنى من هذه القاعدة لا الصغير ولا الكبير، لا الحامل ولا الحزين بل مهما كانت حالتنا سيئة هناك حقوق يجب أن ندافع عليها وإن لم نفعل سوف نحترق في طريق الخذلان.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق.
إنها كانت نعم الداعية إلى الحق حيث بينت للعالم بأجمعه أن امرأة واحدة تستطيع فضح الطغاة وإن كان عددهم لا يحصى، كلمة الحق يتردد صداها مدى الدهر فسيدة الوجود من خلال خطبتها الغراء التي هي بمثابة درس متكامل في الايمان والعقيدة وهي خطبة تثقيفية متكاملة بينت ركن التوحيد والنبوة والإمامة، وبينت فيها مدى الصعوبات التي جرت على رسول الله لأجل اعلاء كلمة لا إله إلا الله ودين الاسلام في ذلك المجتمع الرديء.
ثم تتكلم عن انقلاب الأمة وتغيرهم والواقع الذي حدث بعد رسول الله وتركوا أوامر النبي وفعلوا ما فعلوا من جرائم..
حددت موقفها الرصين ودافعت عن الولاية، ربما كانت إمرأة ولكن كانت أفضل من مئات الرجال الموجودين اللذين وقفوا دون أن يتكلموا أو يدافعوا عن الحق!
وهكذا نتعلم من سيدة نساء العالمين أن نكون فاطميين قولا وفعلا ونتعلم منها دروس الحياة وكيفية التعامل مع الأمور بأحسن وجه.
سيدة نساء العالمين تعلمنا بأن نقتدي بها، لا داعي للنفاق والغدر، تعلمنا الدفاع عن الحق حتى وإن طلب منا أن نفدي أرواحنا لأجله، تعلمنا أن الحق لا يُسكت عنه.
للكاتبة فهيمة رضا
شبكة النبا المعلوماتية